الجزيرة:
2025-06-23@23:16:45 GMT

الإضاءة الاصطناعية تطيل عمر النباتات في المدن

تاريخ النشر: 23rd, June 2025 GMT

الإضاءة الاصطناعية تطيل عمر النباتات في المدن

في المدن التي لا تنام، لا تنام النباتات أيضا. هذا ما تكشفه دراسة علمية جديدة نشرت يوم 16 يونيو/حزيران في مجلة "نيتشر سيتيز" حيث رصد فريق من الباحثين تغيرا لافتا في سلوك النباتات داخل المدن الكبرى، سببه الضوء الاصطناعي وحرارة العمران المتزايدة.

وخلصت الدراسة إلى أن موسم النمو في المناطق الحضرية بات أطول بنحو 3 أسابيع مقارنة بالمناطق الريفية، وهو فارق زمني كبير يحمل دلالات بيئية واقتصادية لا يستهان بها.

الدراسة التي غطت 428 مدينة في نصف الكرة الشمالي، من نيويورك إلى بكين، ومن باريس إلى طهران، اعتمدت على تحليل صور الأقمار الصناعية وبيانات دقيقة حول درجات الحرارة القريبة من سطح الأرض وشدة الإضاءة الليلية، إلى جانب مؤشرات نمو النباتات خلال الفترة ما بين عامي 2014 و2020.

في القرى، فإن النباتات تنمو بشكل طبيعي (بيكسابي) عندما تصبح المصابيح بوصلة للنمو

تقول الباحثة الرئيسية في الدراسة "لين مينج" -أستاذة علوم الأرض والبيئة في جامعة فاندربلت الأميركية- إن نتائج الفريق أظهرت أن "الإضاءة الليلية الصناعية ليست مجرد مسألة جمالية أو أمنية في المدن، بل باتت عاملا بيئيا يغير من إيقاع الحياة النباتية".

وتوضح الباحثة في تصريحات لـ"الجزيرة.نت" أن النباتات في المدن تبدأ موسم النمو أبكر بـ12.6 يوما في المتوسط، وتنهيه متأخرا بـ11.2 يوما مقارنة بالريف، ما يعني فعليا أن النباتات الحضرية تنشط نحو 3 أسابيع إضافية سنويا.

وبحسب مينج، فإن التأثير الأوضح للضوء لم يكن في تسريع النمو فحسب، بل في تأخيره للتوقف. "ما أدهشنا هو أن نهاية الموسم في المدن تتأخر بصورة ملحوظة، ما يطيل الفترة التي تنمو فيها الأوراق ويستمر فيها التمثيل الضوئي، وهذا له آثار تراكمية على البيئة".

لم تكتف الدراسة برصد التأثير الزمني، بل قاست قوة الإضاءة الصناعية وتوزيعها الجغرافي، ووجدت أن شدة الإضاءة تتزايد كلما اقتربنا من مراكز المدن، مما يعزز تأثيرها على النبات بشكل تدريجي.

إعلان

ورغم أن المدن الأميركية كانت الأشد سطوعا، فإن بداية موسم النمو كانت أبكر في المدن الأوروبية، تليها الآسيوية، ثم الأميركية. وتشير الدراسة إلى أن نوع المناخ يلعب دورا في هذه الفروق، إذ كان تأثير الضوء الصناعي في تسريع النمو واضحا في المناطق ذات الصيف الجاف أو الشتاء البارد دون فترات جفاف.

الدراسة تطرح أسئلة مهمة حول نباتات المدن (بيكسابي) أسئلة جديدة حول "الليل المضيء"

تفتح هذه النتائج الباب على أسئلة لم تكن تطرح من قبل عند تصميم البنية التحتية للمدن. هل يمكن أن تتداخل الإضاءة الليلية مع النظام البيئي للنباتات؟ وهل يجب علينا إعادة التفكير في طريقة إضاءة شوارعنا وحدائقنا العامة؟ وفقا للمؤلفة الرئيسية للدراسة.

ترى "مينج" أن الجواب نعم، وتضيف: "يجب ألا نغفل أن أنظمة الإضاءة الجديدة -خصوصا مصابيح LED التي أصبحت معيارا عالميا- تبعث أطيافا ضوئية أقرب إلى الطيف الذي تستشعره النباتات، ما يجعل تأثيرها البيولوجي أقوى مما كنا نعتقد".

وتوصي الدراسة بأن يأخذ مخططو المدن في الاعتبار الآثار البيئية للإضاءة، سواء من حيث شدتها أو نوعها، بحيث يتم تطوير تقنيات أكثر "حساسية نباتيا" توازن بين الأمان البشري وسلامة البيئة الحضرية. الأمر لا يتوقف على الحدائق فقط، فمواسم النمو الطويلة قد تعني أيضا تغيرات في أنماط الحساسية لدى البشر، وامتداد فترات انتشار بعض الحشرات، وربما حتى تغيرات في جودة الهواء.

ورغم أن الدراسة ركزت على نصف الكرة الشمالي، فإن نتائجها تكتسب أهمية عالمية، خصوصا مع استمرار التوسع العمراني في الجنوب العالمي، حيث تتزايد كثافة المدن وينتشر الضوء الصناعي بوتيرة سريعة. وفي ظل غياب تخطيط بيئي دقيق، قد تتكرر آثار "الليل المضيء" التي رصدت في باريس وبكين، في مدن مثل لاغوس والقاهرة ونيودلهي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی المدن

إقرأ أيضاً:

«صندوق النقد»: الضربات الأمريكية على إيران تضر آفاق النمو في الاقتصادات الكبرى

حذرت كريستالينا جورجيفا، مديرة صندوق النقد الدولي، من أن الضربات الأمريكية على إيران قد تضر بالنمو الاقتصادي العالمي.

وقالت جورجيفا في مقابلة مع قناة «بلومبرج»، إن الصندوق يراقب أسعار الطاقة عن كثب، محذرة من أن ارتفاع أسعار النفط قد يكون له تأثير ممتد في جميع أنحاء الاقتصاد العالمي.

وأضافت: أن هناك مزيدًا من الاضطرابات التي تؤثر على آفاق النمو في الاقتصادات الكبرى، فعندئذٍ يكون هناك تأثير مُحفِّز يتمثل في تخفيض توقعات النمو العالمي.

كان البرلمان الإيراني صوّت أمس الأحد على إغلاق مضيق هرمز، والذي يمرر خُمس استهلاك النفط العالمي، ويربط الخليج العربي بخليج عُمان وبحر العرب، وذلك ردًا على قصف الولايات المتحدة لإيران.

وقفز سعر النفط في بداية تعاملات اليوم بأكثر من 5% ليصل إلى أعلى مستوى له في خمسة أشهر عند 81.40 دولار، لكنه تراجع قليلًا لاحقًا.

وبحسب تقديرات جديدة من بنك الاستثمار جولدمان ساكس، فإن السعر قد يصل إلى 110 دولارات للبرميل إذا انخفضت تدفقات النفط عبر الممر المائي الحيوي إلى النصف لمدة شهر ثم ظلت منخفضة بنسبة 10% لمدة 11 شهرا تالية.

اقرأ أيضاًسعر الدولار في نهاية تعاملات اليوم الاثنين 23 يونيو 2025

الخطيب: مصر تسمح للشركات الصينية باستخدام اليوان في التعاملات المالية بدعم من المركزي

«تموين الفيوم» تُصادر 18 طن سماد وكمية من السلع منتهية الصلاحية

مقالات مشابهة

  • «صندوق النقد»: الضربات الأمريكية على إيران تضر آفاق النمو في الاقتصادات الكبرى
  • ما كمية الطاقة التي يستهلكها الذكاء الاصطناعي لتقديم إجابة واحدة؟
  • مدير «تنمية الغطاء النباتي» بجازان: نكافح النباتات الغازية لخطورتها على البيئة
  • إرشادات تطيل عمر بطارية الهاتف الذكي
  • البحوث الإسلامية يتفق مع القومي للبحوث الجنائية على تفكيك الموروثات التي تغذي العنف
  • عادات بسيطة تطيل عمر بطارية الهاتف.. تجنب هذه الأخطاء
  • يُبطئ نمو أدمغتهم وأجسامهم.. دراسة صادمة عن النوم المتأخر للأطفال
  • المنشآت النووية الإيرانية تحت القصف.. صور الأقمار الاصطناعية تكشف الأضرار
  • ابتكار سعودي يرصد مخالفات المسار الطارئ بالذكاء الاصطناعي