الرئيس اليمني في خطاب للشعب بمناسبة عيد الأضحى : الدولة ملتزمة بتقديم حياة المدنيين ومصالحهم على الاستعراض الزائف بالقوة
تاريخ النشر: 5th, June 2025 GMT
عدن (الجمهورية اليمنية) - وجه الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني مساء اليوم خطابا هاما بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، هنأ فيه الشعب اليمني بهذه المناسبة الدينية الجليلة، سائلا الله العلي القدير أن يجعل هذا العيد فاتحة خير لمرحلة جديدة يسود فيها السلام، والعدل والرخاء، وفقا لـ(سبأ) الشرعية.
وقال رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني في الخطاب الذي القاه نيابة عنه وزير الاوقاف والارشاد الدكتور محمد شبيبة" يسعدني وإخواني أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة أن نهنئكم وابطال القوات المسلحة والامن وكافة التشكيلات العسكرية، بحلول عيد الأضحى المبارك، سائلًا المولى جل وعلا، أن يعيده على شعبنا ووطننا وقد تحقق له ما يصبو إليه من أمن وسلام واستقرار، وأن يجعل أيامنا القادمة خيرًا من ماضيها، ويكلّل نضالنا وتضحياتنا بالنصر المؤزر واستعادة دولتنا ومؤسساتها الوطنية".
كما توجه الرئيس العليمي باسمه وإخوانه أعضاء مجلس القيادة الرئاسي والحكومة بالتهنئة لحجاج بيت الله الحرام من أبناء اليمن وسائر المسلمين بإتمام مناسكهم، مثمّنا الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية الشقيقة بقيادة أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في خدمة ضيوف الرحمن، وتوفير كل سبل الراحة والأمان لأداء المناسك بكل يُسر وسكينة.
اضاف "هي جهود مشهودة ومقدَّرة على المستويين الإسلامي والإنساني، تعكس ريادة المملكة ومكانتها الرفيعة في خدمة الإسلام والمسلمين".
وعرض رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني في خطابه للأوضاع على الساحة المحلية، مشيرا الى ان هذا العيد المبارك، يأتي ولا تزال مليشيا الحوثي الإرهابية ماضية في مشروعها التخريبي والطائفي، مرتهنة لإملاءات النظام الإيراني، ورافضة لكل جهود السلام، وممعنة في انتهاك حرمة الدماء، والأعراض.
واوضح في هذا السياق بان المناطق الخاضعة لهذه الجماعة تحولت إلى ساحات للقمع والإرهاب، تُمارس فيها أبشع الانتهاكات بحق أبناء شعبنا من اختطافات وقتل وتعذيب وابتزاز، إلى جانب فرض الجبايات ونهب الممتلكات العامة والخاصة، وتجنيد الأطفال والزج بهم في جبهات الموت، ضاربة عرض الحائط بكل القيم الدينية والإنسانية".
وخاطب العليمي الشعب اليمني قائلا " رأيتم جميعا كيف قادت مقامرة هذه المليشيات الإرهابية بمصالح الشعب اليمني، ومكتسباته الى استدعاء العدوان الإسرائيلي لتدمير ثلاثة موانئ، وثلاثة مصانع، ومطار، وأربع طائرات، دون ان يرف لها جفن".
واكد بأن هذه المليشيات لازالت مستمرة في مغامراتها الطائشة نحو مزيد من الخراب والدمار".
اضاف "كما رأيتم في مقابل هذا الإرهاب والابتزاز كيف اختارت الدولة دائما الانحياز للناس، وتقديم حياة المدنيين ومصالحهم على استعراض زائف بالسيادة".
وجدد الرئيس اليمني تأكيد التزام مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية، بالشراكة مع القوى الوطنية والمكونات السياسية، بالمضي في العمل من أجل تثبيت الأمن، وتوفير الخدمات، وتحسين الأوضاع المعيشية، وصرف المرتبات، واستعادة مؤسسات الدولة العادلة، الضامنة للشراكة، والمواطنة المتساوية لكل أبنائه.
وعلى الصعيد العربي والقومي، جدد فخامته بهذه المناسبة موقف الجمهورية اليمنية الثابت والدائم إلى جانب قضية الشعب العربي الفلسطيني الشقيق، وحقه في تحرير أرضه وتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة.
وعبر رئيس مجلس القيادة الرئاسي عن ادانة اليمن بأشد العبارات حرب الإبادة الجماعية المستمرة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي الغاشم بحق أهلنا في قطاع غزة، معتبرا ان تلك الجرائم الوحشية تشكل وصمة عار في جبين الإنسانية، وتستوجب موقفًا دوليًا صارمًا يضع حدًا لهذا العدوان، ويحمي المدنيين الأبرياء.
فيما يلي نص الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، القائل في محكم كتابه الكريم: "وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ"،
والصلاة والسلام على رسول الله الصادق الأمين، وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
يا أبناء شعبنا اليمني العظيم، في الداخل والخارج،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يسعدني وإخواني أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة أن نهنئكم بحلول عيد الأضحى المبارك، سائلًا المولى جل وعلا، أن يعيده على شعبنا ووطننا وقد تحقق له ما يصبو إليه من أمن وسلام واستقرار، وأن يجعل أيامنا القادمة خيرًا من ماضيها، ويكلّل نضالنا وتضحياتنا بالنصر المؤزر واستعادة دولتنا ومؤسساتها الوطنية.
وفي هذه المناسبة العظيمة، اتقدم بخالص التهاني، والتبريكات إلى أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، بمناسبة نجاح موسم الحج لهذا العام، مثمّنين عاليًا الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية الشقيقة في خدمة ضيوف الرحمن، وتوفير كل سبل الراحة والأمان لأداء المناسك بكل يُسر وسكينة.
وهي جهود مشهودة ومقدَّرة على المستويين الإسلامي والإنساني، تعكس ريادة المملكة ومكانتها الرفيعة في خدمة الإسلام والمسلمين.
كما يسرني وإخواني أعضاء مجلس القيادة الرئاسي أن نهنئ حجاج بيت الله الحرام من أبناء اليمن وسائر المسلمين، ونسأل الله أن يتقبل منهم حجهم وسعيهم، وأن يُعيدهم إلى ديارهم سالمين غانمين.
أيها الشعب اليمني الكريم،
يأتي هذا العيد المبارك، ولا تزال مليشيا الحوثي الإرهابية ماضية في مشروعها التخريبي والطائفي، مرتهنة لإملاءات النظام الإيراني، ورافضة لكل جهود السلام، وممعنة في انتهاك حرمة الدماء، والأعراض.
لقد تحوّلت المناطق الخاضعة لهذه الجماعة إلى ساحات للقمع والإرهاب، تُمارس فيها أبشع الانتهاكات بحق أبناء شعبنا من اختطافات وقتل وتعذيب وابتزاز، إلى جانب فرض الجبايات ونهب الممتلكات العامة والخاصة، وتجنيد الأطفال والزج بهم في جبهات الموت، ضاربة عرض الحائط بكل القيم الدينية والإنسانية.
وقد رأيتم جميعا كيف قادت مقامرة هذه المليشيات الإرهابية بمصالح الشعب اليمني، ومكتسباته الى استدعاء العدوان الإسرائيلي لتدمير ثلاثة موانئ، وثلاثة مصانع، ومطار، وأربع طائرات، دون ان يرف لها جفن.. ولازالت مستمرة في مغامراتها الطائشة نحو مزيد من الخراب والدمار.
كما رأيتم في مقابل هذا الإرهاب والابتزاز كيف اختارت الدولة دائما الانحياز للناس، وتقديم حياة المدنيين ومصالحهم على استعراض زائف بالسيادة.
اننا في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية، وبالشراكة مع القوى الوطنية والمكونات السياسية، ماضون في العمل من أجل تثبيت الأمن، وتوفير الخدمات، وتحسين الأوضاع المعيشية، وصرف المرتبات، واستعادة مؤسسات الدولة العادلة، الضامنة للشراكة، والمواطنة المتساوية لكل أبنائه.
أيتها الأخوات أيها الإخوة المواطنون،
نجدد في هذه المناسبة موقفنا الثابت والدائم إلى جانب قضية شعبنا العربي الفلسطيني الشقيق، وحقه في تحرير أرضه وتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة، وندين بأشد العبارات حرب الإبادة الجماعية المستمرة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي الغاشم بحق أهلنا في قطاع غزة، والتي تشكل وصمة عار في جبين الإنسانية، وتستوجب موقفًا دوليًا صارمًا يضع حدًا لهذا العدوان، ويحمي المدنيين الأبرياء.
ختامًا، نجدد تهانينا لكل أبناء شعبنا في الداخل والخارج، سائلين الله تعالى الرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للمعتقلين، وأن يجعل هذا العيد فاتحة خير لمرحلة جديدة يسود فيها السلام، والعدل والرخاء.
كل عام وأنتم واليمن بخير،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: أعضاء مجلس القیادة الرئاسی رئیس مجلس القیادة الرئاسی سلمان بن عبدالعزیز الشعب الیمنی هذه المناسبة أبناء شعبنا عید الأضحى هذا العید إلى جانب فی خدمة أن یجعل
إقرأ أيضاً:
الرئيس المشاط يتوجّه بالتهاني لقائد الثورة والشعب اليمني بحلول عيد الأضحى
الثورة نت/..
توجّه فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، بالتهاني والتبريكات لقائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي والشعب اليمني، وكافة شعوب الأمة بحلول عيد الأضحى المبارك.
وجددّ فخامة الرئيس في خطاب وجهه مساء اليوم لأبناء الشعب اليمني بهذه المناسبة، التأكيد على الموقف اليمني الديني والمبدئي الثابت في مساندة الشعب الفلسطيني المظلوم والأشقاء في غزة، واستمرار عمليات الإسناد مهما كانت التبعات.
وأكد ضمن هذا المسار، الاستمرار على معادلة الحظر الجوي وفرض الحظر على ميناء “حيفا” في فلسطين المحتلة حتى إنهاء العدوان ورفع الحصار عن إخواننا في غزة.. داعيًا إلى وقف العدوان الصهيوني والخرق المستمر لوقف إطلاق النار في لبنان.
وحذر الرئيس المشاط، الدول العربية والاسلامية من خطورة استمرار مواقفهم الضعيفة والمتواطئة مع الكيان الصهيوني وما سيترتب على ذلك من خطر مباشر عليهم في الدنيا وعقوبة ومساءلة إلهية في الآخرة.
كما جدّد التأكيد على موقف اليمن الثابت والمتصاعد في حظر الملاحة البحرية والجوية على العدو الصهيوني حتى إيقاف عدوانه ورفع الحصار عن غزة، باعتباره التزاما دينيا وإنسانيا وقانونيا لا مناص منه.
وقال “نتابع بقلق ما يعانيه أهلنا في المناطق المحتلة من تعز إلى عدن، ومن حضرموت إلى مأرب، من تدهور للأوضاع المعيشية والخدمات الأساسية، وانقطاع الكهرباء، وانتشار الفوضى، ونهب لثروات الشعب من قبل عصابات من المرتزقة تعيش في فنادق الخارج ولا تعبأ بآلام الناس ومعاناتهم واحتياجاتهم، حتى وصل الأمر إلى أن لا يجد أبناء تعز قطرة ماء، وبات انقطاع الغاز والكهرباء في عدن وحضرموت في الأيام شديدة الحرارة يهدد حياة الكثير من المواطنين”.
وأشار فخامة الرئيس إلى أن هذه السياسة القاسية المتعمدة ليست سوى حلقة من حلقات الاحتلال الرامية إلى كسر إرادة أبناء هذه المحافظات وإذلالهم.
وأضاف مخاطبا أبناء المحافظات المحتلة “نقول لأهلنا في تلك المحافظات إننا نتألم لآلامكم، ونعدكم بأن نبقى معكم في خندق واحد حتى يزول هذا الظلم، وتشرق شمس الحرية والكرامة على ربوع الوطن كافة”.
وتابع “سبق وأن وجهنا بفتح الطرقات بين المحافظات الحرة والمناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال ومرتزقته، وشكلنا لجاناً لتنفيذ ذلك، سعياً منا لتخفيف معاناة المواطنين، وتسهيل تنقلاتهم، انطلاقاً من اهتمامنا بحال المواطن اليمني وإيماناً بالمسؤولية تجاه شعبنا في كل المحافظات شمالاً وجنوباً على حد سواء”.
ولفت الرئيس المشاط، إلى أن تلك الجهود والمساعي، كانت تصطدم بتعنت الأطراف الأخرى المرتبطة بالخارج وتعرضت اللجان التي شُكلت لاعتداءات مباشرة بإطلاق النار عليها من قبل الأطراف الأخرى في أكثر من مكان.
وبارك فتح طريق “صنعاء – الضالع – عدن”، مشددا على ضرورة فتح الطرقات بين جميع المحافظات اليمنية بما يخدم المواطنين ويحقق المصلحة الوطنية.
ودعا الرئيس المشاط، النخب اليمنية من علماء وسياسيين ومشايخ ووجاهات اجتماعية وإعلاميين إلى استكمال الدفع بجميع أبناء اليمن إلى توقيع وثيقة الشرف القبلية والبراءة من كل خائن وعميل يجند نفسه مع الخارج المتآمر على بلدنا للإضرار به.
وأوضح أن البعض من أبناء الشعب اليمني يتأثر بالعناوين البراقة التي ترفعها أبواق الخارج وعملاؤه، وقد يكون ذلك بسطحية أو بحسن نية، لكن حسن النية لا يكفي في الأوقات الحساسة وعلى الجميع التحلي بالوعي والبصيرة وترسيخ دعائم وقيم التعاون والوحدة بين أبناء البلد الواحد لإسقاط كل المؤامرات والمتآمرين.
كما توجّه بالشكر للقوات المسلحة والأمن البواسل على سرعة الإنجاز في ترميم كل ما خلفه العدوان الأمريكي على بلدنا في هاتين المؤسستين في وقت قياسي وصولاً للجاهزية بشكل أفضل من ذي قبل على مختلف الأصعدة.
وعبر فخامة الرئيس عن الشكر “لجميع الكيانات الدولية وغيرها على تعاطيها الإيجابي مع حرصنا على عدم الإضرار بأحد كمبدأ لدينا أياً كان ممن لا يشارك بدعم إجرام الصهاينة تجاه أهلنا في غزة، أو العدوان على بلدنا، وأي متجاهل لتحذيراتنا سيعض أصابع الندم على فوات الفرصة فنحن جادون ولسنا استعراضيين”.
وأضاف “لقد حذرنا مرارًا وتكرارًا في خطاباتنا السابقة من الأطماع المعلنة للكيان الصهيوني المجرم، والتي لا تستهدف فلسطين وحدها، ولا لبنان أو إيران أو اليمن، بل تستهدف الأمة كلها”.
وأكد الرئيس المشاط أن “إقرار ما يسمى الكنيست الإسرائيلي لمشروع قانون يتيح للمستوطنين الاستيلاء على أراضي الضفة الغربية، وإعلان العدو تعزيز الاستيطان على الحدود الشرقية مع الأردن، وإنشاء ثلاث مستوطنات جديدة في غور الأردن تضم عشرة آلاف وحدة سكنية، وكذلك بناء مواقع استيطانية منزوعة السلاح في سوريا – كل ذلك ليس إلا شاهدًا إضافيًا على صدق تحذيراتنا”.
وأشار إلى أن الموقف الأمريكي الداعم للإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة لهو وصمة عار تكشف للعالم الإجرام الأمريكي، وما كانت جرائم الإبادة الوحشية التي يرتكبها كيان العدو الصهيوني، المتعطش لدماء الأطفال والنساء في غزة لتحدث وتستمر لولا الدعم الأمريكي السياسي والعسكري منقطع النظير.. لافتا إلى أن الفيتو الأمريكي الأخير لنقض قرار مجلس الأمن الذي أجمعت عليه دول العالم يؤكد الشراكة والدعم الأمريكي للإجرام الصهيوني.
وفيما يلي نص الخطاب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين، وارضَ اللهم عن صحابته الأخيار المنتجبين، وبعد.
يا أبناء الشعب اليمني العزيز في الداخل والخارج:
بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك أتقدم بإسمي ونيابة عن زملائي في المجلس السياسي الأعلى بأسمى آيات التهاني وأطيب التبريكات إلى قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله، وإلى كافة أبناء الشعب اليمني العزيز في الداخل والخارج، وإلى أبطال القوات المسلحة والأمن المرابطين والمجاهدين في جبهات العزة والكرامة، في سهول اليمن وجباله وبحاره، وإلى كافة الشعب الصامد في مواجهة آثار الحصار وتبعات العدوان، وإلى أبناء الشعب الفلسطيني وإلى المجاهدين والصابرين في غزة البطولة والإباء، والصامدين في لبنان الكرامة والمقاومة، وإلى أمَّتنا الإسلامية جمعاء، وحجاج بيت الله الحرام، بهذه المناسبة الإسلامية العزيزة على قلوبنا.
أيها الشعب اليمني العزيز في الداخل والخارج:
إن عيد الأضحى المبارك مناسبة عظيمة لترسيخ الروابط الاجتماعية والثوابت الإسلامية، وتأكيد الاستقامة على موقف الحق، وما يتطلبه ذلك من الاستعداد للتضحية في سبيل الله، وهو مناسبة هامة لتخليد ذكرى نبي الله إبراهيم وابنه نبي الله إسماعيل “عليهما السلام” حيث قدما أعظم درس في التضحية والتسليم لأمر الله، ومثّلا نهجاً للبشرية في وجوب القيام بأوامر الله التي لا تزال في الوسع ودون ذلك البلاء المبين، وضرورة مباينة الشيطان الرجيم الذي يصد عن اتباع أوامر الله وترك نواهيه.
كما أنها مناسبة لاستحضار هدي النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم في تعليم المسلمين مناسك الحج والعمرة والغاية السامية لفريضة الحج التي تحمل في طياتها الكثير من الدروس وترتقي بالأمة الإسلامية على المستوى الروحي والسلوكي، وتعبر عن أسمى مظاهر وحدة الأمة وقوتها وتماسكها، فلم يفرض الله سبحانه وتعالى على عباده أن يحتشدوا ذلك الاحتشاد المهيب في زمان واحد ومكان واحد وزي واحد دونما هدف سامٍ وغاية هامة، وإن من أسمى الغايات التي تحققها الأمة الإسلامية من فريضة الحج هي الوحدة، التي جسدوها في مظاهرهم وانطوت عليها ضمائرهم، فكان فرصة لتجسيد الوحدة، والعودة إلى ديارهم بالموقف الموحد في مسيرة الحياة ومواجهة المخاطر والتحديات.
وإن من أهم المقاصد التي تعززها شعائر الحج: تحقيق مبدأ البراءة من أعداء الله، ورجم الشيطان في رمزيته أثناء مناسك الحج، وفي حقيقته في ميادين الصراع، وتكبير الله سبحانه وتعالى الذي يحرر الإنسان من مشاعر الرهبة والخضوع للطاغوت والمستكبرين ويشده إلى الله الكبير المتعال.
إن هذه المناسبة المباركة تفرض علينا أن نمتثل لتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف في دعوته لصلة الأرحام، والتراحم والتسامح، وتعزيز الروابط الأخوية بين المسلمين، ومواساة الفقراء والمساكين، والشكر لله تعالى ودوام التكبير والتهليل له سبحانه في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام.
أيها الإخوة والأخوات
نستقبل عيد الأضحى المبارك، هذا العيد العظيم الذي تتجلّى فيه معاني الإيمان والتضحية، حيث يُقبِل المسلمون من كل بقاع الأرض إلى بيت الله الحرام، ملبّين نداء أبيهم إبراهيم، عليه السلام، مؤدين مناسك الحج والعمرة، ومقدمين الأضاحي تقربًا إلى الله تعالى، كما أمرهم مع ذكر الله والتهليل والتكبير والتعظيم. لكن كيف لقلوبنا أن تفرح وأرواحنا يعتصرها الألم لما يمرّ به أهلنا في غزة من محنة عظيمة.
وفي وقتٍ نرفع فيه التكبيرات، ترتفع هناك صرخات الثكالى وأنّات المكلومين، وعندما نرفع الأصوات بالتلبية والتهليل؛ تصدح حناجرهم بالدعاء لله أن يفرغ عليهم الصبر، وعندما تسيل دموعنا فرحاً برؤية الكعبة المشرفة وشوق زيارة الروضة النبوية الشريفة؛ تنهمر دموعهم وتسيل دماؤهم، وفي حين نذبح أضحياتنا، يذبح العدو الصهيوني رجال غزة ونساءَها، لا يرقب فيهم طفلاً ولا يستثني امرأة أو شيخاً، ولا يميّز بين مقاتل في الميدان ومدنيٍّ في مسكنه بأمان.
أيها الإخوة والأخوات
إن عيد الأضحى ليس طقسًا شكليًا، بل هو رسالة وموقف. فالتضحية التي علّمنا إياها نبينا الخليل إبراهيم عليه السلام، تفرض علينا أن نكون على استعداد لنُقدّم من أنفسنا، من وقتنا، من أموالنا، من كلماتنا، ومن دعائنا، نصرةً للمظلوم، ودفاعًا عن الحق.
فهل يتذكر المسلمون أن في غزة أجسادًا طاهرة تُقدَّم قرابين على مذبح صمت العالم، وأن صرخة الطفل تحت الركام، ودمعة الأم على ابنها، هي نداء لنا جميعًا أن ننتصر للحق، غير آبهين بسطوة المستكبرين ولا بغي الظالمين، هي تذكير لنا ألا ننسى آلامهم، وألا نخذل مجاهديهم، وألا نصمت عن التعريف بمظلوميتهم في كل المحافل وعبر كل الوسائل.
وفي الختام نؤكد على جملة من المواقف:
1- نجدُّد التهاني والتبريكات بهذه المناسبة لقائدِ الثورة السيّد عبد الملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله، ولشعبِنا اليمنيِّ في الداخل والخارج، وكافة شعوب أمتنا المسلمة، سائلين اللهَ تعالى أن يعيدها علينا وعلى الإنسانية جمعاء بالخير واليُمْن والبركاتِ وقد تحقّق لبلدنا وأمتنا الإسلامية السلامَ والاستقلالَ.
2- نتابع بقلق ما يعانيه أهلنا في المناطق المحتلة من تعز إلى عدن ومن حضرموت إلى مأرب، من تدهور للأوضاع المعيشية والخدمات الأساسية، وانقطاع الكهرباء، وانتشار الفوضى، ونهب لثروات الشعب من قبل عصابات من المرتزقة تعيش في فنادق الخارج ولا تعبأ بآلام الناس ومعاناتهم واحتياجاتهم، حتى وصل الأمر إلى أن لا يجد أبناء تعز قطرة ماء، وبات انقطاع الغاز والكهرباء في عدن وحضرموت في الأيام شديدة الحرارة يهدد حياة الكثير من المواطنين، إن هذه السياسة القاسية المتعمدة ليست سوى حلقة من حلقات الاحتلال الرامية إلى كسر إرادة أبناء هذه المحافظات وإذلالهم، ونقول لأهلنا في تلك المحافظات إننا نتألم لآلامكم، ونعدكم بأن نبقى معكم في خندق واحد حتى يزول هذا الظلم، وتشرق شمس الحرية والكرامة على ربوع الوطن كافة، بعون الله وتوفيقه.
3- سبق وأن وجهنا بفتح الطرقات بين المحافظات الحرة والمناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال ومرتزقته، وشكلنا لجاناً لتنفيذ ذلك، سعياً منا لتخفيف معاناة المواطنين، وتسهيل تنقلاتهم، انطلاقاً من اهتمامنا بحال المواطن اليمني وإيماناً بالمسؤولية تجاه شعبنا في كل المحافظات شمالاً وجنوباً على حد سواء، إلا أن جهودنا ومساعينا تلك كانت تصطدم بتعنت الأطراف الأخرى المرتبطة بالخارج وتعرضت اللجان التي شكلناها لاعتداءات مباشرة بإطلاق النار عليها من قبل الأطراف الأخرى في أكثر من مكان، وإننا إذ نبارك فتح طريق (صنعاء _ الضالع _ عدن) نشدد على ضرورة فتح الطرقات بين جميع المحافظات اليمنية بما يخدم المواطنين ويلبي المصلحة الوطنية، وندعو النخب اليمنية من علماء وسياسيين ومشايخ ووجاهات اجتماعية وإعلاميين إلى استكمال الدفع بجميع أبناء اليمن إلى توقيع وثيقة الشرف القبلية والبراءة من كل خائن وعميل يجند نفسه مع الخارج المتآمر على بلدنا للإضرار به، لأن البعض من أبناء شعبنا يتأثر بالعناوين البراقة التي ترفعها أبواق الخارج وعملاؤه، وقد يكون ذلك بسطحية أو بحسن نية، لكن حسن النية لا يكفي في الأوقات الحساسة وعلى الجميع التحلي بالوعي والبصيرة وترسيخ دعائم وقيم التعاون والوحدة بين أبناء البلد الواحد لإسقاط كل المؤامرات والمتآمرين.
4- نجدد التأكيد على موقفنا الديني والمبدئي الثابت في مساندة الشعب الفلسطيني المظلوم وأهلنا في غزة، كما نؤكد استمرار عمليات الإسناد مهما كانت التبعات، وضمن هذا المسار نؤكد الاستمرار على معادلة الحظر الجوي وفرض الحظر على ميناء حيفاء في فلسطين المحتلة حتى إنهاء العدوان ورفع الحصار عن إخواننا في غزة، وضرورة وقف العدوان والخرق المستمر لوقف إطلاق النار في لبنان من قبل العدو الصهيوني، ونحذر الدول العربية والاسلامية من خطورة استمرار مواقفهم الضعيفة والمتواطئة مع الكيان الصهيوني وما سيترتب على ذلك من خطر مباشر عليهم في الدنيا وعقوبة ومساءلة إلهية في الآخرة.
5- نجدد التأكيد على موقف اليمن الثابت والمتصاعد في حظر الملاحة البحرية والجوية على العدو الصهيوني حتى إيقاف عدوانه ورفع الحصار عن إخواننا في غزة، باعتباره التزاماً دينياً وإنسانياً وقانونياً لا مناص منه.
6- أتقدم بالشكر الكبير لقواتنا المسلحة وأمننا البواسل على سرعة الإنجاز في ترميم كل ما خلفه العدوان الأمريكي على بلدنا في هاتين المؤسستين في وقت قياسي وصولاً للجاهزية بشكل أفضل من ذي قبل على مختلف الأصعدة.
7- الشكر لجميع الكيانات الدولية وغيرها على تعاطيها الإيجابي مع حرصنا على عدم الإضرار بأحد كمبدأ لدينا أياً كان ممن لا يشارك بدعم إجرام الصهاينة تجاه أهلنا في غزة، أو العدوان على بلدنا، وأي متجاهل لتحذيراتنا سيعض أصابع الندم على فوات الفرصة فنحن جادون ولسنا استعراضيين.
8- لقد حذرنا – مرارًا وتكرارًا – في خطاباتنا السابقة من الأطماع المعلنة للكيان الصهيوني المجرم، تلك الأطماع التي لا تستهدف فلسطين وحدها، ولا لبنان أو إيران أو اليمن، بل تستهدف الأمة كلها. وإن إقرار ما يسمى الكنيست الإسرائيلي لمشروع قانون يتيح للمستوطنين الاستيلاء على أراضي الضفة الغربية، وإعلان العدو تعزيز الاستيطان على الحدود الشرقية مع الأردن، وإنشاء ثلاث مستوطنات جديدة في غور الأردن تضم عشرة آلاف وحدة سكنية، وكذلك بناء مواقع استيطانية منزوعة السلاح في سوريا – كل ذلك ليس إلا شاهدًا إضافيًا على صدق تحذيراتنا.
إن هذه التحركات تؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن دول الطوق حول فلسطين ستكون الهدف المباشر القادم بعد فلسطين. ومن هذا المنطلق، نؤكد اليوم أنه لا خلاص للأنظمة والشعوب العربية إلا بالجهاد والتصدي لهذا الكيان الغاصب، وأن مواجهة مخططاته الإجرامية، ليست مسؤولية طرف واحد، بل هو واجب ديني وقومي وأخلاقي يقع على عاتق الجميع.
9- إن الموقف الأمريكي الداعم للإبادة الجماعية التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة لهو وصمة عار تكشف للعالم الإجرام الأمريكي، وما كانت جرائم الإبادة الوحشية التي يرتكبها كيان العدو الصهيوني، المتعطش لدماء الأطفال والنساء في غزة لتحدث وتستمر لولا الدعم الأمريكي السياسي والعسكري منقطع النظير، وقد أكد الفيتو الأمريكي الأخير لنقض قرار مجلس الأمن الذي أجمعت عليه دول العالم وتعطيله الشراكة والدعم الأمريكي للإجرام الصهيوني.
تحيا الجمهوريةُ اليمنية..
الرحمة والخلود للشهداء..
والشفاء للجرحى..
والفرج القريب للأسرى..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.