الصين تتصدر إنتاج البلاستيك عالميا بفارق كبير عن منافسيها
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
أفادت بيانات نشرت حديثا أن 7 دول أنتجت في عام 2024 أكثر من ثلثي 4 أنواع من البلاستيك شيوعا في العالم، إلا أن الصين التي تحتل المرتبة الأولى تندرج في فئة خاصة بها، إذ أنتجت ما يعادل إنتاج الدول الست التي تليها مجتمعة، وفقا للأرقام.
ونشر مركز الاستشارات البيئية البريطانية "يونوميا" و"زيرو كربون أناليتيكس"، وهي مجموعة أبحاث في مجال المناخ والطاقة، هذه الأرقام في الوقت الذي تجري فيه 184 دولة مفاوضات صعبة في جنيف بشأن توقيع أول معاهدة على الإطلاق تهدف إلى إنهاء آفة التلوث البلاستيكي.
وركزت الدراسة على إنتاج أكثر أنواع البوليمرات الخام استخداما، هي البولي إيثيلين (PE)، والبولي بروبيلين (PP)، والبولي إيثيلين تيريفثالات (PET) المستخدم عادة في زجاجات المشروبات، والبوليسترين (PS).
وأشارت الدراسة إلى أن الصين كانت مسؤولة عن نسبة 34% من إنتاج البوليمرات الأربعة الكبرى العام الماضي، متقدمة بفارق كبير على الولايات المتحدة التي أنتجت 13%، والمملكة العربية السعودية بنسبة 5%، ثم كوريا الجنوبية بنسبة 5% أيضا، والهند بنسبة 4%، واليابان بنسبة 3%، وألمانيا بنسبة 2%.
وبحسب دراسة أقدم أجرتها شركة بيانات الطاقة "وود ماكنزي"، فإن إنتاج البلاستيك يتركز بين مجموعة من الشركات العملاقة، بعضها مملوكة للدولة، إذ أنتجت 18 شركة فقط حول العالم أكثر من نصف البوليمرات البلاستيكية في العالم.
وأوضحت وود ماكنزي أن أكبر مُنتج عالميا للبلاستيك هو شركة سينوبك الصينية المملوكة للدولة، وهي شركة البترول والكيميائيات الصينية التي تُنتج وحدها 5.4% من البلاستيك العالمي.
وجاءت شركة إكسون موبيل الأميركية العملاقة للنفط والغاز في المرتبة الثانية إذ تنتج 5% من البلاستيك العالمي، ثم شركة ليونديل باسل الكيميائية الأميركية متعددة الجنسيات بنسبة 4.5%، ثم أرامكو السعودية العملاقة للنفط بنسبة 4.3%، وجاءت بتروتشاينا الصينية في المرتبة الخامسة بنسبة 4.2% من البلاستيك العالمي.
إعلانأما أبرز المُنتجين الأوروبيين فهم شركة إينيوس البريطانية بنسبة 2.8% في المركز السابع، وبورياليس النمساوية في المركز العاشر، إذ أنتجت 2.3% من البلاستيك العالمي، بينما احتلت توتال إنرجيز الفرنسية التي تنتج نسبة 2% من البلاستيك العالمي المركز الـ11.
وينتج العالم سنويا أكثر من 450 مليون طن من البلاستيك، يستخدم نصفها لمرة واحدة، وتتم إعادة تدوير أقل من 10% منه، وتصل نحو 8 ملايين طن من نفاياته إلى البحار والمحيطات سنويا.
وتتسبب النفايات البلاستيكية بما فيها الجسيمات الدقيقة في تلوث التربة والهواء وزيادة حرارة المحيطات وتحميض مياهها وتعطيل قدرتها على امتصاص الكربون وتدمير تنوعها البيولوجي.
كما يعتبر البلاستيك مسؤولا في دورة حياته عن توليد 1.8 مليار طن من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري سنويا، أي أكثر من انبعاثات صناعة الطيران والشحن مجتمعين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات تلوث من البلاستیک العالمی أکثر من بنسبة 4
إقرأ أيضاً:
جنوب إفريقيا.. من القمة العالمية لإنتاج الذهب إلى التراجع التدريجي بنهاية الألفية الثانية
أنتجت ثلثي ذهب العالم في فترة السبعينيات.
تمتلك مناجم تُعد من الأعمق في العالم.
يساهم قطاع التعدين بنسبة تتراوح بين 7 إلى 8% من الناتج المحلي الإجمالي.
تمتك احتياطيات رسمية تقدر بنحو 125 طنًا من الذهب ضمن الاحتياطات النقدية.
أبرز المستوردين للذهب: «الصين، سويسرا، أمريكا، بريطانيا، وألمانيا».
توقف إنتاج الأصفر لفترات طويلة أدى إلى تراجع القدرة التنافسية للدولة.
تصدرت جنوب إفريقيا إنتاج الذهب في العالم والقارة السمراء لعقود من الزمن، بداية من ذروة الإنتاج في فترة السبعينيات إلى نهاية الألفية الثانية، حيث وصل الإنتاج في تلك الفترة إلى ثلثي ذهب العالم، بإنتاج سنوي قدر بنحو ألف طن، وذلك لاكتشاف مجموعة من المناجم بحوض «ويتوراترسراند»، الذي مثل انطلاق الطفرة الذهبية في البلاد، ما وضعها على صدارة المشهد، ومع مرور الوقت تراجع الإنتاج أمام منافسين جدد، حيث لم يتجاوز إنتاج جنوب إفريقيا عام 2024 حاجز المائة طن، مقارنة بجمهورية غانا التي تصدرت القارة بإنتاج سنوي بلغ نحو 130 طنا، وعلى رغم من فقدانها موقع الصدارة العالمي، فإنها ما زالت تحافظ على حضور قوي في صناعة الذهب بفضل خبرتها الطويلة وبنيتها التحتية المتطورة.
وبدأ إنتاج جنوب إفريقيا من الذهب في التراجع بداية من عام 2001، حيث عانت من بعض العوامل المتشابكة التي أودت بها للتخلي عن الصدارة، وفي عام 2007 تراجعت عن المركز الأول عالميًا لصالح الصين، وهو بداية الانحدار الكبير الذي شل الإنتاج إلى اليوم، حيث واجهت البلاد منافسة قوية من دول أخرى تمتلك تقنيات ومعدات أحدث، تمكنها من استخراج المعدن الأصفر بسرعة وكفاءة أعلى، كما أدى نضوب المناجم السطحية إلى الاعتماد على التعدين العميق، وهو ما رفع تكاليف استخراج الذهب بشكل كبير، خاصة في ظل مشاكل البنية التحتية وأزمات الطاقة التي تعاني منها البلاد نظرًا لاحتياج التعدين العميق إلى كميات ضخمة من الطاقة والتهوية وضخ المياه، علاوة على ذلك شهد قطاع التعدين موجات من الإضرابات العمالية للمطالبة بتحسين الأجور ما تسبب في توقف الإنتاج لفترات طويلة والذي أدى بدوره إلى تراجع القدرة التنافسية للدولة.
وتمتلك الدولة الذي يصل عدد سكانها إلى 62 مليون نسمة، ويبلغ مساحتها نحو 1.22 مليون كيلو مترا مربعا، احتياطيات رسمية تقدر بنحو 125 طنًا من الذهب ضمن الاحتياطات النقدية، ما يضعها في المرتبة الرابعة أفريقيًا بعد كل من: «الجزائر، ليبيا، ومصر»، حيث تُعد هذه الاحتياطيات داعمًا قويًا للاقتصاد الوطني والعملة المحلية، خاصة في ظل التقلبات الاقتصادية العالمية، وتعكس سياسة البنك المركزي في تنويع الأصول الاحتياطية والاعتماد على المعدن الأصفر كملاذ آمن لتعزيز الاستقرار المالي.
ويمثل الذهب جزءًا مهمًا من اقتصاد البلاد، رغم تراجع مكانته أمام نمو قطاعات أخرى مثل: «البلاتين، والفحم»، ولكن قطاع التعدين يسهم بنسبة تتراوح بين 7 إلى 8% من الناتج المحلي الإجمالي، إلى جانب دوره المهم كمصدر رئيسي للعملات الأجنبية عبر الصادرات، ومساهمته في خلق فرص عمل كبيرة للمواطنين وتنشيط الحركة الاقتصادية، حيث ساهم المعدن النفيس في دفع عجلة التنمية لعقود متواصلة، في قطاعات مختلفة.
وعلى الرغم من انخفاض تأثير الذهب في صياغة السياسات الوطنية، فإنه ما زال يشكل عاملًا مؤثرًا في قرارات الحكومة المتعلقة بضرائب الشركات وحماية البيئة وفرص العمل في مناطق التعدين، كما يحتفظ بأهمية استراتيجية في العلاقات الاقتصادية مع الدول المستوردة والمستثمرة في القطاع، وهو ما يمنحه دورًا رئيسيًا غير مباشر في صياغة العلاقات الدولية للبلاد.
طرق استخراج الذهبويُستخرج المعدن الأصفر في جنوب إفريقيا عبر عدة طرق مختلفة تختلف بطبيعة الرواسب وعمقها، وأكثر الطرق شيوعًا هو التعدين العميق تحت الأرض، حيث تمتلك البلاد مناجم تُعد من الأعمق في العالم وتصل في بعض الحالات إلى أكثر من أربعة كيلومترات تحت سطح الأرض، حيث يستخدم العمال المعدات الثقيلة لحفر الأنفاق لاستخراج الصخور الغنية بالذهب ونقلها إلى السطح لمعالجتها.
ويُستخدم التعدين السطحي عندما يكون الذهب بشكل قريب من سطح الأرض، حيث تقوم الجرافات والشاحنات الضخمة بإزالة الطبقات العلوية من التربة والصخور للوصول إلى الذهب الخام، فيما يُستخدم التعدين بالغسل أو الغربلة، لفصل الذهب عن الرمال باستخدام الماء وأحواض الغسل أو أجهز الطرد المركزي، ويستخدم في ظل وجود الرواسب النهرية أثناء عملية التنقية.
وأخيرًا عند استخراج الذهب الخام، تبدأ مرحلة المعالجة «السيانيدية»، وهي عبارة عن عملية كيميائية تعتمد على إذابة الذهب باستخدام محلول «السيانيد»، ثم استخلاصه من المحلول عبر طرق كهربائية أو كيميائية أخرى، وفي النهاية يُنقل الذهب المستخلص إلى أفران خاصة لمرحلة التكرير والصهر، حيث يُنقى من الشوائب للحصول على ذهب عالي النقاء جاهز للتصدير للأسواق العالمية.
وتحتوي الدولة الأفريقية على عدد كبير من المناجم الغنية بالذهب، حيث يأتي حوض «ويتواترسراند»، كواحدًا من أغنى المناطق بالذهب في العالم، ويحتوي على النسبة الأكبر من احتياطيات الذهب في البلاد.
ويشمل عددًا كبيرًا من المناجم، أبرزها منجم «ساوث ديب»، الذي يحتوي على قرابة 32.8 مليون أوقية من الذهب، إلى جانب منجم «مبونينج»، والذي يُعرف بأنه أعمق منجم في العالم بعمق أربعة كيلومترات، ويحتوي على ما يزيد من 45 مليون أوقية، كما يحتوي أيضًا على مناجم أخرى مثل منجم «كلوف»، و«دريفونتين»، و«تشيبونج»، والتي تساهم بشكل رئيسي في إنتاج الذهب في البلاد.
وإلى جانب ذلك، تأتي منطقة «باربيرتون»، كواحدة من أقدم وأشهر مواقع الذهب، حيث شهدت تلك المنطقة الاكتشافات الذهبية في البلاد أواخر القرن التاسع عشر، ولا تزال حتى الآن تنتج ذهبًا عالي الجودة بفضل رواسبها الغنية، إضافة إلى تميزها بمناجم صغيرة ومتوسطة الحجم تواصل العمل بكفاءة لإنتاج الذهب، مما يحافظ على مكانتها كمركز تاريخي وانتاجي في خريطة الذهب بجنوب إفريقيا.
الشركات العاملة في الذهبوتعمل مجموعة كبيرة من الشركات المحلية والأجنبية في قطاع التعدين بجنوب أفريقيا، وتتمثل الشركات المحلية في: «أنجلو جولد أشانتي، جولد فيلدز، هارموني جولد، وسيباني ستيلووتر»، وهي شركات تصل عملياتها إلى دول أخرى في القارة وخارجها، وأما عن الشركات الأجنبية فتتمثل في: «نيومونت، باريك جولد، شاندونج جولد»، وتتركز أنشطتها في دول مثل: «جمهورية غانا، ومالي، وتنزانيا»، إلى أن تأثيرها يمتد عبر سلاسل التوريد التي تشمل جنوب أفريقيا.
وتواجه جنوب أفريقيا ظاهرة التعدين غير المشروع، المعروف محليًا باسم «الزمازاما»، وهو عبارة عن استخراج الذهب من المناجم المهجورة بشكل غير قانوني عبر مجموعة من المنقبين الذين يعملون في الغالب في ظروف شديدة الخطورة داخل الأنفاق غير المؤمنة لاستخراج الذهب وبيعه إلى دول الجوار، ما يمثل خسارة للبلاد تقدر بمليارات الدولارات سنويًا، حيث أصبحت مشكلة اقتصادية وأمنية معقدة تعاني منها بشكل متكرر.
ودخلت المجموعات المسلحة على خط التعدين غير المشروع إلى جانب المنقبين، مستغلة ضعف الرقابة على آلاف المناجم المهجورة في البلاد، حيث تسيطر بالقوة على مناطق التعدين لاستخراخ الذهب وتهريبه إلى الأسواق الخارجية ودول الجوار.
واجهة التصديروتتجه صادرات الذهب الجنوب أفريقي لعدد من الدول العربية والأجنبية، حيث تستقبل الأسواق الآسيوية كميات ضخمة من الذهب، وفي مقدمة المستوردين دول مثل الهند والصين، حيث يستخدم في صناعة المجوهرات والحُلي الذي يُعد جزءًا مهمًا من الثقافة والتقاليد..
وفي القارة العجوز، تأتي سويسرا في مقدمة المستوردين للذهب الجنوب أفريقي، لكونها واحدة من أهم الدول في تكرير الذهب وإعادة صياغته بأعلى مستويات النقاء، قبل إعادة تصديره إلى الأسواق العالمية، إلى جانب استقبال دول مثل: «أمريكا، بريطانيا، ألمانيا»، إلى الذهب الجنوب أفريقي.
اقرأ أيضاًبصادرات 11.6 مليار دولار.. غانا على أعتاب دخول نادي الخمسة الكبار عالميا في إنتاج الذهب
خبراء: ارتفاع أسعار الذهب العالمية يعزز أرباح الاقتصاد الوطني في غانا