ألقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، الكلمة الرئيسية في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر «تحويل التنمية: بناء ثقافة المساءلة من خلال التقييم والتدقيق والأخلاقيات»، الذي تم انعقاده بالتعاون بين بنك التنمية الجديد NDB، والإدارة العامة للعلاقات الاقتصادية بوزارة المالية في بنجلاديش.

وفي مستهل كلمتها، أعربت الدكتورة رانيا المشاط، عن سعادتها بالمشاركة في هذه الفعالية الرفيعة، التي تجمع نخبة من صناع القرار، والمختصين، والخبراء من مختلف أنحاء العالم، في لحظة يتعاظم فيها الدور الذي تلعبه أدوات الحوكمة الرشيدة، والتقييم، والمسائلة، في بناء مسارات تنموية أكثر كفاءة، وأكثر استدامة، وأكثر استجابة لتطلعات شعوبنا.

وقالت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، إن الرقابة والتقييم لم تعُد اليوم مجرد أدوات إدارية تُستخدم لتتبع الأنشطة والمخرجات، بل أصبحت من أهم ركائز الإدارة الاستراتيجية الحديثة، لأنها توفّر قاعدة صلبة لصياغة السياسات، وتحقيق التكامل بين الأولويات، وتحسين تخصيص الموارد، وضمان تعظيم الأثر التنموي على المستويين القطاعي والمجتمعي.

وأضافت أنه يمكننا أن نحقق نتائج ملموسة على الأرض، من خلال بناء أنظمة فعّالة للرصد والتقييم، كما يمكننا أن نُراجع بشكل مستمر مدى تقدمنا نحو أهداف التنمية، وأن نتخذ قرارات قائمة على الأدلة والبيانات، وليس على الافتراضات أو التقديرات فقط.

وأشارت الدكتورة رانيا المشاط، إلى أن هذه المبادئ باتت تُترجم في مصر إلى خطوات عملية ومؤسسية، مؤكدة أن وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي أطلقت في مارس 2023 «النظام الإلكتروني لإدارة بيانات ومتابعة مشروعات التمويل التنموي الميسر»، وهو منصة متقدمة تمثل نقلة نوعية في مسارنا نحو تعزيز الشفافية والمساءلة، وتحقيق التكامل بين البيانات والقرارات.

كما أشارت إلى أن هذا النظام أسهم في إحداث تحول جذري في آليات متابعة وتنفيذ برامج التعاون التنموي، من خلال مركزية المعلومات، وتوحيد مصادر البيانات المتعلقة بالتدفقات التمويلية، وتتبع نسب الصرف، ومراقبة التوزيع الجغرافي والقطاعي للتمويل، مما ساعد صناع القرار على التفاعل بشكل أسرع مع التغيرات، واتخاذ قرارات أكثر فاعلية.

وشددت «المشاط»، ، على أن نجاح أي منظومة لا يُقاس فقط بما تحققه من تطوير داخلي، بل بقدرتها على خلق بيئة شاملة تشاركية. ومن هنا، تبنت الدولة المصرية نهجًا يقوم على إشراك مختلف الجهات المعنية في العملية التنموية، من مؤسسات حكومية، وشركاء تنمية دوليين، ومؤسسات مجتمع مدني، وأهم من ذلك، القطاع الخاص.

وفي هذا السياق، أشارت إلى تجربة مصر الرائدة والمبتكرة المتمثلة في تدشين «المنصة الوطنية لمشروعات محور الماء والغذاء والطاقة - نُوَفِّي»، التي تم إطلاقها في يوليو 2022، والتي جاءت استجابة لرؤية مصر لتحقيق تكامل فعّال بين أهداف التنمية والعمل المناخي، من خلال ربط القطاعات الحيوية الثلاثة: المياه، والغذاء، والطاقة، ضمن إطار مؤسسي واحد، وشراكة استراتيجية ممتدة.

وأضافت «المشاط» أن منصة نُوَفِّي صُممت لتكون نموذجًا عمليًا لتطبيق آليات التمويل المبتكر في تحقيق أهداف التكيف، والتخفيف، وبناء المرونة، عبر أدوات مثل مبادلات الديون مقابل التنمية المستدامة، التمويل الميسر، المنح، ضمانات الاستثمار، وتيسير مشاركة القطاع الخاص في مشروعات الطاقة المتجددة.

وأوضحت أن الشراكة مع القطاع الخاص ليست مجرد خيار، بل ضرورة لتحقيق النمو الشامل والمستدام، فالقطاع الخاص يمتلك الموارد، والخبرات، والقدرة على الابتكار، وهو شريك محوري في تنفيذ أجندة التنمية الوطنية، خصوصًا في ظل الحاجة إلى استثمارات ضخمة لا تستطيع الدولة بمفردها تحمل أعبائها.

وأشارت «المشاط»، إلى أن أحد أبرز التحديات التي تواجه الشركات، لا سيما الشركات الصغيرة والمتوسطة، هو نقص المعلومات حول الفرص التمويلية، والخدمات المتاحة من المؤسسات الدولية وشركاء التنمية، ولذا، تم العمل على سد هذه الفجوة من خلال إطلاق منصة “حافز - HAFIZ”، التي تمثل مركزًا متكاملًا يربط بين شركاء التنمية، والجهات الحكومية، والمؤسسات الدولية، والمجتمع الاستثماري المحلي، لتسهيل الوصول إلى الموارد المتاحة، وتقديم المشورة الفنية، وبناء جسور التواصل الفعّالة بين مختلف الأطراف.

وفي ختام كلمتها، أكدت «المشاط»، أهمية تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجالات التقييم والرصد والحوكمة، وتبادل أفضل الممارسات في إشراك القطاع الخاص، والاستفادة من التجارب الناجحة لبناء نماذج أكثر استدامة، مضيفةً:"نحن على أتم الاستعداد لمشاركة تجربتنا في مصر، والاستفادة من تجارب الآخرين، لأننا نؤمن بأن التنمية الحقيقية لا تتحقق إلا بالشراكة والتضامن والعمل المشترك".

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الدكتورة رانيا المشاط التنمية المستدامة بنك التنمية الجديد وزارة التخطيط والتعاون الدولي القطاع الخاص من خلال

إقرأ أيضاً:

مؤتمر الرياضة العالمي الجديد 2025 يُعلن عن توسّع قائمة المشاركين

 

في خطوة تؤكد مكانته كمنصة عالمية رائدة، أعلنت مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية عن انضمام كوكبة جديدة من المتحدثين البارزين للمشاركة في مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة 2025 (NGSC 2025). وتُثري هذه الإضافة قائمة المشاركين المرموقة التي تجمع أساطير الرياضة ورموز الإعلام العالمي ورواد الألعاب والرياضات الإلكترونية، لتشكل قمة فكرية غير مسبوقة تستشرف مستقبل القطاع.

وتُقام فعاليات مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة 2025 في فندق فورسيزونز الرياض يومي 23 و24 أغسطس. ويأتي هذا الحدث المرموق بالتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع الختامية لبطولة كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025، ليُشكل المنصة العالمية الأبرز التي تدمج وتوحّد عوالم الألعاب والرياضات الإلكترونية، والرياضة.

وشملت قائمة المتحدثين الذين أكدوا حضورهم، بطل العالم في الشطرنج ماغنوس كارلسن، ورئيس مجلس إدارة LA28 كيسي واسرمان، والرئيس التنفيذي السابق في عالم كرة القدم، ولشركة EA Sports، بيتر مور، نائب الرئيس للإنتاج والمدير الإبداعي في CBS Sports بيت رادوفيتش، حيث سيشارك كل منهم أفكاره حول التقارب بين المنافسة الرقمية والجسدية.
ويُعزز مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة NGSC 2025 حضوره بمشاركة بيتر مور، الرئيس التنفيذي السابق لنادي ليفربول لكرة القدم والمالك الحالي لنادي سانتا باربرا سكاي لكرة القدم. إذ يضيف مور إلى المؤتمر خبرة تمتد لعقود في نسج الروابط بين الرياضة والابتكار الرقمي، فقد تقلد مناصب قيادية رفيعة في مجالات الألعاب الإلكترونية والرياضة.

وقال بيتر مور: “تعكس الرياضات الإلكترونية والرياضة نفس القوة الثقافية والولاء والمنافسة الاحترافية والانتشار العالمي. لقد لمست بنفسي تشابه التجربة بين ملعب ممتلئ بالجمهور وبث مباشر علىى تويتش. وأرى بأن أفضل الأندية والدوريات والعلامات التجارية لا تفرق بين الاثنين، بل تسعى إلى بناء جسور بينهما”.

ومن جانبه، سيشارك بيت رادوفيتش، نائب الرئيس للإنتاج والمدير الإبداعي في CBS Sports الحائز على جائزة إيمي، خبرته العميقة في مجال البث، ليسلط الضوء على كيفية تطور تجربة مشاهدة الرياضات الإلكترونية والرياضة عبر الشاشات. وصرح قائلاً: “أمضيت سنواتٍ من العمل في إنتاج رياضات ذات شعبية كبيرة مثل كرة القدم وكرة السلة والتنس، واليوم أنا سعيد بالانضمام إلى مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة 2025 في الرياض، لاستكشاف كيفية تغيير هذا القطاع لتجربة المشاهدة. الجماهير اليوم أصبحت ترغب بأنظمة جديدة وأصلية تمتاز بالتفاعل، وهو ما يقدمه عالم الرياضات الإلكترونية في مجال البث”.

كما ينضم ماغنوس كارلسن، بطل العالم خمس مرات في الشطرنج وسفير كأس العالم للرياضات الإلكترونية، للمؤتمر لمناقشة توسع الشطرنج في المنظومة الرقمية. ويأتي انضمام هذه اللعبة العريقة إلى كأس العالم للرياضات الإلكترونية 2025، ليعكس تطورها كرياضة رقمية قادرة على استقطاب جماهير عالمية.

وتنضم هذه النخبة من قادة الرياضة إلى أبرز رواد عالم الرياضات الإلكترونية، بمن فيهم: فيكتور غوسينز، المؤسس والرئيس التنفيذي المشارك في Team Liquid للرياضات الإلكترونية، وداني تانغ، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي في Hero Esports. كما تشارك شخصيات بارزة من مؤسسة كأس العالم للرياضات الإلكترونية، الجهة المنظمة لأكبر حدث للألعاب والرياضات الإلكترونية عالمياً. وسيجتمع هؤلاء جميعاً مع أكثر من 1500 من قادة القطاع والمستثمرين وصناع المحتوى، وذلك على مدار يومين تقدم العديد من الكلمات الرئيسية وحلقات النقاش والمنتديات الخاصة والجلسات الحوارية الاستراتيجية.

ويستضيف مؤتمر الرياضة العالمية الجديدة NGSC 2025 كوكبة فريدة ومتنوعة من المتحدثين، تضم أبرز الأسماء وأكثرها تأثيراً في مختلف القطاعات، إلى جانب كبار المسؤولين التنفيذيين من عمالقة الشركات مثل: Sony و Activision و SEGA و Bandai Namco، والمزيد.


مقالات مشابهة

  • "البيجيدي" يطالب الحكومة بتسريع إعداد الجيل الجديد من برامج التنمية بما يعالج البطالة ويوفر الخدمات الأساسية
  • ما مسار ستارمر الخاص لاعتراف بريطانيا بالدولة الفلسطينية؟
  • وكيل إسكان النواب: مصر تقود مسار السلام في مؤتمر حل الدولتين
  • القاهرة تكثف اتصالاتها في واشنطن لدفع جهود وقف إطلاق النار في غزة
  • مدبولي يوجه نداءً لشركات القطاع الخاص بشأن أسعار السلع
  • هذه المناصب التي تقلدها رئيس مجلس قضاء الجزائر الجديد محمد بودربالة
  • العلامة مفتاح يشيد بدور القطاع الخاص خلال سنوات العدوان والحصار
  • العلامة مفتاح يلتقي قيادة الغرفة التجارية والصناعية بأمانة العاصمة
  • وزير الاقتصاد يلتقي المواطنين خلال اليوم المفتوح
  • مؤتمر الرياضة العالمي الجديد 2025 يُعلن عن توسّع قائمة المشاركين