صحيفة الاتحاد:
2025-05-28@23:18:01 GMT
«حياة وحلم».. الحكي واستعادة الماضي المفقود
تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT
محمد عبد السميع (الشارقة)
تواصلت في المركز الثقافي لدبا الحصن، فعاليات الدورة الثامنة من مهرجان المسرح الثنائي، بحضور أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بدائرة الثقافة مدير المهرجان.
وحول علاقة الحكي بإنعاش الذاكرة واستعادة الماضي المفقود، تمحورت وقائع العرض المسرحي المغربي «حياة وحلم»، الذي قدمته فرقة مسرح الشامات، وهو من تأليف وإخراج بوسلهام الضعيف، وبطولة هند بلعولة، وسفيان نعيم.
يروي العمل قصة الأم سعيدة، التي يصدمها دخول ابنها يونس في غيبوبة إثر حادثة تعرض لها، بعد تغيير جذري طرأ عليه خلال فترة غيابه. وفي محاولة يائسة لاستعادته، تلجأ الأم إلى الحكي وسيلةً لإيقاظ ذكرياته. تستوحي سعيدة فكرتها من الفيلم الإسباني «تحدث إليها» للمخرج بيدرو ألمودوبار، وتتحدث إلى يونس عن حياتها في غيابه، وعن شخصية أدبية مغربية، أنجزت عنها رسالة دكتوراه، آملة أن يوقظ صوتها وكلماتها شيئاً بداخله ويعيده إلى وعيه وذاته الحقيقية.
وتتقاطع في العرض، عبر تقنيتي الاسترجاع والتوليف (المونتاج)، ثلاث حكايات رئيسة: حكاية الشاعر المغربي التي كانت موضوع الرسالة العلمية، والفيلم الإسباني الذي يروي بدوره قصة امرأتين في غيبوبة، وقصة غياب يونس وعودته غير الكاملة.
في هذا التداخل السردي الذي يبرز قدرة الحكي على استعادة الوعي، عمد المخرج إلى استثمار الأداء الصوتي للممثلين لإحداث تأثير سمعي، يضفي عمقاً على المواقف والحالات المعنوية المروية. تجلى ذلك في تلوين أصواتهما، وتنويع إيقاعهما، وتغيير نبراتهما. وتكامل ذلك مع لغة النص الشعرية المشبعة بالرؤى الفلسفية حول معنى الحياة، والانتماء، والاغتراب، والبحث عن هوية ذاتية.
وضمن برنامج اليوم الثالث للمهرجان، نظمت جلسات اليوم الثاني والختامي لملتقى الشارقة العشرين للمسرح العربي، الذي جاء تحت شعار «المسرح والحياة»، وأدار الجلسات المخرج والممثل الإماراتي الدكتور خالد البناي. وجاءت المداخلة الأولى للباحث الدكتور محمد العناز، تحت عنوان «تأويل الحياة في المسرح المغربي»، مركزاً على العلاقة الجدلية بين الفن والحياة، وكون الفن ضرورة وجودية لا مجرد ترف.
وأوضح العناز أن المسرح يفكك الحياة ويؤوّلها، مستخرجاً معانيها الخفية.
وتحت عنوان «علاقة المسرح اللبناني بالواقع.. دراسة سوسيولوجية»، قدمت الباحثة اللبنانية الدكتورة كاتيا الطويل مداخلتها، أكدت فيها على دور المسرح اللبناني الفعال في عكس التحولات الاجتماعية والسياسية.
وشددت على أن المسرح اللبناني لا يكتفي بعكس الواقع، بل يتجاوزه ليطرح أسئلة جوهرية ويسهم في مقاومة التحديات، وتعزيز الأمل.
واختتم المداخلات الفنان اللبناني زياد عيتاني بشهادة بعنوان «كيف تحيا المدن بحياة خشباتها.. بيروت نموذجاً»، ركز فيها على العلاقة الوثيقة بين المسرح والمدن، مستعرضاً تاريخ المسرح من أثينا إلى روما بوصفه مرآة لحياة الشعوب. وتناول فترة الستينيات في بيروت بصفتها عصراً ذهبياً للمسرح الذي جسّد أحلام الناس، مؤكداً أن المسرح هو «صلة الرحم الوحيدة بين الفنان والجمهور»، وأن المدن تحيا وتنتعش بحياة مسارحها. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مهرجان المسرح الثنائي المركز الثقافي دبا الحصن
إقرأ أيضاً: