وزير صحة الخرطوم يكشف للجزيرة نت أسباب انتشار الكوليرا بالولاية
تاريخ النشر: 27th, May 2025 GMT
الخرطوم- بسبب ما أفرزته الحرب من استهداف لمحطات الكهرباء والمياه في ولاية الخرطوم، اضطر المواطنون لشرب مياه ملوثة، وبدأت الكوليرا تنتشر في أرجاء الولاية لا سيما في مدينة أم درمان، فضلًا عن انتشارها في ولايات أخرى من بينها سنار جنوبي شرقي البلاد.
وانتشر هذا المرض بشكل واسع في ضاحية "الصالحة" جنوب أم درمان- آخر المناطق التي استعادها الجيش السيطرة عليها من قوات الدعم السريع الأسبوع الماضي- حيث ذكرت تقارير طبية أن المواطنين في هذه المنطقة درجوا على شرب الماء من إحدى محطات المياه الملوثة نتيجة الحرب المستمرة في السودان، مما تسبب في إصابة عدد منهم ووفاتهم لاحقا.
وأسهم تنقل المواطنين بين الصالحة ومدن ولاية الخرطوم الأخرى، مثل أم درمان وجبل أولياء، في انتشار هذا المرض وسط السكان المحليين.
أزمة الكوليرا
وتسببت معاناة الخرطوم بسبب انقطاع شبكات التيار الكهربائي والماء الصالح للشرب في تأزيم الوضع الصحي، حيث أفاد وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم بأن عدد الحالات الأسبوعية للإصابة بالكوليرا يتراوح بين 600 و700 معظمها في العاصمة الخرطوم، مع وجود وفيات ضمنها.
بعد انتشار الكوليرا في أم درمان، شكلت وزارة الصحة بولاية الخرطوم لجنة طوارئ لمتابعة تداعيات هذه الأزمة التي تأتي وسط معاناة في الحصول على الماء والكهرباء.
وقال وزير الصحة المكلف بالولاية فتح الرحمن الأمين للجزيرة نت إنهم في حالة انعقاد دائم لمتابعة أزمة انتشار مرض الكوليرا، مشيرا الى إنشاء 10 مراكز للعزل الصحي بالخرطوم معظمها في أم درمان لاستقبال المصابين.
إعلانوأضاف أنهم يعملون على مواجهتها، وأن عددا من الحالات التي وصلت إلى مراكز العزل والمستشفيات قد تعافت، لافتا إلى أن عدد الوفيات اليومية في الأسابيع الماضية لا يتجاوز 20 حالة، وأن معدل الإصابة الأسبوعي بلغ حوالي 600 إصابة.
ووفق الأمين، فإن "الانتهاكات التي ارتكبتها المليشيا المتمردة بضرب محطات الكهرباء والمياه، ساهمت في إجبار المواطنين على شرب مياه ملوثة مما أدى لإصابتهم بالإسهالات والكوليرا"، وأكد أن وزارة الصحة بولاية الخرطوم تبذل قصارى جهدها للتصدي لهذا المرض، وأنهم تمكنوا من معالجة عدد من الإصابات "مما يعني أنها ستنحسر في الأيام المقبلة".
يبدو لافتًا في مدينة أم درمان لجوء المواطنين لجلب المياه من النيل مباشرة قبل معالجتها، أو من محطات المياه التي تعاني صحيا أو من مناطق آسنة واستخدامها في الشرب.
ورصدت كاميرا الجزيرة نت اصطفاف عدد من المواطنين في ضفة النيل يقودون عربات الكارو التقليدية لجلب المياه وتوزيعها على المنازل وهي غير صالحة للشرب بحسب خبراء في مجال الصحة، كما رصدت أزمة سكان أم درمان بعد انقطاع المياه في عدة محطات منذ أكثر من أسبوع، مما أجبر المواطنين على شراء المياه المستجلبة من النيل مباشرة.
في الأثناء، خصصت وزارة الصحة عددا من المستشفيات والمراكز الصحية بالخرطوم لاستقبال المصابين بالكوليرا، من بينها مستشفى النور ومستشفى الأطفال بأم درمان و10 مراكز للعزل، ورصدت كاميرا الجزيرة نت تدافع العشرات من المصابين إلى هذه المراكز وهم في وضع صحي حرج وسط انتشار لفرق الطوارئ الصحية.
كما لاحظت الجزيرة نت أن معظم القادمين لهذه المراكز من النساء وكبار السن، مع تكدس وازدحام فيها بسبب زيادة حالات الإصابات وسط انقطاع في الكهرباء والماء.
إعلانانتقل مرض الكوليرا إلى ولايات أخرى بينها سنار جنوب شرقي السودان، وقالت وزارة الصحة في تعميم صحفي، أمس الاثنين، إن عدد حالات الكوليرا في هذه الولاية ارتفع إلى 51 حالة تضمنت 5 وفيات و14 حالة شفاء، و31 ما زالت تتلقى العلاج بمراكز العزل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات وزارة الصحة أم درمان
إقرأ أيضاً:
الكوليرا تضرب السودان.. 172 وفاة و2700 إصابة خلال أسبوع
أعلنت وزارة الصحة السودانية الثلاثاء، عن ازدياد كبير في عدد الإصابات بالكوليرا في البلاد، حيث سُجّلت 2700 إصابة و172 وفاة خلال أسبوع واحد.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وقالت الوزارة في بيان إن 90% من الإصابات سجّلت في ولاية الخرطوم حيث تعطّلت إمدادات الطاقة والمياه بشدّة في الأسابيع الأخيرة جراء ضربات بالمسيّرات نُسبت إلى قوات الدعم السريع التي تخوض حربا ضد الجيش منذ أبريل 2023.
أخبار متعلقة "وصلوا المملكة".. موريتانيا تنفي سقوط طائرة حجاج في البحر الأحمرالبديوي: قمة مجلس التعاون و"الآسيان" والصين تمثل حدثًا استثنائيًاوسُجّلت حالات أخرى في جنوب ووسط وشمال البلاد، ويعد وباء الكوليرا متوطنا في السودان لكنه يتفشى بشكل أسوأ بكثير وأكثر تكرارا منذ اندلعت الحرب التي أدت إلى تدهور البنى التحتية الهشة أساسا للمياه والصحة والصرف الصحي.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } حالات الكوليرا - رويترزالكوليرا في ولاية الخرطوموقالت الوزارة الثلاثاء الماضي إن 51 شخصا لقوا حتفهم جراء الكوليرا من بين أكثر من 2300 حالة تم تسجيلها على المدى الأسابيع الثلاثة الماضية، 90 في المئة منها في ولاية الخرطوم.
وشنّت قوات الدعم السريع ضربات هذا الشهر على أنحاء الخرطوم، بما في ذلك على ثلاث محطات للطاقة، قبل إخراجها من آخر مواقع كانت تسيطر عليها في العاصمة الأسبوع الماضي.
وأدت الضربات إلى خروج شبكة الطاقة ولاحقا المياه المحلية عن الخدمة، بحسب "أطباء بلا حدود"، ما أجبر السكان على اللجوء إلى مصادر المياه غير الآمنة.محطات معالجة المياهوقال منسق الشؤون الطبية لدى أطباء بلا حدود في السودان سليمان عمار في بيان "انقطعت الكهرباء عن محطات معالجة المياه ولم يعد بإمكانها توفير المياه النظيفة من النيل".
وقد يؤدي وباء الكوليرا الذي يتسبب بإسهال حاد ناجم عن تلوث المياه أو الغذاء إلى الوفاة، في غضون ساعات ما لم يحصل المصاب على العلاج.
ودفعت الحرب نظام الرعاية الصحية الهش أساسا في السودان إلى "نقطة انهيار"، بحسب منظمة الصحة العالمية.