هل ضلّت ناقلات النفط طريقها؟ إشارات مشوشة ترسم خرائط وهمية فوق روسيا وإيران
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
بينما كانت ناقلة النفط العملاقة فرونت تاين تبحر صباح الأحد عبر الخليج بين إيران والإمارات، أظهرت بيانات التتبع أنها "توقفت" فجأة في أراضٍ زراعية داخل روسيا، في واقعة تثير القلق بشأن أمن الملاحة في واحد من أهم ممرات الطاقة في العالم. اعلان
وبحلول الساعة 4:15 مساءً، أظهرت إشارات النظام الآلي لتحديد الهوية (AIS) أن السفينة باتت قريبة من بلدة بيدخون جنوب إيران، قبل أن تتنقّل إشاراتها بشكل غير منطقي بين جهات عدة في الخليج، وفقًا لما نقلته رويترز استنادًا إلى بيانات تتبع من شركات تحليل ملاحي.
ووفقًا لتقرير صادر عن شركة ويندورد (Windward) لتحليلات الشحن، فإن أكثر من ألف سفينة تأثرت منذ اندلاع التوترات الأخيرة بين إيران وإسرائيل. وأبرز التقرير حادثة اصطدام وقعت جنوب مضيق هرمز بين ناقلتين اشتعلت فيهما النيران، إحداهما فرونت إيغل (Front Eagle) الشقيقة لسفينة فرونت تاين، والتي ظهرت بدورها وكأنها على اليابسة داخل إيران يوم 15 يونيو/ حزيران، بحسب بيانات منصة كيبلر المتخصصة.
وقال آمي دانيال، المدير التنفيذي لويندورد: "عادة لا نشهد تشويشًا في مضيق هرمز، أما الآن فالوضع مختلف تمامًا". وأضاف جيم سكورو، الأمين العام للاتحاد الدولي لقادة السفن: "معظم السفن اليوم تعتمد على الأنظمة الرقمية... وإذا تعطّل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، فإن القبطان يعتمد فقط على مهاراته الأساسية في الملاحة".
كانت ناقلة النفط فرونت تاين تبحر عبر الخليج بين إيران والإمارات يوم الأحد، عندما أظهرت بيانات تتبع السفن بشكل مفاجئ أن الناقلة موجودة في روسيا.وفي هذا الإطار، يرى الخبراء أن ما يحدث هو جزء من صراع جيوسياسي رقمي، إذ يُطلق على التلاعب الخارجي بالإشارات اسم "تشويش"، بينما يُطلق على التلاعب المتعمد من قبل السفينة نفسها اسم "تزوير" ، ويُستخدم عادةً لإخفاء الوجهات أو أنواع البضائع، بحسب ما أوضحه المحلل ديميتريس أمباتزيديس من منصة كيبلر.
وقد لوحظت مثل هذه الظواهر في البحر الأسود خلال الهجمات الروسية على الموانئ الأوكرانية، وفي مضيق تايوان، وقبالة سواحل سوريا وإسرائيل. ووصل الأمر إلى ظهور ناقلات على اليابسة في ميناء بورتسودان الشهر الماضي، رغم أنها كانت تبحر في البحر، وفقًا لتحليلات بيانات الملاحة.
Relatedتقدم الجهود المبذولة لاحتواء تسرب النفط من الناقلة المحتجزة مع اكتمال الحاجز التقنيحريق ضخم وتسرب وقود إثر اصطدام ناقلة نفط بسفينة شحن قبالة سواحل بريطانياحريق هائل وإصابات جراء اصطدام ناقلة نفط بسفينة شحن قبالة سواحل بريطانياوفي مارس / آذار الماضي، أصدرت المنظمة البحرية الدولية (IMO) بيانًا مشتركًا مع وكالات أممية أخرى، أعربت فيه عن قلقها من تزايد التدخلات في أنظمة الملاحة حول العالم.
وفي واقعة لافتة، أظهرت بيانات شركة ليود ليست إنتلجنس (Lloyd’s List Intelligence) أن الناقلة شي وانغ مو، الخاضعة لعقوبات أميركية، قامت بتزوير موقعها الرقمي لتظهر وكأنها ترسو عند معبد هندوسي في الهند، ما يكشف عن اتساع نطاق هذه الظاهرة المعقّدة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني روسيا إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني روسيا سفينة روسيا الشحن البحري برنامج الصواريخ الإيراني الخليج إسرائيل إيران النزاع الإيراني الإسرائيلي دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني روسيا حروب بنيامين نتنياهو البرنامج الايراني النووي علي خامنئي أوكرانيا هجوم
إقرأ أيضاً:
تشويش إلكتروني يُظهر سفنا بالخليج تبحر في الريف الروسي
كشفت تقارير متخصصة عن تعرض إشارات مئات السفن التجارية، ومن بينها ناقلات نفط عملاقة، لتشويش إلكتروني أدى إلى إظهار مواقع وهمية لها، بعضها في مناطق نائية مثل ريف روسيا، رغم وجودها الفعلي في مياه الخليج قرب إيران والإمارات.
وكانت ناقلة النفط "فرانت تاين" تبحر في مياه الخليج يوم الأحد الماضي، عندما أظهرت بيانات تتبع السفن أنها تقع في قلب الحقول الزراعية الروسية المعروفة بزراعة الشعير وبنجر السكر. وبعد ساعات، بدت السفينة وكأنها تتحرك بالقرب من بلدة بدخون جنوبي إيران، قبل أن تعاود الإشارات لاحقا تحديد موقعها في الممرات البحرية المعتادة.
وقالت شركة "ويندوارد" لتحليلات الشحن البحري إن هذا النوع من التشويش الجماعي، الذي ازداد منذ بداية الحرب بين إسرائيل وإيران، أثر على نحو ألف سفينة في المنطقة، مما يزيد احتمالات وقوع حوادث أو اختلالات في حركة النقل البحري.
وشهد مضيق هرمز، اليوم الثلاثاء، حادث تصادم بين ناقلتي نفط، اشتعلت فيهما النيران، دون أن ترد معلومات فورية عن حجم الخسائر، وأظهرت بيانات من منصة "كبلر" أن إحدى السفينتين تدعى "فرانت إيغل"، وهي الشقيقة التوأم لـ"فرانت تاين"، ويزيد طول كل منهما عن 3 ملاعب كرة قدم.
وقال آمي دانيال الرئيس التنفيذي لشركة ويندوارد إن مضيق هرمز لم يكن يشهد عادة هذا النوع من التشويش "لكنه الآن مليء بالتشويش، وهذا ما يرفع مستوى المخاطر بشكل غير مسبوق. إذا لم تتمكن السفينة من تحديد موقعها الجغرافي بدقة، فإن احتمالات وقوع الحوادث ترتفع بشكل كبير".
ويقع مضيق هرمز بين سلطنة عمان وإيران، ويربط بين الخليج الواقع شمالا بخليج عُمان وبحر العرب جنوبا، ويمر نحو خُمس إجمالي استهلاك النفط العالمي عبر المضيق.
وتعتمد السفن التجارية على أجهزة تُشبه نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، تُعرف باسم "نظام التعريف التلقائي"، وهي ترسل إشارات منتظمة حول الموقع والسرعة والاتجاه، ويؤدي التشويش إلى تعطيل هذه الإشارات، مما يربك أنظمة المراقبة والمتابعة.
إعلانويوضح خبراء أن قيام طاقم السفينة بإيقاف الإشارات عمدا يُعرَف باسم "الانتحال"، وهو سلوك يرتبط في بعض الأحيان بأنشطة غير قانونية، كإخفاء الوجهة أو نوع الحمولة.
وتزداد حالات التشويش والانتحال في مناطق النزاعات، حيث تستخدم بعض الجيوش هذه التقنيات لإخفاء تحركاتها أو لحماية أهداف بحرية من الاستهداف. وقد سبق أن لوحظت مثل هذه الحالات في البحر الأسود خلال الهجمات الروسية على الموانئ الأوكرانية، وكذلك قرب سوريا وإسرائيل، وفي مضيق تايوان.
وكانت بيانات ملاحة قد أظهرت في مايو/أيار الماضي وجود عدد من السفن على اليابسة في ميناء بورتسودان، في حالة مشابهة من التشويش أو الانتحال الإلكتروني.
وتثير هذه التطورات مخاوف حول سلامة الممرات البحرية الحيوية لنقل النفط، وفي مقدمتها مضيق هرمز، الذي يمر عبره نحو خُمس صادرات النفط العالمية يوميا.