قصة جزيرة غامضة يقتل سكانها كل من يقترب منها.. ما السبب؟
تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT
في قلب خليج البنغال، على أطراف الأرخبيل الهندي المعروف بجزر أندامان، تقع واحدة من أكثر بقاع الأرض غموضًا وخطرًا… جزيرة نورث سينتينل، حيث يعيش مجتمع بشري بدائي قرر الانفصال عن العالم منذ آلاف السنين، رافضًا كل أشكال التواصل، ومدافعًا عن عزلته بأسلحة بدائية.
هذه الجزيرة الصغيرة، التي لا يتجاوز طولها 8 كيلومترات وعرضها 7 كيلومترات، تُعد رسميًا جزءًا من الأراضي الهندية، لكنها محاطة بمنطقة عسكرية محظورة لا يُسمح لأحد بالاقتراب منها لمسافة تقل عن تسعة كيلومترات، وذلك بموجب لائحة حماية القبائل الأصلية الصادرة عام 1956، التي تهدف إلى حماية سكان الجزيرة من الأمراض التي قد يفتك أبسطها بجسم لم يكوّن مناعة طبيعية تجاه العالم الحديث.
يسكن الجزيرة قبيلة السنتينيليز، وهي واحدة من آخر المجتمعات البشرية المعزولة عن الحضارة. لا يعرف أحد عدد أفرادها بدقة. بعض التقديرات تشير إلى أنهم يتراوحون بين 50 و400 فرد. لا يوجد سجل رسمي، ولا إحصاءات، ولا رغبة من السكان في أن يُعدّهم أحد.
ترفض هذه القبيلة أي شكل من أشكال الاتصال مع العالم الخارجي، وقد سجلت السلطات الهندية ومصادر مستقلة حوادث متكررة لهجمات عنيفة من السكان على الغرباء، سواء كانوا صيادين تائهين، أو باحثين، أو مغامرين.
أشهر هذه الحوادث كانت مقتل المبشر الأمريكي جون ألين تشاو عام 2018، بعد أن دخل الجزيرة خلسة محاولًا نشر المسيحية بين السكان.
تاريخ من المقاومة… وجغرافيا من العزلةأول محاولة اتصال موثقة مع سكان الجزيرة تعود إلى نهايات القرن الثامن عشر، عندما رصدت سفن بريطانية أضواء غامضة تنبعث من الجزيرة. وفي القرن التاسع عشر، قاد المسؤول البريطاني موريس بورتمان عددًا من الحملات الاستكشافية الفاشلة للتواصل مع القبيلة، والتي أسفرت عن وفاة بعض من نُقلوا إلى بورت بلير، بسبب ضعف مناعتهم تجاه الأمراض.
في عام 1975، زار الملك البلجيكي ليوبولد الثالث مياه الجزيرة ضمن جولة بجزر أندامان، لكنه، كغيره، لم يتمكن من النزول على أرضها.
وعلى مدى العقود اللاحقة، كانت هناك محاولات متفرقة للتواصل، كان أبرزها عام 1991، عندما قاد الباحث تريلوكناث بانديت محاولة سلمية للتقرب من السكان، عبر إسقاط هدايا مثل جوز الهند. لكن هذا التواصل سرعان ما توقف بعد أن رفع السكان أسلحتهم، مجددين رفضهم لأي تقارب.
حتى كارثة تسونامي 2004، التي ضربت سواحل آسيا وأودت بحياة مئات الآلاف، لم تغير من موقف سكان الجزيرة. مروحية هندية أُرسلت لتفقدهم استُقبلت بوابل من السهام والرماح.
قانون خاص… وعدالة استثنائيةرغم أن الجزيرة تتبع إداريًا منطقة جنوب أندامان، فإن الحكومة الهندية تتعامل مع سكانها وفق معايير استثنائية. فهم غير خاضعين لأي نوع من الملاحقة القانونية حتى إن ارتكبوا أعمال قتل ضد المتسللين. فالهند، ببساطة، تحترم قرارهم في العيش بمعزل، وتدرك أن أي تدخل قد يكون كارثيًا على صحتهم، أو مثيرًا لصدام لا داعي له.
في المقابل، أُدرجت الجزيرة ضمن خطة إزالة تصاريح المناطق المحظورة عام 2018، في خطوة تتيح للباحثين زيارة الجزيرة بشروط صارمة وموافقة حكومية، دون مساس بسيادة السكان على أرضهم.
تضاريس وعالم بيئي مستقلالجزيرة محاطة بحزام كثيف من الشعاب المرجانية، ما يصعب عملية الاقتراب منها، وتفتقر إلى الموانئ أو الطرق. تغطي الغابات الاستوائية معظم أراضيها، حيث تعيش حيوانات نادرة مثل خنازير برية، وسلاحف، بالإضافة إلى أنواع متعددة من الطيور البحرية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: جزيرة غامضة الهند خليج البنغال
إقرأ أيضاً:
كندا.. لغز الكرة المتوهجة فوق أسطح المنازل يُثير حيرة السكان
#سواليف
شهدت إحدى المناطق الريفية في #كندا ظهور #كرة_ضوئية_غريبة خلال #عاصفة_رعدية_قوية، حلّقت على ارتفاع منخفض لبضع لحظات قبل أن تتلاشى في الهواء وسط ذهول من شاهدها.
الحادثة التي جرى توثيقها بمقطع فيديو قصير، أعادت إلى الواجهة واحدة من أغرب الظواهر الجوية التي #حيّرت_العلماء لعقود طويلة، وهي كرة البرق.
وفق ما نقلت صحيفة “مترو” عن رواية شهود العيان، فقد تزامن ظهور الكرة اللامعة مع ومضة برق شديدة أعقبتها موجة رياح عنيفة وتحذيرات من إعصار وشيك.
مقالات ذات صلة زوجة ماكرون تحرجه من جديد أمام الكاميرات (فيديو) 2025/07/11وبعد اختفاء البرق، ظهرت كرة الضوء لتزداد سطوعاً وتتحرك ببطء، قبل أن يصدر عنها صوت فرقعة خافت ثم تختفي بشكل مفاجئ، وقد أثار الفيديو القصير اهتمام الباحثين في الظواهر الجوية غير المألوفة.
ورغم أن الكرة البرقية ذُكرت في مئات الشهادات عبر التاريخ، إلا أن التفسير العلمي لها ما يزال موضع جدل، حيث تربطها بعض الدراسات بالعواصف الرعدية والصواعق القوية، لكن كثيراً ما وُصفت في كتب التراث بأنها نذير شؤم أو علامة خارقة.
وفي أوروبا القديمة، كان الناس يعتقدون أن الأضواء المتوهجة التي تظهر قرب المستنقعات هي أرواح هائمة تُضلل المسافرين في الليالي المظلمة.
كما يُروى أن كرات نارية اقتحمت كنائس وأسواقاً في عصور ماضية وأثارت الذعر بين الحشود، وفي زمن الحروب، وثّق جنود مشاهدات مشابهة فسّروها بطرق مختلفة، من الأسلحة السرية إلى الأجسام الطائرة المجهولة.
وبعد انتشار المقطع الأخير، تواصل فريق من الباحثين مع شهود العيان لدراسة الظروف المناخية والظروف المحيطة بظهور الكرة الضوئية.
ويرى مختصون أن هذه الظاهرة تحمل طاقة كهربائية هائلة تجعل الاقتراب منها محفوفاً بالمخاطر، وما يزال الغموض يلف تفاصيل تكوينها وحركتها، وسط جهود بحثية تأمل في كشف أسرارها يوماً ما.