الجزيرة:
2025-06-06@01:33:23 GMT

مزيج من الأدوية قد يجعل كبار السن أكثر صحة

تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT

مزيج من الأدوية قد يجعل كبار السن أكثر صحة

كشف فريق دولي من الباحثين عن تأثير الجمع بين دواءي راباميسين (rapamycin) وتراميتينيب (trametinib) على فئران المختبر، مُبيّنين أنهما أطالا عمر الحيوانات بنحو 30%.

ووُجد أن هذا العلاج المُركّب يُحسّن صحة الفئران في سن متقدمة، إذ يقلل من مدى الالتهاب المزمن في الدماغ والأنسجة الأخرى، ويبطىء ظهور السرطان.

والالتهاب المزمن عملية يستمر الجهاز المناعي فيها بضخ خلايا الدم البيضاء وإرسال الرسائل الكيميائية التي تطيل الالتهاب.

وأجرى الدراسة باحثون من قسم الآليات البيولوجية للشيخوخة، معهد ماكس بلانك لبيولوجيا الشيخوخة، كولونيا، ألمانيا ومعهد الشيخوخة الصحية والهندسة الوراثية، كلية لندن الجامعية، لندن، المملكة المتحدة، ونشرت نتائجها في مجلة "نيتشر التقدم في العمر" (Nature Aging) في 28 مايو/أيار الماضي، وكتبت عنها مجلة نيوزويك الأميركية.

وصرحت الباحثة في علم الوراثة، الأستاذة دام ليندا بارتريدج، من كلية لندن الجامعية، في بيان: "لا نتوقع إطالة مماثلة في أعمار البشر كما وجدنا في الفئران". وأضافت "نأمل أن تُساعد الأدوية التي نُجري عليها أبحاثنا الناس على البقاء بصحة جيدة ومن دون أمراض لفترة أطول في المراحل المتقدمة من العمر".

إعلان

يُستخدم كل من الراباميسين والتراميتينيب لعلاج السرطان، إذ يعملان على نقاط مختلفة في مسار إشارات يُنظّم نمو الخلايا واستقلابها وعمرها. وتمت الموافقة على راباميسين من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية لعلاج المرضى بعد زراعة الكلى ولعلاج عدد من السرطانات، وأظهر الراباميسين تأثيرا وقائيا فعّالا ومُثبتا ضد الشيخوخة.

ينتمي تراميتنيب إلى فئة من الأدوية تُعرف بمثبطات الكيناز. ويعمل عن طريق منع نشاط بروتين غير طبيعي يُرسل إشارات لانقسام الخلايا السرطانية، مما يساعد في وقف انتشار هذه الخلايا. يُستخدم تراميتنيب بمفرده أو مع أدوية أخرى لعلاج أنواع معينة من الميلانوما (نوع من سرطان الجلد).

تراميتنيب يستخدم بمفرده أو مع أدوية أخرى لعلاج أنواع معينة من الميلانوما (شترستوك) تأثيرات على الجينات

وجد الفريق أن الجمع بين الدواءين أكثر فاعلية من استخدام أيّ منهما بمفرده، على الرغم من أنهما يعملان بالطريقة نفسها. على وجه التحديد، وُجد أن تراميتينيب وحده يزيد من عمر الفئران بنسبة 5-10%، بينما يزيد راباميسين وحده بنسبة 15-20%.

يقول الباحثون إن هذا المزيج يُحدث تأثيرات جديدة على نشاط الجينات، تتجاوز تلك المتوقعة من مجرد زيادة الجرعة. بعد اكتمال دراستهم الأولية، يعمل الباحثون الآن على تحديد الجرعة المثلى من تراميتينيب لإطالة العمر مع الحفاظ على الحد الأدنى من الآثار الجانبية غير المرغوب فيها.

وقال سيباستيان غرونكي، عالم الأحياء ومؤلف الدراسة من معهد ماكس بلانك لبيولوجيا الشيخوخة في كولونيا، ألمانيا: "يُعد تراميتينيب، وخاصة مع راباميسين، مرشحا جيدا لاختباره في التجارب السريرية (على البشر) كعامل حماية من الشيخوخة. نأمل أن يستفيد الآخرون من نتائجنا. ينصب تركيزنا على تحسين استخدام تراميتينيب في النماذج الحيوانية".

واختتمت بارتريدج قائلا "إن إجراء المزيد من الأبحاث على البشر في السنوات القادمة سيساعدنا على توضيح كيفية استفادة الناس من هذه الأدوية، ومن قد يستفيد منها".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الحج حريات الحج

إقرأ أيضاً:

الخلايا النجمية قد تفسر سعة التخزين الهائلة للدماغ البشري

طرح باحثون فرضية جديدة حول كيفية مساهمة الخلايا النجمية – وهي فئة من خلايا الدماغ – في تخزين الذاكرة. ومن شأن الفرضية الجديدة أن تساعد في تفسير سعة التخزين الهائلة للدماغ، والتي تعد أكبر بكثير مما يتوقع من الخلايا العصبية وحدها.

وأجرى الدراسة باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، ونشرت نتائجها في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (Proceedings of the National Academy of Sciences) في 23 مايو/ أيار الماضي، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.

يقول جان جاك سلوتين، أستاذ الهندسة الميكانيكية وعلوم الدماغ والإدراك في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وأحد مؤلفي الدراسة: "في البداية، كان يعتقد أن الخلايا النجمية تقوم فقط بتنظيف محيط الخلايا العصبية، لكن لا يوجد سبب محدد يمنع تطور وظائفها؛ فبما أن كل خلية نجمية يمكنها التواصل مع مئات الآلاف من نقاط الاشتباك العصبي، فقد يكون من المنطقي أن تستخدم أيضا في وظائف حسابية".

وتعرف نقاط الاشتباك العصبي على أنها النقاط التي تتفاعل فيها خليتان عصبيتان مع بعضهما البعض، وهي مواقع لنقل الاشارات من الخلية العصبية قبل المشبك إلى الخلية العصبية بعد المشبك.

إعلان

يحتوي الدماغ البشري على حوالي 86 مليار خلية عصبية. وتطلق هذه الخلايا إشارات كهربائية تساعد الدماغ على تخزين الذكريات وإرسال المعلومات والأوامر في جميع أنحاء الدماغ والجهاز العصبي.

يحتوي الدماغ أيضا على مليارات الخلايا النجمية، وهي خلايا على شكل نجمة ذات امتدادات طويلة تمكّنها من التفاعل مع ملايين الخلايا العصبية. وعلى الرغم من الاعتقاد السائد منذ فترة طويلة بأنها خلايا داعمة في المقام الأول، إلا أن دراسات حديثة أشارت إلى أن الخلايا النجمية قد تلعب دورا في تخزين الذاكرة والوظائف الإدراكية الأخرى.

سعة الذاكرة

تؤدي الخلايا النجمية مجموعة متنوعة من وظائف الدعم في الدماغ: فهي تنظف مخلفات الخلايا، وتوفر العناصر الغذائية للخلايا العصبية، وتساعد في ضمان إمداد الدم الكافي.

ترسل الخلايا النجمية أيضا العديد من المجسات الرفيعة، المعروفة باسم "الزوائد"، والتي يمكن أن يلتف كل منها حول مشبك عصبي واحد لتكوين مشبك ثلاثي الأجزاء.

خلال العامين الماضيين، أظهر علماء الأعصاب أنه في حال تعطل الروابط بين الخلايا النجمية والخلايا العصبية في الحصين – جزء من الدماغ يلعب دورا أساسيا في الذاكرة وتكوينها – فإن تخزين الذاكرة واسترجاعها يتأثران.

وعلى عكس الخلايا العصبية، لا تستطيع الخلايا النجمية إطلاق جهود الفعل (action potentials)، وهي النبضات الكهربائية التي تحمل المعلومات في جميع أنحاء الدماغ، ولكن يمكنها استخدام إشارات الكالسيوم للتواصل مع الخلايا النجمية الأخرى.

على مدار العقود القليلة الماضية، ومع تحسن دقة تصوير الكالسيوم، وجد الباحثون أن إشارات الكالسيوم تسمح أيضا للخلايا النجمية بتنسيق نشاطها مع الخلايا العصبية في المشابك العصبية التي ترتبط بها.

تشير هذه الدراسات إلى أن الخلايا النجمية يمكنها اكتشاف النشاط العصبي، مما يدفعها إلى تغيير مستويات الكالسيوم الخاصة بها، وقد تحفّز هذه التغييرات الخلايا النجمية على إطلاق نواقل دبقيّة – جزيئات إشارة تشبه النواقل العصبية – في المشبك العصبي.

إعلان

يقول يقول ليو كوزاتشكوف من قسم علوم الدماغ والإدراك، معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا والباحث المشارك في الدراسة: "هناك حلقة مغلقة بين إشارات الخلايا العصبية وإشارات الخلايا النجمية إلى الخلايا العصبية، الأمر غير المعروف تحديدا هو نوع الحسابات التي يمكن للخلايا النجمية إجراؤها بالمعلومات التي تستشعرها من الخلايا العصبية".

الذاكرة والمشابك العصبية

شرع فريق معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في نمذجة ما قد تفعله هذه الروابط وكيف يمكن أن تساهم في تخزين الذاكرة، ويعتمد نموذجهم على شبكات هوبفيلد، وهي نوع من الشبكات العصبية التي يمكنها تخزين الأنماط واستدعاؤها.

تستخدم شبكات هوبفيلد، التي طوّرت في الأصل على يد جون هوبفيلد وشون إيتشي أماري في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، غالبا لنمذجة الدماغ، ولكن ثبت أن هذه الشبكات لا تستطيع تخزين معلومات كافية لمراعاة سعة الذاكرة الهائلة للدماغ البشري، وطور باحثون نسخة أحدث ومعدَّلة من شبكة هوبفيلد، تعرف باسم الذاكرة الترابطية الكثيفة، تخزِّن معلومات أكثر بكثير من خلال ترتيب أعلى من الاقترانات بين أكثر من خليتين عصبيتين، ولكن ليس من الواضح كيف يمكن للدماغ تنفيذ هذه الاقترانات متعددة الخلايا العصبية في مشبك افتراضي، لأن المشابك التقليدية لا تربط سوى خليتين عصبيتين: خلية قبل المشبك وخلية بعد المشبك، وهنا يأتي دور الخلايا النجمية.

يقول ديمتري كروتوف الباحث المشارك من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا/آلات الأعمال الدولية، مختبر واتسون للذكاء الاصطناعي، ماساتشوستس، الولايات المتحدة: "إذا كانت لديك شبكة من الخلايا العصبية، والتي تترابط في أزواج، فلن يكون هناك سوى قدر ضئيل جدا من المعلومات التي يمكنك ترميزها في تلك الشبكات".

وأضاف:" لبناء ذكريات ارتباطية كثيفة، نحتاج إلى ربط أكثر من خليتين عصبيتين. ولأن خلية نجمية واحدة قادرة على الاتصال بالعديد من الخلايا العصبية، والعديد من المشابك العصبية، فمن اللافت افتراض وجود عملية نقل معلومات بين المشابك العصبية بوساطة هذه الخلية. كان هذا هو الإلهام الأكبر لنا لدراسة الخلايا النجمية، ودفعنا إلى التفكير في كيفية بناء ذكريات ارتباطية كثيفة في علم الأحياء".

إعلان

يستطيع نموذج الذاكرة الارتباطية للخلية النجمية العصبية، الذي طوره الباحثون في دراستهم الجديدة، تخزين معلومات أكثر بكثير من شبكة هوبفيلد التقليدية، أي أكثر من كافية لتفسير سعة ذاكرة الدماغ.

الذكريات داخل الخلايا النجمية تشفَّر من خلال تغيرات تدريجية في أنماط تدفق الكالسيوم (شترستوك) اتصالات معقدة

يقول الباحثون إن الروابط البيولوجية الواسعة بين الخلايا العصبية والخلايا النجمية تدعم فكرة أن هذا النوع من النماذج قد يفسر كيفية عمل أنظمة تخزين الذاكرة في الدماغ، ويفترضون أن الذكريات داخل الخلايا النجمية تشفَّر من خلال تغيرات تدريجية في أنماط تدفق الكالسيوم، وتنقل هذه المعلومات إلى الخلايا العصبية بواسطة نواقل دبقية تطلق عند المشابك العصبية التي تتصل بها عمليات الخلايا النجمية.

يقول كوزاتشكوف: "من خلال التنسيق الدقيق لهذين الأمرين – النمط المكاني الزمني للكالسيوم في الخلية، ثم الإشارة إلى الخلايا العصبية – يمكن الحصول على الديناميكيات اللازمة بالضبط لهذه السعة التخزينية المتزايدة بشكل هائل".

إحدى السمات الرئيسية للنموذج الجديد هي أنه يتعامل مع الخلايا النجمية كمجموعات من العمليات، بدلا من كيان واحد، ويمكن اعتبار كل عملية من هذه العمليات وحدة حسابية واحدة، ونظرا لقدرات تخزين المعلومات العالية للذاكرات الترابطية الكثيفة، فإن نسبة كمية المعلومات المخزنة إلى عدد الوحدات الحسابية عالية جدا وتنمو مع حجم الشبكة، هذا لا يجعل النظام عالي السعة فحسب، بل أيضا موفرا للطاقة.

بالإضافة إلى تقديم رؤية ثاقبة حول كيفية تخزين الدماغ للذاكرة، يمكن لهذا النموذج أيضا أن يوفر إرشادات للباحثين العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي.

ويمكن للباحثين- من خلال تغيير اتصال شبكة العمليات- إنشاء مجموعة واسعة من النماذج التي يمكن استكشافها لأغراض مختلفة.

إعلان

يقول سلوتين: "في حين أن علم الأعصاب ألهم في البداية أفكارا رئيسية في مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أن الخمسين عاما الماضية من أبحاث علم الأعصاب كان لها تأثير ضئيل على هذا المجال، وقد ابتعدت العديد من خوارزميات الذكاء الاصطناعي الحديثة عن التشبيهات العصبية. وبهذا المعنى، قد يكون هذا العمل أحد المساهمات الأولى في مجال الذكاء الاصطناعي المستمدة من أبحاث علم الأعصاب الحديثة."

مقالات مشابهة

  • هل روبوتات الذكاء الاصطناعي أفضل منك؟ اكتشف ما لا تستطيع الروبوتات فعله
  • للنساء في منتصف العمر.. القهوة سرّ الشيخوخة الصحية والذهن المتّقد
  • شاهد.. فيل ضخم يقتحم متجرا في تايلند بحثا عن الطعام
  • الخلايا النجمية قد تفسر سعة التخزين الهائلة للدماغ البشري
  • «اجتماعية الشارقة» تعزز رعاية كبار السن بالفحوص الدورية
  • يريد ان يجعل منه بطل اولمبي
  • تنفيذ المرحلة الثالثة من مبادرة "أحلام الأجيال" بمحافظة كفر الشيخ لدمج كبار السن والأطفال بدور الرعاية
  • فوز "الأحمر" يجعل العيد عيدين
  • رائد فضاء روسي يقيّم فرص وصول البشر إلى المريخ