محللون إسرائيليون: قصف سوروكا غير مؤكد والهدف قد يكون عسكريا
تاريخ النشر: 20th, June 2025 GMT
شكك محللون وخبراء إسرائيليون في ادعاء تل أبيب أن طهران استهدفت مستشفى سوروكا في بئر السبع أو المدنيين في إسرائيل بشكل متعمّد.
وأمس الخميس، قال مسؤولون ووسائل إعلام إسرائيلية إن أحد الصواريخ الإيرانية أصاب مستشفى سوروكا في بئر السبع (جنوبي إسرائيل)، الذي يعمل على إسعاف الجنود المصابين في غزة، وأدى لانهيار مبنى فيه بالكامل.
واتهمت إسرائيل طهران بتعمّد استهداف المستشفى، وتوعّد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية– إيران بدفع الثمن، في حين حمّل وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس المرشد الإيراني علي خامنئي المسؤولية، وقال إنه يجب ألا يظل على قيد الحياة.
بدوره، قال الصحفي في جريدة هآرتس أوري مسغاف إن إسرائيل هي من جعلت من قصف المستشفيات واستهداف المنشآت الطبية أمرا عاديا في قطاع غزة.
وجاء تعليق مسغاف ردا على تصريحات وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ومسؤولين إسرائيليين آخرين، مفادها بأن "النازيين هم فقط من يهاجمون المستشفيات".
بدوره، رجّح محلل الشؤون العسكرية في القناة الـ13 الإسرائيلية ألون بن دافيد أن يكون هدف الصاروخ الإيراني مقر قيادة الجبهة الجنوبية التابع للجيش الإسرائيلي، القريب من المستشفى ويبعد عنه 1.5 كيلومتر فقط.
ووفق بن دافيد، فإن الصواريخ الإيرانية دقيقة نسبيا، لذلك "لا تسقط في مناطق مفتوحة، وإنما في المناطق التي وجّهت إليها"، مشيرا إلى هامش خطأ لديها يعتمد على نوع الصاروخ، ويتراوح بين 500 متر وكيلومتر.
من جانبه، أعرب أساف كوهين، وهو نائب قائد وحدة 8200 الاستخبارية سابقا، عن قناعته بأن إيران لا تستهدف عن قصد تجمعات سكنية، مرجحا أنها وجهت صواريخها في معظم المرات نحو أهداف عسكرية وتكنولوجية.
وحسب كوهين، فإن إيران دولة ذات سيادة، وهي تقصف أهدافا أمنية ردا على قصف إسرائيل أهدافا أمنية على أراضيها، لكن صواريخها "ليست دقيقة مثل صواريخ الجيش الإسرائيلي، لذلك تنحرف وتصيب أهدافا مدنية".
إعلانفي المقابل، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن قصف بئر السبع استهدف مقر القيادة والاستخبارات الكبرى للجيش الإسرائيلي الواقع قرب مستشفى سوروكا.
وأشار عراقجي إلى أن الأضرار التي لحقت بالمستشفى سطحية وفي جزء صغير منه، لافتا إلى أن المستشفى كان قد تم إخلاؤه إلى حد كبير في وقت سابق.
ومنذ فجر 13 يونيو/حزيران الجاري تشن إسرائيل هجمات واسعة النطاق على إيران، استهدفت منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين، وردّت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
إيران تطلق 3 أقمار اصطناعية جديدة من قاعدة روسية وسط توتر مع الغرب
تواصل إيران خطواتها المتسارعة في مجال التكنولوجيا الفضائية، مع إعلان وسائل إعلام إيرانية عن موعد جديد لإطلاق ثلاث أقمار اصطناعية محلية الصنع إلى الفضاء بالتعاون مع روسيا، في خطوة تعكس الشراكة التقنية بين البلدين وسط تصاعد الضغوط الغربية على طهران.
وذكرت وكالة "نور نيوز" القريبة من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الخميس، أن صاروخا روسيا من طراز "سويوز" سيحمل الأقمار الإيرانية الثلاثة إلى المدار الأرضي في 28 كانون الأول / ديسمبر الجاري، انطلاقا من قاعدة فوستوتشني الفضائية الواقعة في أقصى الشرق الروسي.
وبحسب الوكالة، فإن هذه الدفعة الجديدة من الأقمار تأتي ضمن برنامج واسع تسعى من خلاله طهران إلى تعزيز قدراتها في الاستشعار عن بعد ومراقبة الموارد الطبيعية، إذ ستستخدم في الزراعة وإدارة المياه والرصد البيئي وتتبع التغيرات المناخية، إلى جانب تطوير أدوات دقيقة لمراقبة الأراضي الزراعية والكوارث الطبيعية.
تعميق التعاون الفضائي بين طهران وموسكو
ويعد هذا الإطلاق جزءًا من تعاون متنام بين إيران وروسيا في المجال الفضائي، حيث لجأت طهران خلال السنوات الأخيرة إلى التكنولوجيا الروسية لتجاوز العقوبات الغربية التي تعيق وصولها إلى المعدات والأنظمة الفضائية المتقدمة.
وكانت موسكو قد أطلقت في تموز / يوليو الماضي قمرًا اصطناعيًا إيرانيًا مخصصًا للاتصالات، ما اعتبر حينها نقلة مهمة في قدرات إيران على توفير بنى تحتية اتصال متطورة خارج نطاق الأقمار التجارية الغربية، وأكدت طهران حينها أن هذه الأقمار تساعدها في تحسين شبكات الاتصالات المدنية، بينما عبّرت مصادر غربية عن مخاوف من احتمال استخدامها أيضًا في أغراض مراقبة عسكرية.
أهداف مزدوجة.. مدنية وتكنولوجية
وتمثل الأقمار الجديدة خطوة مهمة في سعي البلاد لتحقيق "استقلال تقني" في مجالات مرتبطة بالأمن الغذائي ومراقبة البيئة، عبر توفير صور عالية الدقة للغطاء النباتي، ورصد التصحر، وتحليل الموارد المائية، وهي ملفات حساسة تواجهها إيران نتيجة سنوات من الجفاف وتراجع منسوب الأنهار.
كما يُتوقع أن تساهم المعلومات التي ستجمعها هذه الأقمار في تطوير استراتيجيات وطنية لمكافحة التلوث وتحسين إدارة المدن، خصوصًا في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
وكانت شركة "أميد فضاء" الإيرانية، العاملة في القطاع الخاص، قد بدأت مسارها الفضائي عام 2019 عندما شرعت في تطوير قمر "كوثر"، وتمكنت من الانتهاء منه بعد أربع سنوات من العمل المتواصل، واستنادا إلى الخبرة التقنية التي اكتسبتها خلال هذا المشروع، استطاعت الشركة إنجاز القمر الثاني "هدهد" خلال عام واحد فقط.