أول أردنية تُرشّح لرحلة فضائية.. سلام أبو الهيجاء تلامس النجوم
تاريخ النشر: 15th, June 2025 GMT
عمّان- "بدي أكون رائدة فضاء"، لم تكن هذه الكلمات للفتاة الأردنية سلام أبو الهيجاء مجرد أمنية عابرة خطتها على قصاصة ورق في مرحلة دراستها الابتدائية، بل كانت الشرارة الأولى لحلم استثنائي كبر معها عاما بعد عام، حتى أصبح جزءا من هويتها، ودافعا أساسيا في مسيرتها الأكاديمية والمهنية.
عن هذه المرحلة المبكرة من طفولتها، تقول سلام أبو الهيجاء (26 عاما) للجزيرة نت: "منذ طفولتي كان لديّ الشغف بأن أصبح رائدة فضاء، وهذا الشغف قادني لاحقا إلى دراسة الهندسة الميكانيكية، والتخصص في الأنظمة الداعمة للحياة في بدلات رواد الفضاء".
مع مرور الوقت، واصلت سلام رحلة البحث عن الذات من خلال سعيها الحثيث نحو عالم الفضاء، متحدية كثيرا من العقبات، ومتمسكة بشغف لا يخبو. وبعد حصولها على شهادة الهندسة الميكانيكية بتفوق، بدأ الحلم يقترب شيئا فشيئا، حتى أصبحت أول مصممة بدلات فضاء أردنية.
ونتيجة لأبحاثها المتقدمة في عالم الفضاء، وقع الاختيار مؤخرا على سلام أبو الهيجاء كأول مرشحة أردنية لتصبح رائدة فضاء، للانضمام إلى برنامج تدريبي فضائي متقدّم بالتعاون مع "جبابرة الصناعات الفضائية" في الولايات المتحدة الأميركية.
إعلانومن المقرّر أن تباشر أبو الهيجاء تدريباتها خلال الفترة المقبلة ضمن برنامج يمتد 3 سنوات، استعدادا لمهمة فضائية مدارية مرتقبة عام 2029 على متن المركبة الفضائية "تايتنز جينيسِس" Titans Genesis، التي ستنطلق إلى ارتفاع 300 كيلومتر عن سطح الأرض، في مهمة تستمر 5 ساعات، منها 3 في بيئة انعدام الجاذبية.
يتضمن التدريب جوانب متعددة، من بينها إتقان تقنيات الملاحة الفضائية، وإدارة العمليات المدارية، وفهم الأنظمة الهندسية الخاصة بالمركبات، بالإضافة إلى التكيّف مع ظروف العيش في الفضاء، إلى جانب تدريبات تحاكي الحياة اليومية داخل الكبسولة الفضائية.
بدأت قصة أبو الهيجاء مع الفضاء من خلال مشاركتها في العديد من المسابقات العالمية التي تُعنى بمركبات وبدلات الفضاء، لتفوز بتصميمها بدلة خاصة برواد الفضاء. وكان تصميم البدلة مشروع تخرجها من الجامعة، حيث وجدت المهندسة سلام حلا لمشكلة التبريد في الفضاء؛ إذ يستخدم رواد الفضاء الماء للتبريد، في حين أن بدلة أبو الهيجاء المبتكرة استخدمت جهازا آخر.
تشير أبو الهيجاء إلى أن بدلات رواد الفضاء التي قامت بتصميمها تعتبر صالحة أيضا للاستخدام على الأرض، وليس فقط في الفضاء، موضحة: "لم تكن فيها تعقيدات كثيرة، ولكنها تحمي إلى درجة معينة"، منوهة إلى أنها صممت 4 بدلات على مدار سنتين بألوان برتقالية.
وتضيف أنها استطاعت العمل على بدلات للجيش ورجال إطفاء الحرائق والغواصين والطيارين الحربيين، فهم يحتاجون إلى أنواع بدلات للبيئات الصعبة: الحارة والباردة والخطرة، كالتسلق والغوص. وتؤكد أنها تهدف إلى توفير بدلات تساعد الإنسان على التأقلم مع البيئات الخطرة والصعبة، وليس فقط في الفضاء.
وتتميّز بدلة الفضاء التي صممتها أبو الهيجاء باحتوائها على أنظمة تدعم البقاء على قيد الحياة لرواد الفضاء، مُعالِجة من خلال تصميمها العديد من الثغرات والمشكلات التي لطالما واجهها رواد الفضاء أثناء مهماتهم أو إقامتهم في الفضاء.
إعلانقصة بدلة الفضاء المبتكرة كانت الخطوة الأولى نحو رحلة الألف ميل، والاقتراب من تحقيق الحلم الأكبر، حيث اختيرت بعدها كصانعة محتوى بشركة أميركية لتمثل من خلالها العالم العربي، عن ذلك تقول أبو الهيجاء أنه خلال هذه المدة تلقت الكثير من المنح وأصبحت سفيرة للاحتفال العالمي بالولايات المتحدة لأكثر من احتفال بفلوريدا وكاليفورنيا ومن بعدها شاركت كمتحدثة في مؤتمرين مهمين في الولايات المتحدة، وتلقت منحة دراسية للتدريب كرائدة فضاء حقيقية ومن بعدها حصلت على منحة أخرى لتكون رائدة فضاء تناظرية.
وإيمانا منها بأهمية تمكين الشباب الأردني، أسست سلام شركة غير ربحية باسم "مينا" تهدف إلى تعليم وتدريب الشباب ليصبحوا رواد فضاء ومبتكرين وباحثين صاعدين في مجال الأبحاث الفضائية، وتسعى أيضا لإنشاء مركز لمحاكاة بيئة المريخ في منطقة وادي رم (جنوب الأردن)، لجذب الباحثين والسياح وتقديم برامج تدريبية متخصصة للشباب الأردني.
تؤكد سلام أبو الهيجاء أن ما حققته على صعيد رواد الفضاء كان نتيجة سنوات من العمل والتخطيط والمثابرة، رغم كل التحديات المجتمعية واللوجستية.
وتضيف: "كنت أؤمن أن الفرص لا تأتي مصادفة، بل تُصنع بالإصرار، والاجتهاد، والجرأة على الحلم خارج الإطار التقليدي، ورغم صعوبة الطريق، كنت دائما أضع نصب عيني هدفا واحدا أن أكون جزءا من صناعة الفضاء في منطقتنا، وأن أمهد الطريق لغيري من الشباب والفتيات.
أبو الهيجاء تسعى لأن تلهم الآخرين، بتغيير بعض الأفكار الموجودة، مبينة أن المواهب البشرية العربية لا تعد ولا تحصى، لكن يبقى الأهم إيمان الشخص بذاته وقدراته وإكمال الطريق حتى يتحقق حلمه، وعدم التوقف عند مواجهة أي صعوبات، وتقول: "أسعى حاليا لترسيخ ثقافة الفضاء والعلوم المتقدمة في الأردن والمنطقة العربية من خلال تأسيس برامج تعليمية وتدريبية، وإنشاء مختبرات محاكاة بيئات الفضاء، وتحفيز الفتيات والشباب على دخول هذا القطاع الحيوي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رواد الفضاء رائدة فضاء فی الفضاء من خلال فضاء ا
إقرأ أيضاً:
«سون» حضر مغموراً إلى توتنهام وغادر من بوابة النجوم
لندن (د ب أ)
أخبار ذات صلةأسدل هيونج سون مين، نجم وقائد منتخب كوريا الجنوبية الستار على مسيرة طويلة مع ناديه توتنهام هوتسبير الإنجليزي، بإعلان رحيله عن الفريق اللندني هذا الصيف بعد مسيرة دامت لعقد كامل، اختتمها بالتتويج بلقب الدوري الأوروبي "يوروبا ليج" في مايو الماضي على حساب المنافس المحلي، مانشستر يونايتد. وجاء سون إلى توتنهام لاعباً مغموراً لا يعرفه أحد، ولكن كان أغلى صفقة آسيوية في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، عندما انضم اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً آنذاك عام 2015 في صفقة قيل إنها بلغت قيمتها 5. 22 مليون جنيه إسترليني قادماً من باير ليفركوزن الألماني. قال ميكي هازارد، الفائز بلقبي كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الاتحاد الأوروبي عامي 1982 و1984 بقميص توتنهام "عندما انضم (سون) إلى توتنهام لم يكن أحد يعرفه، وبعد 10 سنوات رحل كأسطورة من أساطير هذا النادي". وأضاف هازارد عبر شبكة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) "نحب اللاعبين الذين يبذلون الكثير من أجل هذا النادي، لذا سيبقى (سون) محل تقدير كبير". ويبلغ قائد كوريا الجنوبية حاليا 33 عاماً، وحفر اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ النادي اللندني بإهدائه اللقب الأوروبي قبل أسابيع قليلة، لينهي توتنهام انتظاراً دام 17 عاماً للفوز ببطولة كبرى، ويرحل هيونج سون مين عن الفريق وهو مرفوع الرأس بعد مسيرة 454 مباراة، سجل خلالها 173 هدفا". ويقول النمساوي كيفن فيمر، لاعب توتنهام السابق، والذي كان صديقاً مقرباً للنجم الكوري على مدار عامين في صفوف الفريق الإنجليزي "لست متأكداً من أننا سنرى سون آخر في توتنهام، لقد رحل وكأنه أحد نجوم (الروك)، فالاستمرار 10 سنوات في ناد بحجم توتنهام، يبقى إنجازاً مميزاً". وكسب هيونج سون مين، الذي يستعد حالياً للانتقال إلى فريق لوس أنجلوس إف سي الأميركي، حب الجميع وقلوب زملائه، بفضل حركاته الرائعة خارج حدود الملعب، مثل اصطحاب الفريق إلى حفل شواء كوري خلال جولة توتنهام التحضيرية في كوريا الجنوبية عام 2022، قبل أن يهدي جميع أفراد المجموعة هدايا شخصية تخليداً لزيارتهم إلى وطنه. وكانت مسيرة (سون) عامرة بالمفارقات المثيرة، حيث سبق أن رفض النجم الكوري الجنوبي العمل تحت قيادة المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو عندما كان مدرباً لساوثهامبتون في 2013، ولكنه توهج بشدة تحت قيادة بوكيتينو داخل جدران النادي اللندني. عانى سون من أجل الاستقرار في أيامه الأولى في لندن، وطلب الرحيل بعد أقل من عام من عقده الممتد لخمس سنوات، قبل أن يقرر البقاء والقتال من أجل مكانه، ويبقى أحد نجوم الدوري الإنجليزي، حيث فاز بجائزة الحذاء الذهبي لهداف الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم 2021 / 2022، متساوياً مع محمد صلاح، نجم ليفربول، بعد أن سجلا 23 هدفاً لكل منهما، كما حقق جائزة بوشكاش التي يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لصاحب أجمل هدف في العام، عن هدفه ضد بيرنلي عام 2019. كما حقق جائزة لاعب الشهر في الدوري الإنجليزي أربع مرات، وجائزة هدف الشهر مرتين، وجائزة أفضل لاعب في توتنهام ثلاث مرات. في المقابل، كانت هناك خيبات أمل ساحقة أيضا، مثل الهزيمة مع زملائه في توتنهام أمام ليفربول في نهائي دوري أبطال أوروبا 2019، والخسارة أمام مانشستر سيتي في نهائي كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة بعدها بعامين في 2021. وذكرت (بي بي سي) في تقرير لها أن البرامج التلفزيونية في كوريا الجنوبية تقدم أفضل أهداف سون وتمريراته الحاسمة، ويظهر نجم توتنهام السابق في لوحات إعلانية عملاقة لمختلف المنتجات من الملابس إلى الآيس كريم، كما ظهرت صورته على جوانب حافلات العاصمة للترويج للسياحة. وأنشأ هيونج سون مين أكاديمية لكرة القدم في مسقط رأسه، مدينة تشونتشيون، التي تبعد حوالي 80 كيلومتراً من العاصمة سيول، ويزين هذه الأكاديمية جدارية ضخمة تكريماً لنجم توتنهام.