جددت الحكومة السودانية، دعوتها إلى المجتمع الدولي ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لتصنيف قوات الدعم السريع كـ”منظمة إرهابية”، متهمةً إياها بارتكاب جرائم إبادة جماعية وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، في وقت أعلنت فيه القوات المسلحة السودانية صد هجوم شنته “الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال” في ولاية جنوب كردفان، وسط تصاعد وتيرة المعارك في مناطق متفرقة من البلاد.

وجاءت المطالبة السودانية خلال جلسة إحاطة قدمها النائب العام، محمد عيسى طيفور، رئيس اللجنة الوطنية للتحقيق في الجرائم، ضمن أعمال الدورة الـ59 لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة في مدينة جنيف.

وأكد طيفور أن عدد ضحايا الحرب بلغ أكثر من 28 ألف قتيل، و44 ألف جريح، إلى جانب توثيق ما لا يقل عن 14 ألف حالة إخفاء قسري، والعثور على 965 مقبرة جماعية في أنحاء متفرقة من البلاد.

كما اتهم قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) بتجنيد 9 آلاف طفل للقتال، واستهداف المدنيين والمنشآت الحيوية باستخدام الطائرات المسيّرة، بما في ذلك قصف مستشفيات ومطارات وسجون، وهو ما وصفه بـ”الجرائم الممنهجة التي تستوجب تصنيف القوة كمنظمة إرهابية”.

بالتزامن مع التحركات الدبلوماسية، أعلنت القوات المسلحة السودانية صد هجوم شنته قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان– شمال بقيادة عبد العزيز الحلو على منطقة محطة “الدشول” الواقعة على الطريق الرابط بين كادقلي والدلنج في جنوب كردفان.

وذكر المتحدث باسم الجيش، العميد الركن نبيل عبد الله، أن قوات الفرقة 14 مشاة تمكنت من “تدمير العدو والاستيلاء على ثلاث دبابات وعدد من العربات القتالية”.

وتأتي هذه العملية بعد تقارير عن محاولات متكررة من الحركة لعزل كادقلي عن محيطها الجغرافي، خاصة بعد نجاح الجيش في إعادة فتح الطريق القومي بين المدينتين في فبراير الماضي.

في السياق ذاته، تتواصل لليوم الثاني على التوالي المواجهات بين الجيش وقوات الدعم السريع في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، حيث تحاول الأخيرة استعادة مواقع عسكرية بعد توقف عملياتها لأكثر من عام.

وتُفاقم هذه التطورات الوضع الإنساني الهش، لا سيما في جنوب كردفان، التي تشهد حصارًا خانقًا أدى إلى نقص حاد في المواد الغذائية والدوائية، وسط تقارير محلية عن تفشي المجاعة في بعض المناطق المحاصرة. كما حذّرت منظمات دولية من انتشار الكوليرا على نطاق واسع في البلاد، مع تدهور النظام الصحي بشكل غير مسبوق.

ودعت الحكومة السودانية، في ختام كلمتها بمجلس حقوق الإنسان، إلى اتخاذ موقف دولي حاسم تجاه الانتهاكات التي ترتكبها قوات الدعم السريع، وفرض عقوبات دولية على قياداتها، تمهيدًا لملاحقتهم أمام المحاكم الدولية المختصة، مطالبة بتصنيف القوة كـ”ميليشيا إرهابية تهدد أمن السودان والمنطقة”.

مخاوف متزايدة بشأن عودة الطلاب إلى المدارس في السودان وسط تردي الأوضاع الأمنية والصحية

يهدد تدهور الأوضاع الأمنية في السودان، وتفشي الأوبئة، وانتشار الأجسام المتفجرة والجثامين المتحللة في ساحات المدارس والجامعات، عودة أكثر من 19 مليون طالب إلى فصولهم الدراسية بعد انقطاع دام أكثر من عامين بسبب الحرب المستمرة منذ منتصف أبريل 2023.

وتزداد المخاوف مع اتجاه السلطات في ولاية الخرطوم، التي تحتضن أكثر من نصف مدارس البلاد و70% من مؤسسات التعليم العالي، لفتح المدارس والجامعات، في وقت يعاني فيه قطاع التعليم من دمار واسع.

وحذرت لجنة معلمي السودان من تداعيات كارثية قد تنجم عن قرار السلطات المحلية في ولاية الخرطوم ومناطق أخرى بإعادة العاملين في المدارس إلى عملهم، مشيرة إلى أن العديد من المدارس ما زالت تضم أجسامًا متفجرة، بالإضافة إلى وجود مقابر في ساحات بعضها، في ظل ندرة شديدة في خدمات المياه والكهرباء.

وأعلنت السلطات في الخرطوم عن العودة الرسمية للعمل في المدارس اعتبارًا من يوم الأحد المقبل، معتبرة أي غياب عن العمل في الوقت المحدد تغيبًا غير مبرر.

وانتقدت لجنة معلمي السودان هذا القرار، مؤكدة أنه يخالف قوانين العمل الدولية التي تشترط توفير بيئة آمنة للطلاب والمعلمين.

وأوضحت اللجنة في بيان لها أن العاملين في القطاع التعليمي لم يتغيبوا بمحض إرادتهم، بل بسبب التشتت الذي حدث إثر اندلاع الحرب، مما أدى إلى نزوح وتشريد العديد منهم، إلى جانب حرمانهم من أجورهم الشهرية.

وقالت اللجنة: “ما تحقق من آثار جسيمة شمل الموت جوعًا أو مرضًا أو التشرد”.

وأضافت أن قرار العودة للعمل لم يأخذ في اعتباره وجود أجسام متفجرة في المدارس أو تعرض العديد من المباني للتصدع، دون أن تقوم السلطات بإجراء فحوصات هندسية للتأكد من صلاحية المباني لاستقبال الطلاب.

كما حذرت اللجنة من المخاطر الصحية الناجمة عن الوضع الراهن، مشيرة إلى انتشار الأمراض والأوبئة في البلاد.

وأكدت أن قرار فتح المدارس في هذه الظروف يعد تجاهلًا لحياة العاملين وأسرهم، خاصة في ظل غياب إعلان رسمي من وزارة الصحة حول انتهاء الأوبئة.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الجوع في السودان الجيش السوداني الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الحرب السودانية السودان جنوب كردفان قوات الدعم السریع أکثر من

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يعزز دفاعاته حول الأبيض.. اتهامات لقادة «الدعم السريع» بارتكاب جرائم إبادة

البلاد (الخرطوم)
تتسارع وتيرة الأحداث في السودان على المستويين الميداني والقضائي، مع استمرار التوترات العسكرية غرب البلاد، وتطورات جديدة في ملف محاسبة المتورطين بجرائم الحرب، وعلى رأسهم قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وفي تطور لافت في مسار الحرب المستمرة منذ أبريل 2023، دفع الجيش السوداني بمزيد من التعزيزات نحو مدينة الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان؛ تحسباً لتوسع رقعة المواجهات مع قوات الدعم السريع، التي تواصل تمركزها على بعد 40 كلم من المدينة، وتحديدًا في منطقة أم صميمة.
وبحسب مصادر ميدانية، ركّزت القوات المسلحة السودانية تحصيناتها في الجهتين الجنوبية والجنوبية الغربية للأبيض، في ظل مؤشرات على هجمات محتملة، خصوصاً بعد التهديدات الأخيرة التي أطلقتها قوات الدعم السريع لعرقلة تقدم الجيش نحو إقليم دارفور.
فيما تشتعل الجبهات، تتفاقم الأزمة الإنسانية داخل مدينة الفاشر، عاصمة إقليم دارفور، حيث يعيش أكثر من نصف مليون مدني تحت الحصار منذ مايو 2024، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه وانهيار كامل للخدمات الصحية.
ورغم هذا الحصار، لا تزال القوات المشتركة والقوات المسلحة السودانية متمركزة في مواقعها الدفاعية داخل المدينة، في مواجهة مباشرة مع قوات الدعم السريع التي تمنع دخول المساعدات.
وفي تحول قضائي بالغ الأهمية، وجهت محكمة مكافحة الإرهاب والجرائم الموجهة ضد الدولة في مدينة بورتسودان، تهمًا رسمية إلى قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وشقيقيه عبد الرحيم والقوني دقلو، إضافة إلى 13 متهماً آخرين، بارتكاب جرائم إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب ونهب.
ووفق بيان النيابة العامة، تتعلق التهم بقضية مقتل والي غرب دارفور السابق خميس عبد الله أبكر، الذي تم اعتقاله وقتله بطريقة وصفها البيان بـ”الوحشية”، في 14 يونيو 2023، عقب ساعات من إدلائه بتصريحات كشف فيها حجم المأساة في مدينة الجنينة، حيث أشار إلى أن المدينة “دُمرت بالكامل” وأن”القتلى يُدفنون بشكل عشوائي”.
واتهمت المحكمة حميدتي بقيادة الهجوم على الجنينة في 15 أبريل 2023، الذي استهدف قبيلة المساليت على أسس إثنية، ما أدى إلى مجازر جماعية وتشريد مئات الآلاف نحو الحدود مع تشاد.
كما وجّهت المحكمة اتهامات إلى عبد الرحيم دقلو بصفته القائد الثاني لقوات الدعم السريع، والقوني دقلو بصفته المسؤول الاقتصادي، لدورهما في التخطيط والمشاركة في تنفيذ الهجوم، بالإضافة إلى فظائع ضد المدنيين وممتلكاتهم.

مقالات مشابهة

  • مسيرات الجيش السوداني تسحق متحركات “الدعم السريع” في غرب كردفان
  • القوات الجوية السودانية: دمرنا طائرة تابعة لمليشيا الدعم السريع تقل مرتزقة كولومبيين
  • وسط معارك متواصلة وتدهور إنساني حاد.. البرهان يتعهد بتحرير كل أراضي السودان
  • ضبط مرتزقة كولومبيين يقاتلون مع الدعم السريع في السودان
  • بالمدفعية.. ميليشيا الدعم السريع تقصف مدينة الأُبيّض بالسودان
  • البرهان يجدد تعهده بدحر "قوات الدعم السريع" في دارفور
  • غضب واسع بالسودان بعد ضبط مرتزقة كولومبيين يقاتلون مع الدعم السريع
  • “الدعم السريع تُحول معسكر زمزم للنازحين إلى ثكنة عسكرية: تهجير قسري وانتهاكات”
  • الجيش السوداني يعزز دفاعاته حول الأبيض.. اتهامات لقادة «الدعم السريع» بارتكاب جرائم إبادة
  • البرهان يؤكد مواصلة القتال ضد الدعم السريع في دارفور.. حتى دحرها