أرامكو تشدد بأهمية النفط والغاز في أوقات الصراعات
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
قال الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر لا يمكن الاستهانة بأهمية النفط والغاز في أوقات الصراعات، وهو أمر نشهده حاليًا، وأضاف في مؤتمر آسيا للطاقة في كوالالمبور عبر الفيديو، أمس الاثنين: “أظهر لنا التاريخ أنه عندما تحدث صراعات، لا يمكن التقليل من أهمية النفط والغاز”.
وأضاف: “نشهد هذا في الوقت الفعلي، حيث لا تزال التهديدات لأمن الطاقة تثير قلقًا عالميًا”.
وقال إن الانتقال إلى صافي انبعاثات صفري قد يكلف ما يصل إلى 200 تريليون دولار، وإن مصادر الطاقة المتجددة لا تلبي الطلب الحالي. وأضاف: “نتيجة لذلك، انضم أمن الطاقة والقدرة على تحمل التكاليف أخيرًا إلى الاستدامة كأهداف محورية للانتقال”.
قفزت أسعار النفط الأسبوع الماضي بعد أن شنت إسرائيل ضربات على إيران يوم الجمعة، زعمت أنها تهدف إلى منع طهران من صنع سلاح نووي. واشتد القتال خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وتُعدّ أرامكو العمود الفقري الاقتصادي للمملكة العربية السعودية، حيث تُولّد الجزء الأكبر من إيراداتها من خلال صادرات النفط، وتُموّل مساعيها الطموحة لتنويع اقتصادها ضمن رؤية 2030.
يقود الناصر جهود أرامكو لإنتاج طاقة ومنتجات أنظف من خلال الاستثمار في تقنيات مثل الجيل القادم من واجهات الوقود والمحركات، وعمليات تحويل النفط الخام إلى مواد كيميائية، وتطبيقات الطاقة المتجددة؛ والشركات الناشئة التي تركز على حلول الطاقة النظيفة؛ والجهود المبذولة على مستوى الصناعة من خلال مبادرة النفط والغاز للمناخ للحد من انبعاثات الغاز.
في وقت تواصل عملاقة الطاقة في العالم، شركة أرامكو السعودية تسجيل أقوى النتائج في كافة أصعدة أعمالها في المنبع والمصب معززة تنافسيتها العالمية التاريخية في شتى استثمارات الطاقة بما فيها النفط والغاز والتكرير والكيميائيات وانتقال الطاقة والاستدامة، إذ نجحت الشركة بتحقيق عوائد وأرباح متميزة بالربع الأول 2025، مقارنة بالربع السابق، بمبيعات بلغت 405.65 مليارات ريال مقارنة بـ392.92 مليار ريال، بنسبة نمو 3.239%، وصافي ربح 97.54 مليار ريال للربع الحالي، مقارنة بـ83.78 مليار ريال، بارتفاع بنسبة 16.423%.
وعزت شركة أرامكو السعودية تلك النتائج اللافتة للأنظار وفي ارتفاع الإيرادات بشكل أساس إلى ارتفاع الكميات المباعة من الغاز والمنتجات المكررة والكيميائية بالإضافة إلى ارتفاع الكميات المتداولة من النفط الخام. وقابل ذلك جزئيًا انخفاض في أسعار المنتجات المكررة والكيميائية والنفط الخام مقارنة بالربع نفسه من العام السابق.
وأتى ارتفاع صافي الربح مدفوعًا بشكل أساس بارتفاع الإيرادات والدخل الآخر المتعلق بالمبيعات وانخفاض تكاليف التشغيل. وقابل ذلك جزئيًا ارتفاع في ضرائب الدخل والزكاة مدفوعًا بارتفاع الدخل الخاضع للضريبة مقارنة بالربع السابق.
تأثرت أسواق الطاقة العالمية بالربع الأول من عام 2025 بعوامل مرتبطة بتغيرات في مجال التجارة العالمية، مما تسبب في حالة من عدم اليقين الاقتصادي وأثر على أسعار النفط. ورغم ذلك، أظهر الأداء المالي القوي لأرامكو السعودية المزايا التي تتمتع بها الشركة من حيث حجمها الفريد وموثوقيتها، والتكاليف المنخفضة لأعمالها، وتركيزها على الكفاءة والتقنيات المتقدمة، ومثل هذه الفترات تسلط الضوء أيضاً على أهمية المرونة في التخطيط والتنفيذ الرأسمالي، واستمرار استراتيجية الشركة التي تتسم بنظرة بعيدة المدى.
وأعلنت أرامكو عن تقدم كبير في سير العمل لزيادة إنتاج الغاز، وتوسعها العالمي في أعمال البيع بالتجزئة، وتطوير استراتيجيتها البتروكيميائية، والتقدم في تطوير أعمال الهيدروجين الأزرق، ومواصلة الابتكار في استخدام الكربون.
وأشارت أرامكو مؤخراً إلى إعلان وزارة الطاقة عن اكتشافات جديدة للنفط والغاز يعكس الميزة المستدامة في الاستكشاف والإعلان عن اتفاقيات نهائية للاستحواذ على حصة ملكية بنسبة 25% في شركة “يوني أويل بتروليوم” الفلبينية لدعم النمو الاستراتيجي لسلسلة القيمة في قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق. واكتمال الاستحواذ على حصة ملكية بنسبة 50% في شركة الهيدروجين الأزرق للغازات الصناعية بهدف الاستفادة من الفرص الناشئة للطاقة منخفضة الكربون. ونجحت أرامكو أيضاً بإطلاق محطة تجريبية للاستخلاص المباشر لثاني أكسيد الكربون من الهواء يمهد الطريق لمزيد من التوسع في التقنيات المبتكرة للخفض من الانبعاثات.
وتوفر الطاقة الاحتياطية للشركة المرونة اللازمة للمساعدة في تلبية النمو المحتمل للطلب على النفط. وعند الحاجة، فإن الاستفادة من مليون برميل يوميًا من الطاقة الاحتياطية الحالية يمكن أن يُسهم في تحقيق 45.0 مليار ريال (12.0 مليار دولار) إضافية في التدفقات النقدية من أنشطة التشغيل، استنادًا إلى متوسط السعر لعام 2024.
وقد أسفر الطرح العام الثانوي في يونيو عن بيع الحكومة نحو 1.7 مليار سهم، أو ما يمثل 0.7% من الأسهم المصدرة للشركة. وقد ساهم هذا الطرح في تحقيق العديد من الأهداف، منها زيادة تنويع قاعدة المساهمين في الشركة على الصعيدين الدولي والمحلي، بالإضافة إلى زيادة سيولة الأسهم.
وفي يوليو، أصدرت أرامكو السعودية سندات دولية تجاوز عدد الاكتتاب فيها ستة أضعاف، بناء على الحجم الأولي المستهدف، في ظل الطلب القوي من قاعدة متنوعة من المستثمرين المؤسسين الحاليين والجدد على حد سواء. ثم أنجزت أرامكو في أكتوبر إصدار صكوك دولية مقومة بالدولار الأمريكي، تجاوز أيضا حجم الاكتتاب فيه أكثر من ستة أضعاف.
ومن هذا المنطلق، تحرص أرامكو السعودية كل الحرص على الاستثمار اليوم بعقلية تستهدف المدى البعيد. ويشمل ذلك العديد من مشاريع زيادة إنتاج النفط الخام المقرر بدء تشغيلها في السنوات المقبلة للمحافظة على الطاقة الإنتاجية القصوى المستدامة وضمان القدرة على تزويد عملائها بإمدادات موثوقة من الطاقة.
وبالإضافة إلى ذلك، ستسهم هذه الزيادات على استمرار المرونة التشغيلية التي تمتاز بها أرامكو السعودية، كلما كان ذلك ضرورياً. وحققت أرامكو خلال العام الماضي مزيداً من التقدم نحو تحقيق هدفها المعلن سابقا والمتمثل في زيادة طاقة إنتاج غاز البيع بدرجة كبيرة بحلول عام 2030 وتعزيز مكانتها في السوق العالمية للغاز الطبيعي المسال الآخذة في التوسع.
وتواصل أرامكو السعودية سعيها لاقتناص فرص في قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق تمكنها من تحقيق قيمة إضافية. وقامت الشركة في السنوات الأخيرة بعدد من الاستثمارات في حصص ملكية صغيرة وحقوق بيع كبيرة للنفط الخام في الصين، وذلك في إطار جهودها نحو زيادة أعمالها في مجال تحويل السوائل إلى كيميائيات.
ومن خلال التوسع الاستراتيجي لمجموعة أعمال قطاع التكرير والكيميائيات والتسويق، تهيئ الشركة نفسها لتتمكن من تخصيص كميات أكبر من النفط الخام وسوائل الغاز الطبيعي التي تنتجها للمصافي ومجمعات البتروكيميائيات التي تملكها بالكامل أو تملك فيها حصة ملكية. وهذا من شأنه أن يوفر مزيدا من المرونة خلال التقلبات الحتمية في سوق النفط.
جريدة الرياض
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: أرامکو السعودیة النفط والغاز النفط الخام ملیار ریال من الطاقة من خلال
إقرأ أيضاً:
السعودية تتجه نحو أسواق الدَيّن العالمية خلال العام الجاري 2025م
الثورة /
في مؤشر جديد على التحديات المالية التي تواجهها المملكة العربية السعودية في سعيها لتمويل خططها التنموية الطموحة وسط بيئة اقتصادية عالمية مضطربة وأسعار نفط متقلبة، توقع مصرف “جيه.بي مورغان” أن تصدر الرياض سندات إضافية بقيمة 12.6 مليار دولار خلال الفترة المتبقية من العام الجاري.
ويأتي هذا التوجه المكثف نحو أسواق الدين العالمية في وقت تسعى فيه أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم جاهدة لتنويع موارد اقتصادها وتغطية العجز المتوقع في ميزانيتها.
ومع أن السعودية تتصدر مصدري الديون في الأسواق الناشئة، أوضح “جيه.بي مورغان” في مذكرة بحثية أن المملكة العربية السعودية أصدرت بالفعل سندات بقيمة 14.4 مليار دولار منذ بداية العام الجاري، مما يجعلها أكبر مصدر للسندات في الأسواق الناشئة خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025م .
ويعزو المصرف هذا الإقبال السعودي على الاقتراض إلى الحاجة لتمويل الاستثمارات الضخمة في إطار “رؤية 2030، التي تهدف إلى تخليص الاقتصاد من الاعتماد الكلي على النفط عبر تطوير قطاعات جديدة مثل السياحة والصناعات التحويلية والتكنولوجيا، بالإضافة إلى ضرورة التعامل مع العجز المتوقع في الميزانية السعودية لهذا العام والبالغ 26.93 مليار دولار.
وكانت وكالة رويترز قد أشارت في أبريل الماضي إلى تزايد الضغوط على المملكة، التي ترتبط ثروتها ارتباطاً وثيقاً بإيرادات النفط، لزيادة الديون أو خفض الإنفاق بعد هبوط أسعار الخام.
ولم يقتصر اللجوء إلى أسواق الدين على الحكومة السعودية فحسب، بل امتد ليشمل كبرى الشركات والمؤسسات الحكومية، وفي مقدمتها شركة النفط الوطنية العملاقة أرامكو السعودية وصندوق الاستثمارات العامة.