نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالا للصحفي باتريك كينغزلي قال فيه إن أقوى حلفاء "إسرائيل" ترددوا في الانضمام إلى موجة الإدانة العالمية للحرب لأشهر. والآن، يبدو أنه حتى إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدأت تفقد صبرها. ورغم التصريحات إلا أن هذه الدول تواصل دعمها لـ"إسرائيل" عسكريا واقتصاديا  واستخباراتيا.



وخلال أكثر من 18 شهرا من الحرب في غزة، واجهت "إسرائيل" انتقادات شديدة من القادة الأجانب ومنظمات الإغاثة، لكنها نادرا ما واجهت إدانة علنية مستمرة، ناهيك عن عواقب ملموسة، من حلفائها المقربين.. حتى الآن.

من جهته قال ترامب للصحفيين في نيوجيرسي قبل صعوده إلى طائرة الرئاسة: "إسرائيل، لقد تحدثنا معهم، ونريد أن نرى ما إذا كان بإمكاننا وقف هذا الوضع برمته في أسرع وقت ممكن".



وتتناقض هذه التعليقات مع الموقف العلني الذي اتخذه  ترامب عند توليه منصبه في كانون الثاني/ يناير، عندما ألقى باللوم على حماس بدلا من "إسرائيل" في استمرار الحرب. كما حرص على إظهار جبهة موحدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وجاء تدخل  ترامب الأخير قبل ساعات من تعبير الحكومة الألمانية، الداعمة لـ"إسرائيل" عادة، عن انتقادها الشديد غير المعتاد للهجمات الإسرائيلية الموسعة على غزة. وقال فريدريتش ميرتز، المستشار الألماني الجديد، خلال مقابلة تلفزيونية، الاثنين: "ما يفعله الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة الآن - بصراحة لا أفهم ما هو الهدف من التسبب في مثل هذه المعاناة للسكان المدنيين".

وجاء هذا التحول الألماني بعد أيام من تدخل مماثل من الحكومة الإيطالية اليمينية، وهي حليف آخر لـ"إسرائيل" تجنب سابقا مثل هذه الإدانة الشديدة لها. وقال أنطونيو تاجاني، وزير الخارجية الإيطالي، في مقابلة نشرت على موقع وزارته الإلكتروني: "يجب على نتنياهو وقف الغارات على غزة. نحن بحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس، والتي يجب أن تغادر غزة".

بدورها، جاءت هذه التعليقات في أعقاب جهد منسق بين بريطانيا وكندا وفرنسا لانتقاد قرار "إسرائيل" توسيع عملياتها في غزة. وفي بيان مشترك صدر الأسبوع الماضي، قالت الدول الثلاث - التي دعمت على نطاق واسع حق "إسرائيل" في الرد على الهجوم الذي قادته حماس على "إسرائيل" في تشرين الأول/ أكتوبر 2023 - إن هذا التوسع "غير متناسب على الإطلاق". وحذرت الدول الثلاث من عواقب وخيمة إذا لم تغير "إسرائيل" مسارها.

وعلقت بريطانيا منذ ذلك الحين مفاوضاتها التجارية مع "إسرائيل". كما فرضت عقوبات على المتطرفين الإسرائيليين الذين يقودون جهودا لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم في الضفة الغربية المحتلة - وهي واحدة من أكثر خطواتها تأثيرا ضد المصالح الإسرائيلية منذ أن تخلت عن معارضتها العام الماضي لمذكرة التوقيف الصادرة بحق نتنياهو.

وعلى صعيد منفصل، تنظم فرنسا مؤتمرا، سيعقد في حزيران/ يونيو بالشراكة مع السعودية، لمناقشة إقامة دولة فلسطينية – وهو هدف تعهد نتنياهو بمعارضته.

ومع ذلك، فإن كل هذه البلدان، التي أدانت حماس لتنفيذ هجمات السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، تواصل دعم "إسرائيل" بطرق عملية عديدة، ولا سيما من خلال الشراكات العسكرية والاقتصادية والاستخباراتية.

تواصل الولايات المتحدة تزويد "إسرائيل" بمليارات الدولارات من المساعدات العسكرية، مما يُسهم في استمرار العمليات العسكرية في غزة. وزارت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية، كريستي نويم، "إسرائيل" يومي الأحد والاثنين، حيث التقت بنتنياهو وقادة آخرين، وحضرت حفل تكريم لاثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية اللذين قُتلا في هجوم بواشنطن الأسبوع الماضي.

وساعدت بريطانيا وفرنسا في حماية "إسرائيل" العام الماضي خلال وابل هائل من الصواريخ الباليستية من إيران، ومن المرجح أن تفعلا ذلك مرة أخرى.

علاوة على ذلك، لا تزالان حذرتين، وقد انتقدتا أحيانا بعض التحركات التي اتخذتها دول أخرى ضد "إسرائيل"، بما في ذلك السعي لاتهامها بالإبادة الجماعية.

لكن التحول في نبرة رسائلهما، إلى جانب بعض القيود العملية البسيطة على المصالح الإسرائيلية، يُشير إلى أن أقوى شركاء "إسرائيل" بدأوا يفقدون صبرهم تجاه  نتنياهو.

حتى الآن، يبدو أن "إسرائيل" لم تبد أي استجابة. وردا على التهديدات الأوروبية، قال جدعون ساعر، وزير الخارجية الإسرائيلي، إن بلاده ستتخذ "إجراءات أحادية الجانب" إذا اتُخذت خطوات أخرى ضد "إسرائيل".

وفي غزة، واصلت القوات الإسرائيلية تقدمها، ويقول مسؤولون إن الجيش يسيطر الآن على ما يقرب من 40% من القطاع. وواصل الطيران الإسرائيلي قصف أهداف في غزة يوم الاثنين، بما في ذلك مدرسة حُوّلت إلى ملجأ، زعمت إسرائيل أن مسلحين استخدموها.

وظل نتنياهو مصرا على موقفه، متهما بريطانيا وكندا وفرنسا بـ"تشجيع حماس".

وفي خطاب ألقاه الأسبوع الماضي، خاطب قادتهم مباشرة، قائلا: "أنتم على الجانب الخطأ من الإنسانية، وعلى الجانب الخطأ من التاريخ".



وداخل "إسرائيل"، ينظر إلى هذه الخطوات على أنها خطوة نحو العزلة الدبلوماسية.

وكتب إيتمار آيخنر، المراسل الدبلوماسي، في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الأسبوع الماضي: "بعد 593 يوما من الحرب، وصلت إسرائيل إلى أدنى مستوياتها الدبلوماسية: إذ أقدم بعض من أهم أصدقائها في العالم - بريطانيا العظمى وفرنسا وكندا - على إصدار بيان يهدد إسرائيل بعقوبات إذا واصلت الحرب في غزة".

وأضاف  آيخنر: "لم يسبق أن صدر بيان كهذا ضد إسرائيل، مما حولها إلى دولة منبوذة. والأمر الأكثر إثارة للقلق هو أن الولايات المتحدة، التي لطالما دافعت عن إسرائيل، التزمت الصمت".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية بريطانيا الفلسطينيين بريطانيا امريكا فلسطين الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأسبوع الماضی فی غزة

إقرأ أيضاً:

ترامب: قد يكون لدينا أخبار سارة مع حماس بشأن غزة

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الإثنين، إنه يعتقد أن لدينا أخبارا سارة قادمة مع حركة حماس بشأن غزة.

وأوضح ترامب في حديث للصحفيين: "نريد أن نرى ما إذا كان بوسعنا وقف القتال" في غزة.

وأضاف: "تحدثنا مع إسرائيل ونريد أن نرى ما إذا كان بوسعنا وقف هذا الوضع بأكمله في أقرب وقت ممكن".

وذكرت مصادر في إدارة ترامب أن الأخير يضغط على حكومة نتنياهو لوقف الحرب، وأن الرئيس الأميركي ساخط على استمرار الحرب.

وتقول المصادر أن الإدارة الأميركية فتحت قناة اتصال مع حماس عبر رجل الأعمال الأميركي الفلسطيني بشارة بحبح.

وأضافت أن الأطراف المعنية تستعد لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بشأن صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار، في إطار مبادرة تقودها الولايات المتحدة عبر مبعوثها الخاص ستيف ويتكوف.

ووفق مصادر دبلوماسية مطلعة، طُلب من إسرائيل تأجيل تصعيدها الميداني، والسماح بتوسيع نطاق إيصال المساعدات الإنسانية، بهدف تهيئة الأجواء لعودة المفاوضات، لكن ما تزال إسرائيل ترتكب جرائم في غزة بشكل يومي.

وبحسب تقارير إعلامية، من المتوقع أن يصل وفد إسرائيلي إلى القاهرة، الإثنين، لبحث استئناف المحادثات، في حين لم تؤكد إسرائيل رسميا هذه الخطوة حتى الآن.

خطة ويتكوف

ويسعى الأميركيون إلى التوصل لاتفاق شامل ومتدرج، يبدأ بإطلاق سراح جزء من الأسرى، ويشمل في مراحله اللاحقة إنهاء الحرب وإطلاق سراح جميع الأسرى لدى حماس، وذلك من خلال "خطة ويتكوف".

وقالت مصادر لصحيفة "إسرائيل اليوم" إن إدارة الرئيس الأميركي ترفض التخلي عن المسار الدبلوماسي، وتعتبره ضروريا لتحقيق تسوية مستدامة في غزة، قبل الدخول في أجواء الانتخابات الرئاسية الأميركية.

ووفقا للمصادر، فإن واشنطن ترى أن إضعاف البنية العسكرية لحماس والضغوط المتزايدة التي تتعرض لها، قد تفتح نافذة سياسية نادرة لدفع الحركة نحو تنازلات غير مسبوقة.

في المقابل، لا تزال حماس ترفض الشروط الإسرائيلية المعلنة لإنهاء الحرب، والتي أكدها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتشمل إطلاق سراح جميع الرهائن، أحياء وأمواتا وتسليم حماس لجميع أسلحتها، ومغادرة قادة الحركة قطاع غزة، وإنهاء أي دور لحماس في حكم القطاع مستقبلا.

مقالات مشابهة

  • مسئول أمريكي: ترامب حذر نتنياهو من تقويض الجهود الدبلوماسية مع إيران
  • نيويورك تايمز: تعليقات ترامب بشأن غزة تعكس عزلة إسرائيل المتزايدة
  • ويتكوف ينفي موافقة "حماس" على مقترحه بشأن هدنة مع إسرائيل
  • وزيرة أمريكية: ترامب أوفدني لإجراء محادثة صريحة مع نتنياهو بشأن إيران
  • وافقت أم لا؟.. تضارب بين حماس وويتكوف بشأن صفقة الرهائن
  • «المبعوث الأمريكي»: إسرائيل وافقت على اقتراحي بشأن صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار في غزة
  • ألمانيا تنتقد إسرائيل: الهجمات على غزة لم يعد ممكنا تبريرها بأنها قتال ضد "حماس"
  • ترامب يتوقع أخبارًا سارة بشأن وقف القتال في غزة
  • ترامب: قد يكون لدينا أخبار سارة مع حماس بشأن غزة