أول حزب نسائي في تاريخ العراق يتحدى الهيمنة السياسية الذكورية
تاريخ النشر: 3rd, August 2025 GMT
3 أغسطس، 2025
بغداد/المسلة: أعلنت مجموعة من النساء العراقيات عن تأسيس حزب “المودة النسوي”، في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى تعزيز دور المرأة في المشهد السياسي العراقي.
ويعد هذا الحزب الأول الذي تقوده نساء بالكامل في تاريخ العراق، حيث يسعى لتمثيل قضايا المرأة ومواجهة التحديات الاجتماعية والسياسية.
وأكدت الناشطة سلمى الجبوري أن “المودة” يهدف إلى إعادة صياغة الخطاب السياسي بمنظور نسوي يركز على العدالة الاجتماعية والمساواة الكاملة.
وتشهد الساحة السياسية العراقية تنامياً ملحوظاً في عدد الأحزاب.
ويبرز “المودة النسوي” كتجربة فريدة في ظل هيمنة الأحزاب التقليدية التي تسيطر على المشهد السياسي منذ 2003.
وأشارت الناشطة زينب محمود إلى أن “الحزب يمثل صوت النساء اللواتي طالما هُمّشن في القرار السياسي، وهو خطوة لكسر احتكار السلطة الذكورية”.
ويواجه الحزب تحديات جمة، منها ضعف التمثيل النسائي في البرلمان العراقي، حيث لم تتجاوز نسبة النساء 25% رغم تخصيص كوتا انتخابية.
وأعربت الناشطة النسوية احلام الجبوري عن تفاءل حذر، مشيرة إلى أن “نجاح الحزب يعتمد على قدرته على بناء تحالفات شعبية ومواجهة مقاومة النخب السياسية التقليدية”.
وتعكس هذه الخطوة تحولاً في الحراك النسوي العراقي، الذي بدأ منذ تأسيس منظمة حرية المرأة عام 2003، والتي قاومت القمع الحكومي والأصولية.
ويرى محللون أن “المودة النسوي” قد يغير قواعد اللعبة السياسية إذا نجح في استيعاب طموحات الشباب والنساء .
ويؤكد الباحث السياسي أحمد الياسري أن “الحزب يحتاج إلى استراتيجية واضحة لاختراق جدار الثقة مع الناخبين في ظل بيئة سياسية مشحونة بالاستقطاب”.
وتعزز هذه المبادرة الأمل في إعادة تشكيل المشهد السياسي العراقي، لكن نجاحها يبقى مرهوناً بقدرتها على تجاوز العقبات الثقافية والسياسية.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
العراق على أبواب صناديق جديدة: هل تغير انتخابات 2025 قواعد اللعبة
آخر تحديث: 2 غشت 2025 - 9:43 صبقلم: د. مصطفى الصبيحي ها هو العراق مرة أخرى يقف أمام صناديق الاقتراع موعد جديد مع الديمقراطية في بلد لم يعرف الاستقرار منذ عقود وكأن التجربة السياسية ما زالت في مرحلة المخاض المتعثر رغم مرور أكثر من عشرين عامًا على التغيير. انتخابات 2025 تحمل في ظاهرها استمرارية شكلية لكنها في باطنها حبلى باحتمالات مفتوحة تتراوح بين إعادة إنتاج نفس الخرائط القديمة، أو كسر بعض قواعد اللعبة الراسخة ولو جزئيًا. ولعل السؤال الأكبر الذي يفرض نفسه بقوة اليوم: هل هناك نية حقيقية لإحداث تغيير؟ أم أن اللعبة محكومة بسيناريو معد سلفًا تتبدل فيه الأدوار بينما تبقى البنية السياسية على حالها؟ من المؤكد أن ما يسبق الانتخابات هذه المرة ليس كما كان عليه الحال في السابق فالمشهد السياسي يعيش حالة من التمزق الظاهر والانقسام الضمني التيارات التقليدية تعاني من تراجع في شعبيتها حتى وإن بدت مسيطرة في المؤسسات والشباب – وهم القوة الحقيقية – لا يجدون أنفسهم ممثلين في خطاب تلك القوى. منذ انتفاضة تشرين وما تلاها من انسحابات وموجات قمع وصعود للوعي الشعبي تغيرت المزاجات. لم يعد الشارع يثق بالوعود ولا يؤمن بأن الاقتراع وحده كفيل بالتغيير. هناك حالة من الشك من التعب من الترقب الحذر. المفوضية العليا للانتخابات تواصل استعداداتها، وتفتح سجلات الناخبين وتعلن عن جاهزيتها لكن الجاهزية التقنية لا تعني بالضرورة جهوزية سياسية حقيقية لانتخابات نزيهة. ثمّة غائب حاضر في المشهد هو التيار الصدري الذي انسحب من البرلمان وترك الساحة السياسية تعيد تشكيل توازناتها على عجل. السؤال المطروح اليوم في كل ردهات السياسة العراقية: هل يعود التيار إلى المشهد؟ وإذا عاد فكيف؟ وبأي خطاب؟ وإن غاب هل سيتمكن خصومه من ملء الفراغ أم أن الساحة ستشهد فراغًا سياسيًا وشعبيًا معًا؟ ما من إجابة حاسمة لكن المؤكد أن غياب الصدريين – إذا استمر – سيضعف الحماسة العامة ويجعل الانتخابات تميل أكثر لصالح قوى الإطار التنسيقي التي تسعى إلى تكريس نفوذها ولو على حساب التوازن الوطني العام. على الضفة الأخرى هناك محاولات متفرقة من المستقلين ومن بعض بقايا الحركات الاحتجاجية لتشكيل قوائم جديدة أو العودة للساحة بخطاب إصلاحي حاد لكن هذه المحاولات تصطدم بجدار التمويل وبضعف التنظيم وبسيف السلاح المنفلت الذي يهدد كل من يخرج عن السياق. فما زال العنف السياسي حاضرًا سواء عبر الاغتيالات الرمزية أو الحقيقية وما زالت الدولة عاجزة عن ضبط المشهد أو حماية من يسعى للتغيير. إلى جانب التحديات الداخلية لا يمكن إنكار حجم التأثير الإقليمي والدولي الذي لا يزال يلعب دورًا مؤثرًا في تحديد اتجاهات المرحلة المقبلة. فالعراق وهو بين فكي التوازن الإيراني-الأميركي لا يتحرك بحرية كاملة. وأي تغيير جوهري في المشهد الانتخابي لا بد أن يمر بميزان حساس من التفاهمات أو التصادمات الخارجية. وهذا يعني أن معركة الانتخابات ليست داخلية فحسب بل تتجاوز الصندوق إلى ما بعده حيث تبدأ الحسابات الحقيقية. لكن رغم كل ذلك يبقى الأمل قائمًا في أن تكون هذه الانتخابات نقطة تحوّل ولو متواضعة. أن تنجح بعض الأصوات الجديدة في كسر الحصار المفروض على التمثيل الشعبي الحقيقي. أن ينجح الشارع في فرض إرادته، ولو بنسبة محدودة في برلمان يشبهه أكثر مما يشبه المكاتب المغلقة. فالتغيير لا يحدث دفعة واحدة ولا على شكل معجزات، بل عبر تراكمات مستمرة تبدأ بخطوة بكلمة بصوت واحد يقول: كفى. وإذا كانت الانتخابات السابقة قد كرست الإحباط فإن انتخابات 2025 تمثل لحظة اختبار عسيرة لكنها ضرورية. لحظة سيكتشف فيها العراقيون إن كانت صناديقهم ما تزال أدوات للتعبير أم أنها مجرد صناديق لإعادة تدوير الفشل. واللعبة إن لم تتغير قواعدها فستتغير وجوه لاعبيها فقط. ويبقى الوطن في الانتظار.