26 يونيو، 2025

بغداد/المسلة: أعلنت وزارة الداخلية العراقية، اليوم الخميس، تفكيك 96 شبكة للجريمة المنظمة، في محافظات العراق، خلال عمليات ملاحقة نُفّذت على مدار الستة أشهر من العام الجاري، التي تهدف إلى تحجيم تلك الجرائم التي انتشرت في البلاد خلال السنوات الأخيرة. ووفقاً لبيان المتحدث باسم الداخلية، العقيد عباس البهادلي، فإن “مكافحة الاتجار بالبشر في وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية خلال النصف الأول من العام الجاري تمكنت من تفكيك 62 شبكة استغلال جنسي و9 شبكات لبيع الأعضاء البشرية”.

وأضاف أن “المكافحة تمكنت أيضاً من القبض على 15 شبكة أخرى للعمل القسري و4 شبكات لبيع الأطفال و6 أخرى للتسول، وألقت القبض على 82 متهماً بالسحر والشعوذة”.

من جهته، أكد ضابط برتبة نقيب في الداخلية العراقية، أن عمليات ملاحقة تلك الشبكات أسهمت بخفض مستوى الجريمة المنظمة في عموم المحافظات، مبيناً ومشترطاً عدم ذكر اسمه، أن “الاستراتيجية التي تعمل بها قوات الأجهزة الأمنية بملاحقة الشبكات، اعتمدت بالأساس على المعلومات الاستخبارية لكشف تحركاتها، وبالتعاون مع الأهالي، وبعد عملية مداهمة الأماكن المشبوهة منها الكوفيهات، وهو ما أسهم بتوفير قاعدة بيانات عن تلك الشبكات وخيوطها أسهمت بالإيقاع بكل تلك الأعداد”. وأشار إلى أنه “يتوفر حالياً لدينا معلومات واسعة عن شبكات أخرى، نتيجة التحقيقات مع عناصر الشبكات ممن ألقي القبض عليهم”، مؤكداً أن “الفترة المقبلة ستشهد إطاحة شبكات أخرى”.

ويرى أكاديميون وباحثون ضرورة معالجة الأسباب التي جعلت من البلاد بيئة تنمو فيها شبكات الجرائم المنظمة، وقالت عضو نقابة الأكاديميين العراقيين، سهى الكناني، وهي متخصصة بالشأن المجتمعي، إن “البلد أصبح في السنوات الأخيرة بيئة جاذبة لتلك الشبكات لأسباب كثيرة، أبرزها البطالة والأمية والحروب وموجات النزوح والفقر المستشري بالمجتمع، والطبقية المجتمعية، يوازي ذلك تراجع نسبة الوعي المجتمعي وغير ذلك من الأسباب”.

وأكدت أن “كل تلك الأسباب تتحمل مسؤوليتها الجهات الحكومية، وأن هذا يحتم عليها أن تضع معالجات لتلك الأسباب بمقابل عمليات الملاحقة وتفكيك الشبكات”، مشددة بقولها: “نحتاج إلى عمليات إصلاح مجتمعي ووضع الخطط الكفيلة بذلك، بالتعاون مع الجهات الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني”. وحذرت من “خطورة استمرار إهمال الملف، لما له من نتائج خطيرة على الأمن والسلم المجتمعي”.

وكان رئيس المركز الاستراتيجي لحقوق الإنسان في العراق، فاضل الغراوي، قد دعا أخيراً إلى تطبيق استراتيجية أمنية ومدنية حقيقية من أجل القضاء على شبكات الاتجار بالبشر والتسوّل التي تستغل مواطنين فقراء ومشردين وحتى هاربين من أهاليهم، ويتطلب هذا الأمر تكثيف الجهود الحكومية لإنقاذ المجتمع من المافيات والعصابات الخطيرة.

تجدر الإشارة إلى أنّ نشاط شبكات الجريمة المنظمة تصاعد في العراق أكثر خلال السنوات الأخيرة، بسبب عوامل كثيرة، منها ارتفاع نسب الفقر والبطالة والفساد وغير ذلك، الأمر الذي انعكس على المجتمع العراقي عموماً. وقد تعرّضت السلطات الحكومية والأمنية لانتقادات واسعة، بسبب عدم وضع الخطط الكفيلة بتحجيم نشاط شبكات الجرائم والقضاء عليها.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

الموارد المائية: نصف احتياطي مياهنا الجوفية موجود في الاقليم

11 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة: وفقاً لمسؤولين عراقيين، بلغ الجفاف هذا العام أسوأ مستوياته، ويقول مدير عام المياه الجوفية العراقية إن احتياطي البلد من المياه الجوفية يبلغ خمسة مليارات متر مكعب وكميات الأمطار لا تساعد في زيادة هذا الاحتياطي ولا في الحفاظ عليه في مستواه الحالي.

في تصريح قال مدير عام المياه الجوفية بوزارة الموارد المائية العراقية، ميثم علي، إن الدراسات الستراتيجية تشير إلى أن لدينا احتياطياً من المياه الجوفية المتجدد يبلغ خمسة مليارات متر مكعب، و2.5 مليار متر مكعب من هذه الكمية موجود في إقليم كوردستان، وكمية الاحتياطي في محافظات الجنوب والغرب لا تتجاوز 900 مليون لتر مكعب، في حين أننا نستخرج منها سنوياً أكثر من ثلاثة ملايين متر مكعب.

وأشار علي إلى أن قدرة الحفاظ على المياه الجوفية في مستوى ثابت ضعيفة، وقد ارتفع مستوى استهلاك المياه الجوفية في الأعوام الخمسة الأخيرة، وقد أدى شح الأمطار إلى تغيير خريطة المناطق التي تعتمد على مياه الأمطار.

وضرب علي مثلاً على تغيير خريطة المناطق التي تعتمد على مياه الأمطار، المنطقة الممتدة بين محافظتي كركوك وأربيل، طولها 900كم وعرضها 450كم، كان الفلاحون فيها يعتمدون على مياه الأمطار للزراعة ولري بساتينهم، لكنهم الآن يعتمدون على المياه الجوفية، وفي صلاح الدين ونينوى دفع انخفاض منسوب مياه الأنهار الفلاحين إلى التوجه إلى استخدام المياه الجوفية.

وأضاف أن مساحات الأراضي الزراعية في محافظات جنوب وغرب العراق كانت خلال الأعوام الخمسة الأخيرة بضعة آلاف من الدونمات فقط، لكن المساحات المزروعة الآن في كل محافظة تقترب من 200 ألف دونم، وهذا يزيد العبء على المياه الجوفية.

وأشار إلى أن المناطق التشترك في مياهها الجوفية مع إقليم كوردستان، مثل سنجار وكوير ومخمور والشيخان، انخفض منسوب المياه الجوفية فيها بما يتراوح بين 30 و40 متراً، وانخفض المنسوب في بردي (آلتون كوبري) وناحية ليلان 30 متراً.

وقال، ان انخفض منسوب المياه الجوفية بمعدل مترين إلى ثمانية أمتار في عموم العراق خلال السنوات الخمس الأخيرات، ويتم قياس ذلك من خلال حفر آبار خاصة ونصب أجهزة وتقنيات متطورة للقياس.

يعاني العراق منذ سنوات من مشكلة شح المياه، وأعلن وزير الموارد المائية العراقي، عون ذياب، في الرباع من آب الجاري، أن سنة 2025 هي الأصعب على العراق من حيث المياه بسبب استمرار تراجع كميات المياه الواردة من دول المصدر وفي مقدمتها تركيا، يضاف إلى ذلك تفاقم تأثيرات التغير المناخي التي زادت من الجفاف في أغلب أنحاء العراق.

وأول أمس، السبت، أعلن ممثل منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) في العراق، صلاح الحاج، أن الجفاف هذه السنة هو الأسوأ منذ العام 1933.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • المناصب العليا في العراق: حصص سياسية بامتيازات
  • العراق يوقف استيراد البنزين
  • من بغداد إلى بيروت.. لاريجاني و خرائط جديدة لمحور الممانعة
  • موجة حرّ قياسية تشل شبكات الكهرباء في العراق
  • العراق: موجة حرّ قياسية تشل شبكات الكهرباء في عدة محافظات
  • سكة الحديد بين العراق وإيران.. حلم جيوسياسي يصطدم بعقبة الشركات
  • الموارد المائية: نصف احتياطي مياهنا الجوفية موجود في الاقليم
  • العراق في عز الصيف.. والوزارة تعلن الانطفاء التام للكهرباء
  • لاريجاني إلى بغداد لتوقيع اتفاقية أمنية
  • تركيا تؤكد مضي اتفاق إطلاق الدفعات المائية إلى العراق