صحيفة الخليج:
2025-08-08@20:47:36 GMT

أين الشعراء؟

تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT

وسط التحولات الإعلامية المتسارعة التي يعيشها العالم اليوم، حيث تتصدّر المشهد تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومنصات التواصل الاجتماعي، وصنّاع المحتوى، غابت فئة كان لها دور جوهري في تشكيل الوعي العام منذ فجر التاريخ، فئة لم تكن فقط جزءاً من الإعلام، بل كانت أساسه الحقيقي... إنهم الشعراء.
قبل أن تُخترع أدوات التصوير، وقبل أن يُعرف الميكروفون والاستوديو والبرامج الحوارية، كان الشاعر هو المصدر الأول للأخبار، والناقل الفوري للحدث، لم تكن القصيدة مجرد وسيلة للتعبير الجمالي، بل كانت خطاباً إعلامياً متكاملاً، يصنع الرأي العام، ويوثّق المواقف.


كان الشعر الوسيلة الأهم لنقل المعلومة، وحفظ الرواية، وكان الشاعر يُستدعى في المحافل الكبرى، لأنه يحمل السلاح الأقوى: الكلمة.
في العصر الجاهلي، كانت القصائد تُستخدم للفخر وتسجيل الانتصارات، وفي صدر الإسلام، برز شعراء تركوا بصمتهم الواضحة في المشهد الدعوي، وعلى رأسهم حسان بن ثابت، الذي اشتهر بلقب «لسان الدعوة»، لم يكن دوره مجرد شاعر في ساحة أدبية، بل كان صوته الإعلامي يحمل مضامين الدعوة، ويدافع عن الإسلام بالكلمة، كما كان الصحابة يدافعون عنه بالسيف، كان ينظم القصائد للرد على الهجمات اللفظية، ويعزز مواقف المسلمين في أسلوب بلاغي قوي.
وفي العصرين الأموي والعباسي، تحوّل الشعر إلى أداة إعلامية راقية، تؤرّخ للواقع بأسلوب أدبي خالد،
لم تكن القصيدة مجرد مدح أو هجاء، بل كانت نافذة سياسية وثقافية، يلتفّ حولها الناس كما يلتفون اليوم حول المنصات المرئية، وكان الخلفاء يحيطون أنفسهم بالشعراء تماماً كما يحيط القادة اليوم أنفسهم بالصحفيين ومستشاري الإعلام.
ورغم هذا التاريخ العريق، تراجع دور الشعراء في زمننا الحاضر، لا لقصورٍ في أدواتهم، بل لأن الضوء الإعلامي اتجه نحو من يُجيدون الحضور أمام الكاميرا أكثر ممن يُجيدون التعامل مع المعنى واللغة.. تغيّرت المعايير، وأصبح البقاء للأكثر ظهوراً، لا للأكثر تأثيراً، فابتعد الشعر عن الناس، وتوارى الشعراء خلف جدران الاحتفالات الرسمية.
في زمن السرعة والمشاهد القصيرة، لم يعد هناك متسع للتأمل في بيتٍ من الشعر، أو التوقف أمام صورة بلاغية تحكي قصة أمة، أصبح النص السطحي هو الملك، والصورة اللامعة تطغى على المعنى العميق، وابتعد الجمهور شيئاً فشيئاً عن النصوص التي تحتاج إلى تذوق ووعي وهدوء.
لا نريد أن يبقى الشعر حبيس قاعات الاحتفالات، ولا حكراً على أعمدة المجلات المتخصصة، بل نريده أن يعود حياً في وجدان الناس، ناطقاً بلغتهم، قريباً من واقعهم، ما نحتاج إليه هو حضور حقيقي للشعراء في المشهد الإعلامي، كشركاء في التأثير، لا كضيوف شرف عابرين.
وفي زمن أرهقته السرعة وسطّحت فيه المعاني، ربما حان الوقت لنعود إلى من بدأوا الحكاية... إلى الشعراء.

[email protected]

اطبع المقال محمد سعيد القبيسي تابعوا حساب "الخليج" على منصة غوغل نيوز التقييمات 0 Rate قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات https://www.alkhaleej.ae/node/5969311 عن الكاتب محمد القبيسي كاتب المزيد من الآراء كلمات محمد القبيسي ديون المتقاعدين كلمات محمد القبيسي هدايا القيادة وفرحة العيد كلمات محمد القبيسي من متقاعد إلى ملهم كلمات محمد القبيسي هل البساطة مخجلة؟ إشترك بالنشرة الدورية للاشتراك بالنشرة الدورية يرجى إدخال بريدك الإلكتروني لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج" اشترك مقالات أخرى للكاتب كلمات ديون المتقاعدين كلمات هدايا القيادة وفرحة العيد كلمات من متقاعد إلى ملهم كلمات هل البساطة مخجلة؟ قد يعجبك ايضا عادي العرب قصف إسرائيلي مكثف على غزة.. ومجازر بين الجياع والنازحين عادي أخبار من الإمارات «ديوا» و«مايكروسوفت» تناقشان حلولاً رقمية لدعم الاستدامة عادي العالم مؤشرات على انتهاك إسرائيل لاتفاق الشراكة مع الاتحاد الأوروبي عادي أخبار من الإمارات «الواعد الصغير» ينطلق في رأس الخيمة عادي العالم معركة تجسس معقدة واختراقات تحرِّك حرب إيران وإسرائيل عادي العالم الاجتماع الأوروبي الإيراني يفتح نافذة للدبلوماسية لوقف الصراع المدمر عادي التربية والتعليم جامعة الإمارات الـ 229 عالمياً في تصنيف «كيو إس» عادي أخبار من الإمارات «أولياء أمور الوسطى» يضع خطط عمل للفترة المقبلة قائمة السفلي خدماتنا أعلن معنا الاشتراكات دليل المدينة مواقع أخرى حوارات The Gulf Today مجلة كل الاسرة عن الخليج اتصل بنا إشترك بالنشرة الدورية للاشتراك بالنشرة الدورية يرجى إدخال بريدك الإلكتروني لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج" اشترك اقرأ الصحيفة على مواقيت الصلاة Social icons RSS Youtube Instagram Twitter Facebook Linkedin Nabd

Secondary footer menu سياسة الخصوصية فهرس الموقع وظائف أخبار خاصة © 2025. حقوق النشر محفوظة "لصحيفة الخليج"
شارع الخان، الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، ص.ب. 30
هاتف 0097165777777

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات محمد سعيد القبيسي بل کان

إقرأ أيضاً:

الإمارات تشارك في «الألعاب العالمية» بـ 8 رياضيين

دبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة ترامب: قريبون من إبرام اتفاق تجاري مع الصين «التايكواندو» يشارك في 3 منافسات دولية خلال أكتوبر ونوفمبر

تشارك دولة الإمارات في فعاليات النسخة الثانية عشرة من دورة الألعاب العالمية، والتي ستقام في مدينة تشنجدو بجمهورية الصين الشعبية خلال الفترة من 7 إلى 17 أغسطس الجاري، بـ 8 لاعبين ولاعبات في 3 رياضات مختلفة، هي الجوجيتسو، والمواي تاي، والترايثلون.
ويضم منتخبنا الوطني للجوجيتسو 6 لاعبين ولاعبات هم: محمد السويدي (69 كجم)، ومهدي العولقي (77 كجم)، وسعيد الكبيسي (85 كجم)، وأسماء الحوسني (52 كجم)، وشمسة العامري (57 كجم)، وشما الكلباني (63 كجم).
كما تشارك مريم الشامسي في منافسات رياضة الترايثلون، فيما يخوض محمد تويزي منافسات المواي تاي.
وكانت إدارة الشؤون الفنية والرياضية باللجنة الأولمبية الوطنية قد عقدت اجتماعاً مشتركاً مع الاتحادات الرياضية المشاركة باستخدام تقنية الاتصال المرئي، لاستعراض الاستعدادات الأخيرة قبل خوض غمار الحدث العالمي، بمشاركة أكثر من 5000 رياضي من 118 دولة، يتنافسون في 34 رياضة متنوعة.
ويشرف على تنظيم دورة الألعاب العالمية الحدث متعدد الرياضات، الذي يُقام كل أربع سنوات، الاتحاد الدولي للألعاب العالمية، وهي منظمة معترف بها من قبل اللجنة الأولمبية الدولية، ويضم في عضويته 40 اتحاداً رياضياً دولياً.
وحققت الإمارات 12 ميدالية في تاريخ المشاركات بدورات الألعاب العالمية التي استهلتها بالنسخة الثامنة عام 2009 في تايوان، حيث حصدت الميدالية البرونزية في مسابقة السنوكر عن طريق محمد شهاب، فيما نجح فيصل الكتبي لاعب منتخبنا الوطني للجوجيتسو في التتويج بالميداليتين الذهبية والفضية في النسخة العاشرة التي أقيمت ببولندا عام 2017.
كما أضاف منتخبنا الوطني للرياضات الجوية بذات النسخة الميدالية البرونزية بمسابقة القفز المظلي لفئة المختلط، فيما شهدت مشاركتنا بالنسخة الماضية عام 2022 في برمنغهام بالولايات المتحدة الأميركية أفضل حصاد على مدار جميع النسخ، برصيد 8 ميداليات ملونة، بواقع ذهبيتين وفضية و5 ميداليات برونزية، جاءت عن طريق رياضات الجوجيتسو، والمواي تاي، والقفز المظلي الحر.
وتقدمت الإمارات 10 مراكز في جدول الميداليات التراكمي لدورات الألعاب العالمية في المركز الـ 56 عقب نهاية النسخة الحادية عشرة ببرمنجهام، من بين 101 دولة، في حين احتفظت إيطاليا بصدارة الترتيب التراكمي للدورات، وإجمالي عدد الميداليات برصيد 490 ميدالية، على الرغم من تحقيقها المركز الرابع في نسخة برمنجهام 2022 برصيد 49 ميدالية.

مقالات مشابهة

  • برنامج شاعر المليون الموسم الثاني عشر يستعد لانطلاق جولات مقابلات الشعراء
  • الصف التاسع إلى نقل عادي؟ استطلاع رسمي يظهر تأييدا واسعا، والوزارة توضح
  • 9 كلمات تقضي حاجتك يوم الجمعة.. داوم عليها
  • كلمات دعم للراسب في التوجيهي
  • وفد كأس الخليج يبدي رضاه عن نادي زاخو لاستضافة مباريات البطولة
  • كلمات صامتة… وتاريخ لا يُنسى: أروى حميدان التركي تُعلن العودة برسالة موجزة
  • دلال محمد: تعطير الشعر وهو رطب يتلفه .. فيديو
  • محمد بن زايد يزور روسيا الخميس.. وهذا ما سيبحثه مع بوتين
  • دعاء يحفظ من الحوادث والمصائب المفاجئة.. كلمات رددها النبي
  • الإمارات تشارك في «الألعاب العالمية» بـ 8 رياضيين