في زمن تتسارع فيه الأحداث، وتضطرب فيه الأجواء من حولنا، تبقى مصر بقلبها النابض وتاريخها العريق واحة أمن واستقرار، وسط محيط يعاني الحروب والتصعيد والمجهول.
وفي ظل كل ما نعيشه اليوم من إنجازات ومشروعات ضخمة وواقع جديد تشكّل بصبر وبعد معانة وعزيمة، يأتي السؤال الأهم: هل نُدرك حقًا حجم ما بين أيدينا؟.. وهل نُقدّر ما نملكه من نعمة الاستقرار والسكينة التي يفتقدها غيرنا؟.
إن المواطن المصري ليس مجرد ساكن في أرض، بل هو شريك في معجزة، وسند لوطن صنع مجده بدماء شهدائه، وسواعد أبنائه، مسؤوليتنا اليوم تتضاعف، فليس كافيًا أن نحيا في وطن آمن، بل يجب أن نحمي هذا الأمان، وندافع عنه، ونحفظ مقدراته كما نحفظ قلوبنا.
من حق الوطن علينا في هذا التوقيت تحديدًا، أن نكون على قدر اللحظة، أن نكون عيونًا ساهرة لا تغفل، وأيادي تبني لا تهدم، وضمائر يقظة لا تفرّط، في ظل التصعيدات الإقليمية، يجب أن ندرك أننا أمام نعمة كبرى وهبها الله لنا: نعمة الأمن، وعلينا أن نشكره لا بالكلام فقط، بل بالفعل والعمل، والوقوف صفًا واحدًا خلف مؤسساتنا الوطنية، ودعمها بكل طاقتنا.
ليكن كل بيت مصري مدرسة وطنيةيبدأ حب الوطن من البيت، من تربية أبنائنا على معنى الانتماء الحقيقي، لا بالشعارات، بل بالإدراك والقدوة، أن نعلّمهم أن الحياد في القضايا المصيرية خيانة صامتة، وأن الوقوف بجانب الحق ليس اختيارًا، بل واجب، أن يفهموا أن البناء ليس مجرد عمل، بل شرف، وأن الدفاع عن تراب هذا الوطن، في كل موقع، هو جهاد من أجل كرامة الأجيال القادمة.
وطنك ليس مجرد مكان.. .بل هو أنتالحفاظ على مصر ليس مهمة الدولة وحدها، ولا هي مسؤلية قائد بمفردة، بل هو تعهد شخصي من كل مواطن. أن تحافظ على شوارعها، أن تصون مشروعاتها، أن تُقدّر كل إنجاز وصلت إليه بلدك، أن تدافع عنها بالكلمة والموقف، وأن ترى في كل مرفق وصرح ومؤسسة جزءًا من كيانك، من حياتك وحياة أبناءك ومستقبلهم.
دعونا لا نكون من الذين لا يشعرون بعظمة النعم إلا بعد زوالها. فلنكن من الواعين، من الحامدين، من الشاكرين بأفعالهم، من الواقفين دومًا على جبهة الوطن، وإن لم يحملوا السلاح.
قِف مع وطنك الآن.. فالغد يُبنى بما تفعله اليومقد لا يُطلب منك أن تخوض معركة، أو أن تقف على الحدود، لكن يُطلب منك موقف، وقفة وفاء مع وطن قدّم لك كل شيء. كن السند وقت الحاجة، وازرع في ابنك حب هذه الأرض، واشرح له أن شرف التضحية للوطن لا يُضاهى. أنت في النهاية تكتب تاريخ بلدك بيدك، اجعلها يد شريفة واجعل كلمتك في بلدك موقفا وعملا وصمودا.
يا مصر يا ضي العيون، أنت الحضن الدافئ في المحن نفديك بأرواحنا ونزرع في قلبك ألف لون.
اقرأ أيضاًأسطورة مصرية تولد من جديد
اتقوا الله في الأموات.. مات الإنسان.. لكن الطمع بَقي
منبر الضمير.. من القيم إلى الفضائح
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مصر تاريخ مصر العريق
إقرأ أيضاً:
ما بعد الأزمة.. سيناريوهات مفتوحة لمستقبل صلاح داخل قلعة ليفربول
بعد تصريحات صلاح وهجوم النجم الإنجليزي الأسبق كاراجر، تبدو المرحلة المقبلة أكثر غموضًا من أي وقت مضى. فالنادي يعيش لحظة اختبار حقيقية: هل يجعل من الأزمة بداية بناء جديد أم نقطة انهيار؟ خصوصًا مع استبعاد اللاعب من مواجهة إنتر ميلان، وهو حدث لا يمكن قراءته بمعزل عن التطورات المتسارعة.
هناك ثلاثة سيناريوهات رئيسية بحسب محللين:
1. تسوية داخلية تنتهي بعودة صلاح أساسيًا.
2. استمرار التوتر وتحويل اللاعب لورقة انتقال قوية في الصيف.
3. تجميد فني تدريجي إلى حين الوصول لقرار نهائي.
السيناريو الأول يحتاج تنازلات من الطرفين، والثاني يتطلب استعداداً لرحيل اسم صنع تاريخًا للنادي، والثالث قد يكون أخطرها لأنه يخلق فراغًا فنيًا وتوترًا مستمرًا في غرفة الملابس.
أما كاراجر فموقفه واضح: صلاح تجاوز الخط.
لكن آخرين يرون أن النادي هو من أجبره على الكلام.
ورغم كل التصعيد، يبقى صلاح رقماً صعبًا في أوروبا والإنجليزي الممتاز، ولاعبًا قادرًا على صناعة الفارق في لحظة واحدة. ولذلك فإن التعامل مع ملفه لن يكون مجرد قرار تدريبي بل حسابات اقتصادية وجماهيرية وإعلامية معقدة.
كاراغر قال بوضوح إن تصريحات صلاح الأخيرة لم تكن مجرد غضب لاعب من جلوسه على دكة البدلاء، بل خطوة هدفها الضغط على الإدارة والجهاز الفني للحصول على مكاسب شخصية، معتبرًا أن هذا الأسلوب من وجهة نظره يتكرر كلما حلّت مفاوضات أو توترت الأجواء بين اللاعب والنادي.
وروى المحلل الإنجليزي وقائع سابقة يعتقد أنها مشابهة لما يحدث الآن، أبرزها تصريح صلاح خلال موسم كان الفريق فيه متصدرًا، وهو ما يراه كاراجر محاولة للتوقيت المثالي لكسب التعاطف الجماهيري والنفوذ داخل النادي.
ولم يكتفِ لاعب ليفربول السابق بالحديث عن أزمة اللحظة، بل عاد إلى بداية مسيرة المصري في أوروبا، مشيرًا إلى عدم نجاحه في تشيلسي وعدم فوزه بأي لقب كبير قبل الوصول إلى أنفيلد، وهو تذكير قال كاراجر إنه ضروري حتى يدرك اللاعب حجم النقلة التي منحها له ليفربول.
كما تطرق إلى المنتخب المصري، مؤكدًا أن صلاح ورغم مكانته التاريخية، لم يتمكن حتى الآن من قيادة مصر نحو لقب أمم إفريقيا رغم امتلاك المنتخب تاريخًا حافلًا بالبطولات.