الثورة نت:
2025-05-27@21:16:11 GMT

(مجزرة الروح.. المأساة كاملة)

تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT

 

 

الطبيبة الفلسطينية التي استقبلت جثامين أطفالها التسعة
كانت الدكتورة آلاء النجار اختصاصية أطفال في مستشفى التحرير بمجمع ناصر الطبي تتجهز لمغادرة المنزل بعد أن وعدت طفلها الكبير يحيى بتجهيز حفل عيد ميلاد جماعي ودعت أطفالها العشرة بعد أن أصر زوجها الدكتور احمد، على إيصالها خوفاً عليها للمشفى القريب من المنزل والذي لا يبعد اكثر من عشر دقائق ولكن بسبب زيادة القصف الإسرائيلي وكثرة الأنقاض على طول الطريق تزداد مدة الوصول للمشفى .


غادر الاثنان باب منزل العائلة وفجأة عادت الدكتورة آلاء للخلف وفتحت الباب وسط استغراب زوجها وأسرعت باتجاه مهجع رضيعتها سيدار ابنة السنة والتي تشاهدها وتنفرج ابتسامة ملائكية على محياها الصغير تشاهدها وتحتضنها رفق ثم تنادي على أبنائها من جديد وتقوم باحتضانهم وكأنها على موعد أخير لفراقهم .
تركتهم وركضت باتجاه باب المنزل بعينين دامعتين وقلب خائف حيث ينتظرها زوجها الذي بادرها بالسؤال وهو يضع يده اليمنى أعلى كتفها:
– ماذا هنالك يا أم يحيى لقد اخفتينا جميعاً
لم تستطع صبراً فبكت بصوت خافت وهي تدفن وجهها براحتي يديها وتجيبه:
– يلازمني شعور سيئ يا أبو يحيى منذ مساء الأمس.
يربت على كتفها ويتحدث معها بصوت هادئ..
– ابعدي عنك هذه الهواجس وتوكلي على الله فثمة أطفال بحاجتك في المشفى لمداواتهم..
أجابته وهي تزفر الوجع الجاثم في صدرها:
– ونعم بالله هيا لنذهب فقد تأخرنا..
فيما قلبها يئن من وجعٍ لا تفسير له، ركبت السيارة إلى جانب زوجها، تحاول أن تطمئن نفسها بأن كل شيء سيكون على ما يرام، بينما يتسابق في ذهنها مشهد عناقها الأخير لأطفالها. ظل صدى ضحكة سيدار الصغيرة في أذنها، كأنها نداء استغاثة من المستقبل، وكأن عينيها الصغيرتين ترجوان البقاء.
كان الطريق إلى المستشفى أطول من المعتاد، ليس بالزمن، بل بثقل الخوف والمجهول. صوت الطائرات لا يغيب، والدخان يرتفع من أطراف المدينة، وصوت الإنذارات بات مألوفًا أكثر من صوت المؤذن.
وصلت آلاء إلى قسم الطوارئ في مجمع ناصر، وما إن خطت إلى الداخل حتى بدأت تنهال الأنباء، جرحى بالعشرات، والمشفى بالكاد يستوعبهم. انشغلت بجسدها هناك، لكن قلبها ظل معلقًا في منزلها، يتخيل كل سيناريو ممكن، ويرجو ألا يتحقق أيٌّ منها.
لم يكد يمضي وقت طويل حتى دوى انفجار قريب، اهتزت نوافذ المستشفى، وسقط غبار من السقف، هرع الأطباء والممرضون إلى الخارج، وإذا بعدة سيارات إسعاف تتدفق تباعًا نحو البوابة، محملة بأشلاء أطفال ونساء، كانت إحدى العربات تغص بجثامين. متفحمة مغطاة بمآزر بيضاء.
في لحظةٍ، شهق أحد المسعفين وهو ينادي: «جاءوا من حي السلام.. منزل آل النجار.. ضُرب بالكامل».
تجمدت آلاء في مكانها، كأن الزمن توقف، كأنها تُقتلع من جسدها، أحست بأن الحروف تحولت إلى سكاكين تنهش في صدرها. حاولت أن تصرخ، أن تجري، أن تنكر، لكن قدميها خذلتاها.
سقطت على ركبتيها، تهمس كالمجنونة: «لا.. لا.. أبنائي هناك.. كانوا يلعبون قبل ساعة» ركضت، تسابقت مع الوقت، مع الأمل، مع الوجع، حتى وصلت المشرحة..
قدميها توقفتا عند عتبة الغرفة. تسعة أكفانٍ صغيرة مغطاة بملابس سوداء متفحمة، تنبعث منها رائحة اللحم المحترق.  اقتربت بخطواتٍ ثقيلة، وفجأةً انكسرت. بين الأكفان، لاحظت خصلة شعرٍ ذهبية تلتصق بقطعة قماشٍ مُمزقة.. كانت لـ«ريفال» الصغيرة، ابنتها التي لم تتجاوز الخامسة.
من أشلائهم؛ حذاء مدرسي لـ«راكان»، سوارٌ ذهبي لـ«إيف»، دميةٌ محترقة لـ«أرسلان». كل قطعة كانت قصيدة موت تُذكّرها بأن العدوان الإسرائيلي سرق حتى أحلامهم البسيطة:
انهارت آلاء فوق الجثث، تاركةً عباءة الطب البيضاء تُلوّثها دماء أبنائها . في الزاوية، وقف زملاؤها يبكون بصمت، عاجزين عن تهدئة أمٍّ كانت قبل قليل تُهدئ رُضّعاً.
انه مشهد لا يمكن للعقل أو القلب تحمّله، وقفت الطبيبة آلاء أمام ثلاجات الموتى، تنظر إلى أجساد صغارها محتضنة جثامينهم، لا يميزهم سوى قلب الأم.. هم من كانت تحملهم صغاراً على صدرها، تسهر على مرضهم وتراقب نموهم، وتبتسم لأحلامهم الصغيرة. تحول الحلم إلى كابوس، والأم إلى شاهدة على محرقة عائلتها.
هكذا فقدت الطبيبة آلاء النجار كل شيء في لحظة.. أطفالها، بيتها، وزوجها الذي يصارع الموت، فيما العالم ينظر بصمت إلى واحدة من أبشع الجرائم التي لا توثقها إلا دموع أمٍ تبكي أطفالها داخل المستشفى الذي كانت تحفظ فيه حياتهم.
في المساء. كانت الدكتورة آلاء تحاول فتح خزانة منزلها المدمر تنتظر أن يخرج منها أولادها كما كانوا يفعلون في لعبة الغميضة.. لكن العدو البغيض لم يترك حتى أشباحهم.
هكذا كانت حكاية مأساة الدكتورة آلاء الأم التي استقبلت جثامين أطفالها التسعة تروي للعالم أنها ليست مجرد مأساة عابرة، بل جرحٌ مفتوح في قلب الإنسانية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تحقيق داخلي إسرائيلي في استشهاد أطفال الطبيبة آلاء النجار التسعة

أفادت وسائل إعلام عبرية، بأن جيش الاحتلال يُتوقع أن يقدّم، اليوم الأحد، نتائج أولية من تحقيق داخلي في المجزرة التي ارتكبها وأسفرت عن استشهاد تسعة أطفال من عائلة الطبيبة آلاء النجار في خانيونس، في غارة جوية استهدفت منزلها أثناء وجودها على رأس عملها في مستشفى ناصر.

وبحسب موقع "واللا" الإسرائيلي، يعتزم قائد الفرقة 36 في جيش الاحتلال، مور عومر، رفع النتائج الأولية من التحقيق الداخلي في الغارة الجوية التي نُفذت أمس، السبت، إلى قيادته العسكرية.

وذكر مصدر عسكري في الفرقة أن التحقيق يركّز على اللحظات التي سبقت تنفيذ الهجوم، والجهات التي صادقت على القرار، إضافة إلى الملابسات الاستخبارية التي دفعت إلى تنفيذ الضربة الجوية التي طاولت منزل الطبيبة الفلسطينية.

وأشار المصدر إلى أن التحقيق سيشمل أيضًا مراجعة للمعلومات الاستخباراتية التي استند إليها الاحتلال في استهداف المنزل، فيما لم يُعرف حتى الآن ما إذا كان الاحتلال سيسمح بنشر النتائج أم أنها ستُرفع فقط للجهات العسكرية المختصة.

اقرأ أيضا/ استشهاد مدير عمليات جهاز الدفاع المدني في غـزة بغارة إسرائيلية

وفي مجزرة جديدة ارتكبها الاحتلال في إطار حرب الإبادة على غزة ، أمس السبت، استشهد تسعة أطفال من عائلة الطبيبة النجار أثناء وجودها على رأس عملها في مستشفى ناصر الطبي بمدينة خانيونس، عبر استهداف منزلها.

وأفادت مصادر طبية بأن أحد أبناء العائلة نجا من القصف لكنه أُصيب بجراح حرجة، فيما أُصيب والد الأطفال بجراح خطيرة نُقل على إثرها لتلقي العلاج. وأكدت المصادر أن الطبيبة كانت تؤدي مهامها في المستشفى أثناء الغارة.

وجاءت هذه المجزرة في سياق الغارات المكثفة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على مناطق في قطاع غزة، وأسفرت خلال الساعات الـ24 الماضية عن استشهاد العشرات وإصابة المئات، بحسب ما أفادت به مصادر طبية في القطاع.

المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية إدارة ترامب تطلب من إسرائيل تأجيل عمليتها العسكرية في غزة إدخال شاحنات المساعدات إلى غزة سيستمر حتى بعد افتتاح المراكز الأربعة رجل أعمال أميركي: إسرائيل خدعت واشنطن بشأن آلية المساعدات في غزة الأكثر قراءة هآرتس: إسرائيل تجند مرضى نفسيين للقتال بغزة وانتحار 35 جنديا إصابة جندي ومدني في غارة إسرائيلية جنوبي لبنان الدفاع المدني بغزة يحذر من توقف خدمات مركباته خلال 72 ساعة إسرائيل تبحث اليوم إدخال المساعدات والغذاء إلى قطاع غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • الطبيبة آلاء النجار.. أيقونة الإنسانية التي أحرق الاحتلال أبناءها التسعة
  • لا ملامح لهم.. أقرباء يروون تفاصيل استشهاد أطفال الطبيبة آلاء النجار
  • مصر: شيخ الأزهر يعزي الطبيبة آلاء النجار في مقتل 9 من أبنائها بقصف إسرائيلي على غزة
  • فاجعة الدكتورة آلاء النجار فاجعة البشرية كلها
  • شيخ الأزهر يعزِّي الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار في استشهاد أبنائها التسعة
  • صامدة تتحمل آلامها في صمت.. مسؤولون يتحدثون عن الطبيبة آلاء النجار بعد مقتل 9 من أبنائها بغزة
  • لم تتوقف عن العمل رغم فقدانهم.. كيف استقبلت الطبيبة «آلاء النجار» جثامين أطفالها التسعة؟
  • تحقيق داخلي إسرائيلي في استشهاد أطفال الطبيبة آلاء النجار التسعة
  • إسرائيل: سنحقق في قصف منزل الدكتورة آلاء النجار ومقتل 9 من أطفالها في خان يونس