أحمد الأشعل يكتب: جهاز مستقبل مصر.. الجمهورية الجديدة تزرع أمنها بيد شبابها
تاريخ النشر: 1st, June 2025 GMT
في عمق الصحراء الغربية، حيث كانت الرمال تمتد بلا نهاية، وتضرب الرياح وجه الزمن، وُلد مشروع لا يشبه إلا نفسه، مشروع يُجسّد إصرار دولة آمنت بأن قوتها من أرضها، وأن أمنها القومي يبدأ من فدانٍ يُزرع، ومن يدٍ تعمل.
هناك، حيث كان البعض يرى العجز، رأت مصر الإمكان. وحيث كان البعض يرى مستنقع الجدب، كانت الدولة تروى بذورًا تُنبت الغد.
هذا الجهاز، الذي يتبع رئاسة الجمهورية، لا ينحصر دوره في الزراعة كما قد يتبادر للذهن، بل يمتد إلى ما هو أعمق وأكثر جوهرية: تحقيق الأمن الغذائي، وفرض معادلة الاستقلال الحقيقي وسط عالم يتقلب على جمر الأزمات. فالعالم اليوم لم يعد يقيس قوته فقط بالصواريخ والطائرات، بل بالقدرة على إطعام الشعوب، والاستغناء عن الاستيراد، وترويض الطبيعة لتكون حليفًا لا خصمًا.
ومن هنا، جاء دور جهاز مستقبل مصر بوصفه عقلًا وقلبًا وساعدًا لمشروع قومي يُعاد به رسم خريطة مصر الزراعية، وتُعاد به كتابة قصة الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، على أرض الواقع. هذا الجهاز يعمل في صمت، لكنه يُحدث ضجيجًا من نوع آخر: ضجيج الإنتاج، وضجيج التحول الحقيقي، وضجيج مصر الجديدة وهي تنهض من رمالها.
ولعل أبرز ما يميز هذا المشروع العملاق، ليس فقط آلاف الأفدنة التي تم استصلاحها وزراعتها، ولا التكنولوجيا التي تم تسخيرها لخدمة الأرض، بل الرجال الذين يقودونه. فالجهاز يقوده جيل من الشباب المؤمنين بالدولة وبالواجب، وعلى رأسهم العقيد بهاء الغنام، المدير التنفيذي للمشروع، الذي ضرب مثالًا نادرًا في الإخلاص والانضباط والجرأة في القرار والصدق في الأداء. هو ليس مجرد مسؤول يدير مشروعًا، بل قائد ميداني يعيش تفاصيل الأرض، يتنقل بين خطوط الإنتاج، ويحوّل التعليمات إلى نتائج ملموسة، لا يعرف التردد ولا يستسلم للصعوبات. وجوده، ووجود العشرات من الكوادر الشبابية العاملة في المشروع، يعكس وجه الجمهورية الجديدة، حيث لم يعد الشباب حالمين فقط، بل فاعلين، صانعين للتغيير، وقادة في الميدان.
الجهاز لم يكتفِ بالزراعة التقليدية، بل قدّم نموذجًا متكاملًا للتنمية، يدمج بين الزراعة الذكية، والصناعة الغذائية، والبنية التحتية، والطاقة النظيفة، والتخزين والنقل والتوزيع، بما يجعل منه كيانًا قادرًا على فرض معادلة الاستقرار الاقتصادي. المحاصيل التي تُزرع في “مستقبل مصر” ليست مجرد سلع، بل عناصر في معادلة الأمن القومي. فحين تُزرع القمح والذرة وعباد الشمس والبنجر، تُكتب سطور من الاستقلال، ويُقطع شريان من شرايين الاستيراد التي أثقلت كاهل الدولة لعقود.
وفي ظل الأزمات العالمية المتكررة، من اضطرابات في سلاسل التوريد، إلى تغيرات مناخية قاسية، لم يعد مقبولًا أن تنتظر الدولة ما يأتي من الخارج. وهنا، أثبت جهاز مستقبل مصر أنه ليس مشروعًا زراعيًا، بل مشروع مقاومة وطنية ناعمة، بأدوات التنمية والإنتاج والمعرفة.
إن تجربة جهاز مستقبل مصر، بقياداته الشابة وعزيمته الفولاذية، تستحق أن تُروى كنموذج لما يجب أن تكون عليه مؤسسات الدولة. جهاز يعمل بلا ضجيج سياسي، ولا استعراض إعلامي، بل بحسابات الأرض، وإيقاع الشمس، وإيمان حقيقي بأن الوطن يُبنى من القاعدة لا من القمة فقط. وفي كل فدان يُزرع، وكل قطرة مياه تُدار بذكاء، وكل شاب يتولى مسؤولية ويصنع الفارق، تُكتب سطور جديدة من قصة هذا الوطن.
هذا المشروع ليس عن الأرض فقط، بل عن الإنسان الذي يحول المستحيل إلى واقع، وعن الدولة التي اختارت أن تواجه، لا أن تنتظر. جهاز مستقبل مصر هو عنوان للإرادة حين تتحول إلى مؤسسات، وللرؤية حين تجد من يؤمن بها ويقاتل لتحقيقها. إنه، ببساطة، تجسيد لعبارة واحدة تختصر كل شيء: هنا تُكتب مصر من جديد.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سلاسل التوريد جهاز مستقبل مصر الزراعة التقليدية رئاسة الجمهورية جهاز مستقبل مصر
إقرأ أيضاً:
بحضور نواب.. حزب الإصلاح والنهضة ينظم صالونا حول الثقافة والقيم الوطنية في الجمهورية الجديدة
نظم حزب الإصلاح والنهضة الصالون السياسي بعنوان: “الثقافة والقيم الوطنية في الجمهورية الجديدة”، حيث ناقش
تحولات القيم والثقافة المجتمعية في مصر، وأثرها على السلوك والانتماء الوطني، وكذلك دور المؤسسات الثقافية والإعلامية في نشر القيم وبناء الإنسان المصري، والتوصيات والمقترحات العملية لتعزيز منظومة القيم والثقافة في المجتمع والحياة السياسية.
شارك في الصالون النائبة سها سعيد – عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وكيل لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار، والنائب نادر مصطفى – عضو مجلس النواب عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وكيل لجنة الثقافة والإعلام والآثار، د/ غادة النشار – استشاري التنمية المستدامة في التعليم، د/ رامي عبدالباقي – عضو اتحاد كتاب مصر، أخصائي الصحة العامة والوبائيات، عضو تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين
الإصلاح والنهضة: نطلق سلسلة من الصالونات السياسية بهدف صياغة برنامج انتخابيقال النائب علاء مصطفى، عضو مجلس الشيوخ، مساعد رئيس حزب الإصلاح والنهضة، إن الحزب يعمل حاليا على إطلاق سلسلة من الصالونات السياسية التي تستهدف مناقشة عدد من الملفات النوعية التي تمس المواطن المصري بشكل مباشر، وذلك في إطار حرص الحزب على أن يكون برنامجه الانتخابي القادم معبرًا عن أولويات المجتمع وتطلعاته.
وأكد مصطفى أن هذه الصالونات ستتضمن حوارات معمقة مع خبراء ومتخصصين في مجالات متنوعة، على رأسها الاقتصاد، التعليم، الصحة، والحماية الاجتماعية، مشيرًا إلى أن هذه اللقاءات لن تكون مجرد ندوات حوارية، بل خطوة عملية نحو بلورة رؤية إصلاحية شاملة تنبع من الواقع المصري وتستند إلى رؤية علمية ووطنية.
وأشار مساعد رئيس حزب الإصلاح والنهضة إلى أن الحزب يولي أهمية كبيرة للاستماع إلى الآراء المتخصصة والاطلاع على تجارب ناجحة، سواء داخل مصر أو خارجها، من أجل صياغة برنامج انتخابي واقعي وطموح يُقدم حلولًا حقيقية للتحديات التي تواجه المواطن، ويضع أولويات التنمية في صدارة أجندته.
وأضاف مصطفى أن هذه المبادرة تأتي ضمن مساعي الحزب الدؤوبة لتعزيز التفاعل السياسي والمجتمعي، مؤكدًا على أن المرحلة القادمة تتطلب من كافة القوى الوطنية تقديم أطروحات بناءة تساهم في دعم مسيرة الدولة المصرية نحو التقدم والاستقرار.