NYT: تعليقات ترامب بشأن غزة تعكس عزلة إسرائيل المتزايدة
تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للصحفي باتريك كينغزلي قال فيه إن أقوى حلفاء "إسرائيل" ترددوا في الانضمام إلى موجة الإدانة العالمية للحرب لأشهر. والآن، يبدو أنه حتى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأت تفقد صبرها. ورغم التصريحات إلا أن هذه الدول تواصل دعمها لـ"إسرائيل" عسكريا واقتصاديا واستخباراتيا.
وخلال أكثر من 18 شهرا من الحرب في غزة، واجهت "إسرائيل" انتقادات شديدة من القادة الأجانب ومنظمات الإغاثة، لكنها نادرا ما واجهت إدانة علنية مستمرة، ناهيك عن عواقب ملموسة، من حلفائها المقربين.. حتى الآن.
من جهته قال ترامب للصحفيين في نيوجيرسي قبل صعوده إلى طائرة الرئاسة: "إسرائيل، لقد تحدثنا معهم، ونريد أن نرى ما إذا كان بإمكاننا وقف هذا الوضع برمته في أسرع وقت ممكن".
وتتناقض هذه التعليقات مع الموقف العلني الذي اتخذه ترامب عند توليه منصبه في كانون الثاني/ يناير، عندما ألقى باللوم على حماس بدلا من "إسرائيل" في استمرار الحرب. كما حرص على إظهار جبهة موحدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وجاء تدخل ترامب الأخير قبل ساعات من تعبير الحكومة الألمانية، الداعمة لـ"إسرائيل" عادة، عن انتقادها الشديد غير المعتاد للهجمات الإسرائيلية الموسعة على غزة. وقال فريدريتش ميرتز، المستشار الألماني الجديد، خلال مقابلة تلفزيونية، الاثنين: "ما يفعله الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة الآن - بصراحة لا أفهم ما هو الهدف من التسبب في مثل هذه المعاناة للسكان المدنيين".
وجاء هذا التحول الألماني بعد أيام من تدخل مماثل من الحكومة الإيطالية اليمينية، وهي حليف آخر لـ"إسرائيل" تجنب سابقا مثل هذه الإدانة الشديدة لها. وقال أنطونيو تاجاني، وزير الخارجية الإيطالي، في مقابلة نشرت على موقع وزارته الإلكتروني: "يجب على نتنياهو وقف الغارات على غزة. نحن بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس، والتي يجب أن تغادر غزة".
بدورها، جاءت هذه التعليقات في أعقاب جهد منسق بين بريطانيا وكندا وفرنسا لانتقاد قرار "إسرائيل" توسيع عملياتها في غزة. وفي بيان مشترك صدر الأسبوع الماضي، قالت الدول الثلاث - التي دعمت على نطاق واسع حق "إسرائيل" في الرد على الهجوم الذي قادته حماس على "إسرائيل" في تشرين الأول/ أكتوبر 2023 - إن هذا التوسع "غير متناسب على الإطلاق". وحذرت الدول الثلاث من عواقب وخيمة إذا لم تغير "إسرائيل" مسارها.
وعلقت بريطانيا منذ ذلك الحين مفاوضاتها التجارية مع "إسرائيل". كما فرضت عقوبات على المتطرفين الإسرائيليين الذين يقودون جهودا لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم في الضفة الغربية المحتلة - وهي واحدة من أكثر خطواتها تأثيرا ضد المصالح الإسرائيلية منذ أن تخلت عن معارضتها العام الماضي لمذكرة التوقيف الصادرة بحق نتنياهو.
وعلى صعيد منفصل، تنظم فرنسا مؤتمرا، سيعقد في حزيران/ يونيو بالشراكة مع السعودية، لمناقشة إقامة دولة فلسطينية – وهو هدف تعهد نتنياهو بمعارضته.
ومع ذلك، فإن كل هذه البلدان، التي أدانت حماس لتنفيذ هجمات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، تواصل دعم "إسرائيل" بطرق عملية عديدة، ولا سيما من خلال الشراكات العسكرية والاقتصادية والاستخباراتية.
تواصل الولايات المتحدة تزويد "إسرائيل" بمليارات الدولارات من المساعدات العسكرية، مما يُسهم في استمرار العمليات العسكرية في غزة. وزارت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية، كريستي نويم، "إسرائيل" يومي الأحد والاثنين، حيث التقت بنتنياهو وقادة آخرين، وحضرت حفل تكريم لاثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية اللذين قُتلا في هجوم بواشنطن الأسبوع الماضي.
وساعدت بريطانيا وفرنسا في حماية "إسرائيل" العام الماضي خلال وابل هائل من الصواريخ الباليستية من إيران، ومن المرجح أن تفعلا ذلك مرة أخرى.
علاوة على ذلك، لا تزالان حذرتين، وقد انتقدتا أحيانا بعض التحركات التي اتخذتها دول أخرى ضد "إسرائيل"، بما في ذلك السعي لاتهامها بالإبادة الجماعية.
لكن التحول في نبرة رسائلهما، إلى جانب بعض القيود العملية البسيطة على المصالح الإسرائيلية، يُشير إلى أن أقوى شركاء "إسرائيل" بدأوا يفقدون صبرهم تجاه نتنياهو.
حتى الآن، يبدو أن "إسرائيل" لم تبد أي استجابة. وردا على التهديدات الأوروبية، قال جدعون ساعر، وزير الخارجية الإسرائيلي، إن بلاده ستتخذ "إجراءات أحادية الجانب" إذا اتُخذت خطوات أخرى ضد "إسرائيل".
وفي غزة، واصلت القوات الإسرائيلية تقدمها، ويقول مسؤولون إن الجيش يسيطر الآن على ما يقرب من 40% من القطاع. وواصل الطيران الإسرائيلي قصف أهداف في غزة يوم الاثنين، بما في ذلك مدرسة حُوّلت إلى ملجأ، زعمت إسرائيل أن مسلحين استخدموها.
وظل نتنياهو مصرا على موقفه، متهما بريطانيا وكندا وفرنسا بـ"تشجيع حماس".
وفي خطاب ألقاه الأسبوع الماضي، خاطب قادتهم مباشرة، قائلا: "أنتم على الجانب الخطأ من الإنسانية، وعلى الجانب الخطأ من التاريخ".
وداخل "إسرائيل"، ينظر إلى هذه الخطوات على أنها خطوة نحو العزلة الدبلوماسية.
وكتب إيتمار آيخنر، المراسل الدبلوماسي، في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الأسبوع الماضي: "بعد 593 يوما من الحرب، وصلت إسرائيل إلى أدنى مستوياتها الدبلوماسية: إذ أقدم بعض من أهم أصدقائها في العالم - بريطانيا العظمى وفرنسا وكندا - على إصدار بيان يهدد إسرائيل بعقوبات إذا واصلت الحرب في غزة".
وأضاف آيخنر: "لم يسبق أن صدر بيان كهذا ضد إسرائيل، مما حولها إلى دولة منبوذة. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن الولايات المتحدة، التي لطالما دافعت عن إسرائيل، التزمت الصمت".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية بريطانيا الفلسطينيين بريطانيا امريكا فلسطين الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأسبوع الماضی فی غزة
إقرأ أيضاً:
رائد سعد.. واضع خطة سور أريحا التي هزمت فرقة غزة الإسرائيلية
أحد أبرز القادة التاريخيين في كتائب عز الدين القسام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ومن الشخصيات التي كانت لها أدوار محورية في البنية العسكرية للحركة. تقلد أثناء مسيرته العسكرية مناصب قيادية متعددة، أبرزها قائد لواء مدينة غزة، قبل أن يتولى قيادة التصنيع العسكري.
وفي مرحلة لاحقة شغل سعد منصب قائد ركن العمليات بالمجلس العسكري العام، قبل أن تسند هذه المهام لاحقا إلى محمد السنوار، فيما ظل سعد أحد أهم القادة العسكريين داخل البنية العسكرية والتنظيمية للحركة.
المولد والنشأةولد رائد سعد يوم 15 أغسطس/آب 1972، وهو من سكان مدينة غزة.
الدراسة والتكوين العلميحصل سعد على درجة البكالوريوس في الشريعة من الجامعة الإسلامية أثناء وجوده في السجن عام 1993، وكان حينها نشطا في الكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة حماس، ونال شهادة الماجستير في الشريعة من الجامعة نفسها عام 2008.
المسار العسكريبدأ سعد نشاطه مبكرا ضمن صفوف الجناح العسكري لحركة حماس، ولاحقه الاحتلال منذ اندلاع الانتفاضة الأولى في ديسمبر/كانون الأول 1987، واعتُقل مرات عدة.
وعمل مع قدامى المطاردين من كتائب القسام أمثال سعد العرابيد، وهو من أواخر جيل المطاردين في مرحلة انتفاضة الأقصى التي اندلعت عام 2000.
وتولى سعد منصب لواء غزة الشمالي في كتائب القسام عام 2007، وكان ممن أشرفوا على تأسيس وتأهيل القوة البحرية للكتائب في غزة.
وفي 2015 ترأس ركن العمليات، وكان عضوا ضمن مجلس عسكري مصغر مكون من قيادة كتائب القسام في قطاع غزة، إلى جانب القياديين محمد الضيف ومروان عيسى، وذلك في الفترة بين 2012 و2021.
تقول إسرائيل إنه كان مسؤولا عن الخطط العملياتية للحرب، وأشرف على خطوتين إستراتيجيتين شكّلتا أساس الاستعداد التنفيذي لعملية طوفان الأقصى، الأولى إنشاء كتائب النخبة، والثانية إعداد خطة "سور أريحا"، الهادفة إلى حسم المعركة ضد فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي.
وبعد توقف الحرب الإسرائيلية على القطاع في 2025، شغل سعد عضوية المجلس العسكري الجديد ضمن مساعي القسام لإعادة تنظيم صفوفها، كما شغل إدارة العمليات العسكرية، ووصف بأنه الرجل الثاني في القيادة بعد عز الدين الحداد.
الاعتقال ومحاولات الاغتيالوكانت إسرائيل قد زعمت اعتقال سعد أثناء اقتحامها مجمع الشفاء الطبي في مارس/آذار 2024، ونشرت صورته حينها ضمن مجموعة من المعتقلين، قبل أن تعترف أنها وردت بالخطأ.
إعلانوتعرض سعد أيضا أثناء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (2023-2025) لمحاولات اغتيال عدة، كان أبرزها في مايو/أيار 2024، بقصف منطقة سكنية بمخيم الشاطئ.
كما عرض الجيش الإسرائيلي مكافأة مالية بقيمة 800 ألف دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي للوصول إليه بعد فشل اغتياله.
ونقلت إذاعة الجيش أن إسرائيل بحثت عن رائد سعد فترة طويلة جدا، وسعت إلى اغتياله مرتين حتى بعد بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر/تشرين الأول 2025.
إعلان جديد بالاغتيالفي 13 ديسمبر/كانون الأول 2025، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفّذ بالتعاون مع جهاز الأمن العام (الشاباك)، هجوما استهدف قياديا بارزا في حركة حماس داخل مدينة غزة.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن المستهدف هو رائد سعد، الذي يُنسب إليه المشاركة في وضع خطة هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 وإلحاق الهزيمة بفرقة غزة في الجيش الإسرائيلي، على حدّ تعبيرها. كما وصفته بأنه الرجل الثاني في الحركة، مؤكدةً نجاح العملية.
غير أن حركة حماس وكتائب القسام لم تؤكدا عملية الاغتيال ولم تصدرا أي بيان أو تصريح بشأنها.