في ظل التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل، برزت مواقف دولية تحاول الحد من احتمالات الانزلاق نحو مواجهة إقليمية واسعة.

ويشهد الشرق الأوسط لحظات حرجة من التصعيد العسكري والتصريحات النارية، يبدو أن محاولات الوساطة، وعلى رأسها الروسية، لا تلقى صدى لدى الأطراف المعنية، خاصة من الجانب الإسرائيلي، بحسب ما أكده الكرملين مؤخرا.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور جهاد أبولحية، أستاذ القانون والنظم السياسية الفلسطينى، إنه في ظل التصعيد الأخير بين إيران وإسرائيل، انشغل العالم بما بدا وكأنه بوادر لحرب إقليمية كبرى، لكن خلف هذا الضجيج الإقليمي تستمر في غزة جريمة الإبادة الجماعية ، حيث  لم تتوقف بل تتصاعد ، مستفيدة من حالة الغفلة الدولية وانشغال الإعلام العالمي.

وأضاف أبولحية في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه في عمق هذا المشهد الدموي، يتضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يسعى إلى إنهاء الحرب، بل يحرص على إطالة أمدها، ليس فقط بدافع أمني أو عسكري، بل لخدمة مطامعه السياسية والشخصية. فهذه الحرب تمثل له طوق نجاة من أزماته الداخلية، ومن ملفات الفساد والمحاكم، وتوفر له فرصة لترسيخ حكمه وإرضاء شركائه في اليمين المتطرف.

وتابع: "اليمين الإسرائيلي المتشدد يرى في هذه الحرب فرصة لتحقيق الحلم القديم: إسرائيل الكبرى، وهي فكرة لم تغب أبدًا عن العقل الاستيطاني الصهيوني، بل تجد اليوم غطاءا أمنيا وعقائديا وسياسيا من قادة الدولة".

واختتم: "استمرار الحرب على غزة، بهذا الشكل الوحشي، يخدم هذا المشروع، عبر تفريغ الأرض من سكانها، وتدمير مقومات الحياة فيها، لفرض وقائع جديدة على الأرض".

ومن جانبه، أكد الكرملين، اليوم الثلاثاء، أن إسرائيل لا تبدو مهتمة حاليا بأي جهود وساطة لإنهاء التوتر المتصاعد مع إيران، واصفا ما يجري بين الطرفين بأنه "تصعيد سريع وخطير". 

جاء ذلك في تصريحات رسمية أدلى بها المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، خلال مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الروسية موسكو.

وقال بيسكوف إن "مستوى الضبابية بشأن تطورات الأوضاع بين إيران وإسرائيل بلغ حدا غير مسبوق"، مشددًا على ضرورة أن يتحلى الطرفان بضبط النفس لتفادي انزلاق المنطقة نحو مواجهات أوسع. 

وأوضح أن روسيا لا تزال على استعداد للعب دور الوسيط إذا استدعت الظروف ذلك، لكنه أشار إلى أن "الجانب الإسرائيلي لا يُظهر أي اهتمام حاليًا بالسعي نحو تسوية سلمية".

في سياق متصل، أعلنت السلطات الروسية أنها وفرت لرعاياها الموجودين في إيران خيار الإجلاء عبر أذربيجان، في إجراء احترازي يعكس تنامي القلق من احتمال تصاعد الأعمال العسكرية.

وتأتي هذه التصريحات الروسية في وقت بالغ الحساسية، حيث أعلنت إسرائيل مؤخرا تنفيذ ضربات عسكرية على منشآت داخل الأراضي الإيرانية، في خطوة أثارت ردود فعل غاضبة وتوعدا من الجانب الإيراني بالرد، مما ينذر بتصاعد خطير قد يفضي إلى نزاع إقليمي واسع النطاق.

وفي خضم هذا التصعيد، كشف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الأحد، أنه "منفتح" على فكرة لعب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دور الوسيط بين طهران وتل أبيب. 

وقال ترامب، في مقابلة مع شبكة "إيه بي سي نيوز" الأميركية، إن "بوتين أبدى استعداده للوساطة، وقد أجرينا مكالمة طويلة ناقشنا فيها هذا الأمر بالتفصيل".

سفير روسيا بالقاهرة : نعتز بعلاقتنا مع مصر ونرفض محاولات إعادة توطين سكان غزةالكرملين يكسر الصمت.. أول رد فعل رسمي من روسيا على الهجوم الإسرائيلي ضد إيران

لكن، وبفعل التطورات المتسارعة على الأرض في الأيام الأخيرة، يبدو أن إمكانية تفعيل دور الوساطة الروسية باتت أبعد من أي وقت مضى، خاصة في ظل غياب مؤشرات على قبول إسرائيلي بهذه الجهود، واستمرار التصعيد الميداني والتصريحات التصعيدية من الطرفين.

روسيا تدين إسرائيل وتعرض الوساطة.. لافروف يحذر من انفجار إقليميالرئيس الأوكراني يدعو ترامب لتشديد العقوبات على روسيا طباعة شارك إيران غزة المساعدات الإنسانية رفح قطاع غزة الجيش الإيراني الفلسطينيين الولايات المتحدة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إيران غزة المساعدات الإنسانية رفح قطاع غزة الجيش الإيراني الفلسطينيين الولايات المتحدة إیران وإسرائیل

إقرأ أيضاً:

صراع المصالح بين إيران وإسرائيل.. تحليل يستعرض موازين القوة والضعف

يمن مونيتور/قسم الأخبار

تتوالى التطورات في المنطقة لتكشف عن صراع خفي يتجاوز حدود المواجهة المباشرة، حيث تدور معركة مصالح بين قوتين إقليميتين تمتلكان أدوات تأثير مختلفة، في مشهد يعكس تعقيدات السياسة الدولية وتشابك التحالفات.

يستعرض المحلل السياسي اليمني محمد الغابري طبيعة هذا الصراع من خلال قراءة معمقة تعتمد على تحليل عناصر القوة والضعف لكلا الطرفين، حيث يبرز التناقض بين الخطاب السياسي والممارسات الفعلية لكل منهما، في سياق يتجاوز الصراع الأيديولوجي إلى مواجهة مصالح واستراتيجيات.

ويشير التحليل إلى أن الكيان الصهيوني يعاني من تحديات جوهرية تتعلق بضيق المساحة الجغرافية وغياب العمق الاستراتيجي، مما يجعله عرضة لخطر تدمير البنية التحتية الحيوية في حال تصاعد المواجهات، مع وجود مؤشرات على نزوح جماعي محتمل للسكان الحاملين لجنسيات مزدوجة.

في المقابل، تتمتع إيران بمزايا طبيعية كبيرة تشمل موقعًا جغرافيًا استراتيجيًا ومساحة شاسعة وثروات متنوعة، لكنها تواجه إشكالات داخلية تعيق تقدمها، حيث يشكل النظام السياسي المزدوج نقطة ضعف رئيسية قد تعرضها لمخاطر الاختراق.

ويلفت التحليل إلى أن كلا الطرفين يخوضان صراعًا وجوديًا يحاولان خلاله توظيف أدوات القوة الناعمة والصلبة، في وقت تتصاعد فيه الجهود الدولية لإيجاد مخرج للأزمة، دون أن تكون نتائج هذه الجهود واضحة حتى اللحظة.

ويختتم التحليل بالإشارة إلى أن المشهد الإقليمي يشهد تحولات جذرية تفرض إعادة النظر في مفاهيم القوة التقليدية، حيث تبرز فاعلون غير دولاتيين يمتلكون قدرات تفوق في بعض الجوانب نظيراتها لدى الأنظمة الرسمية، في مؤشر على تغير موازين القوى في المنطقة.

 

 

مقالات مشابهة

  • روسيا: هناك تصعيد سريع وخطير بين إسرائيل وإيران
  • "ليست حربنا".. الكونجرس الأمريكي يتحرك لمنع تدخل واشنطن في صراع إيران وإسرائيل
  • إيران تحذر من الرد على إسرائيل وتركيا تعرض وساطة لوقف التصعيد
  • ترامب "منفتح" على وساطة بوتين في النزاع بين إيران وإسرائيل
  • ترامب: لن نتورط في الصراع الإسرائيلي الإيراني
  • عاجل| ترامب: منفتح على وساطة بوتين بين إيران وإسرائيل وواشنطن تراقب الوضع دون تدخل مباشر
  • إيران وإسرائيل.. ترامب "منفتح" على وساطة بوتين
  • صراع المصالح بين إيران وإسرائيل.. تحليل يستعرض موازين القوة والضعف
  • عبد المنعم سعيد يحلل تداعيات التصعيد بين إيران وإسرائيل