إنفيديا تتوقع إيرادات قوية رغم قيود ترمب على الرقائق
تاريخ النشر: 29th, May 2025 GMT
أعلنت شركة "إنفيديا" عن إيرادات قريبة من توقعات المحللين، مسجلة في الربع الأول 44.1 مليار دولار، ما دفع أسهم الشركة إلى الارتفاع 4% في التداولات الممتدة ما بعد إغلاق السوق.
الشركة كشفت أيضاً عن توقعات قوية لإيرادات الربع الثاني عند 45 مليار دولار، حتى مع تأثير التباطؤ في الصين على النتائج، على رغم من توقع خسارة نحو 8 مليارات دولار من الإيرادات في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، نتيجة القيود المفروضة على تصدير الرقائق الأميركية إلى البلاد.
كان المحللون يتوقعون أن تحقق "إنفيديا" مبيعات بقيمة 43.3 مليار دولار في المتوسط خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في أبريل. كما قدروا إيرادات بقيمة 45.1 مليار دولار للأشهر الثلاثة المنتهية في يوليو.
بلغ الربح 96 سنتاً للسهم، بعد خصم بعض البنود، وهو أعلى من تقديرات وول ستريت التي كانت عند 93 سنتاً.
سجلت إيرادات مراكز البيانات في الربع الأول نحو 39.1 مليار دولار، وهو رقم قريب أيضاً من توقعات المحللين التي كانت عند 39.2 مليار دولار. وبلغت مبيعات وحدة الألعاب -التي كانت سابقاً النشاط الرئيسي للشركة- 3.8 مليار دولار. وتوقع المحللون 2.85 مليار دولار في المتوسط. وبلغت مبيعات وحدة السيارات 567 مليون دولار.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة جينسن هوانغ خلال إعلان نتائج أعمال الشركة، إن "الطلب العالمي على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي من الشركة قويٌّ للغاية. فقد تضاعف توليد رموز الاستدلال بالذكاء الاصطناعي عشرة أضعاف في عام واحد فقط، ومع تزايد استخدام وكلاء الذكاء الاصطناعي، سيتسارع الطلب على حوسبة الذكاء الاصطناعي".
قيود ترمب على الرقائق
تأتي هذه النتائج بعدما أعلنت إدارة ترمب فرض قيود جديدة على شحنات رقائق "إنفيديا" إلى الصين، وهو ما قالت الشركة إنه سيكلفها نحو 5 مليارات دولار.
كما أفادت صحيفة "فاينانشال تايمز" بأن إدارة الرئيس الأميركي أبلغت الشركات الأميركية التي توفر برمجيات تُستخدم في تصميم أشباه الموصلات، بالتوقف عن البيع للصين.
لفتت الشركة إلى هذا الأمر، متوقعة أن تسجل تكاليف بقيمة 8 مليارات دولار، جراء القيود على مبيعات رقائق "H20" المخصصة للسوق الصينية.
كما أشارت في بيان إعلان الأرباح، إلى أن الجهات التنظيمية في الصين تجري تحقيقاً بشأن ما إذا كان الامتثال لضوابط التصدير الأميركية "يُمثل تمييزاً غير عادل ضد العملاء في السوق الصينية".
وأضافت: "إذا خلصت الجهات التنظيمية إلى أننا لم نُفِ بهذه الالتزامات أو انتهكنا أي قانون معمول به في الصين، فقد نُعرّض لعقوبات مالية، وقيود على قدرتنا على ممارسة أعمالنا".
دعوات لتخفيف القيود
في مايو الجاري، شدد الرئيس التنفيذي للشركة جينسن هوانغ على ضرورة تخفيف القيود الأميركية المفروضة على تصدير تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى الصين، محذراً من أن استمرار هذه القيود قد يؤدي إلى خسارة عائدات بمليارات الدولارات لصالح منافسين صاعدين مثل "هواوي تكنولوجيز".
شدد هوانغ على ضرورة تحفيز التكنولوجيا الأميركية في مجال الذكاء الاصطناعي عبر تقليل الحواجز التجارية التي تهدف إلى كبح صعود الخصم الجيوسياسي. أشار خلال حديثه للصحفيين في معرض "كمبيوتكس" في تايبيه، إلى أن الصين وحدها ستمثل فرصة سوقية تُقدر بنحو 50 مليار دولار في 2026. وحذر من أنه إذا لم يُسمح لمزودي التكنولوجيا الأميركيين مثل "إنفيديا" بالدخول، فسينفق العملاء المحليون تلك الأموال في مكان آخر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إنفيديا ترمب قيود ترمب الرقائق الرقائق الأميركية التباطؤ الذکاء الاصطناعی ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
كيف تستعد الصين لمعركة الذكاء الاصطناعي مع الولايات المتحدة؟
- الصين تكثف جهودها لبناء منظومة ذكاء اصطناعي مستقلة عن التكنولوجيا الغربية- بكين تسعي لتحديد معايير الذكاء الاصطناعي دوليا- هواوي تطلق مشروع «الإطار الاحتياطي»
في ظل احتدام التنافس التكنولوجي مع الولايات المتحدة؛ تسعى الصين جاهدة لتطوير منظومة ذكاء اصطناعي محلية تستطيع العمل دون الاعتماد على التقنيات الغربية، في محاولة منها لتحصين نفسها أمام الضغوط الأمريكية المتزايدة.
وفرضت واشنطن قيودا صارمة على تصدير التكنولوجيا المتقدمة إلى الصين، وأعاقت وصولها إلى رأس المال الأمريكي والمواهب والخبرات المرتبطة بالتقنيات الحديثة، ورغم تأثير تلك القيود جزئيا، إلا أن بكين بدأت بالرد عبر مبادرات متسارعة لتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الذكاء الاصطناعي.
وخلال مؤتمر الذكاء الاصطناعي الذي أقيم مؤخرا في شنجهاي؛ استعرضت الشركات الصينية نماذج ذكاء اصطناعي طورت بالكامل دون الاعتماد على تقنيات أمريكية، وإحدى هذه الشركات الناشئة شركة StepFun، التي كشفت عن نموذج يستخدم طاقة حوسبة وذاكرة أقل، ما يجعله أكثر توافقا مع الرقاقات الصينية.
ورغم أن الشرائح الإلكترونية الصينية لا تزال أقل تطورا من نظيراتها الأمريكية، فإن شركات مثل هواوي تمكنت من تضييق الفجوة عبر تجميع عدد أكبر من الرقاقات لتعزيز الأداء.
أطلقت الصين خلال المؤتمر، خطة لحوكمة الذكاء الاصطناعي عالميا، تضمنت دعوة لإنشاء مجتمع مفتوح المصدر لتطوير النماذج وتبادلها عالميا، واعتبر ذلك مؤشرا على سعي بكين لتحديد معايير الذكاء الاصطناعي دوليا، ما قد يضعف الهيمنة الأمريكية في هذا المجال.
وترافقت هذه الجهود، مع استثمارات ضخمة لتطوير البنية التحتية للطاقة، وتوسيع برامج التدريب على الذكاء الاصطناعي، ضمن خطة وطنية تقودها الحكومة الصينية، بمشاركة شركات مملوكة للدولة وكيانات خاصة وحكومات محلية.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن الجهات التنظيمية في الصين تتجنب الموافقة على إدراج شركات لا تنشط في مجالات التقنيات الصلبة مثل الرقائق والذكاء الاصطناعي، لضمان توجيه التمويل إلى القطاعات ذات الأهمية الاستراتيجية.
من أكبر العقبات التي تواجه الصين في سباق الذكاء الاصطناعي هو حرمانها من الوصول إلى الشرائح الأمريكية المتقدمة مثل شرائح إنفيديا، وكذلك أدوات التصنيع عالية التقنية، ومع ذلك، تعمل هواوي وشركات صينية أخرى على التكيف مع هذه القيود.
وأطلقت هواوي مشروعا يعرف باسم “مشروع الإطار الاحتياطي” يضم أكثر من 2000 شركة، ويهدف إلى تحقيق اكتفاء ذاتي بنسبة 70% في إنتاج أشباه الموصلات بحلول عام 2028.
وقد نجحت الشركة في تطوير مجموعات من رقاقاتها المحلية التي تنافس أداء بعض الأنظمة الأمريكية، وإن كانت تستهلك طاقة أكبر.
ووفقا لتقرير حديث من مؤسسة SemiAnalysis، فإن أحد أنظمة هواوي التي تضم 384 رقاقة من نوع Ascend يتفوق على نظام إنفيديا المزود بـ72 وحدة معالجة رسوميات في بعض المعايير.
ويتوقع محللو “مورجان ستانلي” أن ترتفع حصة الرقائق المحلية في السوق الصيني من 34% عام 2024 إلى 82% بحلول عام 2027.
ركزت الصين في مؤتمر شنجهاي، على تعزيز نهج المصدر المفتوح، حيث تسمح الشركات للمستخدمين بتعديل وتوزيع النماذج بحرية، مما ساعد على انتشار النماذج الصينية عالميا.
وبحسب مؤسسة Artificial Analysis، فإن أفضل نموذج مفتوح المصدر في العالم حاليا هو صيني، متفوقا على نظيره الأمريكي منذ نوفمبر 2024.
وتشهد السوق الصينية حاليا طفرة في النماذج المفتوحة المصدر، وبعضها يدعي التفوق على نموذج DeepSeek في استخدامات معينة، بينما أجلت OpenAI الأمريكية إطلاق نموذجها المفتوح المصدر لمزيد من اختبارات الأمان.
إلى جانب التكنولوجيا؛ تستثمر الصين بكثافة في تطوير شبكات الطاقة اللازمة لتشغيل مراكز البيانات، ومن المتوقع أن تنفق 564 مليار دولار على بناء شبكات الكهرباء بحلول 2030، أي بزيادة تتجاوز 40% عن السنوات الخمس السابقة.
وتفوق قدرة توليد الطاقة في الصين حاليا نظيرتها في الولايات المتحدة بمقدار 2.5 مرة، ويتوقع أن تتسع الفجوة مستقبلا.
وفي مجال التعليم، وافقت الحكومة الصينية على إنشاء أكثر من 600 برنامج دراسات جامعية متخصصة في الذكاء الاصطناعي، مقارنة بـ 35 برنامجا فقط في عام 2019، كما سيبدأ تدريس الذكاء الاصطناعي في المدارس الابتدائية والثانوية في بكين اعتبارا من سبتمبر 2025.
وأظهر بحث أجرته جامعتا “هوفر” و"ستانفورد"، أن أكثر من نصف الباحثين في فريق DeepSeek لم يغادروا الصين للدراسة أو العمل، مما يشير إلى تطور قاعدة المواهب المحلية.
ورغم التقدم الصيني، لا تزال الولايات المتحدة تحتفظ بصدارة السباق في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تستحوذ وادي السيليكون على النماذج الأكثر تقدما والشرائح الأقوى، غير أن جزءا كبيرا من الإنفاق الصيني لم يترجم بعد إلى نتائج ملموسة، بل أدى إلى فائض في الطاقة والمعدات.
وتسعى إدارة ترامب للحفاظ على هذا التفوق؛ من خلال خطة عمل لتقليل القيود التنظيمية على شركات التكنولوجيا، إضافة إلى إطلاق مشاريع عملاقة مثل مبادرة OpenAI وSoftBank لبناء مراكز بيانات جديدة بقيمة 500 مليار دولار، رغم تأجيل التنفيذ.
وفي الوقت الذي تظهر فيه الصين استعدادها لإنفاق أي مبلغ لتحقيق الاكتفاء الذاتي؛ تراهن بكين على شعبية شركات مثل DeepSeek لإثبات قدرتها على الاستغناء عن التكنولوجيا الأمريكية.