استشهاد عشرة آلاف سيدة منهن 6 آلاف أمّ خلّفن أكثر من 19 ألف طفل يتيم في القطاع
تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT
الأسرة /خاص
تنشب الحروب والنزاعات في مختلف بقاع الأرض وتتوقف وتبقى أرض فلسطين المحتلة مسرحا دائما لجريمة الإبادة الصهيونية التي يرتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من سبعة عقود وازدادت وحشية ودموية خلال العامين الماضيين في خضم العدوان الإرهابي المتواصل على قطاع غزة الذي يناهز ضحاياه من الشهداء والجرحى المدنيين في القطاع المائتي الف شهيد وجريح غالبيتهم العظمى من النساء والأطفال بحسب الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية عربية وأجنبية.
وما فتئت الأمم المتحدة تحذر من العواقب الوخيمة التي تتعرض لها النساء في غزة جراء تواصل العدوان الإسرائيلي الذي بات يستهدف المدنيين والنساء والأطفال تحديدا بشكل متعمد وبمنهجية متصاعدة
وتؤكد منظمة الأمومة والطفولة الأممية “يونيسف” إلى أن هناك 21 امرأة فلسطينية وأكثر من 40 طفلا في قطاعات غزة يقتلون يوميا، في هذه الحرب الوحشية التي تتحمل فيها النساء والأطفال العبء الأكبر”.
وأكدت” يونسيف” في تقرير حديث أن النساء والأطفال يشكلون ما يزيد عن 60 % من الضحايا وانه لم تعد هناك أماكن آمنة في القطاع يمكن ان تكون بمنأى عن صواريخ ونيران الاحتلال الذي لا يفرق بين ما هو حربي وما هو مدني ويستهدف الجوعى في مراكز المساعدات بصورة وحشية غير مسبوقة وبشكل يومي.
وفي هذا الإطار يكشف مركز الدراسات السياسية والتنموية، في تقرير خاص، أصدره الأسبوع الماضي، عن الأثر الكارثي والمركب للعدوان الإسرائيلي المستمر على النساء في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن النساء الفلسطينيات لا يواجهن فقط القتل والتهجير، بل يتعرضن لاستهداف ممنهج، ويُجبرن على تحمل أعباء جسيمة في ظل انهيار المنظومة الإنسانية.
وأوضح التقرير أن نحو 70 % من ضحايا الحرب هم من النساء والأطفال، وأن أكثر من 10 آلاف امرأة استشهدن منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر 2023، من بينهن 6 آلاف أمّ خلّفن أكثر من 19 ألف طفل يتيم، وفق بيانات هيئة الأمم المتحدة للمرأة.
وسلط التقرير الضوء على التحوّلات في أدوار النساء، إذ باتت آلاف منهن يتحملن مسؤولية إعالة أسر كاملة في ظل تدمير البنية التحتية ونقص حاد في المياه والغذاء، كما تُجبر نازحات على أداء أعمال شاقة مثل قطع الحطب والخبز اليدوي في ظروف غير إنسانية.
وأشار إلى تصاعد الأزمات الصحية والنفسية، حيث تلد نساء في ظروف قاسية وبدون رعاية طبية، ويُحرم أكثر من 690 ألف امرأة وفتاة من مستلزمات النظافة الشخصية، إلى جانب انتشار العنف في بيئات النزوح المكتظة وغير الآمنة.
وحذّر تقرير المركز، من تحديات ما بعد الحرب، مثل تزايد معدلات البطالة، وتفكك شبكات الحماية الاجتماعية، وتراجع فرص التعليم للفتيات، إلى جانب هشاشة قانونية تهدد حقوق النساء وسط أولويات إعادة الإعمار.
ودعا إلى وقف فوري للعدوان، وإرسال فرق طبية نسائية متخصصة، وتوفير عيادات متنقلة وخدمات نفسية، مع ضمان تمثيل النساء في جهود إعادة الإعمار، ومحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق النساء من خلال المحكمة الجنائية الدولية.
وأكد التقرير على أن “المرأة الفلسطينية ليست مجرد ضحية، بل شريكة في الصمود، وصانعة للكرامة، ومهندسة للغد”، داعيًا إلى استجابة إنسانية عادلة تراعي النوع الاجتماعي، وتُعيد بناء غزة من خلال النساء.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
جوع وحصار يقتلان طفولة غزة.. 222 شهيدًا بينهم 101 طفل والمأساة تتفاقم | تقرير
في قلب غزة المحاصرة، حيث يتناوب القصف مع الجوع على سرقة أنفاس الصغار، تتكشف مأساة تفوق حدود الوصف.
أطفال القطاع الجوعى لم يعرفوا من الحياة سوى رائحة الدخان وصرير الطائرات، يُقتلون بصمت أحيانًا برصاص القذائف، وأحيانًا بأشد الأسلحة قسوة… سلاح الجوع.
في هذه البقعة الضيقة التي تحولت إلى سجن مفتوح، تسقط براءة الطفولة ضحية حرب لا ترحم، وحصار يضيق الخناق حتى على أنفاس المولودين الجدد. إنها قصة جيل يُمحى أمام أعين العالم، في مشهد يختصر أقسى وجوه المأساة الإنسانية في عصرنا الحديث.
خطة إسرائيل للسيطرة الكاملة على غزة.. أهداف معلنة للتهجير.. وتحذيرات عربية ودولية من كارثة
إسرائيل تبرر استهداف 6 صحفيين في غزة باتهامات "باطلة" | تقرير
أفادت مصادر طبية في مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس بوفاة طفل يبلغ من العمر خمس سنوات جراء سوء التغذية والمجاعة التي تعصف بقطاع غزة، ليرتفع بذلك عدد ضحايا الجوع ونقص الغذاء إلى 222 شهيدًا، من بينهم 101 طفل، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وفي حادث منفصل، أُصيب أحد المسعفين التابعين لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بشظايا قذيفة مدفعية خلال استجابته لنداء استغاثة عقب قصف منزل قرب الكلية الجامعية جنوب غرب حي الزيتون بمدينة غزة. وقد جرى نقله إلى مستشفى القدس حيث وُصفت حالته بأنها مستقرة.
تعيش غزة أوضاعًا إنسانية كارثية في ظل حصار خانق ونقص حاد في المواد الغذائية والأدوية، تفاقم منذ أن أغلقت سلطات الاحتلال جميع المعابر المؤدية إلى القطاع في 2 مارس 2025، مانعةً دخول معظم قوافل الإغاثة. هذا الإغلاق أسهم في انتشار الجوع وتحول المجاعة إلى واقع يهدد حياة مئات الآلاف.
ويرى مراقبون أن استمرار إغلاق المعابر وعدم إدخال المساعدات يرقى إلى مستوى العقاب الجماعي الذي تحظره القوانين الدولية، فيما يحذر خبراء الصحة من أن الأوضاع قد تؤدي إلى ارتفاع غير مسبوق في معدلات وفيات الأطفال، خاصة مع انهيار المنظومة الصحية وعجز المستشفيات عن استقبال جميع الحالات الحرجة.
كما تشير تقديرات منظمات الإغاثة إلى أن نحو نصف سكان القطاع يعيشون على أقل من وجبة غذائية واحدة يوميًا، وأن معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة وصلت إلى مستويات قياسية، ما يجعل التدخل الدولي العاجل ضرورة قصوى لتفادي كارثة إنسانية أوسع.