اللاجئون السوريون بالأردن ما بين البقاء والعودة للوطن
تاريخ النشر: 6th, June 2025 GMT
مراسل الجزيرة رصد قصص من قرروا العودة ومن آثروا الانتظار.
6/6/2025.المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
قدمت شيئا حقيقيا للوطن العربي| مدرس سوهاج عن زيارة طلابه القدامى لـ “صدى البلد”: أصبحوا قضاة ورجال أعمال وقادة
بعد أكثر من 50 عامًا، فوجئ معلم الفيزياء والكيمياء محمد عبدالعال بزيارة غير متوقعة من عدد من تلاميذه القادمين من اليمن، في واقعة لافتة جسدت معنى الوفاء ورسالة التعليم عبر الأجيال.
الزيارة أعادت إلى الأذهان سنوات دراستهم الأولى، وأظهرت جانبا إنسانيًا حول تأثير المعلم الذي يظل حاضرًا في حياة طلابه رغم مرور الزمن وتباعد المسافات.
زيارة مفاجئة بعد نصف قرن من الغيابوقال محمد عبدالعال معلم الفيزياء والكيمياء في سوهاج، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، إنه بدأ رحلته المهنية منذ سنوات شبابه، عندما أعلن الإعلام الكويتي عن حاجته إلى أعضاء بعثة تعليمية للعمل خارج البلاد، موضحًا أنه كان يحمل مؤهل بكالوريوس العلوم، وتقدم للمسابقة التي ضمت عددًا كبيرًا من المتقدمين.
وأكد عبدالعال أن التوفيق حالفه في اجتياز الاختبارات، ليحصل على عقد رسمي وتذكرة سفر ضمن بعثة تعليمية كويتية، تم توجيهها إلى مدينة عدن، قبل أن يتم توزيعه لاحقًا على إحدى المحافظات، حيث استقر عمله في محافظة شبوة.
وأوضح أنه تولى التدريس في مدارس المحافظة، ومن بينها مدرسة الشهيد قحطان، مشيرًا إلى أنه أمضى سنوات طويلة في خدمة العملية التعليمية.
محمد عبدالعال: لم أتوقع أن يتذكرني طلابي بعد 50 عامًوأشار عبدالعال إلى أنه غادر اليمن عام 1989، لكنه ظل محتفظًا بذكريات قوية عن طلابه، مؤكدًا أنه لم يكن يتوقع أن تعود تلك الذكريات إلى الواجهة بعد مرور أكثر من خمسين عامًا.
وقال إن المفاجأة الكبرى كانت حين تلقى اتصالًا هاتفيًا غير متوقع من بعض طلابه القدامى، الذين نجحوا في الوصول إليه بعد سنوات طويلة، عن طريق عامل سعودي أوصلهم بزميل لي كان في البعثة مازالت على تواصل مع،ه مضيفًا: “فوجئت بأنهم ما زالوا يتذكرونني، وأصروا على زيارتي مهما كانت المسافات بعيدة”.
وأكد أن اللقاء كان مؤثرًا إلى حد كبير، خاصة بعدما اكتشف أن تلاميذه السابقين أصبحوا شخصيات بارزة، من بينهم قاضٍ، ورجل أعمال يعمل في الصين، وآخر يشغل منصبًا قياديًا في إحدى المحافظات.
معلم الفيزياء والكيمياء: هذه اللحظة أعظم تكريم في حياتيوأضاف عبدالعال أن هذا اللقاء منحه شعورًا عميقًا بالفخر، قائلًا: “شعرت أنني قدمت شيئًا حقيقيًا للوطن العربي، وأن رسالة التعليم لا تضيع مهما مر الزمن”.
وأوضح أنه لم يتعرف على طلابه في البداية بسبب مرور السنوات، لكنه استعاد ملامحهم وذكرياته معهم بعد ساعات من الحديث.
واختتم عبدالعال تصريحاته بالتأكيد على أن هذا الموقف يجسد قيمة الوفاء، قائلًا: “لا يوجد وفاء أعظم من أن يتذكر طلابك معلمهم بعد كل هذه السنوات، ويعترفون بفضله عليهم، فهذا هو أعظم إنجاز يمكن أن يحققه أي معلم”.