الثورة نت:
2025-10-14@00:43:59 GMT

(مجزرة الروح.. المأساة كاملة)

تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT

 

 

الطبيبة الفلسطينية التي استقبلت جثامين أطفالها التسعة
كانت الدكتورة آلاء النجار اختصاصية أطفال في مستشفى التحرير بمجمع ناصر الطبي تتجهز لمغادرة المنزل بعد أن وعدت طفلها الكبير يحيى بتجهيز حفل عيد ميلاد جماعي ودعت أطفالها العشرة بعد أن أصر زوجها الدكتور احمد، على إيصالها خوفاً عليها للمشفى القريب من المنزل والذي لا يبعد اكثر من عشر دقائق ولكن بسبب زيادة القصف الإسرائيلي وكثرة الأنقاض على طول الطريق تزداد مدة الوصول للمشفى .


غادر الاثنان باب منزل العائلة وفجأة عادت الدكتورة آلاء للخلف وفتحت الباب وسط استغراب زوجها وأسرعت باتجاه مهجع رضيعتها سيدار ابنة السنة والتي تشاهدها وتنفرج ابتسامة ملائكية على محياها الصغير تشاهدها وتحتضنها رفق ثم تنادي على أبنائها من جديد وتقوم باحتضانهم وكأنها على موعد أخير لفراقهم .
تركتهم وركضت باتجاه باب المنزل بعينين دامعتين وقلب خائف حيث ينتظرها زوجها الذي بادرها بالسؤال وهو يضع يده اليمنى أعلى كتفها:
– ماذا هنالك يا أم يحيى لقد اخفتينا جميعاً
لم تستطع صبراً فبكت بصوت خافت وهي تدفن وجهها براحتي يديها وتجيبه:
– يلازمني شعور سيئ يا أبو يحيى منذ مساء الأمس.
يربت على كتفها ويتحدث معها بصوت هادئ..
– ابعدي عنك هذه الهواجس وتوكلي على الله فثمة أطفال بحاجتك في المشفى لمداواتهم..
أجابته وهي تزفر الوجع الجاثم في صدرها:
– ونعم بالله هيا لنذهب فقد تأخرنا..
فيما قلبها يئن من وجعٍ لا تفسير له، ركبت السيارة إلى جانب زوجها، تحاول أن تطمئن نفسها بأن كل شيء سيكون على ما يرام، بينما يتسابق في ذهنها مشهد عناقها الأخير لأطفالها. ظل صدى ضحكة سيدار الصغيرة في أذنها، كأنها نداء استغاثة من المستقبل، وكأن عينيها الصغيرتين ترجوان البقاء.
كان الطريق إلى المستشفى أطول من المعتاد، ليس بالزمن، بل بثقل الخوف والمجهول. صوت الطائرات لا يغيب، والدخان يرتفع من أطراف المدينة، وصوت الإنذارات بات مألوفًا أكثر من صوت المؤذن.
وصلت آلاء إلى قسم الطوارئ في مجمع ناصر، وما إن خطت إلى الداخل حتى بدأت تنهال الأنباء، جرحى بالعشرات، والمشفى بالكاد يستوعبهم. انشغلت بجسدها هناك، لكن قلبها ظل معلقًا في منزلها، يتخيل كل سيناريو ممكن، ويرجو ألا يتحقق أيٌّ منها.
لم يكد يمضي وقت طويل حتى دوى انفجار قريب، اهتزت نوافذ المستشفى، وسقط غبار من السقف، هرع الأطباء والممرضون إلى الخارج، وإذا بعدة سيارات إسعاف تتدفق تباعًا نحو البوابة، محملة بأشلاء أطفال ونساء، كانت إحدى العربات تغص بجثامين. متفحمة مغطاة بمآزر بيضاء.
في لحظةٍ، شهق أحد المسعفين وهو ينادي: «جاءوا من حي السلام.. منزل آل النجار.. ضُرب بالكامل».
تجمدت آلاء في مكانها، كأن الزمن توقف، كأنها تُقتلع من جسدها، أحست بأن الحروف تحولت إلى سكاكين تنهش في صدرها. حاولت أن تصرخ، أن تجري، أن تنكر، لكن قدميها خذلتاها.
سقطت على ركبتيها، تهمس كالمجنونة: «لا.. لا.. أبنائي هناك.. كانوا يلعبون قبل ساعة» ركضت، تسابقت مع الوقت، مع الأمل، مع الوجع، حتى وصلت المشرحة..
قدميها توقفتا عند عتبة الغرفة. تسعة أكفانٍ صغيرة مغطاة بملابس سوداء متفحمة، تنبعث منها رائحة اللحم المحترق.  اقتربت بخطواتٍ ثقيلة، وفجأةً انكسرت. بين الأكفان، لاحظت خصلة شعرٍ ذهبية تلتصق بقطعة قماشٍ مُمزقة.. كانت لـ«ريفال» الصغيرة، ابنتها التي لم تتجاوز الخامسة.
من أشلائهم؛ حذاء مدرسي لـ«راكان»، سوارٌ ذهبي لـ«إيف»، دميةٌ محترقة لـ«أرسلان». كل قطعة كانت قصيدة موت تُذكّرها بأن العدوان الإسرائيلي سرق حتى أحلامهم البسيطة:
انهارت آلاء فوق الجثث، تاركةً عباءة الطب البيضاء تُلوّثها دماء أبنائها . في الزاوية، وقف زملاؤها يبكون بصمت، عاجزين عن تهدئة أمٍّ كانت قبل قليل تُهدئ رُضّعاً.
انه مشهد لا يمكن للعقل أو القلب تحمّله، وقفت الطبيبة آلاء أمام ثلاجات الموتى، تنظر إلى أجساد صغارها محتضنة جثامينهم، لا يميزهم سوى قلب الأم.. هم من كانت تحملهم صغاراً على صدرها، تسهر على مرضهم وتراقب نموهم، وتبتسم لأحلامهم الصغيرة. تحول الحلم إلى كابوس، والأم إلى شاهدة على محرقة عائلتها.
هكذا فقدت الطبيبة آلاء النجار كل شيء في لحظة.. أطفالها، بيتها، وزوجها الذي يصارع الموت، فيما العالم ينظر بصمت إلى واحدة من أبشع الجرائم التي لا توثقها إلا دموع أمٍ تبكي أطفالها داخل المستشفى الذي كانت تحفظ فيه حياتهم.
في المساء. كانت الدكتورة آلاء تحاول فتح خزانة منزلها المدمر تنتظر أن يخرج منها أولادها كما كانوا يفعلون في لعبة الغميضة.. لكن العدو البغيض لم يترك حتى أشباحهم.
هكذا كانت حكاية مأساة الدكتورة آلاء الأم التي استقبلت جثامين أطفالها التسعة تروي للعالم أنها ليست مجرد مأساة عابرة، بل جرحٌ مفتوح في قلب الإنسانية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أحمد ياسر: حسام حسن أعاد الروح للمنتخب.. وفترة طارق مصطفى في البنك الأهلي أثارت الكثير من الجدل

أبدى أحمد ياسر، لاعب فريق المصري البورسعيدي السابق، سعادته الكبيرة بتأهل منتخب مصر إلى نهائيات كأس العالم 2026، مؤكدًا أن ما تحقق تحت قيادة المدير الفني حسام حسن يعكس عودة الروح والانضباط إلى الكرة المصرية بعد فترة من التراجع.

 

وقال أحمد ياسر في تصريحات لبرنامج “الكلاسيكو” الذي تقدمه الإعلامية سهام صالح على قناة أون تايم سبورتس:“أبارك للشعب المصري هذا الإنجاز الكبير، فالتأهل إلى كأس العالم إنجاز تاريخي يُحسب للجهاز الفني بقيادة حسام حسن ولجميع لاعبي المنتخب الوطني، الذين قدموا أداءً قويًا وروحًا عالية طوال مشوار التصفيات.”
 

إشادة بحسام حسن ومقارنة فنية مع روي فيتوريا

 

وأضاف ياسر في حديثه:“من وجهة نظري، منتخب مصر مع حسام حسن أفضل كثيرًا مما كان عليه في عهد روي فيتوريا، ولا يمكن مقارنة الحماس والانضباط الحالي بما كنا نراه من قبل. حسام حسن يمتلك شخصية قوية، ويعرف كيف يتعامل مع اللاعبين المصريين نفسيًا وتكتيكيًا.”


 

وأكد نجم المصري السابق أن المدير الفني الحالي للمنتخب يعمل على مشروع واضح يهدف إلى تجديد دماء المنتخب، قائلاً:“ما يعجبني في فكر حسام حسن أنه يريد خفض معدل الأعمار داخل المنتخب، ويدفع باللاعبين الشباب أصحاب الطاقة العالية، وهو ما يضمن مستقبلًا طويل المدى للفريق الوطني. هذه خطوة جريئة وتستحق التقدير.”

 

جدل حول فترة طارق مصطفى في البنك الأهلي
 

وفي سياق آخر، تطرق أحمد ياسر للحديث عن تجربته مع نادي البنك الأهلي، مشيرًا إلى أن فترة تولي الكابتن طارق مصطفى القيادة الفنية للفريق كانت مثيرة للجدل وشهدت العديد من الملاحظات من جانب اللاعبين، دون الدخول في تفاصيل محددة.


 

وأوضح ياسر أن بعض اللاعبين لم يكونوا راضين عن أسلوب الإدارة الفنية آنذاك، قائلاً:“كانت هناك أجواء غير مستقرة في بعض الفترات خلال قيادة طارق مصطفى للبنك الأهلي، وهناك أمور كثيرة أثارت تساؤلات داخل الفريق. ومع ذلك، أُكن له كل الاحترام كمدرب وصاحب تاريخ كبير في الكرة المصرية، لكن المرحلة تلك كانت مليئة بالتحديات.”


 

وشدد لاعب المصري السابق على أنه لا يقصد التشهير بأي شخص، بل نقل وجهة نظره الشخصية عن تلك المرحلة الفنية فقط، مضيفًا:“ما أتحدث عنه هو تجربة من وجهة نظري، والكرة المصرية مليئة بالتجارب الإدارية والفنية التي تحتاج إلى مراجعة وتطوير، حتى نضمن بيئة احترافية في كل الأندية.”


 

إشادة بجيل المنتخب الحالي وروحه القتالية
 

وتابع أحمد ياسر حديثه عن المنتخب الوطني قائلًا:“جيل المنتخب الحالي لديه مقومات كبيرة، ولاعبون مثل محمد صلاح ومصطفى محمد وإمام عاشور يمتلكون الخبرة والقدرة على تمثيل مصر بأفضل شكل في المونديال المقبل. لكن الأهم هو أن يستمر الدعم الجماهيري والمساندة الإعلامية.”

 

وأضاف:“ما يميز الجيل الحالي هو الروح، وليس فقط الأداء. المنتخب أصبح يلعب بعقلية الفوز دائمًا، وهذا ما أعاده حسام حسن للجماهير، التي استعادت الثقة في المنتخب الوطني من جديد.”

 

“أمم إفريقيا ستكون محطة مهمة”
 

وأشار ياسر إلى أن بطولة كأس الأمم الإفريقية المقبلة في المغرب ستكون محطة اختبار حقيقية للفراعنة قبل خوض كأس العالم، قائلاً:“أمم إفريقيا ستكون بمثابة البروفة الكبرى للمونديال، وعلى المنتخب أن يدخل البطولة بروح البطل، لأن الجماهير تنتظر لقبًا جديدًا بعد سنوات من الغياب.”


 

واختتم تصريحاته برسالة دعم للجهاز الفني واللاعبين:“رسالتي إلى حسام حسن والمنتخب أن يستمروا بنفس الحماس والانضباط. لا نريد الاكتفاء بالتأهل فقط، بل نريد رؤية منتخب مصر ينافس على الألقاب القارية والعالمية، لأن لدينا الإمكانات لذلك.”

مقالات مشابهة

  • من هي الطبيبة ميريام أديلسون التي أشاد بها ترامب في الكنيست؟
  • الطبيبة الشرعية أمام المحكمة فى قضية قهوة أسوان: المتهم سدد طعنة نافذة بالقلب
  • مناوي يستنكر صمت العالم على مجزرة المليشيا المتمردة بالفاشر
  • نجم الكرة المصرية السابق: الروح والإصرار سر تأهل منتخب مصر لكأس العالم
  • أحمد ياسر: حسام حسن أعاد الروح للمنتخب.. وفترة طارق مصطفى في البنك الأهلي أثارت الكثير من الجدل
  • مجزرة داخل مطعم في أميركا
  • غزة المنكوبة.. عشرات الآلاف من المفقودين تحت الركام وصمت دولي يفاقم المأساة
  • حسين فهمي: بوستر مهرجان القاهرة السينمائي الدولي يعبر عن السينما كنهضة تلامس الروح
  • أطباء بلا حدود لـعربي21: اتفاق وقف إطلاق النار لا يعني نهاية المأساة المروعة بغزة
  • صدور كتاب «إعادة بناء المأساة» للدكتور أحمد جمال عيد