كاتب أميركي: 4 أسئلة حاسمة على ترامب التفكير فيها قبل الضربة
تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT
يقول الكاتب دانيال بايمن إن على الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يجيب على 4 أسئلة رئيسية قبل الإقدام على أي عمل عسكري ضد إيران.
وحذر في مقال له نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية من أن أي خطة لضرب إيران تتطلب تفكيرا عميقا حول التكاليف والمخاطر، مشيرا إلى أن ترامب منح نفسه مهلة أسبوعين مع تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران.
وفيما يلي الأسئلة الأربعة التي يعنيها الكاتب:
1. ما الهدف من العملية الأميركية؟ذكر بايمن أن الأهداف المحتملة تتراوح بين محدودة وواسعة النطاق. والهدف المباشر والأكثر إلحاحا هو تدمير البرنامج النووي الإيراني أو عرقلته بشكل كبير، خاصة أن إسرائيل رغم نجاحها في ضرب منشأة "نطنز"، لم تمسّ منشأة "فوردو" شديدة التحصين.
ويمكن للولايات المتحدة، وفقا للكاتب، أن توسّع أهدافها لتشمل تقويض النظام الإيراني نفسه، من خلال ضرب الجيش والبنية التحتية الإيرانية، ما قد يزيد الضغط على طهران لتقديم تنازلات نووية وربما وقف دعمها للجماعات الوكيلة.
أما الخيار الأقصى، يقول الكاتب، فهو تغيير النظام، وهو خيار لم يُعلن رسميا، لكنه مطروح ضمنيا، مضيفا أن تنفيذ مثل هذا الهدف دون غزو شامل سيكون صعبا جدا، وغالبا ما يؤدي إلى نتائج عكسية.
2. كيف ترد إيران؟
ويرجّح الكاتب أن ترد إيران على أي هجوم بمحاولة استهداف أميركيين، سواء عبر وكلائها في الشرق الأوسط أو من خلال عمليات "إرهابية" دولية، مشيرا إلى أن ذلك عمل قد يوحّد العالم ضدها. وقد تشمل الردود أيضا مهاجمة حلفاء واشنطن في المنطقة، خصوصا من يساهمون في تسهيل الضربات.
ورغم أن بعض وكلاء إيران قد تعرّضوا لضربات قوية ويبدون حذرين حاليا، فإن إيران قد تدفعهم لتنفيذ ردود رمزية على الأقل.
ويستطرد بايمن بأن أحد الخيارات الخطيرة أيضا هو استهداف تدفق النفط في الخليج، رغم أن ذلك قد يضرّ باقتصاد إيران نفسه ويوحّد خصومها ضدها، وقد تكتفي طهران بالتهديد، مما قد يرفع أسعار النفط مؤقتا ويضغط اقتصاديا على الأسواق العالمية.
إعلان 3. ما العواقب طويلة الأمد؟ويحذر الكاتب أيضا من أنه حتى لو انتهت الحرب المفتوحة في غضون أسابيع، فإن تبعاتها قد تمتد لسنوات. ومن أبرز المخاوف إمكانية تسريع إيران جهودها نحو امتلاك سلاح نووي، خاصة إذا انسحبت من معاهدة عدم الانتشار النووي وبدأت برنامجا سريا خارج رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ومن الصعب ضمان رصد جميع أنشطة التسلّح، حتى لو كانت لدى إسرائيل وأميركا قدرات استخباراتية متقدمة، يقول بايمن.
وكذلك، قد تشن إيران هجمات انتقامية بعد انتهاء الحرب بمدة طويلة، مثلما حاولت اغتيال جون بولتون بعد عام من مقتل قاسم سليماني القائد السابق لـفيلق القدس الإيراني.
4. ما التكاليف البديلة لهذه العملية؟
ويؤكد الكاتب أن تركيز الولايات المتحدة على إيران يُضعف أولوياتها الإستراتيجية في آسيا، حيث يجب أن تركّز على مواجهة الصين، كما أن الموارد العسكرية والوقت السياسي الذي تُخصصه واشنطن لأزمة إيران، يستهلك ما هو مخصص لقضايا كبرى مثل تايوان أو بحر جنوب الصين. أما الحرب في أوكرانيا، فقد أصبحت شبه منسية في ظل الأزمة الإيرانية المتصاعدة.
ويلفت بايمن الانتباه إلى أن الحرب مكلفة أيضا من الناحية المالية، فبينما كلّف التدخل ضد الحوثيين في اليمن أكثر من مليار دولار، فإن أي عملية ضد إيران ستكون أكثر تعقيدا وتكلفة، كما ستضطر واشنطن إلى استنفاد علاقاتها وتحالفاتها لتأمين الدعم، ما قد يترك تأثيرا على ملفات أخرى.
وأضاف بايمن أنه إذا تبيّن لترامب أن الأهداف العسكرية قابلة للتحقيق، وأن الرد الإيراني يمكن احتواؤه، وأن العواقب طويلة الأمد ليست مدمرة، وأن التكاليف البديلة ليست باهظة، فقد يُعد الهجوم على إيران خيارا إستراتيجيا مبررا.
وختم بأن النجاح لن يُقاس بالضربات الأولى، بل بوجود خطة واضحة لتحويل المكاسب الميدانية إلى نفوذ سياسي طويل الأمد، مع إدراك الرأي العام والكونغرس لحجم التضحيات المطلوبة، فالحرب مع إيران، إن بدأت، لن تكون لحظة تكتيكية عابرة، بل بداية لإستراتيجية ممتدة لسنوات.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إعلام أمريكي: ترامب يُمهل إيران ويُجمّد الضربة العسكرية مؤقتًا
نقلت شبكة "سي بي إس" الأمريكية، عن مسؤول أمني رفيع وآخر في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، أن الرئيس دونالد ترامب قرر إرجاء تنفيذ الضربة العسكرية ضد إيران، مشترطًا تخلي طهران عن برنامجها النووي كشرط أساسي لوقف التصعيد.
وأشارت الشبكة إلى أن المبعوث الأمريكي الخاص للملف الإيراني، ستيف ويتكوف، واصل التواصل مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي خلال الأيام الماضية، حتى في ظل بحث ترامب توجيه ضربة عسكرية لطهران، ما يعكس استمرار المساعي الدبلوماسية خلف الكواليس.
تضارب في التسريبات وتصعيد متأرجحويأتي هذا التطور بعد ساعات فقط من نشر صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرًا قالت فيه إن ترامب أبلغ مساعديه بموافقته على خطط توجيه ضربة لإيران، لكنه لم يُصدر الأمر بالتنفيذ، في انتظار ما ستؤول إليه مواقف طهران خلال الأيام المقبلة بشأن برنامجها النووي.
وفي مقابلة مع موقع "أكسيوس"، قال ترامب إن الهجوم الإسرائيلي الواسع على إيران قد يعزز فرص التوصل إلى اتفاق نووي جديد بين واشنطن وطهران، موضحًا أن التصعيد العسكري ربما يضعف موقف القيادة الإيرانية ويدفعها إلى التفاوض بجدية.
وأضاف ترامب: "لا أعتقد أن الضربة الإسرائيلية تُعرقل مسار المفاوضات النووية، بل على العكس، ربما تُجبر الإيرانيين على العودة إلى طاولة الحوار".
ضغوط سياسية ودبلوماسية متوازيةويرى مراقبون أن إدارة ترامب تسعى لاستخدام الضربة الإسرائيلية كورقة ضغط لدفع إيران إلى تقديم تنازلات في الملف النووي، دون التورط المباشر في نزاع عسكري شامل، لا سيما في ظل المواقف المتباينة داخل البنتاجون بشأن جدوى التدخل العسكري في هذه المرحلة الحساسة.
وفي ظل هذه الأجواء، تزداد الدعوات الدولية للتهدئة والحوار، بينما تُبقي واشنطن خياراتها مفتوحة بين التصعيد العسكري والتسوية الدبلوماسية، وسط ترقب لموقف إيران النهائي من شروط ترامب.