مصر – حذر الإعلامي المصري خالد صلاح من تفوق إسرائيل في إدارة الحرب الإعلامية ضد إيران، مشيرا إلى أن تل أبيب تنجح في صياغة سردية تلفزيونية محترفة بينما تتخبط إيران.

وأوضح الكاتب الصحفي والإعلامي المصري في مقال له في صحيفة “اليوم السابع” المصرية، أن إسرائيل تستغل الصورة البصرية بذكاء لتصوير نفسها كضحية، من خلال بث مشاهد الأطفال الخائفين في الملاجئ والحرائق الناتجة عن الصواريخ، لكسب تعاطف العائلات الأوروبية وتحريض الرأي العام الغربي ضد إيران.

وفقًا لصلاح، تدرك إسرائيل أهمية السردية التلفزيونية في تحديد المنتصر سياسيا وإعلاميا في أي صراع، وأنها تختار بعناية المشاهد التي تعرض عبر وسائل الإعلام العالمية، مثل صور الأطفال الخائفين في الملاجئ، وفرق الإنقاذ التي تساعد المدنيين، والنساء العائدات إلى منازلهن بعد هجمات صاروخية، وأن هذه الصور التي “يتم إخراجها باحترافية ومونتاج متقن” تستهدف بشكل مباشر العائلات الأوروبية والأمريكية، لإثارة التعاطف وتصوير إيران كدولة “إرهابية” تشكل خطرا على الأمن العالمي.

وأشار إلى أن إسرائيل تستخدم هذه السردية لخلق انطباع بأن صواريخ إيران قد تصل يومًا إلى عواصم أوروبية، مما يدفع الرأي العام الغربي إلى دعم إسرائيل والاصطفاف ضدها.

وانتقد صلاح بشدة أداء إيران الإعلامي، مشيرا إلى أن طهران تقع في فخ “الكبرياء القومي” الذي يضعف موقفها، وأنه بدلا من توثيق معاناة المدنيين الإيرانيين جراء الهجمات الإسرائيلية على مناطق مدنية وعلماء وبنية تحتية، اختارت إيران إبراز قوتها العسكرية من خلال مؤتمرات صحفية عسكرية واستعراض الطائرات المسيرة وخطابات قومية تفتقر إلى التأثير الإنساني، مشيرا إلى أن غياب صور الأطفال المرعوبين أو الدمار في المدن الإيرانية يجعل السردية الإسرائيلية تهيمن على الرواية العالمية، حيث يرى العالم فقط الخوف في إسرائيل لا الضحايا في إيران.

وأضاف صلاح أن هذا الفشل الإعلامي ليس جديدا، بل هو خطأ تكرر مع أطراف أخرى دخلت في مواجهات مع إسرائيل مثل الفصائل الفلسطينية وحزب الله، حيث تنجح إسرائيل دائما في تقديم نفسها كضحية تحتاج إلى حماية، مشيرا إلى أن إسرائيل رغم كونها المعتدية في هذا الصراع من خلال استهداف المدنيين والبنية التحتية الإيرانية تنجح في قلب الرواية لتصوير إيران كمعتدية تهدد الأطفال والمدنيين.

وشدد على أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى حشد جبهة دولية أوسع، ليس فقط من الولايات المتحدة، بل من دول أوروبية أخرى تخشى من امتلاك إيران للسلاح النووي، محذرا من أن استمرار إيران في هذا النهج الإعلامي المتعجرف، دون توثيق الجرائم الإسرائيلية بطريقة احترافية تظهر معاناة المدنيين ما يؤدي إلى خسارتها سياسيا وإعلاميا.

وأشار إلى أن إيران تخاطب الجمهور العربي والإسلامي بخطاب عاطفي يركز على البطولات والانتقام، لكنه يفتقر إلى استراتيجية واضحة للتأثير على الرأي العام الغربي، الذي يعد حاسما في تشكيل المواقف الدولية، داعيا إيران إلى تغيير نهجها الإعلامي، من خلال التركيز على توثيق الانتهاكات الإسرائيلية وإظهار الجانب الإنساني للضحايا الإيرانيين، لمواجهة السردية الإسرائيلية القوية.

وختم صلاح مقاله بالتأكيد أن إسرائيل نجحت على مدار عقود في فرض سرديتها الإعلامية، مستغلة ضعف خصومها في إدارة الحرب الإعلامية، مشيرا إلى أن هذا التفوق يمنح إسرائيل ميزة استراتيجية، حيث تحول الشاشات العالمية إلى منصة قتال بصري تدعم أهدافها السياسية، بينما تظل إيران عالقة في خطاب قومي لا يجد صدى خارج المنطقة.

المصدر: اليوم السابع

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: مشیرا إلى أن أن إسرائیل من خلال

إقرأ أيضاً:

في ظل التوتر المتصاعد مع إسرائيل.. إيران ترفع جاهزيتها العسكرية وتعيد تشكيل مجلس الدفاع

شرعت السلطات في تركيب أنظمة إنذار بالحالة الحمراء في عدة مناطق بطهران، وذلك بعد الانتقادات التي طالت غياب هذه الأنظمة خلال الهجمات الإسرائيلية الأخيرة. اعلان

أعلن القائد العام للجيش الإيراني، أمير حاتمي، يوم الأحد 3 أغسطس، أنّ "العدو لا يجب الاستهانة به، ولا ينبغي اعتبار تهديده منتهيًا". وجاء تصريحه خلال اجتماع مع قادة القوات البرية، مشددًا على ضرورة الحفاظ على الجاهزية القصوى رغم الخسائر التي طالت البنية العسكرية الإيرانية جراء الهجمات الأخيرة.

ودخلت إسرائيل في مواجهة مباشرة مع إيران مستخدمة تفوقًا جويًا ودعمًا غربيًا متطورًا، ما تسبب في إضعاف الترسانة الإيرانية، التي كانت تعاني أصلًا من سنوات العقوبات والضربات الدقيقة.

ومع ذلك، أكّد حاتمي أنّ "قوة الصواريخ والطائرات المسيّرة لا تزال فاعلة وجاهزة"، مشيرًا إلى أن "وقف إطلاق النار المفروض على العدو تمّ بقوة الردع، ويجب الحفاظ على تلك الجاهزية حتى في أوقات السكون".

يأتي هذا التصعيد اللفظي في وقت تعود فيه التصريحات الرسمية الإيرانية إلى لغة الاستعداد للمواجهة، ما يشي بتوتر داخلي وتحولات في الحسابات الاستراتيجية لطهران.

عودة "مجلس الدفاع"

من أبرز هذه التحولات إعلان إعادة تفعيل مجلس الدفاع، وهو هيئة كانت نشطة خلال الحرب الإيرانية العراقية، ويعاد تشكيلها اليوم في ظل التحديات الأمنية الجديدة. وبحسب المعلومات المتداولة، سيتكوّن المجلس من رؤساء السلطات الثلاث، وممثلين عن المرشد الأعلى في المجلس الأعلى للأمن القومي، بالإضافة إلى كبار قادة الجيش والحرس الثوري، ووزير الاستخبارات.

وأكد نائب رئيس البرلمان، علي نيكزاد، أن تشكيل هذا المجلس يتطلب موافقة المرشد الأعلى، علي خامنئي، وفقًا للمادة 110 من الدستور. في المقابل، حذر بعض النواب، بينهم حميد راسائي، من "توسيع الدوائر غير الخاضعة للمساءلة"، داعين إلى ضرورة الشفافية وتحديد صلاحيات البرلمان في ما يتعلق بالسياسات الدفاعية.

Related بعد اتهامات غربية بالتحضير لمحاولة قتل واختطاف معارضين.. إيران ترد: اتهامات لا أساس لهامواقف جديدة لإيران بشأن التخصيب النووي: استئناف القتال مع إسرائيل وارد

تزامنًا مع هذه التحركات، شرعت السلطات في تركيب أنظمة إنذار بالحالة الحمراء في عدة مناطق بطهران، وذلك بعد الانتقادات التي طالت غياب هذه الأنظمة خلال الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.

وكان عضو مجلس مدينة طهران، أحمد صادقي، قد دعا إلى تشكيل مقر للطوارئ في العاصمة، مؤكدًا أن "التحذيرات الدقيقة والمبكرة حق أساسي للمواطنين"، مشيرًا إلى إمكانية إرسال التنبيهات عبر الهواتف المحمولة حتى وهي مغلقة أو غير مستخدمة.

تحوّل في البوصلة التقنية

في خطوة تُعد تحولًا جيوسياسيًا لافتًا، أعلنت إيران أنها بدأت التخلّي التدريجي عن نظام تحديد المواقع الأمريكي (GPS)، لصالح النظام الصيني "بايدو"، في إطار تعزيز سيادتها التقنية وتقليل الاعتماد على الأنظمة الغربية.

وبحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانيين (ISNA)، تعمل شركات التكنولوجيا المحلية على تطوير أنظمة تتيح التبديل بين أنظمة الملاحة المختلفة (GPS، GLONASS، Beidou) لضمان الدقة وتفادي التعطيل. وقالت الوكالة إن هذه الخطوة "ليست ترفًا، بل ضرورة لحماية الأمن الوطني وسلامة المواطنين".

وكان وزير الاتصالات الإيراني، ستار هاشمي، قد صرّح بأن "إسرائيل لا تلتزم بالقوانين الدولية وتستخدم بيانات الموقع في عملياتها الهجومية، ولهذا السبب، قررت السلطات الأمنية فرض قيود على خدمات GPS داخل إيران".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • الشرطة الإسرائيلية تقمع مظاهرة بتل أبيب تطالب بصفقة تبادل
  • إيران.. إنشاء مجلس أمني جديد بعد الحرب مع إسرائيل
  • مسؤولون بالخارجية الإسرائيلية: وضعنا الإعلامي العالمي في تدهور غير مسبوق
  • برئاسة بزشكيان.. إيران تشكل مجلسًا دفاعيًا بعد الحرب مع إسرائيل
  • في ظل التوتر المتصاعد مع إسرائيل.. إيران ترفع جاهزيتها العسكرية وتعيد تشكيل مجلس الدفاع
  • إيران تهدد برد يشلّ إسرائيل خلال 48 ساعة من أي هجوم محتمل!
  • الأعرجي:الدفاع عن إيران “واجب مقدس”
  • المقاومة الفلسطينية: زيارة “ويتكوف” لغزة مسرحية وتضليل إعلامي
  • فتح: التظاهرات ضد مصر بتل أبيب محاولة مشبوهة لتحييد دورها المحوري في دعم غزة
  • ضربة تقضي على النووي .. مخاوف من عودة الحرب بين إيران و إسرائيل