الذكاء الاصطناعي يحسّن علاج سرطان الرئة
تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT
أتاحت أداة من الذكاء الاصطناعي تستخدم التعلم العميق مقارنة صور الأشعة المقطعية تلقائيًا في سياق علاج السرطان، مما يسمح باكتشاف وتحديد حتى أصغر التغيرات في أورام الرئة بسرعة ودقة أكبر.
البحث أجري من قبل فريق من الباحثين الألمان والأطباء في الولايات المتحدة.
تُجرى فحوصات التصوير المقطعي المحوسب للصدر بشكل متزايد حول العالم للكشف عن أمراض الرئة، مثل سرطان الشعب الهوائية، في مرحلة مبكرة، مما يسمح بمراقبتها.
تُتيح هذه الفحوص تحديد أبسط آثار العلاج والآثار الجانبية، مما يُحسّن العلاج. ومع ذلك، تُعدّ مقارنة الفحوصات مهمة بالغة التعقيد وتستغرق وقتًا طويلاً، وهي عُرضة للأخطاء، إذ غالبًا ما يضطر أخصائيو الأشعة إلى العمل تحت ضغط زمني كبير عند تقييم الصور. ويُسهّل إنشاء التوافق التشريحي تلقائيًا بين الفحوصات، وهي عملية تُعرف باسم "التسجيل"، هذه العملية.
التعلم العميق
لتحسين التشخيص وتسهيل الممارسة السريرية اليومية للأطباء، يركز مشروع SPIRABENE، الذي يتم تطويره في ألمانيا بالتعاون مع جامعة أميركية، على الذكاء الاصطناعي.
يوضح يان مولتز، مهندس الأبحاث الرئيسي في تحليل الصور الطبية في معهد فراونهوفر ميفيس في ألمانيا "طورنا برنامجًا قائمًا على التعلم العميق يُمكّن من تحديد وقياس آفات الرئة بدقة أكبر وفي وقت قصير جدًا، كما يُمكّننا من اكتشاف آفات جديدة محتملة".
لمتابعة أمراض الرئتين، تُقارَن فحوصات التصوير المقطعي المحوسب السابقة بأحدث الصور لتحديد التطابق التشريحي. ويتمثل التحدي الأبرز هنا في أن صورتين للشخص نفسه تبدوان متشابهتين، لكنهما غير متطابقتين، على سبيل المثال، بسبب اختلافات في التنفس عند إجراء الفحص، أو فقدان محتمل للوزن نتيجة العلاج.
يدعم المقارنة الآلية بين الصور بالفعل مراقبة الصور اللاحقة، لكن استخدام التعلم العميق يُمكّن من مقارنة المسوحات تلقائيًا بسرعة ودقة أكبر.
يوضح مولتز "تُظهر نتائجنا أن 11% من الأورام تُكتشف تلقائيًا في صورة المتابعة بمساعدة الذكاء الاصطناعي مقارنةً بالتسجيل التقليدي القائم على البرامج، وفي أقل من ثانية واحدة". وهذا يعني أيضًا أن قوة الحوسبة المطلوبة أقل، مما يوفر الطاقة.
صمم الباحثون تقنية معالجة الصور الآلية بالكامل بالتعاون مع أطباء من جامعة ميشيغان الأميركية، مما يُمكّن من دمجها واستخدامها مباشرةً في البنى التحتية السريرية القائمة. وقد اختُبِر البرنامج وخضع للتقييم بالفعل في الممارسة السريرية اليومية، ويمكن استخدامه قريبًا في التطبيقات العملية. وتتمثل الخطة طويلة المدى في استخدام مراقبة المتابعة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لكامل الجسم.
بعد التشغيل التجريبي، أعرب مولتز عن سعادته بالنجاح الأولي، وقال "أشعر بالحماس للعمل على برنامج يُستخدم فعليًا في الممارسة السريرية وله تأثير إيجابي على العمل اليومي للأطباء. كما يساعدنا البرنامج على تحديد العلاجات غير الفعالة بسرعة، وتجنب الآثار الجانبية والتكاليف غير الضرورية، وزيادة فرص شفاء المرضى". أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: السرطان الأورام الرئة الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی تلقائی ا
إقرأ أيضاً:
ثورة في علاج سرطان الثدي: اختبار دم يكشف مبكراً خطر الانتكاسة
أظهرت دراسة طبية حديثة أن تقنية "الخزعة السائلة" عبر تحليل الدم قادرة على الكشف المبكر عن خطر انتكاسة سرطان الثدي المعتمد على الهرمونات. اعلان
في تطوّر علمي لافت، أظهرت بيانات حديثة فعالية تقنية طبية جديدة تتمثل في تحليل دم بسيط للكشف المبكر عن احتمال انتكاسة لدى السيدات المصابات بسرطان الثدي، واقتراح علاج وقائي بناءً على هذه المؤشرات. هذه التقنية، المعروفة باسم "الخزعة السائلة" أو الحمض النووي الورمي المنتشر، تمثّل نقلة نوعية في عالم التشخيص والعلاج، وتفتح الباب أمام طب وقائي أكثر تخصيصاً وأقل اعتماداً على الجراحة.
"الخزعة السائلة": بديل واعد للتشخيص التقليديتعتمد الخزعة السائلة على تحليل وجود الحمض النووي الصادر عن الخلايا السرطانية في مجرى الدم، وهو ما يُغني في كثير من الحالات عن الخزعات الجراحية التقليدية التي تتطلب إجراءات معقّدة وعينات أنسجة. وتشير الأبحاث إلى أن هذا النوع من التحليل يوفّر معلومات جينية دقيقة تتيح للأطباء مراقبة تطوّر الورم والتنبؤ بعودته قبل ظهوره سريرياً.
وقد أثبتت التقنية فاعليتها خاصة في السرطانات التي تعتمد على الهرمونات، وهي الأكثر شيوعاً بين أنواع سرطان الثدي. ويسهم الكشف المبكر عن تحورات جينية، مثل طفرة ESR1، في تعديل مسار العلاج قبل حدوث أي تطور سريري للمرض.
Relatedقد يساعد على النجاة.. الذكاء الاصطناعي يُحدث تحولًا في علاج سرطان البروستاتا دراسة: الرياضة ترفع معدلات النجاة من سرطان القولونبريطانيا: أول فحص دم في العالم يتيح تشخيص سرطان الرئة دون أخذ خزعة نسيجيةعقار جديد وتحوّل جذري في مفاهيم العلاج
في مؤتمرالجمعية الأميركية لعلم الأورام السريري في دورته الـ61 بمدينة شيكاغو، أعلن البروفيسور فرانسوا كليمان بيدار من معهد كوري، عن نتائج بارزة باستخدام دواء جديد يدعى كاميزسترانت طوّرته شركة "أسترازينيكا"، مؤكداً أنه لا يمثل دواءً جديداً فحسب، بل مفهوماً علاجياً مبتكراً بالكامل.
في الحالات المتقدمة من سرطان الثدي المعتمد على الهرمونات، يعتمد العلاج حالياً على مزيج من مضادات الهرمونات ومثبطات نمو الخلايا. غير أن نحو 40% من المريضات يطوّرن مقاومة للعلاج بسبب تحوّرات في جين مستقبل الإستروجين، ما يؤدي إلى عودة الورم.
التقنية الجديدة تُتيح رصد هذه الطفرات في الدم قبل أشهر من ظهور أعراضها السريرية، مما يتيح تغيير الخطة العلاجية ودمج دواء "كاميزسترانت" مع مثبطات دورة الخلية، في محاولة للسيطرة على الورم ومنع تطوره.
نتائج واعدة
في تجربة سريرية موسعة عُرفت باسم سيرينا-6، شاركت نحو 3000 مريضة خضعن لاختبارات دم دورية كل شهرين إلى ثلاثة أشهر. وقد رُصدت طفرات جينية مبكرة لدى 315 منهن دون أن تظهر عليهن أعراض سريرية جديدة.
تم تقسيمهن إلى مجموعتين: الأولى واصلت العلاج التقليدي، بينما تلقت الثانية "كاميزسترانت" إلى جانب مثبط دورة الخلية. النتيجة كانت لافتة: تراجع خطر تطور المرض بنسبة 56%، وتأخر ظهور أول تطور سرطاني بمعدل 6 أشهر.
أما نسبة البقاء دون انتكاسة بعد عام، فبلغت 60.7% للمجموعة التي تلقت العلاج الجديد، مقارنة بـ33.4% في المجموعة التقليدية. وبعد عامين، ارتفعت الفجوة بشكل ملحوظ، حيث بلغ معدل الحالات التي لم يتطور لديها المرض 29.7% مقابل 5.4% فقط عند المجموعة الثانية.
ويمثل هذا الإنجاز، بحسب معهد كوري، "نهجاً ثورياً" في علاج السرطان، وقد تكون له تطبيقات مستقبلية تتجاوز سرطان الثدي. ويرى البروفيسور بيدار أن هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها الأثر العملي لـ"الخزعة السائلة" في تسريع الحصول على موافقات رسمية لعلاجات جديدة، مما سيحفّز شركات أدوية أخرى على تبنّي هذا النهج.
وفي ظل الارتفاع المستمر في حالات سرطان الثدي حول العالم، تدخل الشركات العملاقة مثل "روش" و"فايزر" و"إيلاي ليلي" في سباق محموم لتطوير علاجات مبتكرة قادرة على كبح المرض منذ مراحله الجزيئية الأولى.
وقد وضعت "أسترازينيكا" عقار "كاميزسترانت" في صدارة استراتيجيتها لعلاج سرطان الثدي، في محاولة للتميّز عن منافسيها في سوق يزداد احتداماً كل يوم.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة