بحسب منطق الحروب وموازين الصراع العسكري، لا يُقاس النصر بعدد الطائرات والصواريخ والقنابل ولا بمظاهر الدمار، بل يُحسب على ضوء الأهداف المعلنة ونتائج المواجهة على أرض الواقع. من هذا المنطلق، فإن ما جرى مؤخرًا بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والكيان الصهيوني، ومن خلفه حلفاؤه، يكشف لنا أن المشهد لم يكن كما أرادته تل أبيب وواشنطن.


لقد صرّح العدو أن هدف عدوانه كان القضاء على القدرات النووية الإيرانية وتدمير ترسانتها الصاروخية، في ضربة استباقية مدروسة. ورغم التحضير الطويل، وتوفر كل عوامل القوة من دعم أمريكي غير مسبوق، واختراقات أمنية داخلية، واستخدام مكثف للطائرات المسيَّرة والعملاء، فإن الحصيلة النهائية تُظهر عكس ما أُريد.
فخلال 12 يومًا من تبادل الضربات المركّزة، شملت المواجهات مواقع حساسة واستراتيجية لدى الطرفين. لكن إيران خرجت من هذه المعركة وهي ما تزال تمتلك مخزونًا هائلًا من الصواريخ بمختلف أنواعها، ولم تُفقد قدرتها الرادعة. كما أن المفاعلات النووية لم تُدمَّر بالكامل، وما زالت تحتفظ – بحسب تقديرات خبراء – بـما يقارب 400 كيلوجرام من اليورانيوم المُخصّب، بل باتت تمتلك المعرفة والخبرة التكنولوجية اللازمة لإعادة بناء قدراتها النووية في أي وقت، متى ما أرادت ذلك. والأهم من ذلك كله بقاء النظام الحاكم، بخلفياته الأيديولوجية الرافضة للمشروع الصهيو أمريكية، هذا إلى جانب وحدة الجبهة الداخلية. فقد اصطف الشعب الإيراني، بكل شرائحه ومكوناته، خلف قيادته السياسية والعسكرية، في مشهد عزز من تماسك الداخل الإيراني، وأكد أن الاستقلال والسيادة الوطنية ليسا محل مساومة.
في المقابل، لم يحقق الكيان أهدافه رغم الضربات الأولى، ووجد نفسه أمام رد قوي ومنظَّم أربك حساباته. كما أن حلفاءه لم يستطيعوا حسم المعركة بالوكالة، ما دفعهم للارتباك الدبلوماسي والتراجع عن التصعيد المباشر.
ختاما: إن الكيان الصهيوني لم يُحقق أيا من أهدافه العسكرية أو الاستراتيجية المعلنة. لم تُدمّر المفاعلات النووية، ولم تُشلّ الترسانة الصاروخية، ولم تسقط إيران من الداخل، بل ازدادت تماسكًا وتحديًا.
في المقابل، رسّخت إيران مكانتها كقوة إقليمية قادرة على الردع والرد، وكسرت الهيبة التي حاول الكيان ترسيخها عبر الضربات المفاجئة والاستباقية.
وبذلك، فإن النصر في هذه المعركة – حسب معايير الحروب – يُحتسب لإيران، لأنها أفشلت أهداف العدوان، وخرجت أقوى وأكثر صلابة من ذي قبل، بالإضافة إلى معرفة نقاط ضعفها وكشف عملاء الداخل، في حين بات الكيان يواجه واقعًا أمنيًا جديدًا محفوفًا بالقلق، وسط بيئة لم تعد تقبل به كقوة طاغية دون ردّ أو عقاب.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ترامب: لم يتم نقل منشآت إيران النووية قبل ضرباتنا

صراحة نيوز-قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الخميس، إنه “لم يتم نقل أي شيء من منشآت إيران النووية قبل ضرباتنا”، في إشارة إلى الضربات التي استهدفت منشآت إيران النووية، الأحد الماضي، في فوردو وأصفهان ونطنز.

وعقب انتهاء المؤتمر الصحافي لوزير الدفاع بيت هيغسيث ورئيس الأركان الأميركي دان كين والذي تم فيه استعراض تفاصيل العملية، كتب الرئيس ترامب على حسابه في منصته “تروث سوشيال”: “كان واحدًا من أعظم المؤتمرات الصحافية وأكثرها احترافية وتأكيدًا رأيتها في حياتي! على “الأخبار الكاذبة” طرد كل من شارك في هذه الحملة الشرسة، والاعتذار لمحاربينا العظماء، وللجميع!”.

وأضاف الرئيس الأميركي: “كانت السيارات والشاحنات الصغيرة في الموقع تابعة لعمال الخرسانة الذين يحاولون تغطية قمم الأعمدة. لم يُخرج أي شيء من المنشأة. سيستغرق نقلها وقتًا طويلاً، وخطيرًا للغاية، وثقيلًا جدًا ويصعب نقله!”.
وكان البيت الأبيض أكد، أمس الأربعاء، أن إيران لم تنقل مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب قبل الضربة العسكرية التي وجّهتها الولايات المتحدة لثلاث منشآت نووية إيرانية.
وشنّ الرئيس دونالد ترامب هجوماً عنيفا على وسائل إعلام أميركية بعدما نشرت تقريرا سريا للاستخبارات الأميركية يشكك بفعالية الضربة العسكرية التي نفّذتها الولايات المتحدة دعما لإسرائيل، واستهدفت ثلاثة مواقع نووية في إيران هي فوردو (جنوب طهران) ونطنز وأصفهان.
ومنذ تنفيذ تلك الضربات النوعية، يؤكد الرئيس ترامب ويكرر أنها أسفرت عن تدمير المنشآت النووية الثلاث بالكامل.
لكنّ خبراء طرحوا احتمال أن تكون إيران قد استبقت الهجوم بإفراغ هذه المواقع النووية من مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب والبالغ حوالي 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصّب بنسبة 60%.
وفي وقت سابق من الأربعاء، قالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، لشبكة “فوكس نيوز” Fox News الإخبارية: “أؤكّد لكم أن الولايات المتحدة لم تتلقَّ أي دليل على أنّ اليورانيوم العالي التخصيب قد نُقل قبل الضربات”، مؤكدة أن المعلومات التي تفيد بخلاف ذلك هي “تقارير خاطئة”.
وأضافت “أما بشأن ما هو موجود في المواقع الآن فهو مدفون تحت أنقاض هائلة نتيجة نجاح ضربات ليلة السبت”.
بدوره، أكد جون راتكليف، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه” CIA، في بيان أمس الأربعاء، أنه وفقا “لمعلومات موثوق بها” فإن برنامج طهران النووي “تضرّر بشدة من جراء الضربات الموجّهة الأخيرة”.
وأضاف البيان أن “هذا الأمر يستند إلى معلومات جديدة من مصدر/طريقة موثوق بها ودقيقة تاريخيا، تفيد بأن منشآت نووية إيرانية رئيسية عديدة قد دُمّرت، وإعادة بنائها قد تستغرق سنوات عدة”.
وأقرّت طهران، الأربعاء، بتضرّر منشآتها النووية بشكل كبير جرّاء القصف الإسرائيلي والأميركي خلال الحرب التي استمرت 12 يوما.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، قال لقناة “فرانس-2” التلفزيونية الفرنسية، إن “الوكالة لم تعد قادرة على مراقبة هذه المادة من لحظة بدء الأعمال القتالية.. لا أريد إعطاء الانطباع بأن (اليورانيون المخصّب) قد ضاع أو تم إخفاؤه”.
وبحسب وثيقة سرية نشرتها شبكة “سي إن إن” CNN، الثلاثاء، فإنّ الضربات الأميركية لم تؤدّ سوى إلى تأخير البرنامج النووي الإيراني لبضعة أشهر فقط، من دون تدميره بالكامل، وذلك خلافا لما دأب ترامب على قوله.
وأثار نشر هذه الوثيقة غضب ترامب، الذي أعلن على وجه الخصوص أن وزير الدفاع بيت هيغسيث سيعقد مؤتمرا صحافيا، صباح الخميس، “للدفاع عن كرامة طيارينا الأميركيين العظماء”.

مقالات مشابهة

  • الولايات المتحدة تبلغ مجلس الأمن أن الضربات ضد إيران استهدفت قدراتها النووية
  • الحراك الجنوبي يثمّن خطاب قائد أنصار الله ويبارك انتصار إيران على الكيان الصهيوني
  • إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضربات الأمريكية
  • ترامب: لم يتم نقل منشآت إيران النووية قبل ضرباتنا
  • رئيس الأركان الإيراني: بلادنا فرضت إرادتها على أمريكا والكيان الصهيوني
  • السيد خامنئي يعلن انتصار إيران على الكيان الصهيوني
  • ماذا حقق الكيان الصهيوني من عدوانه على إيران؟
  • علينا اليقظة.. إيران: لا يمكن الثقة بوعود الكيان الصهيوني
  • الحرس الثوري الإيراني يحذر أمريكا والكيان الصهيوني