خطيب الجامع الأزهر يحذر من الانسياق وراء الشائعات المغرضة
تاريخ النشر: 20th, June 2025 GMT
ألقى خطبة الجمعة اليوم بالجامع الأزهر أ.د ربيع الغفير، أستاذ اللغويات المساعد بجامعة الأزهر، ودار موضوعها حول "العام الهجري ووحدة الأمة"، مؤكدا أهمية التمسك والوحدة لتحيق العزة والريادة للأمة الإسلامية، وبدونهما ستصبح أمة عالة على الأمم، كما أن الإيمان الصادق والتمسك بمنهج الحق سبحانه وتعالى، هو الذي مكن الأمة الإسلامية في أول عهدها، من تحقيق مكانة عريقة بين الأمم، مما سهل بروز الحضارة الإسلامية وانتشارها في جميع أقطار الدنيا، وهجرة النبي ﷺ، كانت تحضيرا للمشهد العظيم الذي ظهرت عليه الأمة الإسلامية فيما بعد، وما أحوجنا في هذه الأيام أن نستلهم من دروس هجرة سيدنا رسول الله ﷺ، لنتغلب على التحديات التي تقف حجر عثرة اليوم في سبيل استقرار الأمة وأمنها.
وشدد الدكتور ربيع الغفير على ضرورة أن يستشعر كل فرد من أفراد هذه الأمة اليوم الخطر الذي يحيق بالأمة من كل جانب، وعليه أن يقوم بدوره على أكمل وجه من أجل حماية وطنه والحفاظ على مجتمعه، لأن المنعطف جد خطير، ولا يمكن تجاوزه إلا بتماسك الأمة ووحدتها، وصبر وجلد أبنائها، لأن أيام المخاطر ليست كغيرها من الأيام، نظرًا لما تقضيه من صبر وتحمل وتغليب المصلحة العامة، والبعد عن إثارة البلبلة والتأكد من كل ما يقوله ويردد حتى لا يكون سببًا في انتشار الشائعات التي تضعف الجبهة الداخلية للمجتمعات.
وأوصى خطيب الجامع الأزهر أبناء الأمة في كل مكان، بضرورة التسلح بالإيمان والصدق في كل شيء، لأن النبي ﷺ في كل الآيات التي بلغها عن ربه -جلا وعلا-، التي وعد فيها -سبحانه وتعالى- عباده بالنصر، كانت مشروطة بالإيمان، قال تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾. ومنها قوله تعالى: ﴿إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا ۚ سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ﴾، وما انتصر المسلمون الأوائل على مثل ما نشاهده اليوم هجمات بربرية من قبل المغول والتتار إلا بفضل إيمانهم ووحدتهم، وهو ما نحتاجه اليوم من أجل أيقاف تلك الهجمات الوحشية، طالبا من أبناء الأمة الإسلامية في كل مكان بعدم اليأس والإحباط رغم كل ما يدور حولنا من بشاعة وظلم، لأن الدول وأن ضعفت لكنها لا تموت وبخاصة إن كانت على الحق وسيأتي اليوم الذي ينتصر فيها أصحاب الحق وتعود الحقوق لأصحابها.
الانسياق وراء الشائعات المغرضةوفي ختام الخطبة دعا خطيب الجامع أبناء الأمة إلى أن يتوخوا الحذر إزاء الأحداث التي تجتاح العالم الآن، وأن يعتصموا بحبل الله المتين، وألا يتفرقوا في ما من شأنه أن يشتت الأمة وينشر الفرقة والاختلاف بين أفرادها، يقول تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾، بل يجب علي المؤمنين أن يتحدوا في كل الظروف التي تحيق بالأمة، وعدم الانسياق وراء الشائعات المغرضة، والتحليلات التي ترد من غير أهلها، بل تأتي من كل من هب ودب، وألا ينصاعوا لها، بل عليهم الاعتصام بحبل الله المتين وعدم الاختلاف ففيه الفوز والنصر المبين في الدنيا والآخرة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خطيب الجامع الأزهر الأزهر خطبة الجمعة ربيع الغفير الجامع الأزهر خطیب الجامع
إقرأ أيضاً:
أمين البحوث الإسلامية يتابع سير امتحانات الثانويَّة الأزهريَّة بالمنيا
تفقَّد أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، اليوم، عددًا مِن لجان امتحانات الثانويَّة الأزهريَّة بمحافظة المنيا؛ لمتابعة سير الامتحانات، والاطمئنان على تهيئة الأجواء المناسبة للطلَّاب والطالبات، وذلك خلال جولته الميدانيَّة بالمحافظة.
واطَّلع د. الجندي على الإجراءات التنظيميَّة داخل اللجان، ومستوى الانضباط، والتدابير المتَّبعة لضمان سير الامتحانات بسلاسة، وأثنى على الجهود المبذولة مِن قِبَل القائمين على عمليَّة الامتحانات، مؤكِّدًا أنَّ هذا الانضباط يُعطي صورةً مشرِّفة لأبناء الأزهر الشريف.
وأشار الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة إلى أنَّ الأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب - شيخ الأزهر يُولِي العمليَّة التعليميَّة أهميَّةً كبرى، بوصفها ركيزةً أساسيَّةً في إعداد أجيال قادرة على حَمْل رسالة الوسطيَّة، والتفاعل الإيجابي مع قضايا العصر، مشدِّدًا على ضرورة استمرار الدَّعم النَّفْسي والمعنوي للطلَّاب، وتوفير كل السُّبُل التي تُمكِّنهم مِن أداء الامتحانات في أجواء هادئة.
كما حثَّ الدكتور الجندي أبناءَه الطلَّاب والطالبات على الجِدِّ والاجتهاد، والاستفادة مِن هذه المرحلة المفصليَّة في حياتهم العِلميَّة، داعيًا لهم بالتوفيق والسَّداد، وأنْ يكونوا على قَدْر المسئوليَّة في تمثيل الأزهر عِلمًا وخُلُقًا.