هآرتس: الاحتلال يدمر إسرائيل من الداخل والليبراليون لا يمكنهم تجاهل ذلك
تاريخ النشر: 7th, June 2025 GMT
نشرت صحيفة هآرتس اليسارية مقالا اتهم فيه كاتبه القوى السياسية، التي ترعرعت بكنف الحكم الإسرائيلي في الضفة الغربية، بأنها تركّز الآن جهودها وطاقاتها نحو الداخل، الأمر الذي سيؤدي لتدميره.
وأضاف أن الأمر أصبح الآن أن الاحتلال لم يعد مشكلة يتسبب فيها المستوطنون والفلسطينيون، بل معضلة تتمثل في تآكل أسس الديمقراطية والمجتمع في إسرائيل.
وكتب أور آشر -طالب دكتوراه في كلية العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة تل أبيب- في مقاله أنه ليس من قبيل المصادفة أن ممثلي الجناح "المتطرف" للصهيونية الدينية في الحكومة وفي الكنيست (البرلمان)، هم أيضا في طليعة المعارضين لصفقة تبادل الأسرى، والداعين إلى استمرار الحرب في قطاع غزة.
الصهيونية الدينيةولفهم هذه المواقف، يستلزم الأمر -من وجهة نظر الكاتب- فحص السياقات التاريخية والاجتماعية التي ظهر فيها هذا التيار الصهيوني.
فعلى مدار عقود من الزمن، منح المشروع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة الكثيرين شعورا بأنه صاحب رسالة، ويحمل على عاتقه مصير الأمة الإسرائيلية، وحوّل المستوطنات ليس فقط إلى رأس مال سياسي، بل أيضا إلى أداة رئيسية لإضفاء هويات دينية وطائفية لذلك المعسكر.
إعلانويرى آشر أن الجناح المتطرف في الحركة الصهيونية الدينية، وتحديدا وزير المالية بتسئليل سموتريتش، ووزيرة الاستيطان أوريت ستروك، وبن غفير وعضو الكنيست سيمحا روثمان، هو نتاج مباشر لسنوات طويلة من الاحتلال، حيث نمت عناصره بعيدا عن أعين عامة الناس وخارج نطاق تغطية وسائل الإعلام الرئيسية.
تحوّل الجيشوقال إن الجيش الإسرائيلي تحوّل من مؤسسة موجهة نحو الدولة ومسؤولة عن أمن جميع مواطنيها، إلى أداة لتحقيق رؤية المستوطنين، في وقت تُدفع فيه القيم الديمقراطية -مثل المساواة وحقوق الإنسان في هذا العالم- إلى الهامش لصالح القوة العسكرية.
وأشار إلى أن المؤسسات التعليمية أرض خصبة لغرس مفاهيم التفوق اليهودي والشعور بالرسالة المسيحانية، والتي ترفع معا فكرة إسرائيل الكبرى فوق القيم الديمقراطية والاعتبارات الأمنية البراغماتية.
والأهم من ذلك كله -يضيف الكاتب- هو التمويل السخي الذي تتلقاه الصهيونية الدينية من الدولة، والنتيجة أن حركة أيديولوجية تبلورت إلى عمليات صُنع القرار في مؤسسات البلاد.
قطيعة جغرافية وأيديولوجيةوادعى آشر أن الصهيونية الدينية كانت، تاريخيا، عنصر اعتدال في المجتمع الإسرائيلي، لكنها مع مرور الوقت أحدثت قطيعة جغرافية وأيديولوجية وثقافية.
وأشار إلى أن السبب في ذلك هو المشروع الاستيطاني لهذه الصهيونية، الذي أنتج جيلا من السياسيين الذين دخلوا الكنيست والحكومة من عالم يكاد يكون منفصلا تماما عن الروح الإسرائيلية العامة، والذين يتزعمون اليوم سياسة تهدد وجود إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، حسب تعبيره.
وطبقا للمقال، فإن الشريحة الأكبر من الرأي العام في إسرائيل تعتنق آراء متباينة تتراوح بين اللامبالاة إزاء اشتداد الحرب من جهة، والاستعداد للنظر في فكرة ضم أجزاء من قطاع غزة من جهة أخرى.
وشدد الكاتب في ختام مقاله على أن الاستنتاج الذي ينبغي هو أن الإسرائيليين "لا يمكنهم الحصول على الكعكة والتهامها أيضا".
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات ترجمات الصهیونیة الدینیة
إقرأ أيضاً:
ترامب من داخل الكنيست: الحرب انتهت بعد أن حققت إسرائيل كل ما يمكن تحقيقه
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الحرب الإسرائيلية على غزة انتهت رسميا، واصفا اليوم بأنه "رائع ويحمل بداية جديدة"، وردا على سؤال الصحفيين لدى وصوله الكنيست الإسرائيلي حول إن كانت الحرب قد انتهت رسميا، أجاب ترامب: "نعم".
President Trump Delivers Remarks to The Knesset https://t.co/vUzy3AEFs5 — The White House (@WhiteHouse) October 13, 2025
وأضاف الرئيس الأمريكي: "هذا يومٌ رائع، بدايةٌ جديدة، أعتقد أنه لم يسبق لي أن شهدتُ حدثًا كهذا، لم أرَ شيئًا كهذا من قبل"، وتابع: "نحن سعداء للغاية بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين من غزة، وأكد أن "الحرب انتهت، وستلتزم حماس باتفاق نزع السلاح".
وبحسب رويترز، قال ترامب أمام الكنيست إن ما تبذله الدول من جهود لإحلال السلام بموجب اتفاق غزة يمثل "انتصارا مذهلا لإسرائيل والعالم"، وأظهرت مقتطفات من الخطاب أن ترامب قال أيضا إن "إسرائيل حققت كل ما يمكن تحقيقه بقوة السلاح".
وهذا الرأي لا يُشاركه فيه رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال، مساء الأحد، إن الحملة العسكرية في غزة لم تنتهِ بعد. ولا تزال العديد من قضايا خطة ترامب للسلام المكونة من 20 نقطة دون حل، ومع ذلك، من الواضح أن ترامب يعتقد، في ذهنه على الأقل، أنه لا ينبغي أن يكون هناك المزيد من القتال، بحسب شبكة سي أن أن .
ودوّن الرئيس ترامب توقيعه في سجل الضيوف في الكنيست الإسرائيلي قبيل الكلمة ألقاها، وأضاف عبارة أشاد فيها بـ"هذا اليوم العظيم"، وكتب ترامب في السجل: "هذا شرف عظيم لي - يوم عظيم وجميل. بداية جديدة".
.@POTUS signs the guestbook at the Knesset in Jerusalem ???????????????? pic.twitter.com/hN4UMDctdr — Rapid Response 47 (@RapidResponse47) October 13, 2025
وفي السياق، قال برلمانيان إسرائيليان إنهما قررا مقاطعة خطاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام الكنيست، معتبرين أنّ خطة وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الأسرى كانت هزيمة وليست انتصاراً.
وقبل وصوله تل أبيب، قال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية في رد على سؤال عما إذا كان واثقا من انتهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، قالئلا: " الحرب انتهت. حسنا؟ هل فهمتم ذلك"، معربا عن ثقته بأن وقف إطلاق النار "سيصمد".
وردا على سؤال لصحفية حول قيام حماس بتأسيس نفسها كقوة شرطة، وإطلاق النار على منافسيها في غزة، بعد وقت قليل من وصوله ترامب دولة الاحتلال، أكد الرئيس الأمريكي قائلا: "أعطيناهم الموافقة، هم يقومون بذلك لأنهم يريدون إيقاف المشاكل، ونحن منحناهم الموافقة. طلبنا منهم المراقبة للتأكد من أنه لن تكون هناك جرائم كبيرة أو مشاكل في مثل هذه الظروف. نريد أن يكون الوضع آمنا في غزة التي تحتوي على 2 مليون إنسان".
المراسلة : حماس تقوم بتأسيس نفسها كقوة شرطة، وتطلق النار على منافسيها؟
ترامب : أعطيناهم الموافقة، هم يقومون بذلك لأنهم يريدون إيقاف المشاكل، ونحن منحناهم الموافقة. طلبنا منهم المراقبة للتأكد من أنه لن تكون هناك جرائم كبيرة أو مشاكل في مثل هذه الظروف. نريد أن يكون الوضع آمناً. pic.twitter.com/5UBobIRveE — ????????محمد|MFU (@mfu46) October 12, 2025
ويرأس الرئيس الأمريكي ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قمة رفيعة المستوى اليوم الاثنين في شرم الشيخ، حيث سيجتمع زعماء العالم في محاولة لرسم مسار نحو تنفيذ بنود خطة وقف إطلاق النار في غزة، وتأتي القمة عقب تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب وتشمل وقفًا للقتال، وانسحابًا جزئيًا للقوات الإسرائيلية، وتبادلًا للأسرى، وهي مرحلة تعد جزءًا من خارطة طريق أوسع نطاقًا من ثلاث مراحل، تتوخى تهدئة مستدامة، ودخول المساعدات الإنسانية، وإعادة إعمار القطاع الذي مزقته الحرب، مع ذلك، لا تزال القضايا الأكثر إثارةً للجدل، ومنها نزع السلاح والحكم.
وانتشرت لوحات إعلانية في شوارع دولة الاحتلال، تشكر ترامب على دوره في التوصل إلى اتفاق الإفراج عن الأسرى وإنهاء الحرب في غزة، وحملت إحدى صورة لترامب إلى جانب العلمين الإسرائيلي والأمريكي وكتب عليها: "كورش الكبير على قيد الحياة"، في إشارة للشخصية المحورية في التاريخ اليهودي القديم، رغم أنه لم يكن يهوديا بل كان ملكا فارسيا والذي اكتسب مكانة في الفكر اليهودي، لأنه أصدر مرسوما بالسماح لليهود الذين نفوا إلى بابل بالعودة إلى القدس.