في ظل ما يشهده العالم من حروب وصراعات ومخططات تُحاك به من قِبل الصهيونية العالمية في الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا وإفريقيا، إلى جانب تدخلاتها السافرة، واستخدام الفيتو الأمريكي المتكرر لحماية إسرائيل رغم انتهاكاتها الصارخة للقانون الدولي الإنساني وغيرها، شدد القانوني مصطفى فكري محمد، الخبير القانوني والرياضي البارز والمتحدث الإعلامي الأسبق، على أن الاستراتيجية والأمن القومي يمثلان حجر الزاوية في بقاء الدول وصيانة سيادتها.

وأكد فكري أن التحديات المعقدة والحروب المصطنعة التي يشهدها العالم اليوم تتطلب تفكيرًا استراتيجيًا متجددًا، قائمًا على استقراء دقيق للمستقبل، وفهم معمّق للواقع، مبني على أسس علمية وميدانية.

وأشار مصطفى فكري، الحاصل على دورة "الاستراتيجية والأمن القومي" من كلية الدفاع الوطني بأكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 2020، إلى أن الأمن القومي لم يعد يُختزل في البعد العسكري فقط، بل أصبح منظومة شاملة تضم الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والمعلوماتية، الأمر الذي يتطلب تكاملًا فعالًا بين مؤسسات الدولة كافة لضمان حماية شاملة ومستمرة.

وأوضح مصطفى فكري أن الحروب الحديثة تجاوزت النمط التقليدي، واتخذت أشكالًا جديدة، منها الإعلام الرقمي، ومنصات التواصل الاجتماعي، وحروب الجيلين الرابع والخامس، مما يستدعي يقظة وطنية دائمة، وبناء وعي شعبي مستنير قادر على التصدي للشائعات والتضليل وحملات التشكيك.

ونوّه فكري إلى أن الاستراتيجية الفاعلة لا تقوم على ردود الأفعال، بل على المبادرة والقدرة على التنبؤ بالمخاطر وإعداد خطط استباقية محكمة، مؤكدًا أن التخطيط المسبق هو أحد مفاتيح إدارة الدولة الحديثة في عالم مضطرب.

وأضاف مصطفى فكري أن من أبرز التحديات غير التقليدية التي تواجه الدول في العصر الحديث هو الأمن السيبراني، في ظل تزايد الهجمات الرقمية ومحاولات اختراق البنية التحتية والبيانات الحساسة، مما يستوجب تطوير قدرات الدول الدفاعية في المجال الرقمي، والاستثمار في التحول الرقمي الآمن ومصر بفضل الله ثم أجهزتها ورجالها الشرفاء الأوفياء في كافة المواقع مؤمنة من هذه الاختراقات.

ودعا فكري إلى دعم المؤسسات الوطنية ومراكز الدراسات، وتعزيز دور الكفاءات المتخصصة في مجالات التخطيط وصناعة القرار، مع التركيز على إعداد وتأهيل الشباب وتمكينهم من الانخراط في هذه الرؤية المتكاملة.

كما أكد مصطفى فكري أن مفهوم الأمن القومي المجتمعي لا يقل أهمية عن الأمن الخارجي، إذ تبدأ حماية الدولة من داخلها، من خلال ترسيخ قيم المواطنة، وتعزيز الانتماء الوطني، وتحصين المجتمع ضد خطاب الكراهية والتطرف والانقسام.

وقال فكري نصًا: إن أعظم ما تملكه الدولة في مواجهة الحرب النفسية هو وعي شعبها، فإذا تحصن الناس بالمعرفة، سقطت كل مؤامرات التشكيك.

واستشهد مصطفى فكري بنجاح الدولة المصرية في التعامل مع عدد من الملفات الاستراتيجية الحساسة، وعلى رأسها قضية الأمن المائي وسد النهضة، فضلًا عما يُحاك على حدودها في السودان وليبيا، مشيرًا إلى أن الدولة استطاعت المزج بين الدبلوماسية الذكية وأدوات الردع الاستراتيجي للحفاظ على مصالحها وحقوقها المشروعة، بما يعكس كفاءة مؤسساتها واحترافية أجهزتها الأمنية.

كما أشاد فكري بالدور الوطني الذي تضطلع به الدولة المصرية بقيادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي في تعزيز دعائم الأمن القومي، من خلال المشروعات القومية الكبرى، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز العلاقات الإقليمية والدولية، إلى جانب دعم مؤسسات التعليم والإعلام والتحول الرقمي، لبناء جيل جديد واعٍ ومحصن بالمعرفة.

وأضاف فكري أن الأمن القومي المصري لا ينفصل عن محيطه العربي والإفريقي، فمصر تتحرك ضمن رؤية استراتيجية تعزز أمن البحر الأحمر، واستقرار ليبيا والسودان، والتنسيق مع الشركاء في الخليج العربي، في ظل التحديات المتصاعدة بالمنطقة ولها شراكات إستراتيجية مع العديد من الدول.

ودعا فكري إلى الاسترشاد بالاستراتيجية الوطنية للأمن القومي، وخطط التنمية المستدامة، كمحاور مركزية في صياغة مستقبل مصر، كما عبّر عن اعتزازه بكونه أحد خريجي أكاديمية ناصر العسكرية العليا، معتبرًا أن هذه التجربة شكلت وعيه الاستراتيجي وقدرته على تحليل المشهد الأمني المعقد.

ووجّه مصطفى فكري رسالة خاصة إلى الشباب والإعلاميين، دعاهم فيها إلى التزود بالمعرفة الاستراتيجية والانخراط في برامج إعداد الكوادر الوطنية، مؤكدًا أن الإعلام الواعي هو خط الدفاع الأول في معركة الوعي، وأن للشباب دورًا محوريًا في حماية الهوية الوطنية وصون مقدرات الوطن.

واختتم مصطفى فكري حديثه بالتأكيد على أن أمن مصر القومي ليس مجرد شعار، بل مسؤولية وطنية مقدسة يحملها كل مواطن مخلص، فكل مصري جندي في معركة الوعي والبناء وحماية الدولة المصرية العريقة.

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

وزير الاتصالات: تحديات الأمن السيبراني تتزايد عالميا ولا توجد منظومة آمنة بنسبة 100%

أكد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن زيادة الاعتماد على التكنولوجيا الرقمية والخدمات المميكنة يرافقه بالضرورة تزايد في تحديات الأمن السيبراني ومخاطر الهجمات الإلكترونية.

 وأشار إلى أن هذه التحديات ليست قاصرة على دولة بعينها، بل هي ظاهرة عالمية، ولا توجد دولة أو منظومة رقمية في العالم مؤمنة بنسبة 100%، لكننا نسعى دائماً لتأمين بنيتنا المعلوماتية بأقصى قدر مستطاع.
واستعرض الوزير خلال حديثه جهود الوزارة في تطوير التعليم التكنولوجي بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، مشيراً إلى أن تجربة مدارس التكنولوجيا التطبيقية (WE) حققت نجاحاً كبيراً، حيث وصل عدد المدارس إلى 27 مدرسة في 27 محافظة، مما يعني تغطية جميع محافظات الجمهورية.

 وأوضح أن الهدف هو الاستمرار في تطوير هذه المدارس وتنمية مهارات الطلاب، لافتاً إلى أن خريجي هذه المدارس يتميزون بكفاءة عالية، وأن هناك متابعة دقيقة لمساراتهم بعد التخرج، سواء بالتحاقهم بسوق العمل مباشرة أو استكمال دراستهم في الكليات التكنولوجية والجامعات.
وحول مسابقة "ديجيتوبيا" التي تنظمها الوزارة، أكد الدكتور عمرو طلعت أن الدورة الحالية هي مجرد بداية وليست نهاية المطاف.

 وأوضح أنه سيتم عقد اجتماع غداً الأحد لتطوير المسابقة والتفكير في كيفية الاستفادة القصوى من المواهب الشابة التي تم اكتشافها. 

وشدد الوزير على أهمية هذه المسابقات في ترسيخ ثقافة المنافسة الشريفة والعمل الجاد لدى الشباب والأطفال، مشيراً إلى أن هناك خططاً لإنشاء قنوات تدريبية متخصصة ومكثفة لهؤلاء الموهوبين لصقل مهاراتهم ورعايتهم.
وفيما يتعلق بخطة الوزارة لإحلال كابلات الألياف الضوئية (الفايبر) محل الكابلات النحاسية، أوضح الوزير أن هذه الخطة مستمرة على مدار عدة سنوات، وتختلف الاستثمارات المرصودة لها من عام لآخر حسب المستهدفات. 

وأكد أن الهدف من هذا المشروع هو تحسين جودة خدمات الإنترنت، وزيادة السرعات، واستيعاب الأحمال المتزايدة على الشبكة، بالإضافة إلى القضاء على قوائم الانتظار وتوفير الخدمة لعدد أكبر من المواطنين بكفاءة عالية.
واختتم الوزير حديثه بالتأكيد على أن الاستثمار في العنصر البشري هو ركيزة أساسية في استراتيجية الوزارة، حيث تسعى لخلق كوادر مؤهلة قادرة على المنافسة في سوق العمل المحلية والعالمية، وتلبية احتياجات الشركات والمؤسسات من المهارات التكنولوجية المتطورة.

مقالات مشابهة

  • التربية والأمن العام تستعرضان استعداداتهما للدورة التكميلية للتوجيهي
  • المشاط: تنسيق مشترك لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للتمويل
  • برلمانية: لقاء الرئيس السيسي مع الفريق حفتر رسالة حاسمة لحماية الأمن القومي المصري وصون استقرار ليبيا
  • رئيس الوزراء: التكامل الإقليمي هو السبيل الأمثل لمواجهة تحديات الأمن الغذائي
  • هيئة النزاهة تطلق الاستراتيجية الوطنية 2026-2030
  • إطلاق الاستراتيجية الوطنية للنزاهة ومكافحة الفساد 2026–2030
  • بتوجيهات وزير الإسكان| اجتماع مُوسّع لمتابعة تقنين الأراضي وتعظيم حقوق الدولة وصون المواطنين
  • تعليم التفكير في العصر الرقمي.. تحدٍّ تربوي في مواجهة الذكاء الاصطناعي
  • وزير الاتصالات: تحديات الأمن السيبراني تتزايد عالميا ولا توجد منظومة آمنة بنسبة 100%
  • رئيس صناعة النواب: معرض “إيديكس” أصبح منصة دولية تدعم الأمن القومي