من أمي يجهل القراءة لكاتب قرآن بالإنجليزية.. قصة الحاج عبدالله مع المصحف
تاريخ النشر: 29th, August 2023 GMT
يجلس مرتديا جلبابا أبيض، أمامه مكتب خشبي صغير يعلو مسافة بسيطة عن الأرض، والبسمة تملأ وجهه الذي غطته تجاعيد ممزوجة بالوقار والحكمة، ويمسك بيده قلما ليكتب القرآن الكريم، في همة شاب في العشرين من عمره، متمنيا أن يظل يكتب نسخا من القرآن الكريم حتى يتوفاه الله.
الحاج عبدالله أبو الغيط، مقيم بقرية كفر الشيخ ذكري، التابعة للوحدة المحلية للصوة بمركز أبو حماد بمحافظة الشرقية، يبلغ من العمر 68 عاما، وتمكن من كتابة 4 نسخ من القرآن، منها ثلاثة باللغة العربية وأخرى بالإنجليزية، رغم أنه كان أميا يجهل القراءة والكتابة.
«نفسي يكون القرآن رفيقي وشفيعي في الآخرة، عشان كدا قررت يكون القرآن صديقي في شيبتي في الدنيا، ومتشغلنيش أي حاجة عنه»، بتلك الكلمات بدأ الرجل المسن حديثه معنا.
وتابع، «بدأت رحلتي مع قراءة وكتابة القرآن الكريم عندما كان عمري 55 عاما، بعد تعرضي لأزمة صحية، حيث عانيت من مرض في الأذن الداخلية طوال 4 سنوات كاملة، ترددت خلالها على العديد من المستشفيات والأطباء ولم يقدر لي الشفاء، ونصحني طبيب بقراءة وحفظ القرآن الكريم».
وأشار إلى أنه شعر بالإحراج، لأنه أمي لا يعرف القراءة والكتابة، وأخبر الطبيب قائلا «أنا عامل في منطقة الأزهر ومبعرفش اقرأ"، فنصحه الطبيب بالاستعانة بأحد مشايخ المنطقة لتعليمه قراءة القرآن.
تعلم الحروف الهجائية وقراءة القرآنوتابع، «أخذت المصحف وذهبت إلى مقر عملي بالمنطقة الازهرية، وجلست أبكي لعدم قدرتي على القراءة، ورآني أحد المشايخ في المنطقة، وعندما سألني عن سبب بكائي أخبرته أنني أبكي على حالي، فأخبرني أنه سيساعدني على تعلم القراءة والكتابة وقراءة القرآن الكريم كاملا».
ولفت إلى أنهما اتفقا على اللقاء في الساعة السابعة صباحا قبل مواعيد العمل، ويجلسان لمدة ساعة يعمله خلالها قراءة القرآن، ومضى قائلا: «علمني الحروف الهجائية، وبدأ يقرأ الربع من القرآن بمفرده ثم أقرأ معه، ثم بمفردي، ثم نبدأ عملنا»، مشيرا إلى أنه بعد انتهاء عمله، كان يستغل وقته كاملا في قراءة ما تعلمه من القرآن حتى أتم قراءة القرآن الكريم كاملا.
كتابة القرآن بداية من عام 2011وأضاف: "نصحني أحد زملائي، بكتابة القرآن الكريم، وأحببت هذه الفكرة، متنميا أن أحفظ القرآن الكريم»، مشيرا إلى أنه كتب 4 نسخ من القرآن الكريم، منهم 3 نسخ باللغة العربية ونسخة باللغة الإنجليزية.
وأوضح، بدأت كتابة القرآن منذ عام 2011، وكانت أول نسخة بالقلم الجاف والورق العادي، واستغرقت عامين، والنسخة الثانية استغرقت عامين ونصف والنسخة الثالثة استغرقت 3 سنوات، أما الرابعة وهي باللغة الإنجليزية بدأت فيها من عامين و8 أشهر وكتبت 20 جزء وباقي 10 أجزاء، لافتا إلى أنه يستعين بنسخة مترجمة من القرآن بالإنجليزية ويكتب الآية مرتين الأولى بالعربية والثانية بالإنجليزية، ويشرف على الكتابة بالإنجليزية موجه لغة إنجليزية بالتربية والتعليم.
ونصح بالالتزام بالعبادات وتلاوة القرآن الكريم، ليعيش الإنسان حياة مستقرة هادئة مطمئنة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حفظ القرآن القرآن الكريم محافظة الشرقية القرآن الکریم قراءة القرآن من القرآن إلى أنه
إقرأ أيضاً:
جوائز هذا العام الأكبر في تاريخها .. تفاصيل المسابقة العالمية للقرآن الكريم
قال الدكتور أسامة رسلان، المتحدث باسم وزارة الأوقاف، إن تنظيم المسابقة العالمية للقرآن الكريم تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي يؤكد مكانة مصر وريادتها في خدمة القرآن وعلومه.
وأكد رسلان، خلال مداخلة مع الإعلامية خلود زهران، في برنامج "أحداث الساعة"، المذاع على قناة "إكسترا نيوز"، أن الرسالة التي ترغب وزارة الأوقاف في إيصالها للعالم من خلال هذه المسابقة هي أن مصر ليست فقط رائدة في حفظ القرآن الكريم، بل أيضًا في إتقان علومه المختلفة وتقديم مقاصده السامية بروح تعكس سماحة الإسلام واحترامه للتعايش والفهم المستنير لصحيح الدين.
وأشار المتحدث باسم وزارة الأوقاف إلى أن رعاية الرئيس للمسابقة تُضفي عليها ثقلًا كبيرًا، موضحًا أن الرئيس يعتاد تكريم الفائزين بنفسه في ليلة القدر من كل عام، مضيفا أن النسخة الحالية هي النسخة الـ32 من المسابقة، وهو رقم يعكس ريادة مصر في هذا النوع من الفعاليات الدولية.
وأوضح رسلان أن المسابقة لا تقتصر على حفظ القرآن الكريم فقط، رغم أهمية ذلك، لكنها تشمل أيضًا القراءات وحسن الأداء والتلاوة، إضافة إلى فهم معاني القرآن ووجوه الإعراب وتفسير الآيات، ما يجعلها مسابقة شاملة تعزز الوعي القرآني لدى المشاركين.
وأضاف أن تزامن المسابقة مع برنامج "دولة التلاوة" يمثل دفعة قوية للشباب، لما يوفره من نماذج يُحتذى بها، وبيئة تُعيد الذائقة الجمالية للقرآن الكريم إلى بيوت المصريين والعالم العربي، حيث بات الجمهور يناقش مقامات التلاوة وجماليات الأداء وملاءمتها للحالات الروحية المختلفة.
وفيما يتعلق بالجوائز، كشف رسلان أن جوائز المسابقة هذا العام هي الأكبر في تاريخها، إذ يبلغ مجموعها 13 مليون جنيه، موزعة على ثمانية فروع، من بينها فروع مخصصة لذوي الهمم وللأسرة القرآنية التي تضم ثلاثة أفراد من أسرة واحدة يحفظون القرآن الكريم.