من الهواتف إلى عالم السرعة والفخامة.. الصين تتحدى العالم بسيارات هواوي وشاومي
تاريخ النشر: 28th, June 2025 GMT
الانتقال من صناعة الهواتف الذكية إلى السيارات، ربما يكون أمرا غريبا نوعًا ما، ولكن في عالم تتجدد في الابتكارات؛ يمكن أن يكون منطقيا، بل أصبح حقيقة فعلية تبنتها شركتي هواوي وشاومي الصينيتين.
فالصين لم تعد مجرد مصنعا للعالم؛ بل أصبحت مختبرًا عالميًا للابتكار، تقود فيه شركاتها العملاقة ثورة في مجالات متعددة.
هواوي وشاومي، اللتان صعدتا إلى القمة في عالم الهواتف الذكية، قررتا أن التحدي لا يجب أن يتوقف عند حدود شاشات الهواتف؛ بل يمتد إلى عجلات السيارات، لتضعا بصمتيهما في صناعة مؤثرة وضروية؛ لتنافس علامات فاخرة وخارقة مثل مرسيدس، بي إم دبليو، بورشه، وصولاً إلى تسلا الكهربائية.
جيل جديد من السيارات تحمل توقيع الصانع الصينينجاح هواوي وشاومي في سوق الهواتف الذكية لم يكن مصادفة، بل نتيجة مزيج فريد من الابتكار والجودة، واستطاعت هذه المعادلة أن تفرض نفسها بعد دخولهما الجريء إلى عالم السيارات، حيث لم تكتفِ الشركتان بمجرد تصنيع سيارات كهربائية؛ بل قدمتا طرازات تمثل مستقبل التنقل الذكي، بتصميمات عصرية وأداء مبهرا.
أحدثت شركة هواوي مفاجأة في عالم السيارات؛ عند إطلاق سيارة مايكسترو، والتي تعتبر تجسيدا لما يمكن أن تفعله التكنولوجيا عندما تلتقي بالتصميم والفخامة، حيث تضم نظام قيادة ذاتية متقدم، يعتمد على تقنيات هواوي للذكاء الاصطناعي والاستشعار بالليدار.
وعند الدخول إلى قمرة القيادة؛ تجد شاشة بانورامية مدمجة بنظام HarmonyOS، تتيح تجربة متصلة بين الهاتف والسيارة بسلاسة مذهلة، بالإضافة إلى أداء ديناميكي قوي مع محركات كهربائية تعزز التسارع، وتضمن مدى يتجاوز 700 كم.
شاومي تشعل المنافسة بسيارة SU7تصدرت شركة شاومي المشهد بقوة في عالم السيارات الكهربائية، بعد إطلاق سيارتها Xiaomi SU7 التي كشفت عنها في 2024، لتعلن رسميًا انتقالها من شاشات الهواتف إلى عجلات السرعة، الأمر الذي يحظى باهتمام بالغ من قبل محبي السيارات.
لم تقف شاومي عند تقديم تلك النسخة بمظهر رياضي أنيق؛ بل تمتعت بمحرك كهربائي مزدوج يولد قوة تتجاوز 664 حصان، وتسارع من 0 إلى 100 كم/س في أقل من 3.5 ثانية، بالإضافة إلى بطارية ليثيوم عالية الكثافة توفر مدى يصل إلى 800 كم في الشحنة الواحدة.
تحتوي السيارة على تقنيات ذكاء اصطناعي متكاملة للتحكم بالمسار، الملاحة الذكية، والمساعدة في القيادة، بالإضافة إلى نظام تشغيل مدمج من شاومي يسمح بتكامل كامل مع الهواتف والساعات الذكية، وتكنولوجيا عالية الأداء.
تحدٍّ صريح لكبار صانعي السياراتتشكل سيارات هواوي وشاومي تهديدًا حقيقيًا لكبار اللاعبين في صناعة السيارات العالمية، سواء في الأداء أو التقنية أو السعر، بما فيهم تسلا، في مجال القيادة الذاتية والمدى الطويل، بالإضافة إلى سيارات بورشه ولامبورجيني في فئة الأداء الخارق، وصولًا إلى مرسيدس ورلز رويس في الفخامة والتقنيات الرقمية.
لكن ما يجعل التحدي أكثر جرأة؛ هو أن هذه السيارات لا تقدم فقط قوة أو رفاهية، بل تجربة متكاملة متصلة بين الأجهزة الذكية والمركبة، مما يغير طريقة التفاعل بين الإنسان والسيارة.
مستقبل صناعة السيارات بدأ بالفعللم تعد هواوي وشاومي شركات لصناعة الهواتف فقط؛ بل تحولت إلى رموز للفخامة والتحدي في الصناعة الرقمية، لتنقل رؤيتها إلى عالم السيارات، وتعيد تعريف معنى التنقل الذكي، وظهر ذلك بالفعل عن طريق أقوى الإصدارات؛ لتغير مجريات الأمور، تاركة بصمة واضحة في هذا المجال تتحدى الكبار.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أخبار السيارات السيارات الصينية سيارات شاومي عالم السیارات هواوی وشاومی بالإضافة إلى فی عالم
إقرأ أيضاً:
كيف نجح فيلم فانتاستيك فور في إعادة عالم مارفل إلى سكة النجاح؟
يبدو أن عالم "مارفل" الممتد منذ سنوات طويلة بات يعاني من داء "التوسع المفرط"؛ فقد تحول إلى عالم متشابك من الشخصيات والأفلام والمسلسلات التي يجب أن يشاهدها كل متفرج حتى يفهم حبكة العمل القادم. وبدت هذه الخطة في البداية كوسيلة عبقرية من "مارفل" و"ديزني" لإشباع توق المشاهدين للمزيد من أبطالهم الخارقين المفضلين، وبالطبع طريق لمكاسب تجارية هائلة، غير أن ذلك لم يقد في النهاية سوى إلى التخمة، وفقد الكثيرون الشغف، وبدأت الإيرادات في التراجع، وعدد المشاهدين في النقصان.
احتاج عالم الأبطال الخارقين إلى أكثر من فيلم بإيرادات ضعيفة، وعدة سنوات، للوصول إلى هذه الحقيقة، ليعود القائمون عليه عدة خطوات إلى الخلف، ويبدؤوا من جديد بأفلام لا تعتمد حبكتها على خبرة المتفرج في عالمها السينمائي ومشاهدته 35 فيلما و10 مسلسلات، وتميل "ديزني" مرة أخرى إلى البساطة، وتقدم أفلاما تذكرنا بخطوات "مارفل" الأولى. وأحدث الأفلام في هذا الاتجاه كان فيلم "فانتاستيك فور: الخطوات الأولى" (The Fantastic Four: First Steps) الذي طُرح في صالات العرض أواخر يوليو/حزيران المنصرم.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2بين رواندا وكمبوديا وغزة.. 4 أفلام عالمية وثقت المجاعة والحصارlist 2 of 2الموت خبزنا اليومي.. السينما الفلسطينية شاهدة على المجازر المتكررةend of list"فانتاستيك فور".. فريق يحتاجه مارفل"فانتاستيك فور" (الخارقون الأربعة) هم فريق من الخارقين أبدعهم ستان لي وجاك كيربي في القصص المصورة منذ سنوات طويلة، وظهروا على الشاشة الكبيرة عدة مرات من قبل، غير أن أفلامهم لم تحقق طموحات صانعيها أو محبي القصص المصورة. في تلك الآونة لم تمتلك "ديزني" حقوق هذه الشخصيات، لذلك لم ينضموا إلى عالم "مارفل" سوى مؤخرا، ليتم إعادة إطلاقهم بممثلين جدد، ودمجهم مع هذا العالم من الخارقين.
يتكون فريق "فانتاستيك فور" من 4 شخصيات رئيسية: ريد ريتشاردز – مستر فانتاستيك (بيدرو باسكال)، وزوجته سو ستورم – المرأة الخفية/إنفزبول وومان (فانيسا كيربي)، وصديق العائلة بن غريم – الشيء/ذا ثينغ (إيبون موس باكراك)، وأخو الزوجة جوني ستورم – الشعلة البشرية/هيومان تورش (جوزيف كوين).
إعلانأعفى فيلم "فانتاستيك فور" مشاهديه من قصة بداية الشخصيات، واختصرها في فيديو قصير يُعرض على شاشات التلفزيون في العالم الفيلمي بمناسبة مرور 4 سنوات على ظهور الأبطال، وفيه نتعرف سريعا على ماضيهم عندما كانوا مجرد 4 من رواد الفضاء سافروا في مهمة انتهت بتعرضهم للأشعة الكونية، والتي منحتهم قواهم الخارقة التي يستخدمونها لحماية الأرض من الأخطار.
اختار صناع العمل كذلك التطرق لفكرة العوالم الموازية بخفة، فالأحداث تدور على "الأرض – 828″، أي كوكب الأرض في بُعد آخر، يتشابه مع كوكبنا، أو بالأحرى كوكب أبطال "مارفل" الخارقين الآخرين في العديد من التفاصيل، غير أنه يختلف في تفاصيل أخرى.
يعيش الأبطال في سلام، ويؤدون مهامهم في حماية الكوكب من وقت لآخر، وتنتظر سو ستورم إنجاب طفلها الأول الذي انتظرته وزوجها طويلا. غير أن هذه الطمأنينة لم تستمر طويلا، بعدما ظهرت بشكل مفاجئ امرأة معدنية برسالة واضحة: هذا الكوكب على وشك التدمير على يد الوحش الكوني غالاكتوس ملتهم الكواكب، ويصبح على الفانتاستيك فور البحث عن حل لهذا المأزق.
يقدم "فانتاستيك فور" أكثر شرير مميز في عالم "مارفل" الممتد منذ غياب ثانوس عن هذا العالم، فبينما قابل الأبطال الخارقون أشرارا متعدّدين، إلا أن أيّا منهم لم يستطع مضاهاة جاذبية ثانوس أو مدى التهديد الذي يمثله لعالم البشر. لكن "غالاكتوس" العملاق الذي يلتهم عوالم بأكملها وكواكب بمن عليها خطر مرعب، ويمثّل ضغطا على أبطالنا بطرق متعددة، فهو من ناحية قادر على إنهاء الحياة على كوكب الأرض، ومن ناحية أخرى يضع الأبطال في مأزق أخلاقي عندما يطالب بطفل سو وريد قربانا.
أخرج "فانتاستيك فور: الخطوات الأولى" مات شاكمان، الذي أسهم في عالم "مارفل" من قبل بمسلسل "واندا فيجن" (Wanda Vision)، أول مسلسلات "مارفل" على الإطلاق، والعمل الذي رفع توقّعات المشاهدين والنقاد تجاه مسلسلات "مارفل" بشكل عام.
يجمع بين الفيلم ومسلسل "واندا فيجن" رابط بصري قوي، فكلا العملين استلهم صورته من ماضي الولايات المتحدة، أو على وجه التحديد صورة الماضي في المسلسلات الأميركية. فتدور أحداث "واندا فيجن" مستلهمة كل حلقة من عقد من عقود المسلسلات التلفزيونية الماضية، بداية من الخمسينيات والستينيات والسبعينيات وحتى بداية الألفية، بينما يقدم "فانتاستيك فور" ستينيات متخيّلة تشبه كثيرا عالم مسلسل "ماد مِن" (Mad Men) الشهير.
بينما استلهم شاكمان الحبكة الرئيسية من فيلم الرسوم المتحركة "أبطال خارقون" (The Incredibles)، فيما يخص إطار العائلة الذي يجمع الأبطال، وإنجاب أطفال خارقين على الأرض بما يعنيه ذلك من أخطار على حياتهم، على الرغم من قواهم غير الطبيعية. ومن المعروف أن فيلم "أبطال خارقون" مستلهم من قصص "فانتاستيك فور" المصورة، ليشبه الأمر دائرة كاملة من تبادل الأفكار الفنية.
اختيار الزمن هنا لا يؤثر فقط على الأحداث أو ظهور التكنولوجيا، بل على الخيارات البصرية بالكامل، بداية من الديكورات، ودرجات الألوان المستخدمة، والأزياء وتسريحات الشعر وغيرها من التفاصيل، الأمر الذي أضفى على مرئيات الفيلم هوية مميزة، وجعله مختلفا في هذه الناحية عن أفلام "مارفل" المعتادة التي تمتاز بألوانها الزاهية واستخدام المؤثرات البصرية بإفراط.
إعلانويرتبط استخدام المؤثرات بشكل شبه دائم بمشاهد الأكشن، والتي جاءت هنا محدودة، وليس بكثرتها المعتادة في أفلام "مارفل"، غير أنها، على قلتها، مميزة في سياق الفيلم، وتُبرز قدرات كل فرد من أفراد فريق الفانتاستيك فور بشكل منفرد، وفي الوقت ذاته تحافظ على وحدة الفريق.
وبالإضافة إلى الهوية البصرية الممتازة للعمل، تميز أيضا بالتناغم بين النجوم الذين قدموا أفراد الفريق، وإظهار الفروقات الفردية والعيوب والهشاشة البشرية لدى هؤلاء الخارقين. فيقدم بيدرو باسكال هنا دور أب مختلف عما قدمه من قبل في "آخرنا" (The Last of Us)، هنا هو الرجل العقلاني للغاية، الذي يحاول وضع العالم في إطار منطقي ليستطيع فهمه، وتباغته الفوضى التي تربك حساباته، وتجعله يلجأ إلى مشاعر الأبوة كبديل.
بينما تظهر فانيسا كيربي كأول بطلة خارقة حامل بطفل ثم أم له، بطلة لا تخشى السفر إلى الفضاء وهي على وشك الوضع، وبالفعل تلد ابنها خلال مهمتها، وتستخدم غضبها وعاطفتها الأمومية في صنع جسر تواصل بينها وبين سكان الأرض الذين يطالبون فريق الخارقين بتقديم الطفل فرانكلين كقربان بديل عن تدمير الحياة على الأرض.
وعلى الرغم من استخدام المؤثرات البصرية لتقديم شخصية "ذا ثينغ" التي قدّمها إيبون موس باكراك، فإن الأخير جعل الكائن الحجري بشريا للغاية عن طريق الأداء الصوتي فقط.
فيلم "فانتاستيك فور: الخطوات الأولى" بالفعل هو الخطوة الأولى لبداية جديدة لعالم "مارفل" السينمائي الممتد، عالم أكثر هدوءا حتى في تعامله مع الأشرار، ويستبدل فوضى الأبطال الخارقين المعتادة بأساس قوي من العائلة والصداقة.