هالة فاخر... رحلة فنية استثنائية من الطفولة إلى النضج وقرارات تثير الجدل
تاريخ النشر: 8th, June 2025 GMT
تُعد الفنانة هالة فاخر واحدة من أبرز نجمات الشاشة المصرية والعربية، ورمزًا من رموز التمثيل التي نجحت في التدرج بثبات من أدوار الطفولة إلى النجومية والبطولات المركبة، لم تقتصر مسيرتها على التمثيل فحسب، بل امتدت لتشمل تقديم البرامج، واتخاذ قرارات شخصية شكلت محطات مهمة في حياتها، مثل ارتداء الحجاب ومواقفها الصريحة حول الزواج.
وبين الفن والحياة، تبقى هالة فاخر نموذجًا للمرأة القوية والفنانة المبدعة التي لا تنكسر أمام المتغيرات.
نشأتها في بيت الفن
ولدت هالة فاخر في 8 يونيو، وسط أجواء فنية خالصة، فهي ابنة الفنان الكبير فاخر فاخر، أحد أعمدة السينما المصرية في زمنها الذهبي، نشأت في مدينة الإسكندرية وتعلمت في مدارس أجنبية حتى حصلت على ليسانس الآداب، لتجد نفسها منجذبة إلى الفن منذ الطفولة.
بدايتها الفنية المبكرة
لم يكن دخولها إلى عالم التمثيل وليد الصدفة، إذ بدأت وهي في سن الحادية عشرة فقط، من خلال فيلم "لن أبكي أبدًا" للمخرج حسن الإمام، الذي فتح لها أبواب الفن على مصراعيها، ومنذ تلك اللحظة، شاركت في أعمال فنية رسخت وجودها كممثلة واعدة، لتصبح لاحقًا واحدة من أيقونات التمثيل في مصر والعالم العربي.
رصيد ضخم من الأعمال
تجاوزت هالة فاخر حاجز الـ300 عمل فني، ما بين السينما والمسرح والتلفزيون، شاركت في أفلام خالدة مثل الخرساء، مراتي مدير عام، قصر الشوق، عفريت مراتي، أغنية على الممر، بدور، امرأة على الهامش أما على الشاشة الصغيرة، فأبرز أدوارها كانت في مسلسلات مثل شرف فتح الباب، الرحلة، نقطة ضعف، موجة حارة.
ولا ينسى جمهور الأطفال صوتها المحبوب في شخصية "طمطم" من مسلسل العرائس الشهير بوجي وطمطم، الذي رافق أجيالًا كاملة خلال شهر رمضان.
محطات من حياتها الشخصية
مرت هالة فاخر بتجربتي زواج، الأولى من رجل الأعمال أيمن صدقي، وأنجبت منه ثلاثة أبناء، والثانية من معتز الله محمد السعيد، واستمرت لعدة سنوات قبل الانفصال ورغم النجاحات الفنية، لم تكن حياتها الشخصية دائمًا هادئة، لكنها حرصت على الحفاظ على خصوصيتها بعيدًا عن الإعلام، مكتفية بالحديث عن أبنائها وأحفادها الذين يمثلون جزءًا مهمًا من حياتها.
حجاب هالة فاخر الذي أثار الجدل
أثارت هالة فاخر جدلًا كبيرًا عندما ارتدت الحجاب عام 2010 بعد عودتها من الحج، ثم ظهرت في بعض الأعمال مرتدية باروكة فوقه، وهو ما قوبل بانتقادات. ورغم هذا، تمسكت بقرارها، مؤكدة أن الحجاب نابع من قناعتها الشخصية وليس رغبة في إرضاء المجتمع.
وفي مراحل لاحقة، ظهرت بالحجاب الكامل في بعض اللقاءات، مشيرة إلى أن الإيمان الحقيقي لا يتعارض مع الفن، بل يضيف له بعدًا أعمق.
تجربة هالة فاخر في تقديم البرامج
لم تقتصر إطلالات هالة فاخر على التمثيل، بل خاضت تجربة تقديم البرامج، وأبرزها ظهورها في برنامج "كلمة أخيرة" مع الإعلامية لميس الحديدي، حيث كشفت عن تفاصيل إنسانية من حياتها، وعلّقت على الكثير من القضايا الاجتماعية والفنية، ما أكد حضورها الإعلامي القوي وشخصيتها الواثقة.
أحدث ظهور وأعمالها الأخيرة
لا تزال هالة فاخر حاضرة بقوة على الساحة الفنية، من أحدث أعمالها مشاركتها في مسلسل "سكر زيادة" إلى جانب نادية الجندي ونبيلة عبيد، حيث قدمت دورًا كوميديًا مميزًا.
كما شاركت في "نجيب زاهي زركش" مع يحيى الفخراني، و"أحسن أب"، مؤكدة أن العمر لا يقف حائلًا أمام الشغف والإبداع، وتستعد حاليًا للظهور في مسلسل "ضل حيطة" المنتظر عرضه في الموسم القادم.
فنانة بحجم تجربة
هالة فاخر ليست مجرد ممثلة، بل حالة فنية وإنسانية متكاملة، استطاعت أن تبقى على الساحة لأكثر من خمسة عقود، دون أن تفقد بريقها أو تتنازل عن مبادئها، حيث قراراتها الجريئة، وعفويتها في الحوار، وصدقها في الأداء، جعلوها قريبة من الجمهور، ومحبوبة في كل بيت.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: هالة فاخر ارتداء الحجاب الفنانة هالة فاخر هالة فاخر
إقرأ أيضاً:
مسابقة كتابة النشيد الوطني تثير الجدل في سوريا
دمشق – أطلقت وزارة الثقافة السورية مسابقة لكتابة النشيد الوطني وتلحينه، الاثنين الماضي، تزامنا مع ذكرى تحرير سوريا.
وأثار إعلان الوزارة عن المسابقة موجة واسعة من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي، فاعتبر كثيرون أن صيغة الإعلان وشروطه غير واقعية، وأن الوقت المحدد لتقديم المقترحات غير كاف، كما انتقد آخرون ما رأوه تجاوزات دستورية في طرح مسألة تأليف النشيد في مسابقة.
لتعود الوزارة وتتراجع، في منشور على صفحتها الرسمية في فيسبوك أمس الأربعاء، عن بعض شروط ومعايير المسابقة التي اعتمدتها، وتمدّد المهلة المخصصة لتسليم النصوص الشعرية في المرحلة الأولى دون تحديد مدى التمديد.
وقالت الوزارة في منشورها إنه "تم وضع دليل إرشادي مزود ببريد إلكتروني للاستعلام والمقترحات، إضافة إلى حذف الشرط المتعلق بالمقامات الموسيقية".
ووضعت الوزارة عدة معايير وشروط تتعلق بالنص الشعري واللحن، واشتملت معايير النص الشعري على الفصاحة والجزالة، والرمزية والهوية، والوزن والإيقاع، والوضوح والجماهيرية.
واشتملت معايير اللحن على الأصالة، أي أن يكون اللحن مبنيا على المقامات الشرقية السورية (نهاوند – حجاز – رست)، والقوة التعبيرية، والقابلية للأداء الجماعي، والعالمية.
وحددت الوزارة يوم 31 ديسمبر/كانون الأول موعدا نهائيا لتسليم الألحان والنصوص. وأثار شرط أصالة اللحن والموعد النهائي لتسليم الأعمال المنجزة جدلا واسعا.
وكتب محمّد الجوير في منشور على صفحته في فيسبوك "لا شك أن هذا الإعلان ضرورة لصياغة نشيد وطني يتوافق مع مرحلة الثورة وما بعدها، لكن ثلاثة أسابيع ممنوحة لكتابة النشيد وتلحينه مدة غير كافية".
وأضاف الجوير أن "ربط الكتابة بالتلحين أمر غير مقبول، فليس الشاعر والملحن شخصا واحدا".
في حين كتب منعم هلال مشيدا بهذا الإعلان "أنا مع المسابقة، ولمن لم يعجبه النشيد الذي سيتم اختياره يمكنه رفضه إذا تم التصويت عليه أو ضمن مسودة الدستور القادم".
إعلانوأضاف منعم "أعتقد أن النشيد السوري يجب أن يكون سوريا ويشبه السوري اليوم".
بينما وصف نزار الصباغ شروط ومعايير إعلان وزارة الثقافة بأنها تصيب بـ"الذهول الثقافي"، لما تشترطه من تنظيم القصيدة المحكمة وتلحينها ضمن ما وصفته الوزارة بـ"مقامات الموسيقى الشرقية السورية"، والتقدّم إلى المسابقة خلال ثلاثة أسابيع، مشيرا إلى أن الموضوع قد يكون "مطبوخا سلفا"، على حد تعبيره.
ومن جهته، علق رامي الحاج قدور على الإعلان ساخرا "لجنة تحكيم النشيد ستحكم على النص واللحن في آن معاً؟ وكأننا أمام عبقرية نهضوية واحدة تمسك بالوزن والإيقاع وتحكم على النص بصفاء لا يخطئ".
تجاوز دستوريبينما اعترض آخرون على الإعلان معتبرينه ينطوي على "تجاوزات دستورية".
ويتساءل أحمد خياطة في منشوره على فيسبوك "هل يحق للوزارة تغيير النشيد دون موافقة مجلس الشعب أو قرار رسمي من أعلى السلطة؟".
أما عمر هزاع فيقول في منشوره "أرجو من كل شاعر حر وشريف ألا يسكت على هذا الموضوع حتى تتراجع الوزارة عن جرمها ويتم محاسبتها، ﻷن هذه سوريتنا وهذا نشيدنا الوطني الذي لن نسمح باختطافه".
وأضاف "اختيار النشيد الوطني يجب أن يكون بتوجيه من رئيس الجمهورية وبتكليف من رئاسة الوزراء والبرلمان عبر لجان مختصة ويتم بآليات واضحة وفترة زمنية مناسبة".
النشيد السورياعتُمد أول نشيد وطني سوري بالعهد الجمهوري في عام 1938، وهو نشيد "حماة الديار" الذي كتب كلماته الشاعر خليل مردم بك ولحنه الأخوان فليفل.
وردّد السوريون هذا النشيد في المحافل الوطنية والمدارس مع السنوات الأخيرة من عهد الانتداب الفرنسي، فارتبط بالحركة الوطنية والتحرر من الاستعمار قبل اعتماده رسميا بقرار حكومي صادقت عليه السلطات التشريعية في تلك المرحلة.
ومع إعلان الوحدة بين جمهورية مصر العربية والجمهورية العربية السورية في عام 1958، تم اعتماد نشيد "والله زمان يا سلاحي"، وهو من كلمات الشاعر المصري صلاح جاهين وألحان الملحن كمال الطويل، وهو النشيد الذي اعتمد رسميا للدولة الاتحادية.
وحمل النشيد آنذاك دلالات سياسية تعكس التوجهات القومية والعروبية والوحدوية للدولة الوليدة.
وبعد انفصال سوريا عن مصر عام 1961، أُعيد اعتماد نشيد "حماة الديار" نشيدا وطنيا رسميا، ضمن عملية استعادة الرموز الوطنية السورية بعد انتهاء تجربة الوحدة مع مصر.