تحت رماد البركان.. كنز دفين يقلب موازين الطاقة في العالم
تاريخ النشر: 7th, June 2025 GMT
الولايات المتحدة – أعلن فريق من علماء الجيولوجيا عن اكتشاف احتياطي هائل من معدن الليثيوم في بركان “كالديرا ماكديرميت” على الحدود بين ولايتي نيفادا وأوريغون في الغرب الأمريكي.
وتشير التقديرات الأولية إلى أن قيمة هذا الاكتشاف تصل إلى نحو 413 مليار يورو، مما يجعله أحد أبرز الاكتشافات الجيولوجية في العقود الأخيرة.
ويتركز الاحتياطي الرئيسي في منطقة “ثاكر باس” داخل الكالديرا، حيث كشفت التحاليل الجيولوجية عن وجود تركيزات عالية من الليثيوم في طبقة طينية تسمى “الإيليت”.
وأظهرت العينات المختبرة نسبا غير مسبوقة تصل إلى 2.4% من وزن الليثيوم، وهي نسبة تفوق بكثير المتوسط العالمي البالغ 0.4%. ويبرز هذا التفاوت الكبير الأهمية الاستراتيجية للموقع كمصدر رئيسي للليثيوم، الذي يُعد مكوناً حيوياً في صناعة البطاريات وتقنيات الطاقة النظيفة.
ويرجع تكون هذا الاحتياطي إلى عملية جيولوجية فريدة من نوعها امتدت على مرحلتين. وبدأت الأولى قبل أكثر من 16 مليون سنة إثر ثوران بركاني ضخم، حيث تفاعلت مياه البحيرات القلوية مع الزجاج البركاني الغني بالليثيوم، مما أدى إلى تكوين طين غني بالمغنيسيوم.
أما المرحلة الثانية، فقد شهدت تسرب سوائل حرارية أرضية محملة بعناصر مثل البوتاسيوم والفلور، مما غيّر التركيبة المعدنية للطين وأنتج طبقات “الإيليت” الغنية بالليثيوم.
وأكدت دراسة أجراها باحثون من جامعة كولومبيا بالتعاون مع شركة “ليثيوم أميركاز” أن متوسط تركيز الليثيوم في هذه الطبقات يبلغ 1.8%، وهي نسبة أعلى من تلك المسجلة في مواقع أخرى مثل “وادي كلايتون” و”رايولايت ريدج”، مما يعزز مكانة “ثاكر باس” كموقع واعد للتعدين في الولايات المتحدة.
ومع الأهمية الاقتصادية الكبيرة لهذا الاكتشاف، إلا أنه أثار جدلا واسعا، خاصة بين قبائل السكان الأصليين التي تعتبر المشروع شكلاً من “الاستعمار الأخضر” الذي يهدد أراضيها وثقافتها.
كما عبر نشطاء بيئيون عن قلقهم بشأن الآثار المحتملة على التربة والمياه الجوفية، رغم أن عمليات الاستخراج لن تعتمد على الطرق التقليدية الملوثة مثل برك التبخير.
ويعد هذا الاكتشاف فرصة حاسمة للولايات المتحدة لتقليل اعتمادها على استيراد الليثيوم من دول مثل الصين وتشيلي، خاصة في ظل الطلب المتصاعد على هذا المعدن لدعم صناعة السيارات الكهربائية وتقنيات تخزين الطاقة.
وفي حال نجاح تطوير المشروع، فقد يعزز موقع الولايات المتحدة كقوة رائدة في سوق الطاقة النظيفة، ويدعم جهودها نحو التحول إلى مصادر طاقة أكثر استدامة لمكافحة التغير المناخي.
المصدر: Daily Galaxy
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
نيوزويك: 3 مؤشرات على حرب وشيكة بين الولايات المتحدة وفنزويلا
قالت مجلة نيوزويك إن نشر إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب سفنا حربية قبالة السواحل الفنزويلية، وتشديد الضغوط السياسية والاقتصادية على حكومة الرئيس نيكولاس مادورو، تعد مؤشرات على اقتراب مواجهة عسكرية محتملة بين الولايات المتحدة وفنزويلا.
وأشارت المجلة إلى أن هذه التحركات تندرج ضمن توجه أوسع لإعادة فرض النفوذ الأميركي في نصف الكرة الغربي، مع تأكيد واشنطن التزامها بإحياء وتطبيق مبدأ جيمس مونرو الذي يعتبر المنطقة مجال نفوذ أميركي تقليدي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"إسرائيل مسؤولة".. هآرتس: المياه أغرقت خيام غزة والأوضاع تنذر بالخطرlist 2 of 2توماس فريدمان يقدم قراءته التحليلية لإستراتيجية ترامب للأمن القوميend of listوقالت المجلة إن هناك 3 مؤشرات تدل على أن حربا وشيكة قد تندلع بين الولايات المتحدة وفنزويلا في أي لحظة، وأولها انتقال الولايات المتحدة من فرض العقوبات إلى مصادرة ناقلات نفط فنزويلية، مما أثار توترا حادا في قطاع الشحن البحري، وصفه نيكولاس مادورو بأنه أعمال قرصنة دولية.
وفي مؤشر ثان، كثفت واشنطن عملياتها العسكرية في البحر الكاريبي بحجة مكافحة تهريب المخدرات، وهي عمليات أسفرت عن سقوط عشرات القتلى وأثارت انتقادات حقوقية، في حين أكدت الإدارة الأميركية أنها تستهدف نظاما يتهمه المسؤولون بإغراق الولايات المتحدة بالمخدرات، كما أوردت المجلة.
وفي الوقت نفسه سجلت زيادة ملحوظة في حركة الطائرات والانتشار الجوي والبحري الأميركي قرب فنزويلا، حسب المجلة. وشمل ذلك مقاتلات متقدمة وقاذفات إستراتيجية وحاملات طائرات، إضافة إلى تدريبات تحاكي ضربات على أهداف داخل الأراضي الفنزويلية، في انتشار يعد من الأكبر في المنطقة منذ سنوات.
ويرى مراقبون أن هذا الحشد يعكس انتهاء صبر واشنطن على مادورو واقترابها من خيارات أكثر حدّة، وكتب رئيس مجلس العلاقات الخارجية مايكل فورمان في تحليل الأسبوع الماضي "يبدو أن تسامح الرئيس مع مادورو يتضاءل بشكل متزايد".
إعلانفي المقابل، شددت القيادة الفنزويلية على استعدادها للدفاع عن سيادة البلاد ومواردها، وأعلنت تعزيز صفوف الجيش، في ما يبدو مؤشرا ثالثا على اقتراب الحرب، حسب المجلة.
وأكدت فنزويلا أن الهدف الحقيقي للتحركات الأميركية هو إسقاط الحكومة والسيطرة على النفط الفنزويلي، في تبادل للتهديدات والتصعيد العسكري والسياسي، مما يزيد المخاوف من انزلاق الأزمة إلى مواجهة مفتوحة قد تكون لها تداعيات واسعة على أمن أميركا اللاتينية واستقرارها.