لبنان ٢٤:
2025-06-17@06:37:33 GMT
لبنان يتهيّب الحرب وينتظر باراك وأوروبا تنقل رسائل تهديد إسرائيلية
تاريخ النشر: 17th, June 2025 GMT
طغت تطورات الحرب الإيرانية – الإسرائيلية على المشهد الداخلي وحجبت تداعياتها المحتملة على المنطقة ولبنان الأضواء من رزمة الملفات المحلية التي تراجعت الى آخر سلم الأولويات لصالح الاهتمام بحماية الاستقرار في لبنان والحؤول دون وصول نار الحرب إليها.
وحضرت مستجدّات المنطقة في جلسة مطوّلة لمجلس الوزراء في قصر بعبدا، حيث تم التشديد على ضرورة عدم إقحام لبنان في الصراع العسكري.
وفي هذا السياق كتبت" الاخبار":بقيت المخاوف قائمة، مع علم الجميع أن الحرب ضد إيران تهدف إلى إعادة ترتيب المنطقة وتوازناتها بما يتناسب ومصالح العدو.
وتوالت النصائح على لبنان، في حال طالت الحرب، على شكل رسائل تكفّل عون بنقلها إلى حزب الله عبر قائد الجيش رودولف هيكل، وأبلغها إلى عدد من الأطراف، وأهمها تلكَ التي أتت من الولايات المتحدة بضرورة البقاء على الحياد محذّرة من «ثمن كبير» للتورط. لكنّ الاهتمام الأكبر جاء من الأوروبيين، وتحديداً الفرنسيين الذين حاولوا تقصّي موقف الحزب وكيف يواكب لبنان هذه التطورات وكيف سيتعامل معها.
وجاء في النصيحة الفرنسية أن «دخول لبنان هذه الحرب سيؤدي إلى ردّ فعل إسرائيلي كبير، وأن أحداً لا يمكنه تقديم ضمانات بمنع ذلك»، بينما كرّر حزب الله أنه «حالياً غير معنيّ، وإيران لا تريد أي مساعدة، وهي قادرة على الدفاع عن نفسها، وقد استعادت ثقتها بنفسها بعد الضربة الأولى وتبادر يومياً إلى ردع العدو».
وقالت مصادر مطّلعة إن «السفراء العرب لم يسجّلوا أي حركة لافتة داخلية، خصوصاً سفراء اللجنة الخماسية، ولم تصِل إلى بيروت رسائل من موفدين عرب أو مسؤولين سياسيين أو أمنيين، إذ يبدو أن تركيز هؤلاء منصبّ على تداعيات الحرب على دولهم».
في المقلب الآخر، بقي سيناريو توسيع إسرائيل الحرب في اتجاه جبهة لبنان حاضراً بقوة، بالتزامن مع معلومات وتقارير عن تحشيد العدو لقواته على الحدود الجنوبية، وهو أمر نوقش في اجتماعات أمنية وفي جلسة الحكومة أمس، حيث شدّد رئيس الحكومة نواف سلام على «ضرورة الحؤول دون توريط لبنان بأيّ شكلٍ في الحرب الدائرة حالياً»، معتبراً أنّ «ما قد يترتّب على ذلك من تداعيات لا علاقة للبنان بها ويجب تجنّبُه حفاظاً على استقرار البلاد».
وفي موازاة الاتصالات مع حزب الله، تحرّكت مروحة الاتصالات أيضاً في اتجاه الساحة الفلسطينية لـ«ضبط أداء الفصائل ومنعها من استخدام لبنان منصة لإطلاق الصواريخ»، كما قالت مصادر أمنية. وعلمت «الأخبار» أن عون كلّف المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير بهذه المهمة، وإبلاغ من يعنيهم الأمر بأن لبنان «لن يتهاون مع من يحاول استغلال الحرب بين إيران وإسرائيل لتسجيل مواقف عشوائية».
وفي السياق، تنتظر بيروت وصول السفير الأميركي لدى تركيا، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى سوريا، توماس باراك إلى بيروت في الساعات المقبلة. وعلمت «الأخبار» أن باراك سيبدأ مباحثاته بعد غدٍ الخميس، إلا أن مضمون الزيارة لا يزال مجهولاً، خصوصاً أنها كانت مقرّرة قبل التصعيد في المنطقة.
وأفادت مراسلة "النهار" في باريس رندة تقي الدين، أن لدى باريس مخاوف من أن تطول الحرب الإسرائيلية على إيران وأن يكون لها عواقب على لبنان. فالتحليل الفرنسي السائد حالياً هو أن حلفاء إيران في لبنان لن يتحركوا الآن لأن قدرتهم لا تسمح لهم بذلك، لكن كلما طالت الحرب ازداد هذا الخطر. لذا اتصل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنظيره اللبناني جوزف عون ليؤكد له ضرورة القيام بما يجب فعله لضبط الأوضاع الأمنية ومنع أي ردة فعل على الأرض. وترى باريس أن الجميع يريدون تجنّب مثل هذا الاحتمال. واستناداً إلى هذا التحليل فثمة اختبار حقيقي للرئيس عون، لأنه في السابق لم يكن هناك رئيس عندما فعل "حزب الله" ما يشاء، أما الآن، فهناك رئيس وحكومة ويعني ذلك أنها مسألة صدقية لهم. وباريس ترى ضرورة نزع سلاح "حزب الله" لكن بالحوار والتشاور.
أما عن التجديد لليونيفيل، فهناك بعثة أميركية تزور لبنان حالياً، ومن المتوقع أن تتبعها بعثة فرنسية الأسبوع المقبل للنظر في الوضع قبل أن يتم التجديد للقوة في مجلس الأمن في نهاية آب. فالإدارة الأميركية تريد مهمة صلبة وتحرّك أقوى والمحادثات حول ذلك لم تبدأ بعد، لكن هناك احتمال إذا لم تحصل الإدارة الأميركية على ما تريده لهذه القوة أن تضع فيتو على قرار مجلس الأمن ولو أنه حتى الآن ليس هناك أي مؤشر على ذلك. أما بالنسبة إلى بقاء إسرائيل في التلال الخمس، فإن باريس تطالب باستمرار الإسرائيليين بالانسحاب منها، والجنرال الفرنسي العضو في لجنة وقف إطلاق النار يزور إسرائيل باستمرار للسعي إلى اقناعها بضرورة الأنسحاب.
أما عن زيارة الموفد الرئاسي جان إيف لودريان إلى بيروت، فكانت لحثّ الحكومة والأحزاب على ضرورة التقدم في الإصلاحات، إذ أن الانطباع أن الأوضاع بطيئة جداً. وأفهم لودريان محاوريه مدى أهمية إصلاح القطاع المصرفي بالنسبة لإعادة الإعمار والمساعدات. فقراءة باريس أن المصارف لا تريد التقدم في إصلاح القطاع رغم أنها تدّعي بأنها ستقوم بذلك، لكن لم يتم شيء حتى الآن والمجتمع المدني يكتفي بالقول إن الحكومة بطيئة جداً في الإصلاحات، لكن باريس ترى أن المجتمع المدني أيضاً لا يتحرك للضغط بشأن الدفع إلى التقدم على صعيد الإصلاحات. انطباع باريس أن أصحاب المصارف لا يريدون القيام بالإصلاح المطلوب، علماً انهم يَعِدون بأنهم سينفذون الإصلاحات المطلوبة لكنهم لا يفعلون.
اضافت" النهار":شكل إعلان كل من الرئيسين جوزف عون ونواف سلام عن موقف الدولة الحاسم بإبعاد لبنان عن الصراعات والحؤول دون توريطه بأي شكل في الحرب، تطوراً مهماً وبارزاً لجهة تثبيت جدية وصدقية الالتزامات المقطوعة حيال آحادية قرار الدولة في السلم والحرب واحتكارها للسلاح. ونظر إلى الموقف الرسمي الذي أعلنه رئيسا الجمهورية ومجلس الوزراء من جلسة رسمية لمجلس الوزراء على أنه مؤشر مشجع على تفهّم المحاذير التي تحوط بلبنان، لجهة رصد ما إذا كان "حزب الله" سيتورط في الرد على الهجمات الإسرائيلية المتدحرجة على إيران وما يمكن أن يكون العهد والحكومة قد قاما بها استباقياً مع الحزب للحؤول دون أخطر ما يمكن أن يتعرض له لبنان في حال التورط. وإذ تحدثت معلومات عن استمرار حصول اتصالات وتبادل معطيات ومواقف مشجعة بين أركان السلطة و"حزب الله" في الأيام الأخيرة، نُقل عن مراجع رسمية اطمئنانها إلى وجود مناخ مختلف تماماً عن السابق في شأن احتواء المرحلة التصعيدية الحالية في المنطقة، وأن ثمة وعياً جماعياً لوجوب تمرير العاصفة على لبنان بأقل الأكلاف ولا سيما منها الأمنية، إذ يكفي لبنان المخاوف من الأكلاف الاقتصادية وتهديد موسم الصيف، وهي أخطار ليس بيد لبنان وقدرته أن يردها إذا طالت الحرب وتمادت تداعياتها في كل المنطقة.
مواضيع ذات صلة بيروت تنتظر باراك و"اليونيفيل" متمسكة بوجودها في الجنوب وبمهماتها Lebanon 24 بيروت تنتظر باراك و"اليونيفيل" متمسكة بوجودها في الجنوب وبمهماتها
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: على إیران ة للبنان فی لبنان حزب الله Lebanon 24 م Lebanon 24 ب
إقرأ أيضاً:
مواجهة مفتوحة بين إيران وإسرائيل... ولبنان يحاول تجنّب نيران الحرب
لا يزال الصراع الإسرائيلي – الإيراني في واجهة الأحداث التي تهيمن على الساحة الإقليمية والدولية، وسط ترقّب لمساره المتصاعد وتداعياته على المنطقة والعالم.وقد شهدت الساعات الماضية جولات جديدة من القصف الصاروخي والجوّي المتبادل، استهدفت خلالها إسرائيل للمرة الأولى البنية التحتية لقطاع النفط والغاز الإيراني، في وقت يبدو أنّ الجانبين مصرّان على التصعيد، حيث هدّدت طهران بشنّ هجمات عنيفة ومدمّرة، وتوعّد رئيس الحكومة الإسرئيلية بنيامين نتنياهو بضرب كل موقع وهدف إيراني، مضيفاً أنّ "ما شعروا به حتى الآن لا يقارن بما سيحدث لهم في الأيام المقبلة".
وفي تطوّر لافت دخل على الخط، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد مكالمة هاتفية استمرت نحو ساعة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أنّهما توافقا على ضرورة وضع حدّ للحرب الإيرانية – الإسرائيلية.
وعلى خط المفاوضات النووية، أعلنت سلطنة عُمان رسمياً إلغاء جولة المحادثات الأميركية - الإيرانية التي كانت مقرّرة اليوم الأحد في مسقط، وهو ما أكده أيضاً مسؤول كبير في إدارة ترامب، مشيراً إلى التزام واشنطن المستمرّ بإجراء المحادثات.
وفي اليوم الثاني للحرب الإسرائيلية على ايران بدأ السؤال البديهي الذي شغل الشرق الأوسط والعالم هو أين حدود الحرب والى متى يمكن ان تستمر واي نتائج استراتيجية لها في ظل التفوق العسكري الاستراتيجي الواضح لإسرائيل على ايران ؟
والواقع ان مجريات اليوم الثاني اختلفت عن اليوم الأول لجهة تظهير معالم حرب متبادلة الضربات في الأعماق والأهداف في كل من إسرائيل وايران بحيث لم يعد الهجوم الإسرائيلي وحده محتلا المشهد في ظل تكثيف نسبي للرد الصاروخي الإيراني .ومع ذلك فان ميزان القوى في الحرب ظل جانحا بقوة إسرائيليا وان تكن ايران غادرت لحظات الصدمة الأولى علما ان وسائل إعلام أميركية وغربية بدأت تتحدث عن معالم انهيار في البنى الأمنية الاستراتيجية الإيرانية عكسها تراكم هائل في الخسائر التي تلحق ببناها العسكرية والنووية والبشرية تحت وطأة الهجوم المتدحرج االاسرائيلي.
وكتبت" النهار":وسط هذه المعطيات المتسارعة ظل المشهد في لبنان ساكنا وحذرا إلى أقصى الحدود بل ازدادات وتيرة التوجس من تداعيات احتمال ان تطول الحرب على مختلف الصعد الأمنية والاقتصادية ولا سيما لجهة الخشية الكبيرة المتسعة على ضرب موسم الاصطياف فيما بدأت تظهر سريعا معالم ازمة شل حركة الطيران المدنية في معظم بلدان المنطقة والمحيط .
ولكن الهاجس الأساسي بقي وسيبقى ملازما لايام الحرب لجهة تحييد لبنان عن التداعيات العسكرية والميدانية للحرب من خلال امتناع "حزب الله " عن أي تورط ميداني علما ان اليوم الثاني من الحدث رسخ الاقتناع الغالب بان الحزب يصعب عليه جدا التورط ان لأسباب استراتيجية تتشكل في ايران نفسها وتنعكس على انعدام او شلل التواصل بين طهران وأذرعها في المنطقة وان على صعيد حسابات الحزب اللبنانية التي باتت الحاجز الأقوى امام تورطه .
وسط ذلك جرى رصد قيام إسرائيل بحشد عسكري كبير على الحدود مع لبنان وسوريا، بالتزامن مع شنّها غارات جوية على أهداف داخل إيران. وذكرت وسائل إعلام عبرية أنه جرت تعبئة ألوية الاحتياط في الجيش الإسرائيلي في الشمال، ونشر كتائب على طول حدود لبنان وسوريا. ووفقا لتقييم الوضع، تم خلال الـ24 ساعة الماضية، حشد مقر الفرقة 146 واللواء الاحتياط "القبضة الحديدية" (205) و "العتزيوني" (6)، والتي ستكون بمثابة احتياطي لسيناريوهات مختلفة في الساحة الشمالية.بالإضافة إلى ذلك، تم تجنيد ونشر عدة كتائب احتياط .
لبنان الرسمي يتحرّك
على وقع هذه التوترات الإقليمية، ترأس رئيس الجمهورية جوزاف عون، اجتماعاً وزارياً أمنياً في قصر بعبدا، انتهى باتخاذ عدد من الاجراءات للمحافظة على الاستقرار في البلاد وتأمين سلامة الطيران المدني والحركة الجوية. وشدد الرئيس عون على أهمية الجهوزية الأمنية والإدارية لمتابعة الموقف من جوانبه كافة، لاسيما لجهة المحافظة على الاستقرار والأمن في البلاد. وتقرّر إبقاء الاجتماعات مفتوحة لتقييم التطورات تباعاً.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الديار» ان الاجتماع تناول التدابير والاجراءات المتخذة في اطار الحيلولة ومنع حصول اي انعكاسات سلبية لهذه الحرب على الاوضاع في البلاد، وان القادة العسكريين والامنيين عرضوا وفق تقارير مفصلة التدابير المتخذة في هذا المجال.
وتطرق الحديث الى الوضع في المطار بعد قرار اقفال المجال الجوي اللبناني مساء اول من امس، وتقرر فتحه صباح امس واستئناف الملاحة الجوية.
وأكدت مصادر سياسية متابعة لـ "نداء الوطن" أنّ الدولة اللبنانية فعّلت اتصالاتها الداخلية والخارجية، لضمان إبعاد شبح الحرب عن لبنان، ومنع تمدّد نيران الاشتباك الإيراني – الإسرائيلي وتداعياته إلى البلاد، كما تعمل على منع انتهاك الأجواء اللبنانية وتعريض حياة اللبنانيين للخطر.
واعتبرت المصادر نفسها أنّ "الاتصالات مع "حزب الله" نجحت حتى الساعة في التزامه النأي بالنفس عمّا يحصل، وعدم التدخل لمساندة إيران كما فعل مع اندلاع معركة "طوفان الأقصى"، وهو عامل يجنّب لبنان مواجهة عسكرية جديدة هو بغنى عنها لأنّه لم ينهض بعد من تداعيات الحرب الأخيرة".
ونقلت «الديار»، عن مرجع مسؤول، بالارتياح للوضع بصورة عامة منذ بدء المواجهة بين ايران و«اسرائيل»، لا سيما لجهة ضبط السلطات الرسمية والدولة للاوضاع وعدم تدخل حزب الله في هذه المواجهة والذي عكسه بيان الحزب وتصريح امينه العام الشيخ نعيم قاسم.
واضافت المعلومات ان تواصلا حصل بين قيادة الجيش وقيادة الحزب وان الاجواء كانت ايجابية وجيدة في هذا المجال.
وتلقّى الرئيس عون اتّصالاً من نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي جدّد التزام باريس الثابت بدعم لبنان، وضمان أمنه واستقراره وسيادته، مشدداً على وقوف بلاده إلى جانب الشعب اللبناني في هذه المرحلة الحساسة، في حين شكر الرئيس اللبناني نظيره الفرنسي على موقفه، مؤكداً استمرار التشاور والتنسيق لمواكبة المستجدات.
كما تلقّى رئيس الجمهورية اتصالاً من نظيره القبرصي نيكوس كريستودوليدس، الذي أكد دعم بلاده الجهود المبذولة لاعادة الهدوء إلى المنطقة.
واتفق الجانبان على ضرورة وقف التصعيد العسكري وتفعيل المفاوضات لتجنيب المنطقة المزيد من الإضطرابات التي تزعزع الاستقرار.
مواضيع ذات صلة فلايت رادار: الطيران المدني يتجنب اجواء إيران والعراق وسوريا ولبنان والأردن واسرائيل Lebanon 24 فلايت رادار: الطيران المدني يتجنب اجواء إيران والعراق وسوريا ولبنان والأردن واسرائيل