مدير مكتب الجزيرة بطهران: تراجع الزخم الدبلوماسي ينذر بمستوى جديد من المواجهة
تاريخ النشر: 21st, June 2025 GMT
بعد انتهاء اجتماع جنيف وخروجه بنتائج وصفت بالمتواضعة جدا، يعود الزخم العسكري إلى الواجهة، خاصة مع تحذير جماعة أنصار الله (الحوثيين) بالدخول على خط المواجهة إذا استمر ما سمته "التورط الأميركي" في العدوان على إيران مع العدو الإسرائيلي.
وأعلن الناطق العسكري لجماعة أنصار الله يحيى سريع أن "التورط الأميركي في العدوان على إيران مع العدو الإسرائيلي، سيؤدي لاستهداف السفن والبوارج الأميركية في البحر الأحمر".
ويقول مدير مكتب الجزيرة في طهران، عبد القادر فايز، إن التطورات الحالية والمتلاحقة تأتي بعد تراجع الزخم السياسي والدبلوماسي بعد انتهاء اجتماع جنيف أمس الجمعة، مشيرا إلى أن الجميع بدأ يستعد للمستوى الجديد من المواجهة.
وكشف فايز -استنادا إلى مصادره الرسمية والسياسية في طهران- أن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي عاد من واشنطن وبيده ورقة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب تتضمن 3 مسائل، الأولى تطالب إيران بصفر تخصيب، وثانيا يجب عليها أن تتفاوض على قدراتها الدفاعية وتحديدا لمنظومة الصاروخية، والمسألة الثالثة تتعلق بما تسميها إسرائيل أذرع إيران في الإقليم.
وحسب المصادر ذاتها، فقد ردت إيران على تلك المطالب بـ"لا"، حيث رفضت صفر تخصيب تحت أي شكل من الأشكال.
وقد أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي بينهما أن بلاده لن تتنازل عن حقوقها المعلنة بموجب القانون الدولي في امتلاك القدرات النووية السلمية.
ومن جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من تركيا أن بلاده لن تقبل بأن تتفاوض على منظوماتها الدفاعية والصاروخية.
ويشير مدير مكتب الجزيرة في طهران إلى أن بيان الحوثيين يقول إنهم وإيران في خندق واحد، وإن إيران غير معنية بالتخلي عن حلفائها في هذه المرحلة.
إعلانكما نقل عن مصادر عسكرية قولها إن الحرس الثوري الإيراني معني بإدخال سلاح المسيّرات والذهاب في اتجاه سقف أكثر ارتفاعا في الحرب مع إسرائيل، مرجحا أن توجه إيران هذه الليلة ضربة صاروخية للعمق الإسرائيلي.
قراءة إيجابيةورغم حديثه عن عودة ما سماه "الزخم العسكري" إلى الواجهة، يرجح فايز إمكانية انعقاد اجتماع جنيف 2، لأن الطرفين الإيراني والأوروبي تحدثوا عن ذلك صراحة، مشيرا إلى أن إيران تؤكد أن نافذة الدبلوماسية لا تزال مفتوحة، وأنها قرأت بإيجابية تصريحات ترامب بعد اجتماع جنيف بأنه يفكر بإيقاف الحرب بين طهران وتل أبيب، لكنها لا تعول عليه، بحسب ما كشفت مصادر سياسية لمدير مكتب الجزيرة.
ويذكر أن وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا وممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون السياسية والخارجية أجروا الجمعة الماضي في جنيف محادثات مع وزير الخارجية الإيراني بشأن البرنامج النووي الإيراني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مکتب الجزیرة اجتماع جنیف
إقرأ أيضاً:
فضيحة الهروب الدبلوماسي.. كوريا الجنوبية تقتحم الخارجية في قضية تهريب وزير الدفاع
في تطور لافت يعكس تصاعد الأزمة السياسية في كوريا الجنوبية، اقتحم فريق التحقيق الخاص بقيادة لي ميونغ هيون، صباح اليوم الأربعاء، مبنى وزارة الخارجية في سيول، في إطار التحقيقات الجارية حول "تهريب" وزير الدفاع السابق لي جونغ سوب إلى خارج البلاد بغطاء دبلوماسي.
ووفقاً لما نقلته وكالة "يونهاب"، فإن الاقتحام جاء على خلفية اتهامات تتعلق بالسماح للي جونغ سوب بمغادرة البلاد بصورة مفاجئة العام الماضي، في وقت كان يواجه فيه تحقيقاً بشأن تدخله المزعوم في قضية وفاة غامضة لجندي من مشاة البحرية عام 2023.
وبحسب التحقيقات، فقد تم تعيين لي سفيرًا لدى أستراليا في الرابع من مارس العام الماضي، رغم أنه كان خاضعًا لحظر سفر رسمي. لكن وزارة العدل قامت برفع الحظر في السابع من الشهر ذاته، ما أثار اتهامات بتورط جهات عليا – بينها الرئيس السابق يون سوك يول – في تسهيل خروجه للهروب من العدالة.
وغادر لي البلاد مباشرة بعد رفع الحظر، لكنه عاد بعد 11 يومًا وسط عاصفة من الانتقادات والاتهامات السياسية، حيث اعتبر منتقدون أن تعيينه سفيرًا كان مجرد غطاء لإبعاده عن التحقيقات الحساسة.
وفي خطوة تصعيدية، فتش المحققون اليوم مكاتب كبار مسؤولي الخارجية، بمن فيهم المعنيون بشؤون التعيينات، في محاولة لجمع أدلة حول ما إذا كان التعيين قد تم بغرض التستر السياسي.
هذه الحادثة أعادت إلى الواجهة تساؤلات حادة حول استقلالية القضاء وشفافية التعيينات في المناصب الحساسة، في وقت تمر فيه البلاد بتقلبات سياسية شديدة الحساسية.