عربي21:
2025-06-15@06:01:01 GMT

عدوان الجمعة 13

تاريخ النشر: 14th, June 2025 GMT

انتهت فيما يبدو المهلة التي وقع التفاهم بشأنها بين إدارة الكيان والإدارة الأمريكية، والتي كانت في حدود 60 يوما، إذ أنه في اليوم الـ60، من يوم الجمعة 13، شنّ الكيان عدوانا واسعا على إيران.

كان واضحا حجم التهديد والوعيد الذي ارتفع منسوبه خلال الـ48 ساعة التي سبقت تحرك الإدارتين من أجل تنفيذ العدوان باغتيال قادة عسكريين وعلماء ذرة وضرب أهداف على الأرض.

عملية منسقة حتى ولو نفت الإدارة الأمريكية ضلوعها فيها، فالكيان طالما كان اليد الطويلة للدركي الأمريكي في المنطقة، وأداته في “تأديب” كل “مارق”.

الآن وقد “جاءت ضربة الفاس في الراس”، كما يقول المثل، فالمنطقة كلها باتت على شفا حفرة من الانفجار.

لقد كان واضحا تماما أن حكومة الكيان، وإدارتها سواء في المعارضة أو الحكومة، كانت تنتظر فرصة تقاطع مصالحها مع مصالح الإدارة الأمريكية في لحظة ما، وكانت على علم بأن إيران لن تقبل بالمساس ببرنامجها النووي وتخصيب اليورانيوم على أرضها، لأن ذلك يُنقص من سيادتها، وأن ذلك يعني استسلاما وهزيمة لمحور المقاومة كله والذي تدعمه إيران.

إدارة ترامب كانت تريد أن تحصل على جلد الدب من دون اضطرار إلى قتله، وكانت تعلم أن ذلك صعب المنال، مع ذلك، عملت على كبح انجراف الكيان نحو هذه المغامرة المحفوفة بكل المخاطر، ريثما يتسنَّى لها التأكد من أن إيران قد تقبل بصفقة تسوية ديبلوماسية وقبولها رفع العقوبات عنها مقابل التخلي عن مشروعها النووي بالكامل، أي الوصول إلى درجة “التطبيع”.

كل المؤشرات تقول إنه كان هناك تطابقٌ في الرؤية بين الإدارتين، مع فارق بسيط في طريقة التعامل قبل اللجوء إلى الحرب والعدوان على إيران.

حكومة الكيان كانت ترى ومنذ مجيء ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة، أن هذه هي أكبر فرصة لها لتقوم بما كانت تحلم به، لاسيما نتنياهو، ومنذ أكثر من عشرين سنة، ومعه اليمين الديني واليسار العلماني، لا فرق، بل إنّ المعارضة كانت أكثر ما زايد على نتنياهو، في مطالب ضرب إيران.

الكيان كان يرى أن هذه الفرصة يجب أن لا تفلت منه وأنه يجب القبض عليها اليوم قبل الغد، حتى أن الكنيست قد نجا من مشروع حلّ نفسه بنفسه، بعد أن كانت كل من المعارضة والحاخامات والحريديم يطالبون بقوة بحل الكنيست فورا والتعجيل بانتخابات مبكِّرة.

هذا الأمر أجهضه نتنياهو بمناوراته ودسائسه التي لا تنتهي، قبل بساعات قليلة من انعقاد الجلسة، ووفّر لنفسه بقاء الكنيست غطاء له على رأس الحكومة، بعد أن أقنع التيار الديني الذي كان يتعجل حل الكنيست بسبب قانون تجنيد الحريديم. فلقد أصروا على معرفة السبب الذي يدعو رئيس وزراء الكيان إلى التأجيل، أنهم مقبلون على حدث كبير.

هذا الحدث يبدو أنه أسرّه إلى معارضيه في اللحظات الأخيرة، وهو ضرب إيران الوشيك، فكانت الصفقة، وكان بقاء الكنيست وكانت الضربة فجر الجمعة 13. إنها سياسة الهروب إلى الأمام أيضا لرئيس وزراء ما يلبث أن يهرب كل مرة من حرب نحو أخرى ومن جبهة نحو جبهة أخرى، بغرض إطالة عمر الحروب، لأن في ذلك سرُّ طول عمر حكومته وعمره السياسي الخاص.

هكذا، وفي انتظار تبعات ذلك، ونحن في اليوم الأوّل من العدوان على إيران، نتوقع ردودا قوية من طهران ومزيدا من الضربات الصهيونية وتدخُّلا أمريكيا وحتى أطلسيا للدفاع عن الكيان باعتراض صواريخ إيران ومسيّراتها، قبل الوصول وأيضا فوق الأراضي المحتلة.

الشروق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه إيران ترامب نتنياهو إيران نتنياهو الاحتلال الهجوم ترامب مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

أردوغان يبحث مع ابن سلمان عدوان إسرائيل على إيران

بحث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، العدوان الإسرائيلي على إيران.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي جرى بينهما، السبت، بحسب بيان نشرته دائرة الاتصال في الرئاسة التركية.

وذكر البيان أن أردوغان وابن سلمان بحثا الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران، وقضايا إقليمية ودولية.

ووفقا للبيان، أكد الرئيس التركي خلال الاتصال أن إسرائيل تحت قيادة رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو تمثل أكبر تهديد لاستقرار وأمن المنطقة، وهو ما أظهرته مرة أخرى عبر هجومها على إيران.

وشدد الرئيس أردوغان على ضرورة كبح إسرائيل لخفض التوتر.

وأشار إلى أن صمت المجتمع الدولي تجاه الاحتلال والإبادة الجماعية في فلسطين هو ما دفع إسرائيل إلى هذا المستوى من التجاوزات للقانون والعدوانية.

وقال إن هجوم إسرائيل على إيران يأتي في وقت لا تزال فيه الجهود مستمرة للتوصل إلى تسوية عبر المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، مما يكشف مرة أخرى أن إسرائيل تهدف إلى تقويض مساعي السلام.

اقرأ أيضا

ترامب عارض في البداية ثم استسلم: هكذا نجح نتنياهو في إقناعه

السبت 14 يونيو 2025

وأوضح أن الهجمات المسببة للتسرب النووي تثبت أن إسرائيل تهدد الأمن الإقليمي والدولي بطريقة غير مسؤولة.

مقالات مشابهة

  • انفجار في مصفاة جنوبي إيران إثر عدوان صهيوني
  • أردوغان يبحث مع ابن سلمان عدوان إسرائيل على إيران
  • إيران تعلن اعتقال 5 أشخاص بتهمة التعاون مع الكيان الإسرائيلي المحتل
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: الليلة الماضية كانت صعبة علينا.. ويجب تنفيذ تعليمات الجبهة الداخلية
  • 3 قتلى و91 إصابة في 6 موجات صاروخية إيرانية ضربت الكيان الإسرائيلي
  • محمد بن سلمان يبحث مع ترامب عدوان إسرائيل على إيران وخفض التصعيد
  • عراقجي: إيران سترد بشكل حاسم على عدوان الكيان الصهيوني
  • خامنئي: لقد أعد الكيان الصهيوني بعمله الإجرامي مصيراً مريراً وأليماً لنفسه
  • لجنة نصرة الأقصى تدعو للخروج المليوني غدًا الجمعة في مسيرات “مستمرون في نصرة غزة والمقدسات مهما كانت التحديات”