في مشهد مؤلم هز الضمير الإنساني، وثقت عدسات الكاميرات لحظة نقل جثمان الشهيد محمد يوسف الزعانين، الشاب العشريني من مدينة بيت حانون شمال قطاع غزة، وهو مسجى على أعلى صندوق خشبي، بعد أن اغتالته رصاصة قناص إسرائيلي أثناء محاولته جلب كيس طحين لأسرته.

لم يكن محمد يحمل سلاحا، ولم يشكّل أي تهديد، بل كان أعزل ينتظر دوره في الحصول على كيس دقيق من إحدى نقاط توزيع المساعدات، ليعود به إلى والدته وأخواته السبع، لكن رصاصة غادرة استقرت في صدره، لتنهي حياة الفتى الوحيد لعائلته، برعاية الاحتلال الإسرائيلي وبمشاركة القوات الأميركية، حسبما وصفه نشطاء فلسطينيون.

وقد أثارت صورة محمد بعد استشهاده جدلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر آلاف النشطاء الفلسطينيين والعرب عن غضبهم، واعتبروا المشهد "استهتارا مروعا بأرواح الأبرياء"، في مراكز توزيع المساعدات الأميركية التي وصفوها بـ"مصايد موت جماعي".

محمد يوسف الزعانين، الشاب الوحيد بين سبع شقيقات من بيت حانون شمال #غزة، خرج بحثًا عن لقمة تسد رمق أهله، فارتقى شهيدًا برصاص الاحتلال أثناء محاولته جلب كيس طحين.
عاد إلى أهله محمولًا على الأكتاف بدلًا من أن يعود بلقمة العيش.
رحل محمد، وبقيت والدته تحتضن وجعه وغيابه، بين سبع شقيقات… pic.twitter.com/627sG1bJnz

— Meqdad Jameel (@Almeqdad) June 19, 2025

وأوضح مغردون أن صورة مؤلمة لشاب في مقتبل العمر، استشهد برصاص الاحتلال بينما كان يحاول الحصول على كيس من الطحين، تتكرر كل يوم في غزة عشرات المرات؛ إذ يعود الشبان محمولين على الأكتاف بدلا من أن يعودوا إلى أهلهم بلقمة العيش.

بالأمس رأينا صورة لا تُنسى، صورة تختصر حجم الألم في غزة⁰شابٌ في مقتبل العمر، خرج من بيته حاملاً أملًا في كيس دقيق، فعاد ملفوفًا بكفن على أكتاف الناس، لا على قدميه.

إنه محمد يوسف الزعانين، ابن العشرين عامًا، الأخ الوحيد لسبع شقيقات، من مدينة بيت حانون في أقصى شمال غزة.
خرج في… pic.twitter.com/1qUmULLQc1

— Khaled Safi ???????? خالد صافي (@KhaledSafi) June 18, 2025

إعلان

وأشار آخرون إلى أن محمد لم يتجاوز الـ20 من عمره، وهو الأخ الوحيد لـ7 شقيقات، وكانت والدته تنتظره بعين الأمل أن يعود ببعض الكيلوات من الطحين، ولم يخطر ببالها أنه سيعود إليها ملفوفا بكفن، وأنها ستفجع برحيله بهذه الطريقة القاسية.

ووصف عدد من النشطاء الصورة التي تصدرت المشهد بأنها تختصر حجم الألم في غزة، قائلين: "شاب خرج من بيته حاملا أملا في كيس دقيق، فعاد ملفوفا بكفن على أكتاف الناس، لا على قدميه".

محمد يوسف الزعانين، الشاب الوحيد بين سبع شقيقات من بيت حانون شمال غزة، خرج بحثًا عن لقمة تسد رمق أهله، فارتقى شهيدًا برصاص الاحتلال أثناء محاولته جلب كيس طحين.
عاد إلى أهله محمولًا على الأكتاف بدلًا من أن يعود بلقمة العيش.

حسبنا الله ونعم الوكيل pic.twitter.com/47mFzT3BzQ

— Ahmed Alnaffar #gaza ???????? (@AhmedAlnaffar) June 18, 2025

وفي تعليقات أخرى، أكد البعض أن هذا هو حال غزة اليومي في سبيل الحصول على لقمة العيش، فمنهم من عاد بأكياس الطحين، ومنهم من عاد بجثث أحبائهم بعد أن استهدفوا وهم يصطفّون في طوابير المساعدات.

وكتب ناشط: "رحل محمد، وبقيت والدته تحتضن وجعه وغيابه، بين 7 شقيقات فقدن السند، وأمٍّ لم يبقَ لها في الدنيا إلا الدعاء".

واعتبر آخرون أن مأساة محمد تجسّد واقع أهالي غزة الذين يخرجون يوميا في رحلة محفوفة بالخطر، لا إلى معركة، بل إلى ما يُسمى زورا "نقطة توزيع مساعدات"، حيث كانت والدته تنتظره كغيرها من الأمهات، تنتظره بعين دامعة وأمل خائف، لكنها لم تكن تنتظر نعشه.

مشهد يصف نفسه، لم يعد يكترث.
طحينٌ وجثثٌ، كلاهما يُحمَل
حال شعبي ، بكاء وقهر pic.twitter.com/e1gSrNjP7C

— Tamer | تامر (@tamerqdh) June 18, 2025

وقال مدونون: "رصاصة إسرائيلية استقرت في صدره بدلًا من كيس الطحين… استُهدف لأنه فلسطيني، لأنه جائع، لأنه تجرأ أن يحلم بالعودة إلى بيته حاملاً ما يسد رمق أخواته".

شاهدنا بالأمس هذه الصورة المؤلمة لشابٍ في مقتبل العمر، استشهد برصاص جيش الاحتلال بينما كان يحاول الحصول على كيس من الطحين، عاد محمولًا على الأكتاف بدلًا من أن يعود إلى أهله بلقمة العيش.
????هذا الشاب محمد يوسف الزعانين، يبلغ من العمر 20 عامًا فقط، وهو الأخ الوحيد لسبع شقيقات، من… pic.twitter.com/1JwyKasXxy

— Rawan katari (@nkatari181232) June 19, 2025

ويرى آخرون أن ما حدث هو جريمة بحق الإنسانية وانتهاك صارخ للقانون الدولي، مطالبين العالم بكسر صمته.

وتساءل المدونون: "أيّ عالمٍ هذا الذي يُقتل فيه الإنسان لأنه يريد أن يأكل؟ محمد لم يكن إرهابيًا، لم يحمل سلاحا، كان يحمل كيسا من القهر… اسمه الطحين".

في السياق ذاته، حذرت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، في وقت سابق، من أن آلية توزيع المساعدات الأميركية في قطاع غزة تمثل خطرا مباشرا على حياة عشرات الآلاف الذين يعانون من الجوع، في ظل الاستهداف المنهجي للمدنيين في نقاط توزيع المساعدات.

واتهمت الشبكة آلية التوزيع المعتمدة بأنها "تصب في خدمة أجندة الاحتلال بتعميق الأزمة الإنسانية"، مشددة على ضرورة وقف العمل بهذه الآلية وتعزيز دور وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية والمحلية.

إعلان

كما دعت إلى فتح تحقيق دولي فيما وصفته بـ"الجرائم المتواصلة" عند نقاط التوزيع، ومحاسبة المسؤولين عنها، إلى جانب مطالبتها بفتح المعابر فورا وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها بطريقة تضمن سلامة المدنيين وكرامتهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات توزیع المساعدات ا من أن یعود الحصول على بیت حانون pic twitter com إلى أهله کیس طحین بدل ا من من بیت

إقرأ أيضاً:

ارتفاع حصيلة الشهداء جراء مجازر الاحتلال في غزة.. وحماس تدعو لتحرك ضد مصائد المساعدات

ارتفعت حصيلة مجازر الاحتلال في قطاع غزة، منذ صباح اليوم، إلى 54 شهيدا، بينهم 13، خلال محاولتهم الحصول على مساعدات، فضلا عن عشرات الإصابات في غارات على أنحاء متفرقة من القطاع.

ووفق مصادر طبية، استهدفت غارات الاحتلال منازل، وخياما تؤوي نازحين، وتجمعات لمواطنين، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى في مدن شمال ووسط وجنوب القطاع.

وسجل استشهاد 7 فلسطينيين وأصاب 4 آخرين بقصف جوي استهدف تجمعا لمواطنين بمخيم البريج وسط قطاع غزة.

وقبل ذلك، قتل جيش الاحتلال 3 فلسطينيين وأصاب 20 آخرين بالرصاص الحي، خلال استهداف مئات الفلسطينيين من منتظري المساعدات قرب مراكز توزيع المساعدات "الأمريكية ـ الإسرائيلية" في مدينة رفح جنوب القطاع.

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي بغزة الأحد، أسفرت عمليات الاستهداف المرتبطة بما يعرف بـ"فخاخ المساعدات الأمريكية ـ الإسرائيلية" عن استشهاد 300 فلسطيني وإصابة 2649 آخرين، إلى جانب 9 مفقودين منذ بدء هذه الخطة.

وجنوب مدينة غزة، استشهد 11 فلسطينيا وأصيب عشرات، بينهم حالات خطيرة، برصاص الجيش الإسرائيلي الذي استهدف تجمعا لمدنيين من منتظري المساعدات قرب محور "نتساريم".

كما أسفر قصف جوي استهدف منزل عائلة المناصرة في حي الزيتون عن استشهاد 3 فلسطينيين بينهم طفل، وإصابة آخرين.



وفي مخيم المغازي وسط القطاع، أدى قصف إسرائيلي جوي على منزل إلى مقتل 10 فلسطينيين وإصابة عدد آخر.

وفي خان يونس جنوب القطاع، قصف الجيش الإسرائيلي خيمتين تؤويان نازحين في منطقة المواصي، ما أسفر عن مقتل 8 مدنيين بينهم أطفال.

إلى ذلك أعلنت حركة حماس، الأربعاء، أن جيش الاحتلال قتل نحو 150 فلسطينيا خلال الساعات الـ 24 الماضية، أثناء انتظارهم تسلم المساعدات في ما وصفته بـ"مصائد الموت" للتوزيع، تحت إشراف أمريكي ـ إسرائيلي، جنوبي مدينة غزة وغرب مدينة رفح.

وقالت في بيان: "تتواصل جرائم الاحتلال وغاراته الإجرامية على الأحياء السكنية في مختلف مناطق قطاع غزة، بالإضافة إلى استهداف المواطنين المجوعين بالقرب من مصائد الموت الأمريكية ـ الصهيونية، ما أسفر عن استشهاد نحو 150 فلسطينيا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية".

ودعت حماس "الدول العربية والإسلامية، والأمم المتحدة ومؤسساتها، إلى الخروج من صمتهم والتحرك الفوري لوقف هذه الانتهاكات المروّعة والتحرّك العاجل لوقف العدوان، وإغاثة شعبنا، وإنهاء الآلية الصهيونية الدموية للتحكم بالمساعدات".

كما دعت الحركة الأمم المتحدة "لإيصال المساعدات إلى أهلنا في قطاع غزّة، بعيدًا عن هيمنة الاحتلال وأدواته المشبوهة".

مقالات مشابهة

  • استشهاد عشرات الفلسطينيبن في قصفٍ لجيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة
  • استشهاد 18 فسلطينيا في مخيم «الشاطئ» بغزة ومنتظري المساعدات في خان يونس
  • استشهاد 16 فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي منتظري المساعدات وسط قطاع غزة
  • استشهاد 16 فلسطينيًا وإصابة 100 آخرين في قصف الاحتلال الإسرائيلي
  • استشهاد 16 فلسطينيا كانوا ينتظرون المساعدات وسط غزة
  • ارتفاع حصيلة الشهداء جراء مجازر الاحتلال في غزة.. وحماس تدعو لتحرك ضد مصائد المساعدات
  • مجزرة الطحين.. فجر دامٍ في خان يونس يفجع الجوعى بالموت بدل الغذاء
  • استشهاد أكثر من (50) فلسطينيًا في قصف الاحتلال الإسرائيلي منتظري المساعدات جنوب قطاع غزة
  • استشهاد أكثر من 50 فلسطينيًا في قصف الاحتلال منتظري المساعدات جنوب غزة