في خضم واحدة من أكثر الحروب العدوانية توحشا في العصر الحديث لا تخرج خطابات قائد الثورة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله عن دائرة الثبات في الرؤية والدقة في التعبير لكن ما يلفت النظر في خطاباته عن غزة او الشأن الفلسطيني عامة هو الاستخدام المكثف والدقيق للأرقام وهي أرقام لا تأتي صدفة ولا بغرض التزيين الخطابي بل تنطوي على دلالات سياسية ومعرفية واستراتيجية تحيل الخطاب إلى وثيقة ناطقة باسم الضحايا ومرافعة سياسية أمام ضمير الإنسانية.

من البلاغة إلى التوثيق حين تتحدث الأرقام باسم غزة

لم تكن الإحصائية التي أوردها السيد القائد– أكثر من 187,400 بين شهيد وجريح ومفقود نسبة كبيرة منهم من الأطفال والنساء – مجرد إشارة عابرة بل هي تثبيت لحجم الجريمة وسياج ضد محاولات طمسها أو تحويرها، بهذا الرقم يحرر الخطاب ذاته من احتمالات التأويل العاطفي أو المبالغة ويضع المجتمع الدولي في مواجهة واضحة مع مسؤوليته الأخلاقية والقانونية تجاه إبادة موثقة الأركان فحين يقول إن العدوان تجاوز ستمائة يوم فهو لا يكتفي بتحديد المدى الزمني بل يسقط ادعاء العملية الأمنية المحدودة التي يدعيها الصهاينة ليظهر أن ما يجري هو مشروع إبادة جماعية ممتدة تدار بإصرار ممنهج ووعي دموي عميق بأيدً صهيونية ودعم مالي عربي وإرادة شيطانية أمريكية.

السياسة بلغة الحساب التوقيت والعد

في توقيت تمر فيه قضايا المنطقة بمناخ من محاولات التطبيع الصارخ يمنح هذا النمط من الخطاب زخما لقضية فلسطين ويثبت غزة كأولوية دائمة على أجندة العالم واليمن شعبا وجيشا وقيادة فالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله يدرك جيدا أن الرأي العام يستدرك بسهولة في ظل تشويش إعلامي كثيف وأن استحضار الأرقام يحدث تأثيرا مضاعفا يقنع العقول ويخترق القلوب الواعية لذلك فإن خطابه لا يخاطب جمهور اليمن أو محور المقاومة فقط بل ينفذ بقوة نحو الساحات الدولية ليقول بعبارة غير مباشرة إذا كانت الإبادة بالصواريخ والتهجير لا تقنعكم فها هي الأرقام تفضح كل أعذار الصمت.

تجريم موثق وظيفة الضمير للأرقام

لا تنفصل الأرقام في خطاب السيد القائد يحفظه الله عن بعدها القانوني فهي تشكل بنية أولية لأي ملف قانوني يمكن رفعه ضد الكيان الإسرائيلي فعندما يذكر أن هناك ما يقرب من ألف طفل رضيع استشهدوا فإن هذا التوصيف يرقى إلى مستوى جريمة ضد الإنسانية ويعطي لكل منظمة حقوقية أو أممية خارطة طريق للمساءلة وهو في الوقت نفسه يحرج تلك المنظمات الحقوقية الدولية التي تتعامل مع المأساة الفلسطينية ببرود لغوي وإحصائي مجتزأ، هنا يصبح الخطاب أداة فضح لا فقط للعدو بل لشركائه في التواطؤ الدولي ومنها المنظمات الدولية.

منصة لتعبئة حسابات المقاومة بلغة الدم

في جانبها التعبوي تكتسب لغة الأرقام وظيفة مضاعفة فعندما يقال إن العدو يستهدف الأطفال في أوقات الليل داخل مراكز الإيواء فذلك لا يستنفر به الضمير فقط بل يزرع غضبا واعيا وينتج وجدانا شعبيا مناهضا للخذلان والتفرج السلبي، بهذا تصبح الأرقام مشعلا في خطاب مقاومة العدو تشحن به الجبهات ويستخدمه الحرف كقصيدة أو مقال ويبنى عليه الموقف، بل إن هذا التحديد الكمي للألم يحصن الذاكرة الجمعية من النسيان ويعيد تعريف العدو من كيان سياسي إلى مشروع جريمة مستمرة.

رسالة للعالم لا مفر من الحقيقة

يدرك السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله أن المعركة اليوم لا تخاض فقط في ميادين الطائرات والصواريخ بل على جبهات السرد والتأريخ والمعرفة، ولذا فإن إيراده الدقيق والمستمر للأرقام يمثل معركة مضادة للتزييف وفرضا للواقع كما هو لا كما يريد له الإعلام الغربي والعربي المطبع أن يُرسم، ففي وقت تحاول فيه إسرائيل هندسة الجوع -كما يقول السيد القائد- وتحويل القطاع إلى معسكر نازي للتجويع الجماعي لا يمكن للضمير الإنساني أن يظل على الحياد أمام هذا الكم من المعطيات الرقمية التي لا تقبل الإنكار، فبلاغة الأرقام في زمن الصمت لها وظيفة هامة في خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، ليست مجرد توثيق لحجم الكارثة بل هي تفكيك شامل لبنية الكذب الدولي، هي بلاغة من نوع آخر بلاغة المقاومة التي توثق، تدين وتعبئ، وهي فوق ذلك تعبير عن وعي سياسي عميق يرى في الكلمة أداة نضال وفي الرقم سلاحا من نوع لا يخرس، وفي هذا الزمن العربي والعالمي المثقل بالصمت والتواطؤ تظل هذه الأرقام حية لأنها مكتوبة بدم ومحروسة بعقيدة وموجهة نحو ضمير لا بد أن يستيقظ.

 

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

اليمن لن يسكت على الخونة والمتواطئين .. السيد القائد يوجه الشعب اليمني بهذا الأمر

أشار السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ، في كلمته اليوم الخميس ، إلى أن الاستعداد العظيم والتفاعل الشعبي الواسع هو دليل على الثبات، في دلالة واضحة إلى أن الموقف الشعبي لا يزال قوياً وصلباً رغم سنوات العدوان والحصار، هذا الطرح يعكس ثقة القيادة بمستوى الوعي الشعبي وقدرته على التصدي للتحديات، وهي رسالة تحذير للخارج، بأن محاولات تمزيق النسيج المجتمعي أو زعزعة الموقف الوطني قد فشلت.

يمانيون / خاص

 

ووصف السيد القائد التعبئة العسكرية بأنها ذات أهمية كبيرة جداً في مواجهة كل مؤامرات الأعداء، ما يعكس أن المسار العسكري لا يزال حاضراً بقوة إلى جانب المسار الشعبي والسياسي، وهذا يدل على أن القوات المسلحة اليمنية على استعداد تام لمواجهة أي تصعيد ، وأن الجهوزية العسكرية ستكون رادعة لكل التحركات المعادية، سواء من الداخل أو الخارج.

كما وجه السيد القائد تحذيراً مباشراً لكل من تسول له نفسه الوقوف مع العدو الإسرائيلي، مشدداً على أن الشعب سيكون حازماً مع أدوات الخيانة والغدر، في رسالة مزدوجة؛ حملت تحذيراً للدول والجماعات المتورطة في التطبيع أو التعاون الاستخباراتي مع العدو الصهيوني، ورسالة تعبئة للشعب بأن معركة الوعي والفرز لا تقل أهمية عن المواجهة العسكرية.

ووصف السيد القائد الوضع في اليمن بأنه بهذا المستوى من العظمة والتماسك والوعي الشعبي الواسع، وهذا الوصف هدفه إبراز أن اليمن، رغم التحديات، يتمتع اليوم ببيئة داخلية متماسكة مقارنة بالدول المطبعة أو المتهاونة، وأن صنعاء قادرة على الاستمرار في مشروعها المقاوم.

دعوة للخروج الجماهيري

أطلق السيد القائد دعوة لكل أبناء الشعب اليمني للخروج الواسع العظيم يوم الجمعة في العاصمة صنعاء وفي بقية المحافظات ، مؤكداُ على الدور الكبير والعظيم للتظاهرات الشعبية التي تمثل وسيلة ضغط ورسالة سياسية واضحة للخارج، أن اليمن قابت على موقفه ولن يتزحزح ، واستنهض السيد القائد همم اليمنيين بقوله :  يامن تكثرون حين الفزع وتقلّون عند الطمع، وهو تذكير بالتاريخ الجهادي المشرف والعريق للشعب اليمني، أنصار رسول الله .

كلمة السيد القائد عبد الملك الحوثي تأتي في سياق تصاعدي على المستويين الداخلي والخارجي، وكانت الرسائل موجّهة للداخل اليمني لتعزيز الجهوزية وللخارج بأن اليمن لا يزال عصياً على الانكسار، ويملك من أدوات الردع والمواجهة ما يكفي لحماية سيادته وموقفه القومي تجاه قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • ''مؤامرات الأعداء'' ومرحلة جديدة من التصعيد.. عبدالملك الحوثي يكرر خطابه المعتاد وينصرف عن تناول الشأن المحلي
  • اللقاء المشترك يؤيد مضامين خطاب السيد القائد ويدعو للمشاركة الواسعة في مسيرات الغد
  • اللقاء المشترك يعلن تاييده لمضامين خطاب السيد القائد
  • اليمن لن يسكت على الخونة والمتواطئين .. السيد القائد يوجه الشعب اليمني بهذا الأمر
  • السيد القائد يشيد بأجل العبارات على خروج الجمعة الماضية
  • السيد القائد يدعو الشعب اليمني للخروج الواسع غدًا الجمعة في العاصمة صنعاء والمحافظات
  • السيد القائد: هدنة غزة خلفت ضحايا باكثر من 4 الاف وانزال المساعدات خداع
  • كلمة مرتقبة للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي
  • رؤية قرآنية تصنع أمة مجاهدة لا تخاف الموت .. الشهادة والشهداء في فكر الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه)
  • القضية الفلسطينية في ضمير ووجدان السيد القائد!!