بديهي أن "ملامح نطق الحروف" كانت واضحة جلية عند أهل المغنى المحدثين؛ أي من نصف قرن فما أعلى، نعم ليس على الإطلاق لكن بدرجة، ولكن انفتح علينا عالم "المطربين الشباب"، ولو شئنا الدقة لقلنا "المؤدين الجدد"، فلم يكونوا في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي شبانا ولا مطربين، ومن المعروف أن أحدهم أخذ يغني ويصدر ألبومات رغم وجود "لحمية بأنفية" توجب عليه أن "يخن" أو يمضغ بعض الحروف ويغلق لأخرى، وكان أن أجرى الجراحة وعاد يغني فما ميّزنا قبل الجراحة من بعدها!
لما سألوا الراحل عبد الحليم حافظ عن إحدى المغنيات المشهورات في عصرها، نصحها مباشرة بأن تتعلم نطق مخارج الحروف على يد معلم للغة العربية؛ وأقر بأنه في بداياته فعل هذا وأنه لا يراه عيبا.
سمعت مؤخرا جزءا من أغنية تقول: "قولوا للي أكل الحرام كفاية.. بكرة إللي كلوه.."؛ وعبثا حاولت أن أستمع للكلمة الباقية من جملة الأغنية الأولى أو "اللازمة"، ثم غبت في التفكير حول مدلول الكلمات الذي ركبه آخر على مشهد مصور (فيديو) قصير لشاب يبدو قليل الخبرة يظن أنه ممتلئ بالصحة، فحاول رفع غطاء للمجاري في أحد شوارع القاهرة فسقط الغطاء البالغ الثقل على كتفه، وكاد يرديه، مشهد عجيب.. سيسرق عشرات أو حتى مئات الأغطية لصهرها ولكنه سيتسبب في إزهاق روح أو أكثر، فضلا عن الحوادث أو تدمير سيارات.
مضى السؤال في الذهن حول بقية الأغنية.. عن الكلمة الواحدة المختفية خلف حنجرة؛ لا المغني بل الناعي والنادب.. وكم كنا نتمنى أن نقر له لقب "المؤدي"!
ازدهى بعض الحرام في زماننا حتى صارت القسمة المميزة للنفس والأبناء، واستحلال الأموال من المال العام أو الإرث أو ما شابه؛ لازمة لدى البعض على الأقل، فتراه يستسيغ أن يعين أحبابه وأحبابهم في الوظائف المتاحة لديه، وأبناءه وأبناءهم بدون تدقيق، وربما مجرد رؤية، ويستوجب الشروط الوفيرة القاسية المعجزة على غيرهم، ولا يرى في هذا أو ذاك بأسا أو ذنبا!
ومن آكلي الحرام في زماننا أنت ترى أحدهم يأكل في الوجبة الواحدة ما يكفي عشرة، ويلقي الطعام في المهملات، ثم يرفض إعطاء خادمه لقمة أو أجرا يقيم أوَده وأبنائه، وقد يكون الخادم ترك فلذات كبده وأتى بدونهم من بلد بعيد.
ومن أكل الحرام سرقة المال العام، أو حتى مال الآخرين والإسراف منه، والتقطير حين يكون الأمر يخصنا، نرفع مؤشر التكييف ما دمنا عند صديق، ونتحكم فيه بأنفسنا في غياب رقابته، أو مجرد اطمئنانه لنا، ولذا قال أحدهم: إذا كنت تسرف في الوضوء في المسجد ولا تفعل ذلك بنفس الدرجة في بيتك فأنت نواة لمفسد!
ومن أكل الحرام الواضح البيّن أن نطلق أيدينا في المال لكي نجمعه لأبنائنا من بعدنا، ولو أضررنا بالآخرين، أو حتى خالفنا مبادئنا وراسخ ثوابت الدين الحنيف، وما قصة أبناء هشام بن عبد الملك الذين ورثوا ملايين الدنانير؛ فشوهدوا يشحذون على جسر بدمشق فيما أبناء سيدنا عمر بن العزيز الذي ترك دراهم قليلة كُفّن ودفن منها؛ فكان أحدهم يشاهَد يحمل أي يجهّز مائة مقاتل في سبيل الله بلوازمهم الخاصة والحربية.. ما القصة منا ببعيدة ولكننا كثيرا ما ننسى.
ومن يطلّق امرأة تزوجها دون علمها ويعاشرها كزوجة بعدها، ليحرمها من ميراثه ويدفعه لأبنائه من غيرها عنا ببعيدة..
أفما كفى ما مضى؟!
"قولوا للي أكل الحرام كفاية، بكرة إللي كلوا هيدفعوا".
كذا أتخيل الآن الكلمة الباقية!
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات الحرام المال فساد مال حرام حلال قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء قضايا وآراء سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة أکل الحرام
إقرأ أيضاً:
«الشارقة الإسلامي» يعلن تسعير إصدار صكوك بقيمة نصف مليار دولار
الشارقة (الاتحاد)
أعلن مصرف الشارقة الإسلامي عن نجاحه في تسعير إصدار صكوك رأسمالية دائمة ضمن الشريحة الأولى الإضافية لرأس المال (Additional Tier 1) بقيمة نصف مليار دولار، بعائد ثابت قدره 6.125%، وفترة عدم استدعاء تمتد لست سنوات من تاريخ الإصدار.
ويُعد هذا الإصدار الأقل هامشاً لصكوك الشريحة الأولى الإضافية (AT1) على مستوى العالم خلال عام 2025، حيث بلغ هامش إعادة التسعير 195.6 نقطة أساس فوق معدل الخزانة الأميركية، مُسجلاً انخفاضاً بمقدار 125.7 نقطة أساس مقارنة بإصدار المصرف في عام 2019.
وشهد الإصدار طلباً قوياً فاق التوقعات، إذ تجاوزت طلبات الاكتتاب ضعف القيمة المطروحة، من قبل مجموعة واسعة من المستثمرين من مختلف أنحاء العالم، حيث جذبت الصكوك اهتماماً لافتاً من صناديق استثمارية ومؤسسات مالية في دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي، وأوروبا، وآسيا، ما يعكس الثقة العالية التي يحظى بها المصرف على الساحة المصرفية الدولية.
وقالمحمد عبدالله، الرئيس التنفيذي لمصرف الشارقة الإسلامي: يعكس هذا الإصدار الجديد استمرار نجاح المصرف في الاستفادة من أسواق رأس المال كأداة استراتيجية فعالة لدعم نموه وتعزيز مركزه الماليJ فمنذ أول إصدار لنا في عام 2006، أثبتنا قدرتنا على بناء سجل قوي كجهة إصدار موثوقة ومستقرة، تحظى بثقة المستثمرين العالميين، ويُعد هذا الإصدار العاشر في سلسلة الصكوك التي أطلقها المصرف، ما يُكرّس مكانتنا الريادية في سوق الصكوك المتوافقة مع الشريعة الإسلامية.