حكومة الدبيبة: “وفاء” تكثف الاجتماعات مع الوزراء العرب لبحث تبادل الخبرات
تاريخ النشر: 26th, June 2025 GMT
عقدت وزيرة الشؤون الاجتماعية بحكومة الدبيبة، وفاء الكيلاني، لقاءات ثنائية على هامش ترؤسها أعمال الدورة الـ16 للجنة الحماية الاجتماعية التابعة للإسكوا، شملت وزراء ومسؤولين من عدة دول.
وبحثت الكيلاني مع نظيرتها العُمانية، ليلى بنت أحمد النجار، سبل التعاون وتبادل الخبرات في مجالات الحماية الاجتماعية والسجل الاجتماعي الموحد، مع الاتفاق على التوجه نحو توقيع مذكرة تفاهم مشتركة.
كما التقت الكيلاني وزيرة التضامن الوطني الجزائرية، صورية مولوجي، حيث جرى توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون في ملفات الرعاية الاجتماعية وتمكين الفئات الهشة.
وفي لقاء منفصل، ناقشت الوزيرة مع وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، والأمينة التنفيذية للإسكوا، رولا دشتي، آليات تنسيق العمل الاجتماعي والدعم الفني والتقني الذي يمكن أن تقدمه الإسكوا لبرامج الوزارة، وفق بيان حكومة الدبيبة.
المصدر: صحيفة الساعة 24
إقرأ أيضاً:
يوميات جاري “أبو فرح” في الحرب(1)
#يوميات جاري “أبو فرح” في #الحرب(1)
من قلم د. ماجد توهان الزبيدي
………………………………………………………………………..
راهنني جاري المتقاعد من قسم الرقابة الصحية بالبلدية “أبو فرح” بعد اقل من ساعتين على عملية القصف الأولى الغادرة الصهيونية على مواقع عسكرية ومدنية إيرانية فجر الجمعة قبل الماضية ،من ان إيران لن ترد أبداً! وان المعركة إنتهت من الضربة الأولى!
قلتُ له في ضوء إرتجافه :أكره الرهان،ولا أجيزهُ،لكنني اقول لك أن إيران من وحي تجاربها الماضية مع من إعتدى عليها سترد بقوة غير مسبوقة ولو إستمرت الحرب سنوات!
رد أبو فرح:ياسيدي إعتبر الرهان طبخة مركزية مُثقفة مقلوبة او منسف مقابل أُخرى!
رددتُ:موافق!
في مساء اليوم ذاته ،ليلاً، زعقت زوامير الخطر في أرجاء المنطقة،وباتت السماء مضاءة بكواكب لا تُحصى، قادمة، تُزمجر ،من الشرق غائرة للغرب ،تُسوّي أبراج حيفا وتل أبيب بالأرض، فقمتُ على جناح السرعة هابطاً من شقتي بالطابق الرابع لشقة جاري “أبو فرح” في الطابق الثاني، دون ان أجده،إلى أن دلتني عليه إبته “فرح”:”عمّوه :أبوي مع أغراضه ،طلع مع أول “زامور” على السطح”!
قلت لنفسي:ربما إصطحب جاري قهوته وفراشه ليستمتع بالصواريخ ،من عل ،وهي تنقل اللهب للغزاة المجرمين الذين لم يفلت عربي ومسلم من جرائمهم !حاله كحال ملايين العرب ببلاد الشام والخليج العربي وبلاد الرافدين ممن هم الآن على اسطح بيوتهم يستمتعون بما تمنّوه من سنوات بمن يقصف عمر الغزاة الصهاينة الذين مايزالون من 625 يوم يذبحون بأشقاءنا العرب الآمنين العُزل بقطاع غزة من دون مساعدة من أحد ولو بكيس من طحين!
عدتُ القهقرى صاعداً لسطح بنايتنا المشتركة بحي الشيخ خليل بمدينة إربد عاصمة شمال الأردن،باحثاً في الأرجاء دون، أن أجد ، أثراً لجاري الذي راهنني على طنجرة مقلوبة أو منسف مثقف إن ردت إيران على قصف العدو الصهيوني لها ،ثم تسلقتُ السلم الحديدي نحو خزانات الطابق الأخير للبناية التي تتموضع على سقف أعلى من سطح البناية بمترين ،فلم اجد من أثر للرجل ،فهبطتُ السلم الحديدي ثانية،بعد ان سلّمني الله من السقوط أرضا عندما شبكت دشداشتي بطرف حفاية قدمي الأيسر،واخذتُ أصرخ بصوت عالٍ:”أبو فرح،اين انت؟”!
جاوبني الصدى:”هيّني هون…هينّي هون”!
تتبعتُ مصدر الصوت ،فإذا بالرجل قد إفترش “جنبية”إسفنج مترهلة،وقد غطّى رأسه بشرشف ربيعي،،وحاشراً جسده بين عمودين من الإسمنت المسلح بالباطون والحديد،وإلى جانبه “ثيرموس “من الماء سعة 5 ليتر!
ـ ياستار ياخوي!عسى ماشر يارجل؟ شو تعمل هون يارجل؟!
ـ رد الرجل بصوت مُرتعش مُرتجف مهزوز:”فعلوها “الفرس”،والله ماكنت واثق من انهم سيردون” ثم اضاف جملة يقولها كل يائس من مواجهة العدو :”أللهم إضرب الظالمين بالظالمين”!
رددتُ عليه : يارجل قبل أن أرد عليك وعلى إجابتك المهزومة ،قلّ لي :لماذا أنت في هذا الوضع العجيب الغريب؟!لماذا لا تفرح وتسمتع مثلي ومثل ملايين العرب والمسلمين بقصف مواقع العدو الإستراتيجية بصواريخ مُزلزلة؟
وبينما ما أزال فوق رأسه أنتظر إجابة منه،زعق “زمور” الخطر ثانية بشكل متقطع ،مما يعني وجبة أخرى من صواريخ ومُسيّرات إيرانية قادمة من الشرق بإتجاه أهدافها المُحددة بفلسطين المحتلة،فإندس جاري “ابو فرح” تحت شرشفه بعد أن غطّى رأسه، وتكوّر جسدة بشكل حرف “زد” او شعار سيارتي “الأوبل” الألمانية ،من طراز عام 1990م،وأخذت أعضاء جسده الطويلة والقصيرة ترتجف وترتعش من تحت الغطاء الربيعي،وبات غير قادر على إيصال كلمات تامة المعنى لتراقص شفتيه،فأشفقتُ عليه،وعدثُّ هابطاً درج السطح لبلكونة شقتي بالطابق الرابع أتناول الشاي بالنعناع مع صحن من الفزدق السوداني ،مُمتّعاً نظري بالسماء المضاءة بمصابيح غائرة بحممها ولهبها على الغُزاة المجرمين، الذين أذلّوا أمتنا من القرن العشرين ومايزالون!تاركاً جاري وخسارته لرهانه معي إلى وقت آخر من الليلة أو لوقت آخر من غدٍ!(25 حزيران)