ناصر بن سلطان العموري

abusultan73@gmail.com

 

كنتُ من ضمن حضور "ملتقى التسوق الإلكتروني.. بين حقوق المستهلك وواجبات المزود"، بتنظيم من هيئة حماية المستهلك بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار وبمشاركة عدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة بالتسوق الإلكتروني.

ويأتي تنظيم هذا الملتقى ليتوافق مع أهداف رؤية "عُمان 2040" التي تضع بناء اقتصاد قائم على المعرفة والتكنولوجيا من أهم محاورها في ظل النمو المتسارع للتجارة الإلكترونية.

ومن الجميل أن المشاركين في الملتقى كانوا أطراف المعادلة العاملين في التسوق الالكتروني من ممثلي الجهات الحكومية والخاصة، إلى جانب نخبة من الخبراء والمختصين في مجال التسوق الإلكتروني، الذين أكدوا على أهمية تنظيم مثل هذه الملتقيات في نشر الثقافة الآمنة وهم بطبيعة الحال أيضا كونهم مستهلكين.

ومن الأهمية بما كان تنظيم مثل هذه الملتقيات؛ حيث يكون الحوار والنقاش البنّاء بين مختلف الأطراف من مستهلكين ومزودين وجهات تنظيمية ومهتمين بالشأن الاقتصادي الرقمي، مما من شأنه أن يسهم في تطوير منظومة التجارة الإلكترونية في سلطنة عُمان ورفع درجة الوعي بالقضايا المتعلقة بها، كما إنه يأتي استكمالًا للجهود التوعوية التي تبذل لضمان حماية المستهلكين في البيئة الرقمية، خاصة في ظل تزايد الإقبال على التسوق الإلكتروني بعد التطور الكبير في الوسائل التكنولوجية وتوسع نطاق الخدمات والمنتجات المعروضة عبر الإنترنت.

ويأتي هذا ملتقى بمثابة رؤية مستقبلية لاقتصاد رقمي آمن، وتعزيز مكانة سلطنة عُمان كبيئة جاذبة وآمنة للتجارة الإلكترونية من خلال تحقيق التوازن بين الحقوق والواجبات، وتمكين المستهلك العُماني من اتخاذ قرارات شرائية مدروسة وآمنة.

ومن ضمن فقرات الملتقي تم استعراض بعض الأنظمة والتطبيقات الإلكترونية المتعلقة بعملية التسوق الإلكتروني الخاصة بالجهات الحكومية. وما لفت انتباهي من ضمن التجارب التي تم استعراضها عبر جلسات الملتقى منصة "معروف عُمان" التي أنشأتها وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، والتي لها دور أصيل في عملية التسوق الالكتروني؛ حيث تُعد منصة معروف عُمان هي الدليل لكل المستهلكين لآلاف المتاجر الإلكترونية فهي تخدم جميع المتعاملين في التجارة الإلكترونية، ولكن السؤال هنا كم متجر مسجل في المنصة بعدما عملت أن هناك تجاوبًا ضئيلًا في التسجيل من قبل المتاجر الالكترونية رغم ان الإجراءات سهلة وميسرة لهم وخالية من التعقيد!

وماذا عن إلمام الرأي العام بوجود مثل هذه المنصة المهمة، وانا عن نفسي حقيقة لم اكن اعرف عنها شيئًا من قبل، ومن هنا اعتقد أن وزارة التجارة بحاجة لحملة إعلامية مكثفة للمنصة اكثر عن ما هو حاصل وتوعية المستهلكين الكرام بشكل اكبر واكثر كثافة فمثل هذه المنصات من الأهمية أن يطلع عليها المستهلك لاسيما قبيل تسوقه عبر الفضاء الالكتروني.

كما إن على وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار ضرورة إلزام المتاجر الالكترونية بالتسجيل عبر هذه المنصة من خلال قوانين مشرعة لما فيها من حماية لهم كمتاجر مرخصة والحال نفسه ينطبق على توثيق متاجرهم رسميا لدى الوزارة لما يمثله ذلك من مصداقية لدى المستهلكين.

والأهم من كل هذا وذاك تحديث القوانين الخاصة بالتسوق الإلكتروني في ظل ظهور عمليات احتيالية مبتكرة عبر الفضاء المفتوح وتحديث اللوائح الموجودة سابقا وإيجاد تشريع صارم وحازم تشترك فيه كافة الجهات ذات العلاقة بالتسوق الإلكتروني لا أن يجد المستهلك المتضرر نفسه في حلقة مفرغة لا يعرف أين يتجه ولمن يذهب.

ورغم أهمية الندوات والورش التخصصية، نظرًا لما تمثله من تبادل الخبرات والأفكار الرؤيا بين أطراف الموضوع الواحد، إلّا أن المستهلك يرغب في أن ينعكس ذلك على عرض الوضع المُعاش من خلال تسويق إلكتروني آمن يسهل له التسوق باطمئنان بعيدًا الاحتيال وإن يكون هناك حائط أمان عبارة عن تشريع وقانون يستند إليه وقت الحاجة، والاستفادة من الدول المتقدمة في مجال التسوق الإلكتروني والتي لها خبرة وحنكة.

وأخيرًا.. أتمنى الاستفادة من مثل هذه الملتقيات والخروج بتوصيات ومقترحات واستغلال مشاركة مجمل الجهات ذات العلاقة بالتسوق الإلكتروني بما يخدم تطوير السياسات والآليات المنظمة للتسوق الإلكتروني، ويسهم في بلورة حلول واقعية للتحديات الراهنة، وبناء مستقبل رقمي يراعي احتياجات وتطلعات الجميع وإيجاد تشريع ناجع حازم يكون بمثابة مظلة أمانة للمستهلك عبر الفضاء المفتوح.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الداخلية تنهى استعداداتها لتأمين إمتحانات الثانوية العامة وتوفير المناخ الآمن للطلاب

في إطار تنفيذ توجيهات وزير الداخلية، وإستمرارًا لجهود الوزارة الرامية إلى توفير بيئة آمنة ومستقرة خلال فترة إمتحانات شهادة الثانوية العامة، فقد أنهت الوزارة إستعداداتها الأمنية اللازمة لتأمين سير الإمتحانات بجميع محافظات الجمهورية وتضمنت خطة التأمين عددًا من المحاور الرئيسية، من بينها:
 

تكثيف خدمات أمنية تضم عناصر من الشرطة النسائية بمحيط لجان الإمتحانات والطرق المؤدية إليها، لضمان إنتظام الحالة الأمنية ومنع أية محاولات للتكدس أو الإخلال بالنظام العام.
     
 الدفع بوحدات النجدة كأحد المحاور الأساسية فى خطة التأمين، حيث تمركزت فى نقاط إستراتيجية بمحيط لجان إمتحانات الثانوية العامة، مستعدة للإستجابة الفورية لأية بلاغات أو مواقف طارئة، كما تم دعم وحدات النجدة بعناصر شرطية مُدربة ومركبات حديثة مُزودة بأحدث الوسائل التكنولوجية، بما يُمكنها من سرعة التحرك والوصول إلى مواقع البلاغات فى وقت قياسى، وتُسهم النجدة بدور محورى فى تحقيق التغطية الأمنية الفعّالة، من خلال متابعة الحالة الأمنية ميدانيًا، والتعامل السريع مع أى طارئ قد يؤثر على سير الإمتحانات، وذلك بجانب قوات التدخل السريع المزودة بعناصر الشرطة النسائية لضمان أعلى درجات الجاهزية والانضباط.
     
 تأمين عملية نقل أوراق الأسئلة والإجابات من خلال تعيين خدمات أمنية ثابتة ومتحركة لخطوط السير لضمان وصولها إلى اللجان بأعلى درجات الأمان والإنضباط. 
 

 كما شملت الخطط التأمينية تعزيز التواجد المرورى من خلال نشر خدمات مرورية مجهزة بأحدث الوسائل التقنية، لمتابعة الحالة المرورية لحظة بلحظة وتسهيل وصول الطلاب والمراقبين إلى مقار اللجان دون أية معوقات.

 


     
 رفع درجة الإستعداد بكافة المواقع الشرطية مع تفعيل غرف العمليات وربطها ميدانيًا بغرف المتابعة المركزية لمراقبة الموقف الأمنى والتعامل الفورى مع أية مستجدات. 

كما يتم المتابعة الميدانية المستمرة من قِبل القيادات الأمنية والمستويات الإشرافية بمختلف المديريات، للإطلاع على جاهزية القوات والتأكيد على تقديم الدعم اللازم للطلاب وأعضاء التدريس.

ومن منطلق حرص وزارة الداخلية على تطبيق السياسة العقابية الحديثة، والتى ترتكز بأحد أهم محاورها على إعلاء قيم حقوق الإنسان، وإتاحه فرص إستكمال التعليم لنزلاء مراكز الإصلاح والـتأهيل

 فقد تم عقد لجان إمتحانات الثانوية العامة بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، بعدد من مراكز الإصلاح والتأهيل مُجهزة بكافة الإحتياجات اللوجيستية لتوفير الأجواء المناسبة لأداء الإمتحانات.. وذلك تنفيذًا للسياسة التى تنتهجها الوزارة فى التعامل مع النزلاء لإعادة تأهيلهم تمهيدًا لإنخراطهم بالمجتمع عقب إنقضاء فترة عقوبتهم.
 

وأعرب أولياء أمور الطلبة والطالبات عن شكرهم وإمتنانهم لأجهزة وزارة الداخلية التى وفرت حالة الأمن بمحيط المدارس وكذا السيولة المرورية للطرق المؤدية لها.. والتى ساهمت فى توفير الأجواء المناسبة لأداء أبنائهم الإمتحانات.


وتؤكد وزارة الداخلية أنها فى حالة إستنفار كامل خلال فترة الإمتحانات، وتُشدّد على إلتزام كافة العناصر الشرطية بآداء مهامهم وفقًا لأعلى معايير الإنضباط والإحترافية حفاظًا على أمن وسلامة الطلاب والمعلمين وكافة المشاركين فى إمتحانات الثانوية العامة.

مقالات مشابهة

  • صادرات الصين عبر التجارة الإلكترونية العام الماضي تصل إلى مستوى قياسي
  • الصين: صادرات التجارة الإلكترونية العابرة للحدود تسجل مستوىً قياسياً العام الماضي
  • صادرات الصين عبر التجارة الإلكترونية تسجل مستوى قياسيا
  • "ملتقى التسوق الإلكتروني" يستهدف تعزيز الوعي المجتمعي بالتجارة الإلكترونية
  • البحرية البريطانية: تصاعد التشويش الإلكتروني في مياه الخليج العربي
  • هيئة التجارة البحرية البريطانية: تلقينا تقارير عن زيادة التدخل الإلكتروني في مضيق هرمز
  • حماية المستهلك تنظم ملتقى التسوق الإلكتروني بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار
  • مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في اللاذقية يتفقد سير عمليات استلام القمح من المزارعين في مركز العوامية بالمحافظة
  • الداخلية تنهى استعداداتها لتأمين إمتحانات الثانوية العامة وتوفير المناخ الآمن للطلاب