وقعت سفيرة الولايات المتحدة بالإنابة لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، في ما وصفه مراقبون بـ"الزلّة الفريودية"، حين قالت إن "حكومة إسرائيل تنشر الفوضى والرعب"، قبل أن تتدارك عبارتها بسرعة وتوضح بأنها كانت تقصد "حكومة إيران".

الحدث وقع خلال جلسة طارئة لـ مجلس الأمن الدولي بتاريخ 20 يونيو 2025، عُقدت على خلفية التصعيد العسكري المتسارع بين إسرائيل وإيران.

وقد حازت الكلمة التي ألقتها شيا اهتماماً لافتاً، ليس فقط بسبب مضمونها، بل بسبب تلك اللحظة التي لفتت انتباه الصحفيين والمراقبين الدوليين، عندما نطقت بعبارة قد تُفهم، رغم تصحيحها، كمؤشر على مواقف دفينة أو انتقادات مكتومة.

الولايات المتحدة تفرض عقوبات جديدة على إيراننتنياهو: الولايات المتحدة تساعد إسرائيل بشكل كبير في الصراع مع إيران

المشهد كان دقيقاً، في جلسة يشوبها التوتر، تبادل الاتهامات، تصاعد المخاوف من حرب إقليمية شاملة، وأمام هذا المناخ، جاء الخطأ اللغوي في وقت غير مناسب إطلاقاً. 

فبينما كانت “شيا” تهاجم إيران وتتهمها بتقويض استقرار المنطقة ودعم الإرهاب، انزلقت لسانها، لتصيب حليفة بلادها الأقرب – إسرائيل – بنفس التهم، ما شكل ارتباكاً في أروقة الجلسة، قبل أن تُسارع لتوضيح أنها "كانت تقصد إيران، دون سواها".

US representative to the UN Dorothy Shea:

"Israel's government has also spread chaos, terror and suffering throughout the region..."

Awkward pause.

"Iran's government has also spread chaos, terror and suffering throughout the region..."

It's always foreign policy that brings… pic.twitter.com/W5UMV52rVn

— Margarita Simonyan (@M_Simonyan) June 20, 2025

هذا الخطأ، رغم تصحيحه، فتح الباب أمام سلسلة من التحليلات والتعليقات. فقد رآه البعض زلّة عابرة في سياق خطاب متوتر، بينما اعتبره آخرون دليلاً على تململ داخلي غير معلن داخل الإدارة الأمريكية من سياسات إسرائيل، أو على الأقل، على ارتباك في الخطاب الأمريكي حينما يتعلق الأمر بتوصيف دور الحلفاء والخصوم في المنطقة.

انتشر المقطع للواقعة على وسائل التواصل الاجتماعي، كالنار في الهشيم. وانقسمت ردود الفعل بين ساخرين وجدوا في الزلة "حقيقة خرجت دون قصد"، وبين متعاطفين يرون أن مثل هذه الأخطاء لا تعني شيئاً إن لم تقترن بتغيّر فعلي في المواقف والسياسات.

أما على الصعيد الرسمي، فقد سارعت الولايات المتحدة إلى التأكيد أن الدعم لإسرائيل "ثابت لا يتزعزع"، وأن تصريحات السفيرة شيا تم تصحيحها فوراً، ولا تعكس أي تحوّل في النهج الأميركي. بل إن واشنطن أعادت التشديد على أن إيران، لا غيرها، هي مصدر "الفوضى والإرهاب" في الشرق الأوسط، خاصة عبر دعمها للجماعات المسلحة في لبنان واليمن والعراق، وفق ما ورد في كلمات المندوب الأميركي.

من جانب آخر، استغلت طهران الحادثة إعلامياً، إذ اعتبرت بعض وسائل الإعلام الإيرانية أن ما جرى هو "اعتراف غير مباشر" بالدور الإسرائيلي في زعزعة الاستقرار، حتى وإن جاء عبر زلّة لسان.

وتكشف الحادثة عن عمق الحساسية التي تحيط بالكلمات في العلاقات الدولية، خاصة حينما تصدر من دبلوماسيين يمثلون قوة عظمى مثل الولايات المتحدة. كما تُبرز كيف يمكن لعبارة واحدة، ولو قيلت بالخطأ، أن تهزّ الخطاب السياسي، وتُغذّي الجدل في ساحة متخمة بالتوترات.

وتبقى "زلّة" شيا شاهدًا على أن الدبلوماسية ليست فقط فنّ الإقناع، بل أيضاً فنّ الدقّة، حيث قد تختصر كلمة واحدة موقفًا كاملاً، أو تكشف، ولو للحظة، ما لا يُقال صراحة.

طباعة شارك الزلّة الفريودية سفيرة الولايات المتحدة الأمم المتحدة دوروثي شيا حكومة إسرائيل حكومة إيران مجلس الأمن الدولي مجلس الأمن الدولي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: سفيرة الولايات المتحدة الأمم المتحدة دوروثي شيا حكومة إسرائيل حكومة إيران مجلس الأمن الدولي مجلس الأمن الدولي الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

6 دول عربية كثفت التعاون العسكري سريا مع إسرائيل خلال الحرب على غزة

كشفت صحيفة واشنطن بوست أن ستة دول عربية (الأردن السعودية مصر البحرين الإمارات قطر) وسعت تعاونها العسكري مع الاحتلال خلال السنوات الثلاث الأخيرة نقلا عن مصادر مطلعة.

وقالت الصحيفة، إنه "على الرغم من الإدانة العلنية الشديدة لإسرائيل من قبل الحكومات العربية خلال حرب غزة ، فإن العديد من تلك البلدان نفسها حافظت سرا على تعاون عسكري واستخباراتي وثيق مع إسرائيل".

وبحسب وثائق أمريكية مسربة حصلت عليها الصحيفة والاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين، شاركت ست دول عربية على الأقل في إطار دفاعي إقليمي سري يُعرف باسم "البناء الأمني الإقليمي". وتم إدراج الكويت وسلطنة عمان كشركاء محتملين في المستقبل.

وذكرت الصحيفة، أن الآلية التي أنشئت بالتنسيق مع القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM)، عملت كشبكة سرية لتبادل المعلومات والتدريبات المشتركة والتنسيق العملياتي بهدف مواجهة النفوذ الإقليمي الإيراني وتعزيز العلاقات العسكرية مع إسرائيل.



كما صُنفت جميع الاجتماعات على أنها "مدعومة وسرية"، مع أوامر صارمة تمنع التصوير أو التواصل مع وسائل الإعلام، حتى أن مذكرات داخلية حددت تقديم الطعام الحلال (الكوشير) والقيود الغذائية الدينية، ومنعت تناول لحم الخنزير والمحار في التجمعات بحسب الصحيفة.

وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، أفادت التقارير أن الشبكة نظمت سلسلة من القمم الأمنية الإقليمية والتدريبات - من البحرين والأردن إلى قاعدة العديد الجوية في قطر وفورت كامبل في كنتاكي - حضرها ضباط كبار من إسرائيل والدول العربية والجيش الأمريكي.

وتناولت إحدى الوثائق تدريبات دولية مفصلة حول كشف الأنفاق وتدميرها، وهي نفس التقنية التي تستخدمها حماس في غزة، ووصفت وثيقة أخرى تدريبًا مشتركًا عُقد في مصر في أيلول/ سبتمبر، وشاركت فيه قوات من الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية والأردن ومصر واليونان والهند وبريطانيا وقطر.

وأشارت الصحيفة إلى أن الهدف المعلن للمبادرة هو إرساء تنسيق آني في مجالات الاستخبارات، وربط الرادارات، والاتصالات السيبرانية، وأنظمة الدفاع الصاروخي.

ومنذ عام 2022، دَمجت الدول المشاركة بيانات رادارها وأجهزة استشعارها مع الشبكة الأمريكية لمواجهة الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية.

ولفتت الوثائق إلى أن دولتين عربيتين لم يتم تسميتهما تقاسمتا المعلومات الاستخباراتية بشكل مباشر مع سرب من القوات الجوية الأمريكية، ويستخدم جميع المشاركين الآن منصة دردشة مشفرة للتواصل المباشر مع واشنطن والعواصم الحليفة.

وتصف إحاطات القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) المذكورة في الوثائق إيران ووكلائها الإقليميين بـ"محور الشر"، حيث تُظهر خرائط تُشير إلى التهديدات الصاروخية في غزة واليمن.

وتنظر واشنطن إلى هذا الهيكل كوسيلة لتعزيز رواية "الازدهار والتعاون الإقليميين" ودحض ادعاء طهران بالدفاع عن الفلسطينيين.
كما وُزِّعت المعلومات على أعضاء تحالف "العيون الخمس" الاستخباراتي - الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وكندا، وأستراليا، ونيوزيلندا - مما يُبرز البعد العالمي للمبادرة.

وتشمل الخطط المستقبلية إنشاء "مركز سيبراني للشرق الأوسط" و"مركز دمج معلومات" إقليمي لتسهيل تبادل البيانات آنيًا وتدريب الخبراء الإسرائيليين والعرب على الدفاع الرقمي.

وأفادت التقارير أن السعودية لعبت دورا فاعلا بشكل خاص، حيث زودت إسرائيل وجيرانها العرب بمعلومات استخباراتية حول سوريا واليمن ونشاط داعش.

وتضمن اجتماع رئيسي عُقد في كانون الثاني/ يناير في قاعدة فورت كامبل بولاية كنتاكي تدريبات على تحديد الأنفاق الهجومية وتحييدها، وهو تكتيك شائع في حرب غزة.

وفي إحاطة أخرى، قدم مسؤولون سعوديون وأمريكيون لمحة عامة عن النشاط الروسي والتركي والكردي في سوريا، إلى جانب تحديثات حول التهديدات الحوثية في اليمن وعمليات داعش في العراق وسوريا.

وأشارت الصحيفة، إلى أن العلاقات داخل الحركة شهدت أزمة خلال الشهر الماضي بعد غارة جوية إسرائيلية في الدوحة استهدفت مسؤولين كبارا في حماس حيث فاجأ الهجوم واشنطن وأثار غضب قطر، الوسيط الرئيسي مع حماس والشريك الرئيسي في الآلية السرية.



وبحسب التقرير، ضغط الرئيس دونالد ترامب على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للاعتذار في مكالمة هاتفية من المكتب البيضاوي، والالتزام بعدم تكرار مثل هذا الفعل.

وذكرت مصادر عسكرية أمريكية أن أنظمة الرادار الأمريكية لم ترصد الطائرات الإسرائيلية، لأنها صُممت أساسًا لمراقبة إيران.

وأكدت الوثائق المسربة صراحة، أن هذا التعاون "لا يُشكل تحالفا جديدا"، وأن جميع الاجتماعات يجب أن تبقى سرية، إلا أن القادة العرب واصلوا إدانة إسرائيل علنًا في المحافل الدولية: فقد وصف أمير قطر عملية غزة بأنها "حرب إبادة"، بينما اتهمت المملكة العربية السعودية إسرائيل بـ"تجويع الفلسطينيين والتطهير العرقي".

ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم، إن الوثائق تُظهر أن الدول العربية لا تزال تعتمد على الولايات المتحدة في ضماناتها الأمنية، بينما لا تزال حذرة من قوة إسرائيل.

وصرح البروفيسور توماس جونو من جامعة أوتاوا قائلا: "تخشى دول الخليج من إسرائيل المتفلتة، لكنها تعتمد على الولايات المتحدة، وتخشى من تنامي قوة إيران".

مقالات مشابهة

  • رئيس الولايات المتحدة يصل إلى إسرائيل قبل توجهه إلى مصر للمشاركة في قمة السلام بغزة
  • عاجل | ترامب يغادر الولايات المتحدة لزيارة إسرائيل وحضور قمة شرم الشيخ
  • ترامب يغادر الولايات المتحدة لزيارة إسرائيل وحضور قمة شرم الشيخ للسلام في مصر
  • ترامب يغادر الولايات المتحدة لزيارة إسرائيل وحضور قمة شرم الشيخ
  • إيران تشكك في اتفاق غزة وتتهم واشنطن بالانحياز لـإسرائيل
  • بعد رسوم ترامب الجديدة.. بكين تتهم واشنطن بـ"ازدواجية المعايير"
  • بكين تتهم واشنطن بـ "ازدواجية المعايير" بعد فرض رسوم جديدة على السلع الصينية
  • ما قصة الكلمات المهينة التي وجهها كوشنر إلى عباس؟ (فيديو)
  • 6 دول عربية كثفت التعاون العسكري سريا مع إسرائيل خلال الحرب على غزة
  • قوات أمريكية تصل إلى إسرائيل لبدء عملها في دعم اتفاق وقف إطلاق النار