مخاوف من أمراض وراثية وزواج الأقارب.. أوروبا تدرس فرض قيود على التبرع بالحيوانات المنوية
تاريخ النشر: 19th, June 2025 GMT
في خطوة تهدف إلى الحد من المخاطر الصحية والنفسية المرتبطة بالتبرع بالنطاف، دعت ثماني دول أوروبية إلى مناقشة وضع حد أوروبي مشترك لعدد الأطفال المولودين من متبرع واحد. اعلان
وتأتي هذه المطالبة في ظل تصاعد أعداد المواليد عبر تقنيات الإخصاب المساعد في أوروبا، وتزايد اعتماد العائلات — بما في ذلك الأزواج من نفس الجنس والنساء العازبات — على التبرع بالحيوانات المنوية.
لكن في مقابل تراجع أعداد المتبرعين المحليين في العديد من الدول، لجأت بنوك التجميد التجارية إلى تصدير النطاف والبويضات عبر الحدود، أحيانًا من متبرع واحد إلى عدة بلدان، ما أثار مخاوف من ارتفاع أعداد الأطفال المولودين من نفس المصدر دون علمهم أو علم عائلاتهم.
غياب تنظيم مشترك عبر الحدودرغم أن معظم دول الاتحاد الأوروبي تفرض قيودًا وطنية على عدد الأطفال الذين يمكن إنجابهم من متبرع واحد — تبدأ من طفل واحد في قبرص وتصل إلى عشرة في فرنسا، اليونان، إيطاليا وبولندا — فإن هذه القيود لا تسري على التبرعات العابرة للحدود، ما يفتح المجال أمام مضاعفة المخاطر الطبية والنفسية.
السويد، وبدعم من دول منها بلجيكا، تعتزم إثارة القضية أمام وزراء الاتحاد الأوروبي خلال اجتماع مرتقب، بدافع القلق من أن يكتشف أبناء التبرع لاحقًا أن لديهم عشرات أو مئات من الأخوة غير الأشقاء في دول مختلفة.
وقال مسؤول بلجيكي لموقع "بوليتيكو" طالبًا عدم ذكر اسمه: "لقد تُركت هذه المسألة دون معالجة لفترة طويلة. فرض حد دولي يمثل الخطوة الأولى نحو تنظيم سليم".
Relatedتساؤلات حول قواعد التبرع بالحيوانات المنوية في أوروبا وقلق من انتشار الأمراض الوراثيةوسط الطلب المتزايد.. وكالة طبية فرنسية تدعو للتبرع بالحيوانات المنوية والبويضاتتخليق أول أجنة "اصطناعية" في العالم بدون حيوانات منوية أو بويضاتأبعاد نفسية وأخلاقية متفاقمةتشير كارولينا أوستغرين، الباحثة في المجلس الوطني السويدي للأخلاقيات الطبية، إلى أن الهدف من هذه المبادرة هو "منع وقوع علاقات عائلية بين إخوة غير أشقاء، وتقليل احتمالات انتقال الأمراض الوراثية". وتلفت إلى أن التحقيق السويدي في القضية بدأ عام 2023، بعد أن كشفت صحيفة Dagens Nyheter أن بعض العيادات السويدية تصدّر نطاف المتبرعين للخارج، ما قد يؤدي إلى تجاوز الحد المسموح به محليًا والمحدد بستة آباء فقط للمتبرع الواحد.
في ظل غياب الرقابة عبر الحدود، لا توجد قيود على عدد الأطفال الذين يمكن أن ينجبهم المتبرع نفسه في دول أخرى. وقد أبرزت إحدى القضايا الأخيرة مدى خطورة ذلك، حين تبين أن متبرعًا يحمل جينًا نادرًا مسببًا للسرطان أنجب 67 طفلًا، أُصيب 10 منهم بالمرض.
فحوصات صحية لا تكفيورغم تأكيد بنك النطاف الأوروبي — أحد أكبر بنوك التجميد في القارة — أن المتبرعين يخضعون لفحوصات صحية دقيقة، فإن هذه الفحوصات لا يمكنها دائمًا اكتشاف الطفرات النادرة مثل TP53 المرتبطة بالسرطان.
ويقول بيتر ريسليف، مدير شركة استشارات الخصوبة الدنماركية Fertility Consultancy: "لا يمكننا توقع عدم ظهور أمراض لدى الأطفال المولودين عن طريق التبرع. وجود سجل مركزي يمكن أن يساعد، لكنه لا يمنع ذلك بالكامل".
من جانبها، أشارت العالمة إدويغ كاسبر، من مستشفى روان الجامعي في فرنسا، إلى أن ما يحدث هو "نشر غير طبيعي لأمراض وراثية". وأضافت: "ليس كل رجل ينجب 75 طفلًا في أوروبا".
تحذيرات من النقص التجاريبنوك التجميد حذرت من أن فرض قيود صارمة قد يؤدي إلى نقص في التبرعات، مشيرة إلى أن فقط 3-5% من الرجال الذين يبدؤون عملية التقييم يتم قبولهم. ويرى البعض أن تقليص الحد الأقصى لكل متبرع سيزيد التكاليف وفترات الانتظار.
لكن خبراء الأخلاقيات الطبية يرفضون تبرير المخاطر بالحسابات الاقتصادية. وتقول أوستغرين: "لا يمكننا أن نقول إن التكاليف أقل، وبالتالي يجب أن نستمر في هذا النظام. هناك عوامل أخلاقية ونفسية يجب أن نأخذها في الحسبان".
حق الأطفال في معرفة أصلهممع تطور اختبارات الحمض النووي ومنصات التواصل الاجتماعي، أصبح العديد من الأطفال المولودين عن طريق التبرع يكتشفون وجود عشرات من الإخوة غير الأشقاء. ويقول المسؤول البلجيكي: "هذا يترك أثرًا نفسيًا كبيرًا، فالعالم أصبح أكثر ترابطًا، والناس باتوا يجدون بعضهم بسهولة".
وتدعو بلجيكا إلى إلغاء خيار إخفاء هوية المتبرع، وإنشاء سجل مركزي على مستوى الاتحاد الأوروبي. وتقول: "هذه مسألة تتعلق بحق الطفل في معرفة جذوره".
تحرك سويدي-إسكندنافي مشتركفي مارس الماضي، نشرت السويد تقريرًا مشتركًا مع مجالس الأخلاقيات في النرويج وفنلندا والدنمارك، دعت فيه إلى مناقشة تنظيم التبرعات الدولية. وقد لاقت هذه المبادرة صدى إيجابيًا في مؤسسات الاتحاد الأوروبي.
وقالت أوستغرين: "نحن سعداء بأن الاتحاد الأوروبي يناقش هذه القضايا على مستوى أوروبي شامل".
ويأمل بنك النطاف الأوروبي أن تسفر المناقشات الوزارية عن تحديد حد موحد لعدد العائلات لكل متبرع، إلى جانب إنشاء سجل أوروبي موحد للمتبرعين يضمن تتبع المعلومات الصحية ومصدر التبرع عبر الزمن.
ثغرة تنظيمية في قانون 2027رغم أن لائحة الاتحاد الأوروبي الجديدة حول "المواد ذات الأصل البشري"، والتي ستدخل حيز التنفيذ عام 2027، تشكل خطوة نحو توحيد المعايير، إلا أنها لا تفرض حدًا أوروبيًا موحدًا للعائلات لكل متبرع، ولا تنص على إنشاء سجل مركزي للمتبرعين.
وتؤكد أوستغرين أن قرارًا أوروبيًا سيكون نقطة انطلاق نحو توجيه عالمي. وتختم بالقول: "النطاف يُصدّر اليوم إلى جميع أنحاء العالم... هذه مسؤولية دولية".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني البرنامج الايراني النووي إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني البرنامج الايراني النووي وقاية من الأمراض الاتحاد الأوروبي أطفال علم الوراثة حيوانات منوية إسرائيل النزاع الإيراني الإسرائيلي إيران دونالد ترامب الحرس الثوري الإيراني البرنامج الايراني النووي الشرق الأوسط حروب هجمات عسكرية علي خامنئي سوريا ضحايا بالحیوانات المنویة الأطفال المولودین الاتحاد الأوروبی إلى أن
إقرأ أيضاً:
محافظ الإسماعيلية يستقبل وفد الاتحاد الأوروبي لبحث فرص الاستثمار
استقبل اللواء أكرم جلال، محافظ الإسماعيلية، اليوم الثلاثاء، وفدًا رفيع المستوى من الاتحاد الأوروبي برئاسة نيكولاس ديميس الوزير المفوض بسفارة الاتحاد الأوروبي، وعدد من الممثلين التجاريين والاقتصاديين، وذلك لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك في مجالات الاستثمار والتنمية الشاملة بالمحافظة، وذلك في إطار دعم التعاون الدولي وتعزيز آفاق الشراكة مع الجهات والمؤسسات الخارجية.
حضر اللقاء المهندس أحمد عصام الدين نائب محافظ الإسماعيلية، أكرم الشافعي رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية المصرية بالإسماعيلية، دكتور محمد أبونار المستشار الاقتصادي لمحافظ الإسماعيلية، وحسن الرداد مدير مديرية العمل، د.محمد شطا مدير مديرية الزراعة، ومروة كامل مدير إداراة العلاقات الخارجية، م.تامر العطار مدير إدارة الاستثمار، اشرف سليمان مدير السياحة، مروة محسن مدير إدارة البيئة، خالد الزهداني نائبا عن المنطقة الحرة الاستثمارية، محمد عبد القادر مدير المنطقة الصناعية بالإسماعيلية، ولاء محمد مدير المنطقة الصناعية بالقنطرة شرق، دعاء علي مدير جهاز تشغيل الشباب، د.رشا فرحان مدير مكتب المتابعة، اميمة حفني مدير وحدة تنظيم المخلفات.
وجاءت هذه الزيارة ضمن جهود دعم التوجهات التنموية للدولة المصرية، وتماشيًا مع رؤية مصر ٢٠٣٠، حيث ناقش الجانبان خلال اللقاء الفرص المتاحة للاستثمار بمحافظة الإسماعيلية في قطاعات الزراعة والصناعة والسياحة، وسبل تهيئة المناخ المناسب لجذب الاستثمارات الأوروبية وتبادل الخبرات في المجالات ذات الاهتمام المشترك.
وقد بدأت الجلسات الرسمية للزيارة بعرض تعريفي شامل عن محافظة الإسماعيلية، تناول الموقع الجغرافي الاستراتيجي المميز للمحافظة كبوابة شرق القناة، وتنوع مواردها الطبيعية، والبنية التحتية الحديثة التي تشهد تطورًا ملحوظًا في مختلف القطاعات.
كما تم استعراض أهم المقومات التي تجعل من الإسماعيلية وجهة واعدة للاستثمار كونها إحدى القلاع الاقتصادية الصاعدة في منطقة إقليم قناة السويس، حيث تتمتع بمقومات اقتصادية متنوعة تتيح لها فرصًا واعدة لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.
وتكمن أبرز هذه المقومات في موقعها الاستراتيجي المحوري حيث تتميز بقربها من محور قناة السويس، واحتضانها عددًا من المناطق الصناعية والمناطق اللوجستية، ما يجعلها بيئة جاذبة للاستثمار، خاصة في مجالات النقل البحري والصناعات الغذائية واللوجستيات، كما تضم المدينة عددًا من المناطق الصناعية النشطة التي تحتضن العديد من المصانع في مجالات الصناعات الغذائية، والدوائية، والبلاستيكية، والمعدنية، إلى جانب المشروعات الصغيرة والمتوسطة المدعومة بجهود الدولة في التمكين الاقتصادي.
بجانب استعراض مقومات الاستثمارات الزراعية والمتمثلة في توافر مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة، واعتدال المناخ، وتوافر الأيدي العاملة بالإضافة إلى تنوع المحاصيل والمنتجات الزراعية.
وتطرق الحديث إلى المقومات السياحية الفريدة التي تتمثل في شواطئ البحيرات، والمناطق الأثرية، والطابع البيئي المميز، فضلًا عن الزخم الثقافي الذي تحظى به المحافظة من خلال أنشطتها الفنية والمهرجانات والتراثية المتنوعة.
وأكد اللواء أكرم جلال خلال اللقاء على أن الإسماعيلية ترحب بكافة أوجه التعاون مع شركاء التنمية من الاتحاد الأوروبي، مشددًا على أن المحافظة تعمل جاهدة على توفير التسهيلات اللازمة للمستثمرين، وتذليل العقبات أمام المشروعات الجادة التي تعود بالنفع على أبناء المحافظة.
مشيرًا إلى توجه محافظة الإسماعيلية نحو الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة، من خلال السعي نحو فرص استثمارية في مجال إدارة المخلفات وإعادة تدويرها، والتكنولوجيا الزراعية، الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى تطوير وتأهيل العمالة المدربة لتوفير فرص عمل داخل وخارج مصر، خاصة في ضوء اهتمام الاتحاد الأوروبي بهذه المجالات.
من جانبهم، أعرب أعضاء الوفد الأوروبي عن سعادتهم بزيارة الإسماعيلية، وإعجابهم بالمقومات التنموية التي تم عرضها، مؤكدين حرص الاتحاد الأوروبي على تعزيز التعاون مع مصر، بما يسهم في دعم التنمية المستدامة وخلق فرص عمل جديدة.
وفي ختام اللقاء، قام الجانبان بتبادل الهدايا التذكارية، تأكيدًا على عمق العلاقات والشراكة المتنامية بين محافظة الإسماعيلية والاتحاد الأوروبي.
وتأتي هذه الزيارة في سياق اهتمام الاتحاد الأوروبي بتوسيع شراكاته في المنطقة، واستكشاف فرص التعاون الاقتصادي، خاصة تلك التي تمتلك إمكانات استثمارية واعدة كمحافظة الإسماعيلية.