وفاة سيدة المسرح العربي سميحة أيوب بعد تاريخ فني حافل
تاريخ النشر: 3rd, June 2025 GMT
القاهرة "د.ب.أ": أعلن الفنان منير مكرم، عضو مجلس نقابة المهن التمثيلية، في مصر، وفاة "سيدة المسرح العربي" الفنانة المصرية القديرة سميحة أيوب عن عمر ناهز الـ93 عاما.
وكتب مكرم على صفحته بموقع فيسبوك اليوم :"الفنانة القديرة سميحة أيوب في ذمه الله".
وجاءت وفاة سمية أيوب بعد تاريخ فني طويل وحافل بدأ منذ عام 1947، تركت خلاله حضورا واسعا في المسرح والسينما والتلفزيون، وأثرى اسمها المشهد الثقافي في مصر والعالم العربي.
وتنقلت سمية أيوب خلال مشوارها الفني بين خشبة المسرح، وأمام عدسات السينما والتلفزيون ، تعاونت خلالها مع نخبة من المخرجين والكتاب الكبار في مصر والعالم العربي.
وشاركت الراحلة في عدد كبير من الأعمال ذات الطابع الاجتماعي والتراجيدي، وبرزت بأدوارها في عروض مسرحية شهيرة ظلت راسخة في الذاكرة الثقافية، إلى جانب مساهمتها في الدراما التلفزيونية والأفلام السينمائية. وتميزت بصوتها القوي وحضورها المسرحي اللافت، ما جعلها من أبرز رموز الأداء الدرامي منذ منتصف القرن العشرين.
وشغلت سميحة أيوب ، إلى جانب عملها كممثلة، مناصب إدارية في مؤسسات ثقافية، وكان لها حضور دائم في المحافل الفنية والمسرحية داخل مصر وخارجها، وتقلدت عددا من الجوائز والتكريمات من مؤسسات رسمية وهيئات ثقافية عربية ودولية، تقديرا لعطائها الطويل وتاريخها الفني المتنوع.
وبحسب وسائل إعلام مصرية، نعت نقابة المهن التمثيلية، في بيان رسمي، و"ببالغ الحزن والأسى وفاة الفنانة الكبيرة سميحة أيوب، التي وافتها المنية اليوم، بعد مسيرة فنية حافلة أثرت خلالها المسرح والسينما والتلفزيون المصري بأعمال خالدة".
وجاء في بيان النقابة: "إنا لله وإنا إليه راجعون، ننعى بمزيد من الحزن والأسى الفنانة القديرة سميحة أيوب، ونسأل الله أن يتغمدها بواسع رحمته، وأن يلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان."
وأضاف: "الراحلة كانت رمزا من رموز الفن المصري، ولقبت بـ/ سيدة المسرح العربي/، وقدمت خلال مشوارها أعمالا شكلت علامات فارقة في تاريخ الأداء المسرحي والتلفزيوني، كما شغلت مواقع قيادية مؤثرة في الحركة الثقافية".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: سمیحة أیوب
إقرأ أيضاً:
طقوس الفودو وحروب الموز.. سجل حافل بتدخلات واشنطن في أميركا اللاتينية
على مدى قرن ونيف، شكلت أميركا اللاتينية مسرحا لتقلّبات السياسة الخارجية الأميركية وتناقضاتها الحادة. فبين إعلان حماية المصالح والديمقراطية، والانغماس في تغيير الأنظمة بالتدخل العسكري المباشر أو غير المباشر، نسجت واشنطن علاقة بجوارها الجنوبي اتسمت بالتفرد والاضطراب.
وفي تقرير لمراسلتها هيلين كوبر التي تغطي أنشطة وزارة الحرب (البنتاغون)، تناولت صحيفة نيويورك تايمز تاريخ التدخلات العسكرية للولايات المتحدة في أميركا اللاتينية باستعراض أبرز المحطات في تسلسل تاريخي يمتد من أواخر القرن الــ19 حتى أواخر القرن الــ20، نوجزها:
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس تستعرض قائمة الأسلحة الأميركية لدى إسرائيلlist 2 of 2نيويورك تايمز: هكذا ستبدو حروب المستقبلend of listكوبا (1898)كانت الحرب الإسبانية الأميركية نقطة تحول أطلقت سلسلة من التدخلات. فبعد إرسال البارجة "يو إس إس مين" إلى هافانا وإغراقها في انفجار غامض، شنت الولايات المتحدة حربا أدت إلى حصار كوبا واحتلال بورتوريكو وغوام والفلبين بموجب معاهدة باريس.
كان إنزال المارينز في خليج غوانتانامو بكوبا في يونيو/حزيران عام 1898 إيذانا ببدء "حروب الموز"، وهي فترة اتسمت بالانخراط المكثف للمارينز في زعزعة استقرار حكومات أميركا الوسطى والكاريبي وقلبها، وفقا لتصريح العقيد المتقاعد مارك كانسيان، المستشار الأقدم في المركز للدراسات الإستراتيجية والدولية.
نيكاراغوا (1912)بدأ تدخل الولايات المتحدة في نيكاراغوا عام 1912 عندما هبطت قوات المارينز على أراضيها في خضم ثورة على رئيسها الموالي لواشنطن، بذريعة الحفاظ على المصالح الأميركية. وما لبث أن تحولت المهمة إلى تدخل عسكري مباشر لينتهي الأمر باحتلال دام 21 عاما، ليصبح جزءا رئيسيا من "حروب الموز".
ويقدّم المقال نموذجا آخر لاضطراب السياسة الأميركية في المنطقة بسبب تحركاتها في المكسيك عام 1914، فقد دعمت واشنطن انقلابا على رئيس مكسيكي، ثم سحبت دعمها لصالح "الزعيم الثوري الخارج على القانون" بانشو فيا، قبل أن تدخل في مواجهة جديدة مع حكومة مكسيكية كانت قد اعتقلت جنودا أميركيين ثم أفرجت عنهم، لكن الولايات المتحدة طالبتها باعتذار و21 طلقة تحية، فوافقت المكسيك على الاعتذار، لكنها رفضت طلقات التحية.
إعلانواستغل الرئيس الأميركي آنذاك وودرو ويلسون حادثة بسيطة ليفرض حصارا على ميناء فيراكروز ويحتله مدة 7 أشهر، في خطوة يُنظر إليها اليوم كدليل إضافي على توظيف القوة العسكرية في إدارة الخلافات الدبلوماسية.
وبحلول عام 1915، انقلبت الولايات المتحدة على فيا. وفي 9 مارس/آذار 1916، شن فيا هجوما على موقع للجيش في نيو مكسيكو أسفر عن مقتل جنود ومدنيين، فأرسل ويلسون إلى المكسيك من جديد قوات للقبض على فيا بهدف وحيد هو أسره، لكنها فشلت في العثور عليه بعد عام تقريبا وعادت في عام 1917.
هذه المطاردة العقيمة حوّلت فيا إلى بطل شعبي، مما يؤكد كيف أن التدخل الأميركي "يشوه السياسة" الداخلية، كما أشار ميغيل تينكر سالاس، الأستاذ الفخري للتاريخ والدراسات اللاتينية بجامعة بومونا.
غرينادا (1983)اجتاحت الولايات المتحدة جزيرة غرينادا عام 1983 عقب انقلاب داخلي، مبرّرة التدخل بحماية مئات الطلاب الأميركيين. وتصف الصحيفة العملية بأنها كانت سريعة وحاسمة وأسفرت عن تغيير النظام.
بنما (1989)في واحدة من أكثر الحوادث غرابة، أقدمت الولايات المتحدة على اعتقال الجنرال مانويل نورييغا الذي كان لسنوات عميلا لوكالة الاستخبارات الأميركية المركزية وحليفا للولايات المتحدة.
وكان نورييغا يتقاضى أموالا لتخريب حركات يسارية، كما كان يغسل أموال المخدرات. وبعد أن اتُّهم بالاتجار وتهريب المخدرات وساءت علاقته بالولايات المتحدة، أعلن الحرب عليها، مما أدى إلى غزو أميركي بعد مقتل جندي أميركي عند نقطة تفتيش.
وفي ذروة الغزو، أعلن الجيش الأميركي العثور على 110 أرطال من الكوكايين في دار ضيافة نورييغا. لكن البنتاغون اضطر إلى التراجع لاحقا، موضحا أن المادة لم تكن سوى "تمالي"، وهي مادة قال أحد الضباط، إنها "تستخدم في طقوس الفودو"، في واحدة من أبرز زلات الجيش الأميركي الإعلامية في المنطقة.
هاييتي (1994)بعد 60 عاما على زيارتهم الأولى لهاييتي، عاد المارينز -هذه المرة برفقة قوات من الجيش الأميركي- بعدما أصدر الرئيس بيل كلينتون أمرا للجيش الأميركي بإعادة الرئيس جان-بيرتران أريستيد إلى السلطة، عقب انتخابه ديمقراطيا ثم الإطاحة به سريعا.
وبعد عشر سنوات، خرج أريستيد من دائرة الرضا في واشنطن، ليُطاح به في انقلاب دُبّر بتنسيق بين الولايات المتحدة وفرنسا، الدولة التي كانت قد استعمرت هاييتي.
عقب اغتيال الرئيس هاييتي، فيلبرون غيوم سام (بعد فترة وجيزة من أمره بإعدام 167 سجينا سياسيا)، أرسل الرئيس الأميركي ويلسون قوات المارينز إلى البلاد.
كانت المهمة المُعلنة هي استعادة النظام وتحقيق الاستقرار بعد الاضطرابات التي كانت تُغذيها جزئيا إجراءات أميركية، مثل الاستيلاء على احتياطيات الذهب الخاصة بها بسبب الديون. وبقي المارينز هناك ما يقرب من 20 عاما، وانسحبوا أخيرا في عام 1934.