العدوان على إيران.. أمريكا بين الحرب العالمية واللاحرب!
تاريخ النشر: 18th, June 2025 GMT
عندما تقول إسرائيل إنها مارست عدوانها على إيران لتزيل التهديدين النووي والصاورخي، فهذا تفعيل لإزالة وزوال إيران، لأن ذلك يعني وضع إيران تحت الوصي والوصاية الصهيونية..
في تبرير إسرائيلي آخر فإسرائيل تقول إن إيران تهدد بزوال أو إزالة إسرائيل، فإذا إسرائيل باتت تمارس تفعيل إزالة أو زوال إيران فالتعليل بكلام إيراني يحسب بين تصريحات صراع أي أطراف لا معنى له لأن التفعيل غير التنفيذ.
في إطار التفعيل والتنفيذ فإيران الدولة المعتدى عليها تمارس حق الدفاع عن النفس بل حق الدفاع عن الوجود وحتى في إطار برنامج إيران النووي فإيران تتمسك بحقها السيادي في برنامج نووي سلمي وكل القوانين الدولية تعطي إيران هذا الحق والمشكلة تصبح هي في حرب أمريكية إسرائيلية تريد منع إيران من حق سيادتها..
هذه الحرب مورست وتمارس بالتفاوض والاعتداء أو العدوان الإسرائيلي هو الوجه الآخر والمكمل لهذه الحرب ولهذا العدوان..
أمريكا تريد من إيران الذهاب بما تسمى مفاوضات فقط للتوقيع على اتفاق بالشروط الأمريكية الإسرائيلية وبقدر ما تتمسك إيران بحقها وسيادتها فأمريكا ستوعز إلى إسرائيل لتشن العدوان كما تابعناه..
هدف هذا العدوان يظل هو ماكان المراد فإما أن تذهب تحت تفعيل هذا العدوان لتوقيع على التفاق الذي تريده واشنطن تحت مسمى التفاوض وإلا فإن أمريكا ستتجاوز اللعبة الممسرحة في الأدوار وتشارك بالمباشرة في العدوان على إيران..
إذا إيران ظلت ترفض الاستسلام من خلال عنوان المفاوضات فكيف يراد دفعها لهذا الاستسلام بتفعيل العدوان والحرب عليها..
أمريكا بالذات سارت في لعبة دورين متكاملين ومتوازيين لأنها تريد تجنب حرب عالمية وتريد بضغط «الكماشة» ان تجبر إيران على الاستسلام ودون حدوث حرب عالمية أو دون الوصول إليها..
من جانب إيران فهي أجبرت على حرب لم تكن تريدها، وبالتالي ليست كما إسرائيل تدفع أو تريد الدفع إلى حرب عالمية، وبالتالي فحاجيات الأمن القومي الصيني والأمن القومي الروسي هو مايجبرهما على موقف الدفاع القومي بتلقائية الصراع، وبالتالي فإيران تمارس حق الدفاع عن النفس وتتمسك بحقها وستظل تواجه العدوان الأمريكي الإسرائيلي بأي ألعاب أو توزع الأدوار، وبالتالي فإذا إيران لم تسع لحرب بل فرضت عليها كعدوان فهي ليست من سعى أو من يسعى لحرب عالمية، بالمقابل باتت من البداهات عالمياً ان إسرائيل هي من سعت ومن ظلت ولازالت تسعى لحرب عالمية..
تبدو الصعوبة أمريكياً هي في عدم القدرة على إجبار إيران على الاستسلام من خلال حرب بالتفاوض الذي يكمله ويوازيه العدوان بواجهة إسرائيلية وهذا سيوصل أمريكا إلى وضوح أن تسير في حرب عالمية أو لاتسير، ولكل من الخيارين نتائجه وتبعاته القريبة والأبعد..
لاحظوا أن أمريكا كانت طلبت من رئيس روسيا «بوتين» الضغط على إيران للقبول بما ترفضه ومن ثم للتوسط في الوصول لحل حول البرنامج النووي..
هاهي أمريكا تتحول لتحريك وساطة «عُمانية ـ قطرية» مثلاً والهدف بات الوصول لوقف لإطلاق النار..
وزن روسيا والرئيس بوتين فوق فوق الاستعمالات الأمريكية التكتيكية أو الهامشية، فيما التحول للوصول إلى وقف لإطلاق النار هو في إطار البحث عن مخارج تهدئ التصعيد وتمنع الوصول إلى انزلاق لحرب عالمية..
هذا قد يعني إما أن أمريكا لاتريد حرباً عالمية أو تكتيك ليأتي دخول أمريكا المباشر في العدوان إلى جانب الصهانية مفاجئاً كما إسرائيل..
من المهم هنا التوقف عند حقيقة أن أمريكا لم تعد الأعظم في العالم وهي باتت تواجه العالم أكثر من كونها توجه العالم كما كانت..
ما أسمتها روسيا العملية العسكرية في أوكرانيا هي دوافع الأمن القومي فإنه لم يعد من مجال لتوقع تخلي روسيا والصين عن أمنهما القومي ربطاً بالعدوان على إيران، وهذا هو مادفع أمريكا لتوزع الأدوار بينها وبين ربيبتها إسرائيل الصهيونية، وكل ذلك هو للوصول إلى استسلام إيراني بـ «اتفاق» بما يجنب الحرب العالمية بل وبما لا يستفز الصين وروسيا ربطاً بأمنهما القومي!!.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
أحمد موسى: تدخل أمريكا في الحرب مع إيران يعني تصعيد شامل
قال الإعلامي أحمد موسى إن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لم يستبعد تدخل بلاده في الحرب ضد إيران، مؤكدًا أن هذا السيناريو سيقود إلى حرب شاملة، خصوصًا أن طهران وضعت خطوطًا حمراء واضحة، على رأسها أن مشاركة واشنطن تعني اتساع نطاق الحرب.
وأضاف موسى، خلال برنامجه "على مسؤوليتي" على قناة "صدى البلد"، أن وزير الخارجية الإيراني صرّح بأن بلاده لن تهاجم القواعد الأمريكية طالما أن الولايات المتحدة لم تدخل المعركة بشكل مباشر، لكنه شدد على أن طهران لن تتراجع عن تخصيب اليورانيوم.
وأشار موسى إلى أن ترامب بدوره أكد رفضه استمرار إيران في تطوير برنامجها النووي، وهو ما يشير إلى تضارب في التصريحات يعكس توترًا دوليًا متزايدًا.
واختتم موسى بالتأكيد، أن إيران استثمرت لعقود في مشروعها النووي وسخرت له إمكانياتها الاقتصادية، ومن غير المنطقي أن تتراجع عنه الآن، رغم الخسائر التي تكبدتها جراء الحرب مع إسرائيل.