نزلاء السجون يحققون نتائج مشجعة في الباكالوريا
تاريخ النشر: 16th, June 2025 GMT
زنقة 20 | علي التومي
أعلنت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج أن عدد النزلاء المترشحين لإجتياز إمتحانات الباكالوريا بلغ هذه السنة 2018 مترشحا ومترشحة، مسجّلة ارتفاعا بنسبة %35,16 مقارنة مع دورة السنة الماضية، في مؤشر على تنامي الإقبال على التمدرس داخل المؤسسات السجنية.
وحسب بلاغ للمندوبية، فقد بلغت نسبة الحضور حوالي 90% من العدد الإجمالي للمترشحين، في حين بلغ عدد الناجحين 435 مترشحاً ومترشحة، أي بنسبة نجاح وصلت إلى %23.
وأشار البلاغ إلى تحسن نوعي في النتائج، حيث حصل 131 ناجحاً وناجحة على ميزة “مستحسن” فما فوق، بنسبة بلغت %30 من مجموع الناجحين، مقابل %19 خلال السنة الماضية.
وأكدت المندوبية في بلاغها، أن هذه النتائج تعكس الجهود المتواصلة في مجال تأهيل النزلاء عبر تمكينهم من متابعة مسارات التعليم والتكوين المهني، دعماً لإعادة إدماجهم في المجتمع بعد انقضاء العقوبة.
وفي الختام نوّه البلاغ بما أظهره النزلاء من عزيمة وإصرار على تحقيق النجاح، داعياً إلى مواصلة الاجتهاد واستثمار مختلف الفرص المتاحة للتكوين والتحصيل الدراسي، بما يسهم في تيسير إعادة إدماجهم في النسيج الاجتماعي والاقتصادي.
المصدر: زنقة 20
إقرأ أيضاً:
الاختلافات الفقهية وأدب الحوار
في لحظات الطواف بين الزحام والأنفاس الراجفة ، رأيت شيخًا مسنًا، عليه وقار العلماء، وسِمت أهل الهيبة والسكينة، يمضي في طوافه بثبات، وقد غطّى كتفه الأيمن بردائه، على خلاف ما اعتاده الناس من الاضطباع.
دفعني حبّ السنة، فدنوت منه بأدب واحترام ، وقلت برفق:
“يا عم، من السنة في الطواف كشف الكتف الأيمن.”
فابتسم، والتفت إليّ بعينٍ هادئة وصوتٍ مطمئن، وقال: “يا بني، ليست هذه سنةٌ متفقًا عليها عند جماهير العلماء، فالإمام مالك – رحمه الله – لم يقل بها، بل يرى أن ستر الكتفين أولى، وهذا ما عليه علماؤنا في المغرب العربي.”
عندها، أدركت أنني لم أقف أمام رجلٍ عادي، بل أمام رُوحٍ فقيهةٍ، ومدرسةٍ صامتة تنطق بالحكمة.
فقلت له بأدب التلميذ: “أفِض علينا مما أفاض الله عليك.”
فحدثني عن الاختلاف الذي هو سعة، لا نزاع، وعن العلماء الذين كانوا يختلفون في المسائل، ثم يُصلّون خلف بعضهم البعض، ولا يزيدهم ذلك إلا توقيرًا ومودة.
قال لي: “الناس يظنون أن الصواب حكر على مذهبهم، ولو علموا أن الأئمة ما اختلفوا إلا لثبوت الأثر عند أحدهم، أو لطريقة في الفهم، ما جُرح بعضهم بعضًا، ولا تطاول أحد على أحد.”
ورضي الله عن الإمام الشافعي الذي قال : والله ما أبالي أن يظهر الحق على لساني أو على لسان خصمي
أتممت طوافي، وأنا أحمل في قلبي نورًا آخر لم أكن أبحث عنه:
نور فقه الخلاف حين يُجمّله الأدب،
ونور الحوار حين يُزينه التواضع،
ونور السنة حين تُفهم في ضوء مقاصدها، لا على ضيق ظاهرها.
فمن بين صفوف الطائفين، عرفت أن الحرم لا يعلّمنا فقط كيف نُكبر ونُلبي… بل كيف نُصغي ونتواضع، وكيف نختلف ونتراحم.