تمثل الفيلات الفاخرة التي يشتريها الأثرياء العرب والمواقع السياحية الجديدة التي يزورونها علامة على إصلاح الصدوع القديمة، 

 

على مدى العقد الماضي، كان هناك محاولات لتعزيز التواجد العربي في تركيا، وخاصة في شمال غرب تركيا، وفي السنوات الأخيرة، تدهورت علاقات تركيا مع دول الخليج، والعلامة التي تركتها الاستثمارات الخليجية في هذه المنطقة الريفية كانت سيئة، وذلك وفقا لتحليل نشرته صنداي تايمز.

 

 

 

دعم الرئيس أردوغان لجماعة الإخوان المسلمين، جعله على خلاف مع معظم ممالك الخليج، تم حظر بعض البضائع التركية، لكن أردوغان عالج خلافه مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ويسعى لبناء علاقات جديدة مع الخليج. 

 

وفقا لما نشرته صنداي تايمز، خفف أردوغان من دعمه لجماعة الإخوان المسلمين، وقام الشهر الماضي بزيارة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر، ووقع اتفاقيات تجارية واستثمارية ثنائية تعد بجلب عشرات المليارات من الدولارات إلى الاقتصاد التركي.

 

جبال وشلالات يالوفا الخضراء هي الأساس الذي بنيت عليه علاقات تركيا الاقتصادية مع الخليج، في أوائل الثمانينات، فتح ثلاثة رجال في غوكجيديري، القرية الجذابة التي يقع فيها فندق زمزم، الطريق أمام موجة من الاستثمارات العربية في المنطقة.

 

بسبب مناخ المنطقة وقربها من إسطنبول، التي تبعد بضع ساعات عن الطريق البري، بدأ السياح من المنطقة العربية في بناء الفلل وقضاء العطلات في المنطقة، وظهرت صناعة الخدمات لاستيعابهم.

 

اليوم، تتم كتابة اللافتات الموجودة على كل متجر تقريبًا باللغتين التركية والعربية، على الرغم من الحملة على اللافتات العربية في أجزاء أخرى من البلاد حيث استقر اللاجئون السوريون، معظم الفنادق والمطاعم خالية من الكحول وتمتلئ الطرق بحافلات الأشخاص التي تنقل العائلات حول مناطق الجذب المحلية.

 

توجد في مجموعات الفيسبوك باللغة العربية إعلانات للشركات التي تخدم مجتمع المغتربين: ملابس نسائية محتشمة، وأطعمة عربية، وعقارات للبيع، وحوالي نصف الشركات في الشارع الرئيسي في غوكجيديري وكلاء عقارات.

 

حصل بعض الذين استثمروا هناك على الجنسية؛ منذ عام 2017، عرضت تركيا برنامج الجنسية عن طريق الاستثمار، مما يسمح لأي شخص ينفق ما لا يقل عن 400 ألف دولار على العقارات بالحصول على جوازات سفر تركية لعائلته المباشرة، وحتى في عام 2019، في ذروة الخلاف تم بيع أكثر من مائة عقار في يالوفا للمشترين العرب كل شهر.

 

في إسطنبول، ارتفع عدد المقيمين الأجانب من 400 ألف في عام 2014 إلى ما يقرب من 1.5 مليون اليوم. حتى عام 2022، كان أكبر المستثمرين في مجال الجنسية، حسب الجنسية هم الإيرانيون، يليهم مواطنو الدول العربية، على الرغم من أن الروس قد تجاوزوهم الآن.

 

وتعد تركيا هي واحدة من الدول القليلة التي لم تفرض عقوبات أو قيود على الشركات والأفراد الروس، الآن، قامت فنادق ومطاعم يالوفا بوضع علامات اللغة الروسية بجانب العلامات العربية.

 

تتمتع تركيا بعام ازدهار في قطاع السياحة، حيث من المتوقع أن يصل عدد الزوار إلى 50 مليونا، ويرجع ذلك جزئيا إلى ضعف الليرة. 

 

تواجه المنطقة الآن منافسة من بلدات تقع على ساحل البحر الأسود في تركيا، والتي تشتهر أيضًا بجبالها ومناخها المعتدل، وهي وجهة مفضلة للسياح والمشترين من عرب الخليج.

 

وفقا لتحليل صنداي تايمز، الطبقات الوسطى تأتي إلى منطقة يالوفا، لكن الأثرياء يذهبون إلى البحر الأسود الآن.

 قبل سنوات، اعتاد أيضًا السوريين واللبنانيين أن يزوروا هذه المناطق في جولات بالحافلات، ولكن الأوضاع الاقتصادية اختلفت تماما.

 تمتلك الدولة المرافق هنا ولكنها ليست في حالة جيدة. يجب خصخصتها وتحديثها، وفقا لما ورد في تحليل صنداي تايمز. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: تركيا العرب الاستثمارات صندای تایمز

إقرأ أيضاً:

بين حظر أستراليا وواقع المنطقة المعقّد: كيف يستخدم الشباب العرب منصّات التواصل الاجتماعي؟

تزايدت خلال عام 2025 الدعوات إلى الحدّ من الانغماس في الفضاء الافتراضي، واعتماد ما يُعرف بـ"الصيام الرقمي".

قبل ساعات، أصبحت أستراليا أول دولة في العالم تحظر وسائل التواصل الاجتماعي على اليافعين دون سن الـ16 عامًا، وبدأت شركة "ميتا" عملية "تنظيف" للفضاء الرقمي، فيما لوّحت حكومة كانبيرا بفرض غرامات قد تصل إلى أكثر من 32 مليون دولار أمريكي في حال المخالفة.

القرار أثار نقاشًا واسعًا، بين من رآه متطرفًا بعض الشيء، ومن اعتبره السبيل الوحيد لحماية الأطفال من سلبيّات التكنولوجيا الرقمية، بدءًا من خطر التعرض للتحرش، إلى الابتزاز والتنمر، فضلًا عن الآثار الذهنية المترتبة على الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية.

وفي وقت بدأت فيه مؤشرات تدل على أن دولًا أخرى قد تحذو حذو أستراليا، ينتقل النقاش إلى العالم العربي، حيث لا يزال إنشاء إطار قانوني ينظّم الفضاء الرقمي للبالغين ووسائل الإعلام التقليدية والحديثة يواجه تحديات كبيرة، فكيف يكون الحال بالنسبة لليافعين؟

معدل 8 ساعات يوميًا - ثلث النهار

في شهر مارس الماضي، أظهر استطلاع نشرته مكتبة Science Direct أن حوالي 68% من طلاب الجامعات في الدول العربية يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لأكثر من 60 ساعة أسبوعيًا، أي بمعدل نحو 8 ساعات تقريبًا في اليوم، علمًا أن بعض الأبحاث تحذّر من أن استخدام اليافعين لوسائل التواصل لأكثر من 3 ساعات ينطوي على مخاطر تشمل ارتفاع الإصابة بالمشاكل النفسية، بما في ذلك الاكتئاب والقلق.

ووفقًا لتقرير آخر، فإن ثلث الأطفال في الإمارات يقضون أكثر من سبع ساعات يوميًا أمام الشاشات في أيام الأسبوع.

وقد عبّر ما يقرب من ثلاثة أرباع الشباب العرب (74%) عن أنهم يواجهون صعوبة في الانفصال عن وسائل التواصل الاجتماعي، بينما وافق نحو ثلثيهم (61%) على أن إدمان وسائل التواصل الاجتماعي يؤثر سلبًا على صحتهم النفسية.

فتيان جميعهم بعمر 11 عامًا، يستخدمون هواتفهم أثناء جلوسهم خارج مدرسة في سيدني، الاثنين 8 ديسمبر 2025. Rick Rycroft/AP

ومع أن جيل زد وجيل ألفا، وفقًا للأبحاث، يتمتعان بوعي ذاتي ملحوظ، ويتميزان بذكاء عاطفي قوي، واهتمام بالصحة النفسية، وقيم قائمة على الهدف، وفهم للقضايا الاجتماعية ، وهي سمات بعضها نابع من التعرض المستمر للمحتوى الرقمي بالمناسبة، فإن هذا الإدراك لا يمنحهما سلطة على التوقف عن الإدمان.

واللافت أن عام 2025 شهد طفرة في المحتوى الرقمي الذي يشجع على التخفيف من استخدام وسائل التواصل وخلق ما بات يُعرف بـ"التطهير الرقمي" أو "الصوم الرقمي" (Digital Detox)، تماهياً مع فكرة تطهير الجسم من السموم عبر اتباع حمية غذائية معينة.

لماذا يستخدم الشباب العرب وسائل التواصل؟

بحسب استطلاع الجامعات العربية، تتفاوت دوافع الاستعمال بين اليافعين، لكن البحث عن الترفيه تصدّر لائحة الرغبات (95%)، يليه التعرف على الثقافات (94%)، والتعبير عن الذات (94%)، علمًا أن هذه النسب قد تكون مخادعة بعض الشيء.

فبحسب دراسة أخرى بعنوان "تأثير استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على ثقافة الحوار بين الشباب العرب"، تبين أن للشبكات الاجتماعية تأثير محدود على تحسين لغة الحوار بين الشباب العرب، مع أنها تمنح شعورًا عامًا بأن الحوار إيجابي.

ويمكن تفسير هذا التفاوت، إن لم نقل التناقض، بجملة نشرت في مجلة Review of European Studies، اعترفت فيها أن وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي باتت إحدى الركائز الأساسية التي تصنع هوية الشباب، لكنها تربط هذه الهويات وطريقة تشكيلها بطبيعة المحتوى الذي يتعرض له هؤلاء الشباب.

هواتف تصور خلال مهرجان كوكاكولا فلو للموسيقى في مكسيكو سيتي، السبت 22 نوفمبر 2025. Claudia Rosel/AP

وتنوّه الدراسة إلى أن عام 2011 كان نقطة تحوّل كبيرة في العالم العربي، حيث تبدلت طرق استخدام مواقع التواصل، ولاحظ أثر ذلك في الأحداث الاجتماعية والسياسية، خصوصًا خلال مظاهرات ما يُسمى بالربيع العربي في العديد من دول الشرق الأوسط، لا سيما في مصر وتونس.

لكن تبين أن فئات الشباب التي تتفاعل بشكل منتظم وهادف مع الآخرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي تطوّر هويات تختلف عن أقرانها من الشباب الذين لا يتعرضون لنفس المحتوى أو لا يمتلكون نفس الدوافع، وشبّهت الدراسة وسائل التواصل بأنها تعمل كمكبر للإدراك الاجتماعي والمقارنة.

ضعف التشريعات والرقابة الموجّهة

على المستوى الحكومي، لا يزال هناك صعوبة عامة في العالم العربي في التعامل مع التحول إلى الرقمنة، أي عملية تحويل البيانات من شكلها التقليدي إلى الإلكتروني، وخلق إطار قانوني متخصص يخفف من التحديات الأخلاقية والتشريعية المصاحبة لها على مستوى وسائل الإعلام والمؤسسات، بما في ذلك الحد من الجرائم المعلوماتية، وجرائم الآداب العامة، ونشر خطاب الكراهية، والمعلومات المضللة، وتهديد الأمن الوطني وغيرها. وبالتالي، فإن غياب أرضية تشريعية ورقابية على هذه الوسائل يجعل حماية اليافعين مسألة بعيدة، أو على الأقل ليست من الأولويات.

تجمع التونسيون خلال احتجاج ضد الرئيس التونسي قيس سعيد في وسط العاصمة تونس، السبت 14 يناير 2023. Hassene Dridi/AP

إلى جانب ذلك، يلاحظ أن الحكومات العربية تصب اهتمامها على مراقبة المحتوى السياسي والديني أحيانًا، بالإضافة إلى استخدام أطر القوانين لقمع المعارضة، مع تطبيق صارم في دول مثل السعودية ومصر والأردن.

ففي السعودية مثلًا، صنّفت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مواقع التواصل الاجتماعي كـ"طريق نحو الشر والخطيئة". وبينما لا تحظر الحكومة هذه المواقع بشكل صريح، هناك درجة من الرقابة على ما يمكن نشره ومشاركته، إضافة إلى ممارسة الرقابة الأخلاقية. وقد يكون هذا هو السبب في أنه بينما ساعدت وسائل التواصل الاجتماعي الاحتجاجات في عدة دول خلال الربيع العربي، ظلت السعودية إلى حد كبير غير متأثرة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • أنقرة: مهاجمة سفن تجارية بميناء أوكراني تؤكد مخاوفنا من توسع الحرب
  • أردوغان يُبلغ بوتين باستعداد أنقرة لقبول أي صيغة للمفاوضات بشأن أوكرانيا
  • تركيا: لا تعديل على منظومة إس-400 ومحادثات إف-35 مستمرة
  • كربلاء تُخلي وتغلق بناية آيلة للسقوط في المدينة القديمة (صور)
  • لندن تسحب سيارات الأثرياء الفاخرة بسبب تهربهم من دفع المخالفات
  • منتخب السعودية يحسم القمة العربية ويعبر إلى نصف نهائي كأس العرب بفوز مثير على فلسطين «فيديو»
  • شكرا للفريقين علي المتعة التي قدماها المستكاوي يشيد بمباراة المغرب وسوريا
  • فيضانات مفاجئة وجفاف متواصل.. كيف تأثرت المنطقة العربية في 2024؟
  • بين حظر أستراليا وواقع المنطقة المعقّد: كيف يستخدم الشباب العرب منصّات التواصل الاجتماعي؟
  • ناقد رياضي: ما حدث للمنتخب الوطني بالبطولة العربية "فضيحة كروية كاملة الأركان"