في بعض محافظات الأردن.. إنفاق الأسر على السجائر أكثر من اللحوم والدواجن
تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT
يعيش الأردن نسب تدخين مرعبة، ويحتل المرتبة الأولى كأكثر دولة تدخينا لدى الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 15 عاما فما فوق في منطقة الشرق الأوسط.
ووفقا لتقرير صادر عن المجلس الأعلى للسكان في الأردن في 2024، فقد قدرت منظمة الصحة العالمية عدد مستخدمي التبغ ومدخنيه في الأردن في عام 2022، بـ 2.77 مليون شخص؛ منهم 2.
وقال التقرير إن "هناك بعض المحافظات في الأردن يتجاوز إنفاق الأسر فيها على منتجات التبغ والسجائر إنفاقها على اللحوم والدواجن".
وتقر الإستراتيجية الوطنية لمكافحة التبغ والتدخين بكافة أشكاله في الأردن للأعوام (2024-2030) بأن الاتجاهات الحالية لتعاطي التبغ في الأردن وفي العالم، لا تتوافق مع التنمية المستدامة.
وأوضحت الإستراتيجية، أن الوضع الاجتماعي والاقتصادي المنخفض يرتبط ارتباطا كبيرا بارتفاع معدل انتشار تدخين السجائر في الأردن، وتبين الدراسات الشاملة لعدة قطاعات لمدخني التبغ المستخلصة من الدراسات الاستقصائية لدخل الأسر المعيشية، أن خمسي الدخل الأدنى من السكان الأردنيين هم تقريبا الأكثر عرضة لتدخين السجائر مقارنة بالخُمس الأعلى دخلا، وأن أفقر المدخنين ينفقون على السجائر 25 مرة أكثر مما ينفقون على الصحة، و10 مرات على السجائر أكثر مما ينفقون على التعليم، و1.5 مرة على السجائر أكثر مما ينفقون على الطعام.
إعلانويبلغ إجمالي الخسائر الاقتصادية السنوية للأردن من تعاطي التبغ 1.6 مليار دينار أردني.
وجاء الأردن في المرتبة الأولى كأكثر دولة استخداما للتدخين بين الأفراد الذين تبلغ أعمارهم 15 عام فما فوق في منطقة الشرق الأوسط بنسبة 36% لعام 2022، مع توقع ازدياد النسبة في الأردن عام 2025 إلى نحو 37.1% وإلى 38.3% عام 2030.
انتشار التبغ أعلى لدى الرجال مقارنة بالنساء
وأوضحت نتائج المسح الوطني التدرجي (STEPs) لرصد عوامل الخطورة المرتبطة بالأمراض غير السارية 2019، أن نسبة المدخنين بين السكان من مجموع عينة المسح الذين تتراوح أعمارهم بين (18-69 سنة) بلغت 41%، وشكل مدخنو السجائر الإلكترونية وأجهزة الفيب Vape نسبة 9.2%.
وقال التقرير "كان انتشار التبغ أعلى بين الرجال مقارنة بالنساء، حيث بلغ 65.3% من مدخني التبغ التقليدي (السجائر المصنعة والسجائر الملفوفة يدويا والشيشة والغليون والسيجار والتبغ غير المدخن)، و15% من مستخدمي المنتجات الحديثة (السجائر الإلكترونية وأجهزة الفيب)، مقابل 16.4% من النساء كن يدخن تبغا تقليديا، و2.4% مستخدمات للمنتجات الحديثة".
ومن المحتمل أن تكون زيادة ضرائب التبغ المفروضة لزيادة أسعار منتجات التبغ أقوى إستراتيجية للحد السريع من تعاطي التبغ، لا سيما عند الفقراء والشباب. ويبلغ متوسط الإنفاق الشهري على السجائر المصنعة 60.3 دينارا أردنيا. وهو أكثر من 23% من الحد الأدنى للأجر الشهري الإلزامي قانونا في الأردن.
وقال تقرير المجلس الأعلى للسكان في الأردن، إنه مع الأخذ بعين الاعتبار متوسط الإنفاق السنوي للأسر الأردنية على مجموعات السلع والخدمات حسب المحافظات، هناك بعض المحافظات في الأردن يتجاوز إنفاق الأسر على منتجات التبغ والسجائر إنفاقها على اللحوم والدواجن، كما في البلقاء والزرقاء والمفرق، وهذا يشير إلى مدى الاعتماد على شراء منتجات التبغ في تلك المناطق مقارنة باللحوم والدواجن كجزء من نمط الإنفاق في تلك الأسر.
إعلانوقالت الأميرة دينا مرعد، الرئيسة الفخرية للمؤسسة الأوروبية لأبحاث وعلاج السرطان، والمديرة التنفيذية السابقة لمؤسسة الحسين للسرطان، والرئيسة السابقة للاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، في حوار خاص سابق لـ"الجزيرة صحة"، إن نسبة التدخين بين الذكور من سن الثامنة عشرة فما فوق، تبلغ قرابة 67%، و17% لدى الإناث، وهي في تزايد، مضيفة، أن الأخطر من ذلك أن هذه النسبة لدى الشباب بين 13 و15 سنة، وصلت إلى 33%.
وردا على سؤال عن المتقدم حتى الآن، في الحرب بين مكافحي التبغ وشركات التدخين في الأردن، أجابت الأميرة دينا وبدون تفكير "شركات التدخين".
وأضافت أن هذه الشركات "شركات ربحية لها هدف واحد، أن تستحوذ على رئات شبابنا، وتفضل أن يبدأ الشاب التدخين في سن مبكرة، أي ما بين العاشرة والسادسة والعشرين، لأن هذه الشركات اكتشفت أن الشخص إذا لم يبدأ بتدخين السجائر مبكرا فلن يصل إلى مرحلة الإدمان، أي عندما يبلغ الشخص السادسة والعشرين من العمر دون أن يدخن، فلن يصل إلى مرحلة الإدمان".
تفوق ميزانيات دول
وتابعت "لذلك يكثفون جهودهم وكل ميزانياتهم الضخمة، وعليّ أن أقول إنها ميزانيات تفوق ميزانيات دول، ويستخدمون أحدث الأسس العلمية والتسويقية ليحمل الشباب السيجارة، ولديهم إستراتيجيات تم اكتشافها بوثائق سرية في إحدى المرات..
هذه الإستراتيجيات لها أسماء، منها ما يسمى المرحلة التمهيدية، وأسلوبها أنهم يبدؤون من المدارس، ويحاولون دخول حياة الشباب والإحاطة بها من كل الجوانب، ثم المرحلة التجريبية، والمرحلة الاستهلاكية، ومن ثم مرحلة الإدمان التام، فهم يتصلون بالشباب من المرحلة الأولى، وهي تجربة التدخين للمرة الأولى، إلى مرحلة تدخين علبة كاملة من السجائر يوميا، وبعد ذلك إلى مرحلة الإدمان".
تواصل الأميرة دينا حديثها وتقول "نحن من أول الدول التي وقعت على اتفاقية منظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ عام 2001، وعندنا قانون صحة رائع، وتم تعديله عدة مرات لمكافحة التبغ، لكن للأسف ليس هناك أي تطبيق حتى الآن..
إعلانالأردن مع الأسف يتصدر قوائم الدول لأعلى نسب التدخين في العالم، وهذا شيء مؤسف للغاية؛ لأنه في الحقيقة أنت لا تريد أن تحول شعبك إلى شعب مريض، وخصوصا الشباب، فعندما يكبرون لن يكون لديك في هذه الحالة شعب مريض فقط، بل شعب ذليل للسجائر ومنتجات التبغ، شعب يحرق جيوبه ويخسر صحته لتمويل هذه الشركات الضخمة.. للأسف نحن الآن في وضع صعب للغاية".
وقالت الدكتورة لاريسا الور، أمينة سر جمعية "لا للتدخين في الأردن" ومن مؤسسيها، في تصريحات خاصة سابقة "للجزيرة صحة" عن واقع استخدام التبغ في المملكة بين فئة المراهقين ومن هم تحت سن الثامنة عشرة، إن "الوضع لدينا سيئ جدا في الوقت الحالي، وأهم نقطة يجب أن نتذكرها، هي أن المجتمع الأردني مجتمع يافع، فعندما يكون لدينا نسبة عالية من التدخين بين اليافعين فهذا يعني وجود مشكلة كبيرة..
لسنا مجتمعا متقدما في العمر، إذ 50% من سكان الأردن تحت عمر 19 عاما، وهذا يعني أننا مجتمع يافع، فعندما يكون لدينا 34% من الذكور و14% من الإناث، أي 24% من الفئة العمرية بين 13 و15 سنة؛ من مدخني السجائر أو الأراجيل، وهذه إحصائية من عام 2013، فإن هذا يعني أن لدينا مشكلة كبيرة".
وأضافت أنه "في الدراسة التي نشرتها منظمة الصحة العالمية حديثا، كان الأردن ضمن الدول الست الأولى في العالم من حيث ارتفاع نسب التدخين، بين أكثر من 190 دولة، بما يعني أننا للأسف من أكثر الدول التي تشهد ارتفاعا في نسب انتشار التدخين".
تطبيع مع التدخين
وتابعت الدكتورة لاريسا "عندما يكون التدخين أمرا معتادا لدينا فهذا يعني أن لدينا تطبيعا مع التدخين.. الطفل لدينا يشاهد التدخين في كل مكان".
وقالت "تظهر الدراسات العالمية التي بحثت في الشباب أن 90% من مدخني السيجارة الإلكترونية بدؤوا تدخينهم عن طريق النكهات، وأنه لو لم تتوافر تلك النكهات لما دخنت تلك النسبة. وعن النكهات المفضلة لديهم، طبعا هذه الدراسات للأسف موجودة لدينا، وأظهرت في أغلبها أن نكهة الفاكهة هي النكهة المفضلة، تليها نكهة السكاكر، ومن ثم نكهة النعناع والمنثول، فهذه النكهات موجودة في السجائر الإلكترونية وفي المعسل.
إعلانهذه عوامل تساعد على انتشار هذه المواد لدى اليافعين والشباب، وفي ذات الوقت تزيد من إدمانها. كما أن ثلث المدخنين للسجائر الإلكترونية في مرحلة البداية تحولوا لاحقا إلى تدخين السجائر التقليدية، ويجب أن نكون أيضا مدركين، وهذا حسب دراسات عالمية، وهي في مرحلة معينة"، مضيفة أنه حاليا "يوجد 16 ألف نكهة للسجائر الإلكترونية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات تدخین السجائر مرحلة الإدمان منتجات التبغ على السجائر ینفقون على التدخین فی فی الأردن إلى مرحلة یعنی أن
إقرأ أيضاً:
استقرار أسعار اللحوم والدواجن في الجمعيات الاستهلاكية اليوم.. ومواصلة جهود ضبط الأسواق
تشهد أسعار اللحوم والدواجن والبيض داخل الجمعيات الاستهلاكية بمختلف محافظات الجمهورية اليوم الإثنين 26 مايو 2025، حالة من الاستقرار النسبي، وسط استمرار جهود وزارة التموين والتجارة الداخلية لتوفير السلع الغذائية الأساسية بأسعار مناسبة، ضمن خطة الدولة لحماية المواطنين من تقلبات الأسواق ودعم الطبقات المتوسطة ومحدودة الدخل.
استقرار أسعار اللحوم بأنواعهاوتواصل الجمعيات الاستهلاكية، بالتعاون مع الشركة القابضة للصناعات الغذائية، طرح كميات كبيرة من اللحوم الطازجة والمجمدة بأسعار مخفضة مقارنة بالسوق الحر وجاءت الأسعار كالتالي:
اللحم السوداني الطازج: 285 جنيهًا للكيلوجرام
اللحم البقري الطازج: 350 جنيهًا للكيلوجرام
اللحم الجاموسي الطازج: 260 جنيهًا للكيلوجرام
اللحم المجمد: 210 جنيهات للكيلوجرام
الضأن البلدي المذبوح: 385 جنيهًا للكيلوجرام
الضأن المجمد: 390 جنيهًا للكيلوجرام
أبقار الأضاحي الحية: 190 جنيهًا للكيلوجرام
كتف بتلو مجمد بالعظم: 190 جنيهًا للكيلوجرام
وتؤكد وزارة التموين أن أسعار اللحوم، خاصة المستوردة، تخضع للرقابة المستمرة من الجهات المعنية، مع التنسيق المستمر مع وزارات الزراعة والتجارة لضمان سلامة المنتجات وجودتها.
فيما استقرت أسعار الدواجن مقارنة بالأيام الماضية، مع تسجيل تراجع طفيف في بعض الأصناف داخل الجمعيات ومنافذ البيع، وجاءت الأسعار على النحو التالي:
الدواجن المجمدة المستوردة: 110 جنيهات للكيلوجرام
الدواجن البيضاء (بورصة): 81 جنيهًا للكيلوجرام
الدواجن البيضاء للمستهلك: بين 85 و120 جنيهًا للكيلوجرام
الدواجن البلدي للمستهلك: بين 95 و160 جنيهًا للكيلوجرام
فراخ ساسو: من 93 إلى 94 جنيهًا للكيلوجرام
ويُلاحظ أن الفارق في الأسعار بين البورصة والسوق الحر يرجع إلى تكاليف النقل والتوزيع والربح التجاري، إلا أن المجمعات الاستهلاكية ما زالت تطرح الدواجن بأسعار أقل نسبيًا.
أما أسعار البيض، فرغم الارتفاعات التي شهدتها السوق مؤخرًا، فقد نجحت الجهود الحكومية في تقليل حدة الزيادة، وجاءت الأسعار داخل الجمعيات الاستهلاكية كما يلي:
البيض الأبيض: من 123 إلى 127 جنيهًا للكرتونة
البيض الأحمر: من 128 إلى 130 جنيهًا للكرتونة
البيض البلدي: 90 جنيهًا للكرتونة
وتعمل الدولة على تعزيز المعروض من البيض من خلال التوسع في الإنتاج المحلي ودعم مزارع الدواجن، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي وخفض الاعتماد على الواردات.
وتؤكد وزارة التموين أن المعروض من اللحوم والدواجن والبيض يكفي احتياجات المواطنين، مع الاستمرار في ضخ السلع بكميات كبيرة خلال الفترة المقبلة، خاصة مع قرب عيد الأضحى المبارك، حيث من المتوقع زيادة الطلب على اللحوم والأضاحي. كما ناشدت المواطنين عدم التزاحم أو تخزين السلع، مشددة على أن هناك رقابة مكثفة لضمان توافر المنتجات وجودتها.
وتعد هذه الإجراءات جزءًا من خطة الدولة لضمان الأمن الغذائي، وتوفير السلع الاستراتيجية بأسعار عادلة تخفف من الأعباء المعيشية عن كاهل المواطنين.